متفرقات-044
هل يجوز السؤال عن مكان الله عز وجل، وإن كان جائزًا فما هي الإجابة الصحيحة ؟
السائل : عن مكان وجود الله عز وجل، وإن كان يجوز فماذا تكون الإجابة ؟
الشيخ : نعم.
السائل : وإذا كان يجوز السؤال عن مكان وجود الله عز وجل فما تكون الإجابة، وما حكمه شرعًا من يقول: أن الله موجود فقط، يكتفي بكلمة أن الله موجود ويعنيها كلامًا بمعنى الكلمة أن الله موجود ويكتفي.
الشيخ : نعم.
السائل : ولا يحدد بمكان ولا زمان.
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أولًا: السؤال عن المكان ليس له أصل في الشرع كرواية، وليس له محلٌ في الفقه كدراية، ذلك لأن المكان اسم مشتق من كان يكون، وهذا مستنبط من قوله تبارك وتعالى: (( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ))، ومن الثابت يقينًا عند المسلمين، بل وربما حتى عند أهل الكتاب الآخرين أن الله عز وجل كان ولم يكن شيئًا معه، أي: كان الله ولا زمان ولا مكان، فحينما اقتضت إرادة الله عز وجل وحكمته أن يخلق الخلق فبإيجاده لخلقه وجد الزمان والمكان، فالله عز وجل كما هو مصرّح في القرآن بأنه هو الغني عن العالمين، ومن هذا العالم المكان، كان الله ولا زمان ولا مكان وهو من هذه الحيثية، أي: من حيث أنه كان ولا زمان ولا مكان فهو الآن على ما عليه كان، أي: ليس في مكان، لأننا فهمنا من هذا الكلام أن المكان شيء وجودي خلقي، خلقه الله عز وجل.
ولذلك فلا يصح بوجه من الوجوه أن يقال: إن الله عز وجل في مكان.
الشيخ : نعم.
السائل : وإذا كان يجوز السؤال عن مكان وجود الله عز وجل فما تكون الإجابة، وما حكمه شرعًا من يقول: أن الله موجود فقط، يكتفي بكلمة أن الله موجود ويعنيها كلامًا بمعنى الكلمة أن الله موجود ويكتفي.
الشيخ : نعم.
السائل : ولا يحدد بمكان ولا زمان.
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أولًا: السؤال عن المكان ليس له أصل في الشرع كرواية، وليس له محلٌ في الفقه كدراية، ذلك لأن المكان اسم مشتق من كان يكون، وهذا مستنبط من قوله تبارك وتعالى: (( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ))، ومن الثابت يقينًا عند المسلمين، بل وربما حتى عند أهل الكتاب الآخرين أن الله عز وجل كان ولم يكن شيئًا معه، أي: كان الله ولا زمان ولا مكان، فحينما اقتضت إرادة الله عز وجل وحكمته أن يخلق الخلق فبإيجاده لخلقه وجد الزمان والمكان، فالله عز وجل كما هو مصرّح في القرآن بأنه هو الغني عن العالمين، ومن هذا العالم المكان، كان الله ولا زمان ولا مكان وهو من هذه الحيثية، أي: من حيث أنه كان ولا زمان ولا مكان فهو الآن على ما عليه كان، أي: ليس في مكان، لأننا فهمنا من هذا الكلام أن المكان شيء وجودي خلقي، خلقه الله عز وجل.
ولذلك فلا يصح بوجه من الوجوه أن يقال: إن الله عز وجل في مكان.
وما الحكم شرعًا فيمن يقول: إن الله موجود فقط، يكتفي بكلمة: أن الله موجود ويعنيها كلامًا بمعنى الكلمة أن الله موجود ويكتفي ؟
الشيخ : يقابل هذا في الخطأ بل وفي الضلال أن يقنع المسلم بأن يقول كما جاء في السؤال: إن الله موجود فقط، يقول: الله موجود، هذا لا يكفي، لأن مثل هذا الكلام المجمل يشترك فيه كل أهل وأصحاب الديانات سواءٌ ما كان منها سالماً من التغيير والتبديل كالإسلام، أو كانت مما طرأ عليها التحريف والتغيير كما هو شأن اليهودية والنصرانية وغيرهما من الأديان التي بادت أو كادت أن تبيد بالمرة.
لا يجوز للمسلم أن يقنع بأن يقول: إن الله موجود ثم لا شيء وراء ذلك، لماذا ؟
ذلك أن الله عز وجل متصفٌ بكل صفات الكمال، ومنزه عن كل صفات النقص كما قال عز وجل: (( ليسَ كَمِثلهِ شيءٌ وهوُ السَّميعُ البَصيرُ )) فإذا كان الله عز وجل يقول: (( ليسَ كَمِثلهِ شيءٌ وهوُ السَّميعُ البَصيرُ )) ففي هذا النص نفي وإثبات، في هذه الآية نفي وإثبات، النفي تنزيهٌ، والإثبات تكريمٌ لله عزوجل لوصفه بما يليق به من صفات الكمال: (( وهو السميع البصير )).
فالذي يقنع بأن يقول: الله موجود وبس، معناه أنه يؤمن بذات مجهولة الصفات في ذهنه في عقيدته، وهذا معناه أنه معرض عن هدي القرآن الكريم الذي أنزله الله عزوجل على قلب محمد عليه الصلاة والسلام، فإن قال ذلك القانع بقوله: إن الله موجود وبس إن أضاف إلى قوله هذا بأن يقول: لا، أنا أؤمن بأن الله ذات وله صفات الكمال.
نقول له: هذه أوبة ورجعة إلى الصواب، ولعله يكون كلَّ الصواب، حينئذ ينبغي لهذا المسلم الذي يقول: أنا أؤمن بأن الله موجود زائد وأنه موصوف بكل ما وصف به نفسه في الكتاب أو في السنة الصحيحة، إن قال ذلك القائل هذه الكلمة كان في الجملة -في الجملة وليس في التفصيل بعد- على صواب وعلى هدى من ربه، لكن هذا الصواب لا يكمُل إلا بأن يضم إلى هذا الاعتقاد المجمل أن يفصل هذا الإجمال بأن يؤمن بكل ما أحاط به علمُه من الصفات الإلهية التي جاء ذكرها كما قلنا في الكتاب وفي السنة، هذا لابد لكل مسلم أن تكون عقيدته قائمة على هذا الإجمال الأول ثم على هذا التفصيل الذي يحتاج إلى تفصيل أيضًا، والأمر كما أشعر يتحمل بيانًا واسعًا وواسعًا جدًّا، لكن لا أريد أن أذهب بعيدًا عن الإجابة الأساسية عن هذا السؤال.
