كتاب قسم الفيء والبيعة-561
الشيخ عبد المحسن العباد
سنن النسائي
الحجم ( 3.89 ميغابايت )
التنزيل ( 1404 )
الإستماع ( 498 )


6 - أخبرنا عمرو بن يحيى بن الحارث قال حدثنا محبوب يعني ابن موسى قال أخبرنا أبو إسحاق هو الفزاري عن سفيان عن قيس بن مسلم قال : ( سألت الحسن بن محمد عن قوله عز و جل { واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه } قال هذا مفاتح كلام الله الدنيا والآخرة لله قال اختلفوا في هذين السهمين بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم سهم الرسول وسهم ذي القربى فقال قائل سهم الرسول صلى الله عليه و سلم للخليفة من بعده وقال قائل سهم ذي القربى لقرابة الرسول صلى الله عليه و سلم وقال قائل سهم ذي القربى لقرابة الخليفة فاجتمع رأيهم على أن جعلوا هذين السهمين في الخيل والعدة في سبيل الله فكانا في ذلك خلافة أبي بكر وعمر ) أستمع حفظ

13 - أخبرنا عمرو بن يحيى قال حدثنا محبوب قال أنبأنا أبو إسحاق عن سعيد الجريري عن يزيد بن الشخير قال بينا أنا مع مطرف بالمربد إذ دخل رجل معه قطعة آدم قال : ( كتب لي هذه رسول الله صلى الله عليه و سلم فهل أحد منكم يقرأ قال قلت أنا أقرأ فإذا فيها من محمد النبي صلى الله عليه و سلم لبنى زهير بن أقيش أنهم إن شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وفارقوا المشركين وأقروا بالخمس في غنائمهم وسهم النبي صلى الله عليه و سلم وصفيه فإنهم آمنون بأمان الله ورسوله ) أستمع حفظ

17 - قال أبو عبد الرحمن قال الله جل ثناؤه { واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين وبن السبيل } وقوله عز و جل لله ابتداء كلام لأن الأشياء كلها لله عز و جل ولعله إنما استفتح الكلام في الفيء والخمس بذكر نفسه لأنها أشرف الكسب ولم ينسب الصدقة إلى نفسه عز و جل لأنها أوساخ الناس والله تعالى أعلم وقد قيل يؤخذ من الغنيمة شيء فيجعل في الكعبة وهو السهم الذي لله عز و جل وسهم النبي صلى الله عليه و سلم إلى الإمام يشتري الكراع منه والسلاح ويعطي منه من رأى ممن رأى فيه غناء ومنفعة لأهل الإسلام ومن أهل الحديث والعلم والفقه والقرآن وسهم لذي القربى وهم بنو هاشم وبنو المطلب بينهم الغني منهم والفقير وقد قيل إنه للفقير منهم دون الغني كاليتامى وابن السبيل وهو أشبه القولين بالصواب عندي والله تعالى أعلم والصغير والكبير والذكر والأنثى سواء لأن الله عز و جل جعل ذلك لهم وقسمه رسول الله صلى الله عليه و سلم فيهم وليس في الحديث أنه فضل بعضهم على بعض ولا خلاف نعلمه بين العلماء في رجل لو أوصى بثلثه لبني فلان أنه بينهم وأن الذكر والأنثى فيه سواء إذا كانوا يحصون فهكذا كل شيء صير لبني فلان إنه بينهم بالسوية إلا أن يبين ذلك الأمر به والله ولي التوفيق وسهم لليتامى من المسلمين وسهم للمساكين من المسلمين وسهم لابن السبيل من المسلمين ولا يعطى أحد منهم سهم مسكين وسهم ابن السبيل وقيل له خذ أيهما شئت والأربعة أخماس يقسمها الإمام بين من حضر القتال من المسلمين البالغين أستمع حفظ

18 - أخبرنا علي بن حجر قال حدثنا إسماعيل يعني ابن إبراهيم عن أيوب عن عكرمة بن خالد عن مالك بن أوس بن الحدثان قال جاء العباس وعلي إلى عمر يختصمان فقال العباس : ( اقض بيني وبين هذا فقال الناس افصل بينهما فقال عمر لا أفصل بينهما قد علما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا نورث ما تركنا صدقة قال فقال الزهري وليها رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذ منها قوت أهله وجعل سائره سبيله سبيل المال ثم وليها أبو بكر بعده ثم وليتها بعد أبي بكر فصنعت فيها الذي كان يصنع ثم أتياني فسألاني أن أدفعها إليهما على أن يلياها بالذي وليها به رسول الله صلى الله عليه و سلم والذي وليها به أبو بكر والذي وليتها به فدفعتها إليهما وأخذت على ذلك عهودهما ثم أتياني يقول هذا اقسم لي بنصيبي من ابن أخي ويقول هذا اقسم لي بنصيبي من امرأتي وإن شاءا أن أدفعها إليهما على أن يلياها بالذي وليها به رسول الله صلى الله عليه و سلم والذي وليها به أبو بكر والذي وليتها به دفعتها إليهما وإن أبيا كفيا ذلك ثم قال { واعلموا إنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل } هذا لهؤلاء { إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله } هذه لهؤلاء { وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب } قال الزهري هذه لرسول الله صلى الله عليه و سلم خاصة قرى عربية فدك كذا وكذا فما { أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل } { وللفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم } { والذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم } { والذين جاؤوا من بعدهم } فاستوعبت هذه الآية الناس فلم يبق أحد من المسلمين إلا له في هذا المال حق أو قال حظ إلا بعض من تملكون من أرقائكم ولئن عشت إن شاء الله ليأتين على كل مسلم حقه أو قال حظه ) أستمع حفظ