شرح قول المصنف :" ومني الآدمي ". حفظ
الشيخ : قال المؤلف رحمه الله " ومني الأدمي " هذا أحد المسائل المتعدّدة، بول ما يؤكل لحمه وروثه ومنيه ومني الأدمي ورطوبة فرج المرأة وسُؤر الهرة وما دونها في الخلقة، هذه الست مسائل كلها أخبر عنها بخبر واحد وهو قوله " طاهر " .
مني الأدمي طاهر والمني هو الذي يخرج من الإنسان بالشهوة وهو ماء غليظ وصفه الله بقوله (( من ماء مهين )) مهين يعني غليظ ماء ما يسيل من غِلَظه بخلاف الماء الذي يسيل فهو ماء ليس بمهين بل متحرك، هذا الماء منه خُلِق أدم كما قال الله تعالى (( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ )) فمن هذا الماء خُلِق الأنبياء والأولياء، خُلِق الصديقون والشهداء والصالحون فهو طاهر ولنا في تقرير طهارته ثلاثة طرق.
الطريق الأول أن الأصل في الأشياء الطهارة، هذا واحد.
الطريق الأول أن الأصل في الأشياء الطهارة فمن ادعى أن شيئا ما نجس فعليه الدليل، ثانيا أن الرسول عليه الصلاة والسلام كانت أم المؤمنين عائشة تغسل الرَطْب من منيّه وتفرك اليابس، تفركه بظفرها بدون غسل ويصلي فيه ولو كان نجِسا ما اكتُفِيَ فيه بالفرك لأن النجاسة ما يُكتفى فيها بالفرك كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في دم الحيض يصيب الثوب قال ( تحتُّه ثم تقرصه ثم تنضحه في الماء أو قال تغسله ثم تصلي فيه ) فلا بد من الغسل بعد الحتّ ولو كان نجسا لكان لا بد من غسله بكل حال.
أما الطريق الثالث فهو أن هذا الماء أصل عباد الله المخلَصين من النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين وتأبى حكمة الله عز وجل أن يكون أصل هؤلاء البررة الأطهار، أصلهم نجس، أن يكون أصلهم نجسا ولهذا مرّ رجل بعالمين يتناظران فقال ما شأنكما؟ قال كنت أحاول أن أجعل أصله طاهرا وهو يُحاول أن يجعل أصله نجسا ،نعم، لأن واحد منهم يرى نجاسة المني وواحد يرى طهارته، وقد عقد ابن القيم رحمه الله في كتابه "بدائع الفوائد" مناظرة بين رجلين أحدهم يرى طهارة المني والثاني يرى نجاسته، وهي مناظرة مُفيدة لطالب العلم لو رجعتم إليها في كتابه "بدائع الفوائد" غير "الفوائد" له كتاب اسمه "الفوائد" وله كتاب اسمه "بدائع الفوائد".
طيب فإذا قال قائل لماذا لا تقولون إنه نجس كفضلات بني أدم فإن فضلات بني أدم كالبول والغائط نجسة فلماذا لا تجعلون هذا مثله؟ فالجواب أنه ليس جميع فضلات بني أدم نجسة، فريقه مُخاطه عرقه كله طاهر ثم هناك فرق بين البول والغائط وبين المني، البول والغائط هو فضْلة الطعام والشراب وله رائحة كريهة مستخبثة في مشام الناس وفي مناظر الناس فكان نجسا، أما المني فبالعكس المني في الواقع خلاصة خلاصة الطعام لأنه عبارة عن تحوّل المني لقوّة ما حصل من الشهوة في البدن والحرارة حتى وصل إلى هذا الماء الذي يشتمل على حيوانات كثيرة جدا مُهيّئة لأن تكون أصلا لبني أدم، فكيف تكون هذه الخلاصة مثل السَّفَل الذي هو الفاسد من الطعام والشراب.
الطعام والشراب يتحوّل أولا إلى دم، هذا الدم يسقي به الله تعالى الجسم ولهذا يمرّ على الجسم كله كما يعرفه من يعرف دورات الدماء ثم عند حدوث الشهوة يتحوّل إلى هذا الماء الذي يُخْلق منه الأدمي، فالفرق بين الفضلتين من حيث الحقيقة واضح جدا، وإذا كان الفرق واضحا هل يُمكن أن نلحق إحداهما بالأخرى في الحكم وإلا لا؟ لا يمكن، هذه فضلة طيّبة طاهرة خلاصة وهذه فضلة خبيثة مُنتة مكروهة سَفَلْ، سَفَلْ، الشيء اللي ما فيه نفع هو الذي ينزل فلا يُمكن أن يقاس.
فإذًا يكون دل عليه الأثر والنظر على طهارته وطُرُق الطهارة الأن ثلاثة بيّناها.