فأنا حين قلتُ في مقدمة الجواب ما خلاصته: أن المكان مشتق من الكون وأنه خلق من خلق الله، وأنه لا يجوز أن يُجعل الله في خلقه أعني: أن لا نتكلم بما لم يرد في السنة.
لا يجوز للمسلم أن يقنع بأن يقول: إن الله موجود ثم لا شيء وراء ذلك، لماذا ؟
ذلك أن الله عز وجل متصفٌ بكل صفات الكمال، ومنزه عن كل صفات النقص كما قال عز وجل: (( ليسَ كَمِثلهِ شيءٌ وهوُ السَّميعُ البَصيرُ )) فإذا كان الله عز وجل يقول: (( ليسَ كَمِثلهِ شيءٌ وهوُ السَّميعُ البَصيرُ )) ففي هذا النص نفي وإثبات، في هذه الآية نفي وإثبات، النفي تنزيهٌ، والإثبات تكريمٌ لله عزوجل لوصفه بما يليق به من صفات الكمال: (( وهو السميع البصير )).
فالذي يقنع بأن يقول: الله موجود وبس، معناه أنه يؤمن بذات مجهولة الصفات في ذهنه في عقيدته، وهذا معناه أنه معرض عن هدي القرآن الكريم الذي أنزله الله عزوجل على قلب محمد عليه الصلاة والسلام، فإن قال ذلك القانع بقوله: إن الله موجود وبس إن أضاف إلى قوله هذا بأن يقول: لا، أنا أؤمن بأن الله ذات وله صفات الكمال.
نقول له: هذه أوبة ورجعة إلى الصواب، ولعله يكون كلَّ الصواب، حينئذ ينبغي لهذا المسلم الذي يقول: أنا أؤمن بأن الله موجود زائد وأنه موصوف بكل ما وصف به نفسه في الكتاب أو في السنة الصحيحة، إن قال ذلك القائل هذه الكلمة كان في الجملة -في الجملة وليس في التفصيل بعد- على صواب وعلى هدى من ربه، لكن هذا الصواب لا يكمُل إلا بأن يضم إلى هذا الاعتقاد المجمل أن يفصل هذا الإجمال بأن يؤمن بكل ما أحاط به علمُه من الصفات الإلهية التي جاء ذكرها كما قلنا في الكتاب وفي السنة، هذا لابد لكل مسلم أن تكون عقيدته قائمة على هذا الإجمال الأول ثم على هذا التفصيل الذي يحتاج إلى تفصيل أيضًا، والأمر كما أشعر يتحمل بيانًا واسعًا وواسعًا جدًّا، لكن لا أريد أن أذهب بعيدًا عن الإجابة الأساسية عن هذا السؤال.
فأنا حين قلتُ في مقدمة الجواب ما خلاصته: أن المكان مشتق من الكون وأنه خلق من خلق الله، وأنه لا يجوز أن يُجعل الله في خلقه أعني: أن لا نتكلم بما لم يرد في السنة.
2 - وما الحكم شرعًا فيمن يقول: إن الله موجود فقط، يكتفي بكلمة: أن الله موجود ويعنيها كلامًا بمعنى الكلمة أن الله موجود ويكتفي ؟ أستمع حفظ
ما صحة قول من يقول: الله موجود ليس في مكان؟
الشيخ : لكن في ظني أن من أُشير إليه ممن نعرفهم قديمًا وحديثًا أنهم يكتفون من الاعتقاد بالقول أن الله موجود، فنقول: إنهم يقولون هذا الكلام وقد يضمون إلى ذلك جملة نافية، فيتوهمون أن نفيهم هذا هو من باب التنزيه أي كمثل قوله تعالى: (( ليسَ كَمِثلهِ شيءٌ )) لكن شتان ما بين هذا النص القرآني وبين قولهم الذي يزعمون إنه تنزيه، ما هو ؟
الله موجود ليس في مكان، فنحن نعود لنقول: إن كان هذا النافي الذي يقول: إن الله موجود ليس في مكان يعني في مكان مخلوق فهذا الذي قلناه آنفًا إنه لا يجوز للمسلم أن يجعل ربه الأكبر في هذا المخلوق الأصغر، لأن الله أكبر من كل شيء، ولكن كما يقال: " وراء الأكَمَة ما وراءها " ، وراء هذه الكلمة التي ظاهرها التنزيه لكن باطنها التعطيل، أي: إنكار وجود الله عز وجل ذاتًا وصفةً ولكن بعبارة توهم الإثبات مع التنزيه وليس كذلك.
الذين كانوا قديمًا ولا يزالون حينما يريدون أن يثبتوا وجود الله عزوجل يقولون: إن الله موجود في كل مكان، وهذه كلمة نسمعها في كثير من المناسبات من عامة الناس وبعض خاصتهم: القول بأن الله عزوجل موجود في كل مكان، هذه ضلالة كبيرة لأنها تعود إلى حشو الخالق بالمخلوق وهذا ضلال، فلما شعر بعض الضُّلال الذين لا يؤمنون بنصوص الكتاب والسنة وبحقائق الآيات والأحاديث المتعلقة بالصفات لما شعروا بأن هذا القول فيه نسبة العجز إلى الله وأنه محصور في خلقه الصغير، عادوا إلى القول ما هو أدهى وأمرّ من قولهم السابق، القول السابق هو أن الله موجود في كل مكان، فماذا قالوا؟
قالوا: إن الله عز وجل لا يوصف بأنه فوق ولا تحت، ولا يمين ولا يسار، لا أمام ولا خلف، لا داخل العالم ولا خارجه، هذا الكلام معناه أن الله لا وجود له.
المقصود بأن القول بأن الله لا فوق لا تحت، لا يمين لا يسار، لا أمام لا خلف لا داخل العالم ولا خارجه هذا وصف للمعدوم .
