قال المؤلف :" ولا يغسل شهيد ومقتول ظلما " حفظ
الشيخ : ثم قال " ولا يغسل شهيد ومقتول ظلما إلا أن يكون جنبا " ولا يغسل شهيد لا نافية والنفي يحتمل الكراهة ويحتمل التحريم ولهذا اختلف أصحابنا رحمهم الله هل تغسيل الشهيد حرام أو مكروه فقال بعضهم إنه مكروه وقال بعضهم إنه حرام والصحيح أنه حرام لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتلى بدر أن يدفنوا في ثيابهم وألا يغسلوا ولأن التغسيل واجب ولا يترك الواجب من أجل فعل المكروه لا يترك إلا لمحرم وعلى هذا فالقول الصحيح في هذه المسألة أنه لا يغسل تحريما أو كراهة؟ تحريما وقول الشهيد المراد بالشهيد هنا شهيد المعركة لا من في حكم الشهيد شهيد المعركة الذي يقتل وهو مقاتل لتكون كلمة الله هي العليا أما من قاتل لوطنية أو قومية أو عصبية فليس بشهيد ولو قتل لكن من قاتل حماية لوطنه الإسلامي من أجل أنه وطن إسلامي فقد قاتل لحماية الدين فيكون من هذا الوجه في سبيل الله ولهذا يجب أن نبين لإخواننا في الجيش أنهم إنما يتأهبون للقتال لا دفاعا عن وطنهم من أجل أنه وطنهم ولكن من أجل أنه وطن إسلامي يقاتلون لحماية الإسلام حتى يكونون عند الموت شهداء لأن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل ليرى مكانه أي ذلك في سبيل الله قال ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) فسئل من قاتل حمية فالذي يقاتل حمية نقول لماذا تقاتل حمية؟ هل هو حدب على قومك أو رغبة في بقاء الإسلام في بلادك؟ إن قال بالأول فليس بشهيد وإن قال بالثاني فهو شهيد قال أن أقاتل حدبا على قومي ليبقى الإسلام في بلادي قلنا إذا أنت في سبيل الله الشهيد لا يغسل وقوله " ومقتول ظلما " يعني أن المقتول ظلما لا يغسل أيضا لأن المقتول ظلما شهيد قال النبي عليه الصلاة والسلام ( من قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون ماله فهو شهيد ) هكذا قال المؤلف والصحيح أن المقتول ظلما يغسل كغيره من الناس ولا يمكن أن يساوى بشهيد المعركة وإن كان يطلق عليه اسم شهيد فالمطعون أيضا شهيد والمبطون شهيد والغريق شهيد والحريق شهيد وليس كل ما أطلق عليه اسم الشهيد يكون حكمه كشهيد المعركة لأن شهيد المعركة يا إخوانا مد رقبته إلى عدوه ليقطعها في سبيل الله والمقتول ظلما أكره على المقاتلة أكره على المقاتلة حتى قتل فبينهما فرق عظيم ولهذا يجب ألا نظن أن الشهداء في مرتبة واحدة وإن كانوا شهداء كل في مرتبته (( ولكل درجات مما عملوا )) فالصحيح أن جميع الموتى من المسلمين يغسلون ويكفنون ويصلى عليهم إلا شهداء المعركة فقط فهؤلاء لا يغسلون ولا يكفنون ولا يصلى عليهم لكن لماذا؟ لأن المقصود بالصلاة عليهم الشفاعة لهم وكفى ببارقة السيوف على رؤوسهم شفاعة كفى بذلك فهم يشفع لهم هذا البذل الذي بذلوه بذلوا أغلى ما عندهم وهي النفوس لإعلاء كلمة الله.