طيب قول " مني الأدمي " مفهومه أن مني غير الأدمي نجس ولكن هذا المفهوم لا عموم له وهذه قاعدة عند العلماء يقولون " المفهوم لا عموم له " مفهوم المخالفة لأنه يصدُق بالمخالفة في صورة واحدة من الصور وإن كانت الباقي موافقة، أفهمتم القاعدة الأن؟
طيب إذا وجدنا كلاما له منطوق ومفهوم فالمفهوم لا عموم له، ويش معنى لا عموم له؟ أي أنه لا يُخالف المنطوق في جميع الصور، يكفي في اعتباره أن يُخالف المنطوق في صورة من الصور.
طيب هذا اللي عندنا وبنجيب مثالا أيضا من الحديث لكن نحلّل كلام المؤلف " مني الأدمي طاهر " مفهومه مني غيره ليس بطاهر، وقد سبق لنا قريبا أن مني ما يؤكل لحمه طاهر وهو غير أدمي، كذا؟
إذًا مني ما لا يؤكل لحمه نجس، من أين نأخذه؟ من مفهوم قوله "مني الأدمي" فصار المفهوم الأن يتضمن شيئين أحدهما يُوافق المنطوق والثاني يُخالفه، صح وإلا؟
السائل : صح.
الشيخ : طيب فصح أن نُقيّد بالأدمي لأن لدينا صورة من الصور تُخالف هذا الحكم وهو مني ما لا يؤكل لحمه فهو نجس، كل ما لا يؤكل لحمه فمنيّه نجس حتى وإن كان ظاهرا في الحياة مثل الهرة، منيّها نجس كذا؟ منيها نجس.
طيب الديك؟
السائل : ... .
الشيخ : طاهر؟ طاهر إذًا طاهر طاهر طاهر وإلا لا؟ والهرة نجس، الفأرة؟
السائل : نجس.
الشيخ : نجس؟ لأنه لا يؤكل لحمها، هذا الحكم أخذناه من كلام المؤلف من المفهوم، أخذناه من المفهوم، واضح؟
طيب إذا قال قائل ما هو الدليل على أن مني ما لا يؤكل لحمه نجس؟ ويش الدليل؟
السائل : ... .
الشيخ : يقولون إننا نقيس على البول، البول والروث منه نجس فيكون هذا نجس لأن الكل فَضْلة، يورد عليهم الأدمي يُقال الأدمي بوله وروثه نجس، لماذا جعلتموه، جعلتم منيه طاهرا؟
السائل : ... .
الشيخ : يُجاب عنه بأنه قام الدليل على طهارته بخلاف غيره وقال بعض.
مني الأدمي طاهر والمني هو الذي يخرج من الإنسان بالشهوة وهو ماء غليظ وصفه الله بقوله (( من ماء مهين )) مهين يعني غليظ ماء ما يسيل من غِلَظه بخلاف الماء الذي يسيل فهو ماء ليس بمهين بل متحرك، هذا الماء منه خُلِق أدم كما قال الله تعالى (( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ )) فمن هذا الماء خُلِق الأنبياء والأولياء، خُلِق الصديقون والشهداء والصالحون فهو طاهر ولنا في تقرير طهارته ثلاثة طرق.
الطريق الأول أن الأصل في الأشياء الطهارة، هذا واحد.
الطريق الأول أن الأصل في الأشياء الطهارة فمن ادعى أن شيئا ما نجس فعليه الدليل، ثانيا أن الرسول عليه الصلاة والسلام كانت أم المؤمنين عائشة تغسل الرَطْب من منيّه وتفرك اليابس، تفركه بظفرها بدون غسل ويصلي فيه ولو كان نجِسا ما اكتُفِيَ فيه بالفرك لأن النجاسة ما يُكتفى فيها بالفرك كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في دم الحيض يصيب الثوب قال ( تحتُّه ثم تقرصه ثم تنضحه في الماء أو قال تغسله ثم تصلي فيه ) فلا بد من الغسل بعد الحتّ ولو كان نجسا لكان لا بد من غسله بكل حال.
أما الطريق الثالث فهو أن هذا الماء أصل عباد الله المخلَصين من النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين وتأبى حكمة الله عز وجل أن يكون أصل هؤلاء البررة الأطهار، أصلهم نجس، أن يكون أصلهم نجسا ولهذا مرّ رجل بعالمين يتناظران فقال ما شأنكما؟ قال كنت أحاول أن أجعل أصله طاهرا وهو يُحاول أن يجعل أصله نجسا ،نعم، لأن واحد منهم يرى نجاسة المني وواحد يرى طهارته، وقد عقد ابن القيم رحمه الله في كتابه "بدائع الفوائد" مناظرة بين رجلين أحدهم يرى طهارة المني والثاني يرى نجاسته، وهي مناظرة مُفيدة لطالب العلم لو رجعتم إليها في كتابه "بدائع الفوائد" غير "الفوائد" له كتاب اسمه "الفوائد" وله كتاب اسمه "بدائع الفوائد".