لو قيل لأفصح العرب لسانًا صف لنا المعدوم لما استطاع أن يصف المعدوم بأكثر مما يصف هؤلاء معبودهم، لا فوق ولا تحت إلى آخر الكليشة.
ولذلك لما سمع أحد الأذكياء من بعض شيوخ الضلال وصف ربه بهذا الوصف المعطل قال كلمة في منتهى الذكاء والفطنة، قال: " هؤلاء قوم أضاعوا ربهم " لا فوق ولا تحت، لا داخل العالم ولا خارجه.
الله موجود ليس في مكان، فنحن نعود لنقول: إن كان هذا النافي الذي يقول: إن الله موجود ليس في مكان يعني في مكان مخلوق فهذا الذي قلناه آنفًا إنه لا يجوز للمسلم أن يجعل ربه الأكبر في هذا المخلوق الأصغر، لأن الله أكبر من كل شيء، ولكن كما يقال: " وراء الأكَمَة ما وراءها " ، وراء هذه الكلمة التي ظاهرها التنزيه لكن باطنها التعطيل، أي: إنكار وجود الله عز وجل ذاتًا وصفةً ولكن بعبارة توهم الإثبات مع التنزيه وليس كذلك.
الذين كانوا قديمًا ولا يزالون حينما يريدون أن يثبتوا وجود الله عزوجل يقولون: إن الله موجود في كل مكان، وهذه كلمة نسمعها في كثير من المناسبات من عامة الناس وبعض خاصتهم: القول بأن الله عزوجل موجود في كل مكان، هذه ضلالة كبيرة لأنها تعود إلى حشو الخالق بالمخلوق وهذا ضلال، فلما شعر بعض الضُّلال الذين لا يؤمنون بنصوص الكتاب والسنة وبحقائق الآيات والأحاديث المتعلقة بالصفات لما شعروا بأن هذا القول فيه نسبة العجز إلى الله وأنه محصور في خلقه الصغير، عادوا إلى القول ما هو أدهى وأمرّ من قولهم السابق، القول السابق هو أن الله موجود في كل مكان، فماذا قالوا؟
قالوا: إن الله عز وجل لا يوصف بأنه فوق ولا تحت، ولا يمين ولا يسار، لا أمام ولا خلف، لا داخل العالم ولا خارجه، هذا الكلام معناه أن الله لا وجود له.
المقصود بأن القول بأن الله لا فوق لا تحت، لا يمين لا يسار، لا أمام لا خلف لا داخل العالم ولا خارجه هذا وصف للمعدوم .
لو قيل لأفصح العرب لسانًا صف لنا المعدوم لما استطاع أن يصف المعدوم بأكثر مما يصف هؤلاء معبودهم، لا فوق ولا تحت إلى آخر الكليشة.
ولذلك لما سمع أحد الأذكياء من بعض شيوخ الضلال وصف ربه بهذا الوصف المعطل قال كلمة في منتهى الذكاء والفطنة، قال: " هؤلاء قوم أضاعوا ربهم " لا فوق ولا تحت، لا داخل العالم ولا خارجه.
هل يجوز أن يقال بأين الله ؟
الشيخ : إذن الآن يأتي النص الشرعي أين الله ؟
إذا كان لا فوق ولا تحت، ولا يمين ولا يسار، ولا أمام ولا خلف، لا داخل العالم ولا خارجه، وأغرق بعضهم في النفي وفي التعطيل فقالوا: " لا متصلًا بالعالم ولا منفصلا عنه " قضوا على ربهم حكموا عليه بالإعدام، أي: هي الشيوعية هي الإلحاد، الله عزوجل كما قال النبي عليه السلام في الحديث الصحيح: ( ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به، وما تركت شيئاً يبعدكم عن الله ويقربكم إلى النار إلا ونهيتكم عنه ).
تُرى ماذا كان موقف الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم من ذاك السؤال: هل يقال إن الله في مكان ؟
قلنا: لا يقال إن الله في مكان، لكننا الآن نتساءل هل يقال أين الله؟!
الجواب: نعم، وشتان بين أن يقال إن الله في مكان أو أين الله، والفرق كما بين السماء والأرض، ذلك أن القول أن الله في مكان عرفنا بطلانه شرعًا وعقلًا، لكن كلمة أين الله هي ثابتة من لفظ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومن لفظ بعض السلف من الصحابة وغيرهم، وفي الأمس القريب كنا في جلسة كنا نتمنى أن تكون حاضرًا فيها لأنه ربما كان فيها نحو مئة شخص وجرى فيها من الخير والعلم ما شاء الله جاء مناسبة ذكر هذا الحديث فسقناه بتمامه.
والآن المناسب أن نذكر منه طرفه الأخير، هذا الطرف هو: ( أن رجلًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان عليه نذر عتق رقبة فجاء إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وذكر له ذلك فقال: يا رسول الله عندي جارية ترعى غنمًا لي في أُحد -في المدينة- فسطا الذئب يومًا على غنمي، وأنا بشر أغضب كما يغضب البشر ) يعني: الذئب فتك بالغنم والراعية موجودة، فهو يقول: كان عليها أن تحرس غنمها من الذئب، فلما أخبرته الخبر غضب كما يغضب البشر، قال: ( فصككتها صكّة ) أي: صفعها على خدها ، ( وعلي عتق رقبة ) يقول: ككفارة لهذا الخطأ الذي وقع فيه بسبب أنه بشر يغضب كما يغضب البشر، فراح صفع المسكينة تلك الصفعة وهي لا تملك أن ترد الذئب عن الغنم، وهو يريد كفارة وعليه عتق رقبة، فيسأل الرسول عليه السلام : هل يجزيه أن يفي بنذره أن يعتق هذه الجارية التي صكها تلك الصكة، فقال عليه السلام : ( هاتها ) ايت بها، فلما جاءت قال لها عليه السلام : ( أين الله ؟ ) هنا الشاهدـ، ( قالت: في السماء، قال لها من أنا ؟ قالت: أنت رسول الله ) فالتفت إلى سيدها وقال له: ( اعتقها فإنها مؤمنة ) ، شهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لهذه الجارية بالإيمان حينما أجابت عن الجوابين الموجهين من المعصوم عليه الصلاة والسلام من هذين السؤالين : أين الله ، فلما سألها هذا السؤال وأجابت بأن الله في السماء صدقها عليه السلام واعتبر جوابها دليل إيمانها، لماذا ؟
الجارية حينما أجابت في السماء، أجابت بالجواب الذي نقلته عن ذاك السائل أي أن الله موجود ، وزادت في الجواب بأن الله موجود في السماء، فإذن ما قنعت بأن تقول إن الله موجود، ولكنها قالت: الله موجود في السماء.
