تفسير قوله تعالى : (( فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها )) حفظ
طيب ((فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله)) الجواب؟ الجواب الذي هو النتيجة الحتمية: ((فقد استمسك بالعروة الوثقى)) سبحان الله العظيم البلاغة العظيمة ((فقد استمسك)) ولم يقل: فقد تمسك نعم؟ استمسك أبلغ لأن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى غالبا ما هو دائما،((استمسك)) يعني معناه اشتد تمسكه، ثم إنها تشعر بأن هناك هلكة، هلكة، تناول الإنسان هذه العروة ثم استمسك بها وهو كذلك، فإن الأصل هلك إلا من عصم الله (( وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي)) فهنا ((استمسك)) تدل على شدة التمسك وعلى أن هناك شيئا يحاول الخلاص منه حتى وصل إلى هذه العروة، والعروة في الأصل مقبض الشيء، عروة الإبريق مثلا، عروة السطل وأشياء كثيرة من هذا المثال إنما هي المقبض الذي يقبض الإنسان عليه هذه العروة، ((الوثقى)) مؤنث أوثق وهو مأخوذ من أين؟ من الثقة التي هي الطمأنينة على الشيء أي بالعروة التي هي أشد ما يطمئن الإنسان به بمعنى أنه إذا تمسك بها أيقنا ايقانا كاملا بماذا؟ بالنجاة، لأن الإنسان ربما يتمسك بالرشا خوفا من الغرق ولكن هل هو واثق؟ ما هو واثق، يخشى أن ينفلت من يده يخشى أن ينقطع ما هو على ثقة، لكن هنا قال:((الوثقى)) يعني تأنيث أوثق التي هي أوثق ما يكون، ثم مع ذلك ((لا انفصام لها)) شف ثلاثة أوصاف، استمساك، عروة وثقى، ثالثا: لا انفصام لها، يعني لا يمكن أن تنفصل، ولهذا أتى بلا النافية للجنس الذي لا يمكن أن يقع يعني لا يمكن أن تنفصل، العروة قد تكون وثقى لكن يمكن مع طول الزمن تنفصم، يمكن مع ثقل الحمل تنفصم، لكن هذه العروة لا تنفصم ((بالعروة الوثقى لا انفصام لها)) أبدا ، إذا من استمسك بها فهو ناج ولا محالة، فما أيسر الأمر تخل ثم تحل بشيء تطمئن إليه النفس وترضى به وتقبله، ثم النتيجة أن تنجوا بهذه العروة التي استمسكت بها، استمسك، وقلت لكم استمسك أبلغ من تمسك، لأن الإنسان قد يتمسك بالشيء لكن لا يستمسك به أي لا يحصل له الإمساك بذلك، بخلاف استمسك، وقوله: ((لا انفصام لها)) هذا الوصف الثالث أي أنه آمن من أيش؟ من الانفصام وهو الانقطاع.