طيب فإذا قال قائل لماذا لا تقولون إنه نجس كفضلات بني أدم فإن فضلات بني أدم كالبول والغائط نجسة فلماذا لا تجعلون هذا مثله؟ فالجواب أنه ليس جميع فضلات بني أدم نجسة، فريقه مُخاطه عرقه كله طاهر ثم هناك فرق بين البول والغائط وبين المني، البول والغائط هو فضْلة الطعام والشراب وله رائحة كريهة مستخبثة في مشام الناس وفي مناظر الناس فكان نجسا، أما المني فبالعكس المني في الواقع خلاصة خلاصة الطعام لأنه عبارة عن تحوّل المني لقوّة ما حصل من الشهوة في البدن والحرارة حتى وصل إلى هذا الماء الذي يشتمل على حيوانات كثيرة جدا مُهيّئة لأن تكون أصلا لبني أدم، فكيف تكون هذه الخلاصة مثل السَّفَل الذي هو الفاسد من الطعام والشراب.
الطعام والشراب يتحوّل أولا إلى دم، هذا الدم يسقي به الله تعالى الجسم ولهذا يمرّ على الجسم كله كما يعرفه من يعرف دورات الدماء ثم عند حدوث الشهوة يتحوّل إلى هذا الماء الذي يُخْلق منه الأدمي، فالفرق بين الفضلتين من حيث الحقيقة واضح جدا، وإذا كان الفرق واضحا هل يُمكن أن نلحق إحداهما بالأخرى في الحكم وإلا لا؟ لا يمكن، هذه فضلة طيّبة طاهرة خلاصة وهذه فضلة خبيثة مُنتة مكروهة سَفَلْ، سَفَلْ، الشيء اللي ما فيه نفع هو الذي ينزل فلا يُمكن أن يقاس.
فإذًا يكون دل عليه الأثر والنظر على طهارته وطُرُق الطهارة الأن ثلاثة بيّناها.
طيب قول " مني الأدمي " مفهومه أن مني غير الأدمي نجس ولكن هذا المفهوم لا عموم له وهذه قاعدة عند العلماء يقولون " المفهوم لا عموم له " مفهوم المخالفة لأنه يصدُق بالمخالفة في صورة واحدة من الصور وإن كانت الباقي موافقة، أفهمتم القاعدة الأن؟
طيب إذا وجدنا كلاما له منطوق ومفهوم فالمفهوم لا عموم له، ويش معنى لا عموم له؟ أي أنه لا يُخالف المنطوق في جميع الصور، يكفي في اعتباره أن يُخالف المنطوق في صورة من الصور.
طيب هذا اللي عندنا وبنجيب مثالا أيضا من الحديث لكن نحلّل كلام المؤلف " مني الأدمي طاهر " مفهومه مني غيره ليس بطاهر، وقد سبق لنا قريبا أن مني ما يؤكل لحمه طاهر وهو غير أدمي، كذا؟
إذًا مني ما لا يؤكل لحمه نجس، من أين نأخذه؟ من مفهوم قوله "مني الأدمي" فصار المفهوم الأن يتضمن شيئين أحدهما يُوافق المنطوق والثاني يُخالفه، صح وإلا؟
السائل : صح.
الشيخ : طيب فصح أن نُقيّد بالأدمي لأن لدينا صورة من الصور تُخالف هذا الحكم وهو مني ما لا يؤكل لحمه فهو نجس، كل ما لا يؤكل لحمه فمنيّه نجس حتى وإن كان ظاهرا في الحياة مثل الهرة، منيّها نجس كذا؟ منيها نجس.
طيب الديك؟
السائل : ... .
الشيخ : طاهر؟ طاهر إذًا طاهر طاهر طاهر وإلا لا؟ والهرة نجس، الفأرة؟
السائل : نجس.
الشيخ : نجس؟ لأنه لا يؤكل لحمها، هذا الحكم أخذناه من كلام المؤلف من المفهوم، أخذناه من المفهوم، واضح؟
طيب إذا قال قائل ما هو الدليل على أن مني ما لا يؤكل لحمه نجس؟ ويش الدليل؟
السائل : ... .
الشيخ : يقولون إننا نقيس على البول، البول والروث منه نجس فيكون هذا نجس لأن الكل فَضْلة، يورد عليهم الأدمي يُقال الأدمي بوله وروثه نجس، لماذا جعلتموه، جعلتم منيه طاهرا؟
السائل : ... .
الشيخ : يُجاب عنه بأنه قام الدليل على طهارته بخلاف غيره وقال بعض.