إذا كان لا فوق ولا تحت، ولا يمين ولا يسار، ولا أمام ولا خلف، لا داخل العالم ولا خارجه، وأغرق بعضهم في النفي وفي التعطيل فقالوا: " لا متصلًا بالعالم ولا منفصلا عنه " قضوا على ربهم حكموا عليه بالإعدام، أي: هي الشيوعية هي الإلحاد، الله عزوجل كما قال النبي عليه السلام في الحديث الصحيح: ( ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به، وما تركت شيئاً يبعدكم عن الله ويقربكم إلى النار إلا ونهيتكم عنه ).
تُرى ماذا كان موقف الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم من ذاك السؤال: هل يقال إن الله في مكان ؟
قلنا: لا يقال إن الله في مكان، لكننا الآن نتساءل هل يقال أين الله؟!
الجواب: نعم، وشتان بين أن يقال إن الله في مكان أو أين الله، والفرق كما بين السماء والأرض، ذلك أن القول أن الله في مكان عرفنا بطلانه شرعًا وعقلًا، لكن كلمة أين الله هي ثابتة من لفظ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومن لفظ بعض السلف من الصحابة وغيرهم، وفي الأمس القريب كنا في جلسة كنا نتمنى أن تكون حاضرًا فيها لأنه ربما كان فيها نحو مئة شخص وجرى فيها من الخير والعلم ما شاء الله جاء مناسبة ذكر هذا الحديث فسقناه بتمامه.
والآن المناسب أن نذكر منه طرفه الأخير، هذا الطرف هو: ( أن رجلًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان عليه نذر عتق رقبة فجاء إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وذكر له ذلك فقال: يا رسول الله عندي جارية ترعى غنمًا لي في أُحد -في المدينة- فسطا الذئب يومًا على غنمي، وأنا بشر أغضب كما يغضب البشر ) يعني: الذئب فتك بالغنم والراعية موجودة، فهو يقول: كان عليها أن تحرس غنمها من الذئب، فلما أخبرته الخبر غضب كما يغضب البشر، قال: ( فصككتها صكّة ) أي: صفعها على خدها ، ( وعلي عتق رقبة ) يقول: ككفارة لهذا الخطأ الذي وقع فيه بسبب أنه بشر يغضب كما يغضب البشر، فراح صفع المسكينة تلك الصفعة وهي لا تملك أن ترد الذئب عن الغنم، وهو يريد كفارة وعليه عتق رقبة، فيسأل الرسول عليه السلام : هل يجزيه أن يفي بنذره أن يعتق هذه الجارية التي صكها تلك الصكة، فقال عليه السلام : ( هاتها ) ايت بها، فلما جاءت قال لها عليه السلام : ( أين الله ؟ ) هنا الشاهدـ، ( قالت: في السماء، قال لها من أنا ؟ قالت: أنت رسول الله ) فالتفت إلى سيدها وقال له: ( اعتقها فإنها مؤمنة ) ، شهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لهذه الجارية بالإيمان حينما أجابت عن الجوابين الموجهين من المعصوم عليه الصلاة والسلام من هذين السؤالين : أين الله ، فلما سألها هذا السؤال وأجابت بأن الله في السماء صدقها عليه السلام واعتبر جوابها دليل إيمانها، لماذا ؟
الجارية حينما أجابت في السماء، أجابت بالجواب الذي نقلته عن ذاك السائل أي أن الله موجود ، وزادت في الجواب بأن الله موجود في السماء، فإذن ما قنعت بأن تقول إن الله موجود، ولكنها قالت: الله موجود في السماء.
توضيح معنى الحديث أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال للجارية : ( اين الله، فقالت في السماء ).
الشيخ : هذه الجارية من أين أخذت هذا الجواب ؟
مما نقرأه كل ليلة ممن عنده عناية بالمحافظة على الأوراد الشرعية التي كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يحافظ عليها ويعلمها أمته ، من ذلك أنه كان لا ينام إلا بعد أن يقرأ سورة تبارك، في هذه السورة قوله عزوجل: (( ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور * أم أمنتم من في السماء أن يُرسل عليكم حاصبًا فستعلمون كيف نذير )) ، فإذن جواب الجارية مطابق لما وصفه الله عزوجل لنفسه في القرآن الكريم ، فالله عزوجل هو الذي أثبت لنفسه صفة كونه في السماء بآية تبارك.
وبهذه الآية تثقفت تلك الجارية واهتدت إلى الصواب في الإجابة عن سؤال نبيها : ( أين الله؟ فقالت: في السماء ).
ولكن هنا شيء لا بد من بيانه من الناحية أولًا: العربية، ثم ثانيًا: من الناحية الشرعية: "في" حرف جر في اللغة العربية تفيد الظرفية عادةً، فحينما جاءت هذه الآية بهذا التعبير : الله في السماء، فربما يقول قائل: أن الآية تؤيد قول أولائك الذين يقولون : إن الله عزوجل في كل مكان الجواب من ناحيتين:
أولًا : إن الآية لم تثبت لله صفة كونه في كل مكان وإنما أثبت لذاته تبارك وتعالى كونه في السماء، والسماء هي خلق من خلق الله وليست السماء كل خلق الله عز وجل ، فإن كان ولابد للمسلم أن يثبت لله مكانًا تشبثًا بهذا النص القرآني فإنما هو السماء، أما في كل مكان فهذا كلام ما أنزل الله به من سلطان، هذا نقوله جدلًا وليس عقيدة لما سيأتي بيانه قريبًا -إن شاء الله-، ذلك لأن في هنا ليست ظرفية هذا الآن من ناحية لغوية لأن علماء اللغة يقولون : إن حروف الجر يقوم بعضها مقام بعض، وهذا أسلوب في اللغة العربية معروف وعلى ذلك جاء القرآن الكريم .
