فوائد قوله تعالى : (( ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوفٌ حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم )) وإثبات البعث، وذكر المواضع الخمسة التي وردت في سورة البقرة التي تدل على ذلك. حفظ
يستفاد من هذه الآية الكريمة عدة أمور:
أولا: أن قصة هؤلاء القوم كانت مشهورة، لأن قوله: ((ألم تر)) تدل على التقرير والتعجيب، وأن هذا أمر واقع، وانظر إلى أمثلتها في القرآن تجدها هكذا، ((ألم نشرح لك صدرك)) نعم معلوم وإلا غير معلوم؟ معلوم، (( ألم نجعل له عينين)) معلوم وإلا غير معلوم؟ معلوم، ((ألم تر إلى ربك كيف مد الظل)) معلوم، ((ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل)) معلوم وإلا لا؟ كل هذا أمر معلوم، فكأن هؤلاء القوم قصتهم مشهورة معلومة، ولهذا جاءت بصيغة التقرير.
ومن فوائد الآية الكريمة: أنه لا يجوز للإنسان أن يفر من قدر الله، من أين يؤخذ؟ من قول الله: ((فقال لهم الله موتوا)) وقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الطاعون: (إذا سمعتم به في أرض فلا تقدموا عليه، وإن وقع وأنتم فيها فلا تخرجوا منها فرارا منه) فرارا منها أما تخرجوا لسبب آخر فلا بأس .
ومن فوائد الآية الكريمة: تمام قدرة الله عزوجل، لقوله: ((موتوا)) وماتوا وإلا لا؟ نعم ماتوا بدليل قوله تعالى: ((ثم أحياهم)) فيستفاد منها تمام قدرته بإماتة الحي وإحياء الميت .
ومن فوائدها: أن فيها دلالة على البعثياعبد الله، وجهه؟ أن هؤلاء أحياهم بعد ما أماتهم، وقد وقع في هذه السورة بيان قدرة الله في إحياء الموتى في خمسة مواضع أظنها سبقت؟
الموضع الأول: في قوم موسى، قوم موسى أنهم أخذتهم الصاعقة وهم ينظرون ثم بعثهم الله بعد موتهم.
والثانية: قصة القتيل الذي أمر الله تعالى أن تذبح بقرة ويوضع في بعضها، فضربوه ببعضها فأحياه الله.
والقصة الثالثة: هذه، ...لا هذه الآية .
والآية الرابعة: ((أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها فقال أنى يحي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه)) وستأتي إن شاء الله تعالى.
والقصة الخامسة: قصة ابراهيم ((رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي)) هذا خمس حوادث في سورة واحدة كلها تثبت البعث وأن الله تعالى قادر على ذلك.