شرح قول المصنف :" ولا ينجس الآدمي بالموت ". حفظ
الشيخ : قال " ولا ينجس الأدمي بالموت " الأدمي لا ينجس بالموت وقوله الأدمي أي من كان من بني أدم من مؤمن وكافر وذكر وأنثى وصغير وكبير لا ينجس بالموت، الدليل قول، عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن المؤمن لا ينجس ) هذا واحد، دليل أخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الذي وقَصَتْه ناقته يوم عرفة قال ( اغسلوه بماء وسدر ) وقال في اللاتي يُغسّلن ابنته ( اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو سبعا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك ) وهذا يدل على أن بدن الميّت ليس بنجس لأنه لو كان نجسا لم يُفِد الغسل به شيئا، لو أنك غسلت الكلب ألاف المرات ما صار طاهرا ولولا أن الغسل يؤثّر فيه الطهارة لكان أمر النبي صلى الله عليه وسلم به إيش؟ عبثا، لا فائدة منه وعلى هذا فيكون الأدمي لا ينجس بالموت، فإن قلت هذا ظاهر، هذا ظاهرٌ في المؤمن أنه لا ينجس لكن بالنسبة للمشرك الكافر، كيف تقول لا ينجس والحديث ( إن المؤمن لا ينجس ) وقال عز وجل في القرأن (( إنما المشركون نجس )) فالجواب أن نقول إن المراد بالنجاسة هنا النجاسة المعنوية ودليل ذلك أن الله أباح لنا طعام الذين أوتوا الكتاب مع أن أيديهم تُلامسه وأباح لنا أن نتزوّج نساء أهل الكتاب والإنسان يُلامس زوجته، نعم، ولم يأمرنا بالتطهّر منها فدل ذلك على أن النجاسة المذكورة في قوله تعالى (( إنما المشركون نجس )) النجاسة المعنوية لا النجاسة الحسية، وعليه فالأدمي لا ينجس بالموت وذهب بعض العلماء إلى أن الأدمي الكافر ينجس بموته واستدل بمنطوق الأية الكريمة ومفهوم حديث أبي هريرة وأن هذا الكافر لا يُغسّل، نعم، فإذا كان لا يغسل فالعلّة فيه أنه نجس العين ومن كان نجس العين لا يُفيد فيه التغسيل، لا لا والقول الأول أصح.