فحينما قال عزوجل في هذه الآية: (( ءأمنتم من في السماء )) فهو كقوله تبارك وتعالى: (( قل سيروا في الأرض )) فالعربي لا يفهم من مثل هذا التعبير القرآني (( سيروا في الأرض )) أي: في جوف الأرض، وإنما سيروا على الأرض، من هنا قالوا: " حروف الجر يقوم بعضها مكان بعض ".
مثلها تماماً ما حكاه ربنا عز وجل مما جرى من الجدال بين السحرة الذين آمنوا برب هارون وموسى وجابهوا فرعون الذي كان قال لقومه: (( أنا ربكم الأعلى )) جابهوه بهذه الحقيقة أنهم آمنوا برب هارون وموسى فهددهم بقوله في الآية وفيها: (( ولأصلبنَّكم في جذوع النخل )) : لا يعني أنه يفتح جذع النخل ويدكهم في وسط الجذع ويصلبهم، وإنما المقصود في جذوع النخل أي: على جذوع النخل.
أخيرًا يأتي هذا الأسلوب نفسه في حديث من الأحاديث الصحيحة المشهورة على ألسنة الناس مع قلة الأحاديث الصحيحة المشهورة على ألسنة الناس، لأن الغالب عليها إنما هو الضعفُ والبُطل، أما هذا فهو من الأحاديث الصحيحة، ما هو ؟
قوله عليه الصلاة والسلام: ( الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ):
( ارحموا من في الأرض ) يعني: الحشرات والديدان اللاتي لا تُرى ولا يمكن للإنسان أن يشمل تلك الحشرات برحمته ؟
أم المقصود هذه الحيوانات التي نعيش معها على وجه الأرض كما جاء في بعض الأحاديث الصحيحة: ( أن رجلًا قال: يا رسول الله إني لأذبح الشاة وأرحمها، قال: والشاة إن رحمتها رحمك الله )، والشاةَ إن رحمتها رحمك الله، ويجوز أن تقول: والشاةُ إن رحمتها رحمك الله، إذن ( ارحموا من في الأرض ) يعني: من على الأرض من هذه الحيوانات التي ذللها الله عز وجل لنا وسخّرها لنا لنركبها ولنتمتع بلحومها ونذكر الله تبارك وتعالى عليها.
إذن ( ارحموا من في الأرض ) لا أحد يفهم: داخل الأرض وإنما على الأرض.
تمام الحديث: ( يرحمكم من في السماء ) إذن معنى من في السماء : أي: من على السماء .
مما نقرأه كل ليلة ممن عنده عناية بالمحافظة على الأوراد الشرعية التي كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يحافظ عليها ويعلمها أمته ، من ذلك أنه كان لا ينام إلا بعد أن يقرأ سورة تبارك، في هذه السورة قوله عزوجل: (( ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور * أم أمنتم من في السماء أن يُرسل عليكم حاصبًا فستعلمون كيف نذير )) ، فإذن جواب الجارية مطابق لما وصفه الله عزوجل لنفسه في القرآن الكريم ، فالله عزوجل هو الذي أثبت لنفسه صفة كونه في السماء بآية تبارك.
وبهذه الآية تثقفت تلك الجارية واهتدت إلى الصواب في الإجابة عن سؤال نبيها : ( أين الله؟ فقالت: في السماء ).
ولكن هنا شيء لا بد من بيانه من الناحية أولًا: العربية، ثم ثانيًا: من الناحية الشرعية: "في" حرف جر في اللغة العربية تفيد الظرفية عادةً، فحينما جاءت هذه الآية بهذا التعبير : الله في السماء، فربما يقول قائل: أن الآية تؤيد قول أولائك الذين يقولون : إن الله عزوجل في كل مكان الجواب من ناحيتين:
أولًا : إن الآية لم تثبت لله صفة كونه في كل مكان وإنما أثبت لذاته تبارك وتعالى كونه في السماء، والسماء هي خلق من خلق الله وليست السماء كل خلق الله عز وجل ، فإن كان ولابد للمسلم أن يثبت لله مكانًا تشبثًا بهذا النص القرآني فإنما هو السماء، أما في كل مكان فهذا كلام ما أنزل الله به من سلطان، هذا نقوله جدلًا وليس عقيدة لما سيأتي بيانه قريبًا -إن شاء الله-، ذلك لأن في هنا ليست ظرفية هذا الآن من ناحية لغوية لأن علماء اللغة يقولون : إن حروف الجر يقوم بعضها مقام بعض، وهذا أسلوب في اللغة العربية معروف وعلى ذلك جاء القرآن الكريم .
فحينما قال عزوجل في هذه الآية: (( ءأمنتم من في السماء )) فهو كقوله تبارك وتعالى: (( قل سيروا في الأرض )) فالعربي لا يفهم من مثل هذا التعبير القرآني (( سيروا في الأرض )) أي: في جوف الأرض، وإنما سيروا على الأرض، من هنا قالوا: " حروف الجر يقوم بعضها مكان بعض ".
مثلها تماماً ما حكاه ربنا عز وجل مما جرى من الجدال بين السحرة الذين آمنوا برب هارون وموسى وجابهوا فرعون الذي كان قال لقومه: (( أنا ربكم الأعلى )) جابهوه بهذه الحقيقة أنهم آمنوا برب هارون وموسى فهددهم بقوله في الآية وفيها: (( ولأصلبنَّكم في جذوع النخل )) : لا يعني أنه يفتح جذع النخل ويدكهم في وسط الجذع ويصلبهم، وإنما المقصود في جذوع النخل أي: على جذوع النخل.
أخيرًا يأتي هذا الأسلوب نفسه في حديث من الأحاديث الصحيحة المشهورة على ألسنة الناس مع قلة الأحاديث الصحيحة المشهورة على ألسنة الناس، لأن الغالب عليها إنما هو الضعفُ والبُطل، أما هذا فهو من الأحاديث الصحيحة، ما هو ؟
قوله عليه الصلاة والسلام: ( الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ):
( ارحموا من في الأرض ) يعني: الحشرات والديدان اللاتي لا تُرى ولا يمكن للإنسان أن يشمل تلك الحشرات برحمته ؟
أم المقصود هذه الحيوانات التي نعيش معها على وجه الأرض كما جاء في بعض الأحاديث الصحيحة: ( أن رجلًا قال: يا رسول الله إني لأذبح الشاة وأرحمها، قال: والشاة إن رحمتها رحمك الله )، والشاةَ إن رحمتها رحمك الله، ويجوز أن تقول: والشاةُ إن رحمتها رحمك الله، إذن ( ارحموا من في الأرض ) يعني: من على الأرض من هذه الحيوانات التي ذللها الله عز وجل لنا وسخّرها لنا لنركبها ولنتمتع بلحومها ونذكر الله تبارك وتعالى عليها.
إذن ( ارحموا من في الأرض ) لا أحد يفهم: داخل الأرض وإنما على الأرض.
تمام الحديث: ( يرحمكم من في السماء ) إذن معنى من في السماء : أي: من على السماء .
5 - توضيح معنى الحديث أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال للجارية : ( اين الله، فقالت في السماء ). أستمع حفظ
توضيح الشيخ لمعنى ( أين الله ) ، وذكر ما يبين معناها من الآيات والأحاديث.
الشيخ : حينئذ هذه الآية الكريمة التي أجابت بها الجارية السابقة الذكر لسؤال الرسول عليه السلام: ( أين الله؟ ) إنما تعني : الله على السماء ، وحينئذ فالآية تلتقي مع عشرات ولا أقول مع مئات ، على الأقل مع عشرات النصوص من الكتاب والسنة التي تثبت أن لله عز وجل صفة العلو المطلق.
الآيات التي تؤكد هذا المعنى وأرجو أن لا يتبادر إلى ذهن أحد السامعين لذاك البيان أن يقول هذا تأويلٌ، ليس هذا تأويلًا بل الأسلوب العربي كما ذكرنا ذلك، ذلك لأن هذا المعنى يلتقي مع عشرات النصوص من الكتاب والسنة التي تثبت لله عز وجل صفة العلو المطلق على المخلوقات كلها.
من ذلك الآية المشهورة: (( الرحمنُ على العرشِ استوى ))، من ذلك قوله عز وجل: (( تعرجُ الملائكة والروح إليه ))، من ذلك: (( إليهِ يصعدُ الكَلِم الطيّب والعمل الصالح يرفعه ))، من ذلك، ومن ذلك: (( سبّح اسم ربّك الأعلى ))، ومن ذلك: قولنا ونحن ساجدون لله عزوجل واضعين جباهنا خضوعًا له تعالى: " سبحان ربي الأعلى "، إذن الآيات والأحاديث كلها تلتقي مع المعنى السابق ذكره آنفًا لآية: (( ءأمِنتم مَن في السّماء ))، فحينئذ الجواب الجذري أنه لا يجوز أن يقال: إن الله في مكان لأن المكان خلق من خلق الله، وإنما نقول إن الله عزوجل فوق الأمكنة كلها وليس في مكان، ولذلك بدأت جوابي بأن الله من حيث أنه لم يكن في مكان لأنه كان قبل أن يخلق الزمان والمكان فهو الآن على ما عليه كان، أي: إنه ليس في مكان لأن الله عز وجل هو الغني عن العالمين.
هذا ما يقال بالنسبة لآية سورة تبارك (( ءأمِنتم مَن في السّماء )).
الآيات التي تؤكد هذا المعنى وأرجو أن لا يتبادر إلى ذهن أحد السامعين لذاك البيان أن يقول هذا تأويلٌ، ليس هذا تأويلًا بل الأسلوب العربي كما ذكرنا ذلك، ذلك لأن هذا المعنى يلتقي مع عشرات النصوص من الكتاب والسنة التي تثبت لله عز وجل صفة العلو المطلق على المخلوقات كلها.
من ذلك الآية المشهورة: (( الرحمنُ على العرشِ استوى ))، من ذلك قوله عز وجل: (( تعرجُ الملائكة والروح إليه ))، من ذلك: (( إليهِ يصعدُ الكَلِم الطيّب والعمل الصالح يرفعه ))، من ذلك، ومن ذلك: (( سبّح اسم ربّك الأعلى ))، ومن ذلك: قولنا ونحن ساجدون لله عزوجل واضعين جباهنا خضوعًا له تعالى: " سبحان ربي الأعلى "، إذن الآيات والأحاديث كلها تلتقي مع المعنى السابق ذكره آنفًا لآية: (( ءأمِنتم مَن في السّماء ))، فحينئذ الجواب الجذري أنه لا يجوز أن يقال: إن الله في مكان لأن المكان خلق من خلق الله، وإنما نقول إن الله عزوجل فوق الأمكنة كلها وليس في مكان، ولذلك بدأت جوابي بأن الله من حيث أنه لم يكن في مكان لأنه كان قبل أن يخلق الزمان والمكان فهو الآن على ما عليه كان، أي: إنه ليس في مكان لأن الله عز وجل هو الغني عن العالمين.
هذا ما يقال بالنسبة لآية سورة تبارك (( ءأمِنتم مَن في السّماء )).
من معاني حرف الجر في، في قوله تعالى : (( أَءَمِنتم مَن في السّماء )).
الشيخ : لكن هناك معنىً آخر: أن تبقى " في " ظرفية، لكن لا تفسّر لفظة السماء بالسماء المخلوقة وإنما تفسّر بالعلو المطلق، لأن السماء من معانيها في اللغة العربية هو العلو، فإذن هذا المعنى بدون تفسير " في " بمعنى على يلتقي مع الآيات الأخرى ولو بدون تأويل " في " بمعنى على، أن الله عز وجل له صفة العلو المطلق على كل المخلوقات، هذا ما يقال جوابًا عن هذا السؤال بناءً على نصوص الكتاب والسنة.
والآن إذا أدرنا المسألة من الناحية العقلية بعد.
السائل : على السماء، قال: إن السماء مخلوق فهي محدودة فإذا كان الله عليها فهذا يضطر أن يكون الله محدودًا.
الشيخ : اصبر الآن حتى أُنهي الموضوع.
شرحنا لكم أنه لا يجوز أن يقال : إن الله عز وجل في مكان كما أنه لا يجوز أن يوفى باسم أن الله ليس في مكان كذلك لا يجوز أن يقال : إن الله عز وجل ليس له صفة العلو المطلق على كل مخلوقاته ، وإنما هو كما قال: (( الرحمن على العرش استوى ))، وللإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله -وهو من شيوخ الإمام أحمد إمام السنة- كلمة جمعت هذا الشرح لنصوص الكتاب والسنة، فأنصح بأن تكون راسخة في أذهان كل المسلمين لأنها جمعت فأوعت، وهي قوله: " الله عزوجل فوق عرشه بذاته، بائن من خلقه، وهو معهم بعلمه " ، هذا خلاصة البحث السابق.
قلتُ: ما ذكرناه آنفًا بناءً على نصوص الكتاب والسنة.
والآن إذا أدرنا المسألة من الناحية العقلية بعد.
السائل : على السماء، قال: إن السماء مخلوق فهي محدودة فإذا كان الله عليها فهذا يضطر أن يكون الله محدودًا.
الشيخ : اصبر الآن حتى أُنهي الموضوع.
شرحنا لكم أنه لا يجوز أن يقال : إن الله عز وجل في مكان كما أنه لا يجوز أن يوفى باسم أن الله ليس في مكان كذلك لا يجوز أن يقال : إن الله عز وجل ليس له صفة العلو المطلق على كل مخلوقاته ، وإنما هو كما قال: (( الرحمن على العرش استوى ))، وللإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله -وهو من شيوخ الإمام أحمد إمام السنة- كلمة جمعت هذا الشرح لنصوص الكتاب والسنة، فأنصح بأن تكون راسخة في أذهان كل المسلمين لأنها جمعت فأوعت، وهي قوله: " الله عزوجل فوق عرشه بذاته، بائن من خلقه، وهو معهم بعلمه " ، هذا خلاصة البحث السابق.
قلتُ: ما ذكرناه آنفًا بناءً على نصوص الكتاب والسنة.
إثبات صفة العلو لله عز وجل من الناحية العقلية النظرية المحضة.
الشيخ : الآن إذا أخذنا المسألة من الناحية النظرية العقلية المحضة:
لاشك أن الله عزوجل كما ذكرنا في مطلع هذه المحاضرة أنه كان ولا مكان ولا زمان، فهو من هذه الحيثية أي: من حيث أنه كان وليس في مكان فهو الآن كما كان ليس في مكان، فإذن بعد أن خلق المخلوقات لابد أن نعتقد صورة من صورٍ ثلاث:
الأولى: أن الله عز وجل خلق المخلوقات وهو قد علاها واستعلى عليها، وإما أن يكون العكسُ أن تكون المخلوقات فوقه وهذا مستحيل ينافي العقل والشرع معًا لأنه هو الأعلى.
وإما أن يقال كما توحي بذلك تلك الكلمة الشائعة على ألسنة العامة وبعض الخاصة والتي يقولون: إن الله عزوجل في كل مكان والتي يعبر عن هذه العقيدة الباطلة كلمة من كلمات غلاة الصوفية حينما يقول قائلهم: " وما الله في التمثال إلا كثلجة بها الماء " هل يمكن الفصل بين الماء والثلج ؟ الجواب: لا، الثلج هو الماء والماء هو الثلج، وهكذا الرب والخلق عند القائلين بأن الله عز وجل لا شيء إلا هذا الكون، كما قال قائلهم: " كل ما تراه بعينك فهو الله " ذلك هو الضلال البعيد.
إذن عقلًا وشرعًا لابد من القول بأن الله فوق المخلوقات كلها.
بعد هذا الآن أحب أن أسمع بعض الملاحظات أو الإشكالات إن صح أن يكون هناك إشكال على هذه النصوص المقطوع بِدلالتها على أن الله عزوجل فوق المخلوقات كلها.
لاشك أن الله عزوجل كما ذكرنا في مطلع هذه المحاضرة أنه كان ولا مكان ولا زمان، فهو من هذه الحيثية أي: من حيث أنه كان وليس في مكان فهو الآن كما كان ليس في مكان، فإذن بعد أن خلق المخلوقات لابد أن نعتقد صورة من صورٍ ثلاث:
الأولى: أن الله عز وجل خلق المخلوقات وهو قد علاها واستعلى عليها، وإما أن يكون العكسُ أن تكون المخلوقات فوقه وهذا مستحيل ينافي العقل والشرع معًا لأنه هو الأعلى.
وإما أن يقال كما توحي بذلك تلك الكلمة الشائعة على ألسنة العامة وبعض الخاصة والتي يقولون: إن الله عزوجل في كل مكان والتي يعبر عن هذه العقيدة الباطلة كلمة من كلمات غلاة الصوفية حينما يقول قائلهم: " وما الله في التمثال إلا كثلجة بها الماء " هل يمكن الفصل بين الماء والثلج ؟ الجواب: لا، الثلج هو الماء والماء هو الثلج، وهكذا الرب والخلق عند القائلين بأن الله عز وجل لا شيء إلا هذا الكون، كما قال قائلهم: " كل ما تراه بعينك فهو الله " ذلك هو الضلال البعيد.
إذن عقلًا وشرعًا لابد من القول بأن الله فوق المخلوقات كلها.
بعد هذا الآن أحب أن أسمع بعض الملاحظات أو الإشكالات إن صح أن يكون هناك إشكال على هذه النصوص المقطوع بِدلالتها على أن الله عزوجل فوق المخلوقات كلها.
كيف نجيب عن إشكالة من يقول: إن علو الله على عرشه يلزم منه أن الله محدود لأن العرش مخلوق ولابد له من حد ؟
الشيخ : فأنت بارك الله فيك قلت آنفًا أننا إذا قلنا إن الله عز وجل فوق المخلوقات كلها ما الذي يلزم؟ أو ما الذي يُشكل أو يرِد ؟
السائل : هو أن المخلوقات محدودة، ولذلك هذا يلزم منه أن الله سبحانه وتعالى سيكون محدودًا .
الشيخ : لماذا ؟
السائل : لأنه جلس على حد.
الشيخ : لا، مَن قال جلس ؟
السائل : علا .
الشيخ : طيب، إذا كان فوق المخلوقات يجب أن لا ننسى الموضوع السابق كله الذي أثبتناه نقلًا وعقلًا، نحن قلنا إن الله على المخلوقات كلها لأنه لابد من واحدة من ثلاث: إما هو فوقها، وإما هي فوقه، وإما هو في جوفها، والصورة أو الاحتمال الثاني والثالث من أبطل الباطل فهو فوقها، لكن لماذا استلزمنا الاستقرار عليها والتمكن منها ؟!
والعلماء قالوا نفيًا لهذه الشبهة التي لا يدل عليها كتاب ولا سنة، ذلك قول ذلك العالم الفاضل -لو تتقدمون قليلًا كما يقولون: " تزاحموا تراحموا "-، قالها أحد العلماء الأفاضل:
" ورب العرش فوق العرش لكن *** بلا وصف التّمكن واتّصال " ،
فإذن أثبتنا ونزهنا، وهذا هو الشرع: (( ليس كمثلهِ شيءٌ وهو السميع البصير ))، فلو سلّمنا جدلًا بأنه لا يقال إن الله عزوجل مع كل هذه النصوص ومع كل هذا النظر السليم لا يقال إن الله فوق المخلوقات كلها مع اعتقاد أنه هو الغني عن العالمين، فما الذي يقال، نسأل أين الله فما هو الجواب ؟
الجواب: لا فوق لا تحت، لا يمين لا يسار، لا فوق لا تحت، لا داخل العالم ولا خارجه، لا متصلًا به ولا منفصلًا عنه، ذلك هو الضلال الكبير، هذا نقوله.
وأخيرًا: إن الله عز وجل -إذا صح التعبير- نقول: " إن الله غيب الغيوب " أي: غائب عن البصر والمادة والحواس، والله عزوجل جعل في أول سورة البقرة أول صفة المؤمنين قال: (( الذين يؤمنون بالغيب ))، (( ألم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ))، وإذا كان من صفة المؤمنين الإيمان بالغيب كل الغيب فأول ذلك أن الله عز وجل غاب عن حواسنا وأبصارنا لكن ما غاب عن أفكارنا وعن عقيدتنا، فما الذي ينبغي أن نعتقده في الله عزوجل ما دام أنه الركن الأول بما يدخل في الإيمان بالغيب، لا شك أننا يجب أن نؤمن بكل ما سبق ذكره من الآيات والأحاديث التي تثبت صفة العلو لله عزوجل على خلقه، فإن توهم متوهم وهمًا ما لا يليق بالله عز وجل فعليه أن يصرف هذا الوهم وأن يقف مع التزام كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يستسلم للأوهام المجردة عن الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة، وبذلك تبين أننا لم نفهم العقيدة الصحيحة من النصوص إلا أن ذلك يستلزم الاستقرار على الخلق، مع أننا ذكرنا في أثناء البيان أن الله عز وجل هو الغني عن العالمين، فهو الذي يمسك السماوات والأرض أنْ تزولا، فهو ليس بحاجة أن يتمكن منها وأن يستقر عليها، ولكن له صفة العلو، ولذلك نحن نقول: سبحان ربي الأعلى، هذه هي عقيدة الكتاب والسنة وهذه هي عقيدة السلف الصالح وهذه هي عقيدة الأئمة الأربعة كلهم دون خلاف بينهم، لذلك فلماذا يولج المسلم نفسه ويُدخلها في جحر الضب ويُعمل عقله الضيق الصغير ليصادم بذلك النصوص القاطعة الدلالة من الكتاب والسنة على أن الله عزوجل فوق المخلوقات كلها، كيف نفسر ذاك الحديث الواضح الجميل : ( الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) ؟!
فبارك الله فيك لا يجوز للمسلم أن يُسلم قيادة فكره وعقله وعقيدته للأوهام، لأن العلماء يقولون بهذه المناسبة: " كل ما خطر في بالك فالله بخلاف ذلك "، أما ما جاء في الكتاب والسنة فيجب الإيمان به كما قال الله عز وجل: (( فلا وربك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجًا مما قضيتَ ويُسلّموا تسليمًا )).
الآن خلينا ننتقل قليلًا إلى بعض الأمور التي جاءت بها النصوص.
السائل : هو أن المخلوقات محدودة، ولذلك هذا يلزم منه أن الله سبحانه وتعالى سيكون محدودًا .
الشيخ : لماذا ؟
السائل : لأنه جلس على حد.
الشيخ : لا، مَن قال جلس ؟
السائل : علا .
الشيخ : طيب، إذا كان فوق المخلوقات يجب أن لا ننسى الموضوع السابق كله الذي أثبتناه نقلًا وعقلًا، نحن قلنا إن الله على المخلوقات كلها لأنه لابد من واحدة من ثلاث: إما هو فوقها، وإما هي فوقه، وإما هو في جوفها، والصورة أو الاحتمال الثاني والثالث من أبطل الباطل فهو فوقها، لكن لماذا استلزمنا الاستقرار عليها والتمكن منها ؟!
والعلماء قالوا نفيًا لهذه الشبهة التي لا يدل عليها كتاب ولا سنة، ذلك قول ذلك العالم الفاضل -لو تتقدمون قليلًا كما يقولون: " تزاحموا تراحموا "-، قالها أحد العلماء الأفاضل:
" ورب العرش فوق العرش لكن *** بلا وصف التّمكن واتّصال " ،
فإذن أثبتنا ونزهنا، وهذا هو الشرع: (( ليس كمثلهِ شيءٌ وهو السميع البصير ))، فلو سلّمنا جدلًا بأنه لا يقال إن الله عزوجل مع كل هذه النصوص ومع كل هذا النظر السليم لا يقال إن الله فوق المخلوقات كلها مع اعتقاد أنه هو الغني عن العالمين، فما الذي يقال، نسأل أين الله فما هو الجواب ؟
الجواب: لا فوق لا تحت، لا يمين لا يسار، لا فوق لا تحت، لا داخل العالم ولا خارجه، لا متصلًا به ولا منفصلًا عنه، ذلك هو الضلال الكبير، هذا نقوله.
وأخيرًا: إن الله عز وجل -إذا صح التعبير- نقول: " إن الله غيب الغيوب " أي: غائب عن البصر والمادة والحواس، والله عزوجل جعل في أول سورة البقرة أول صفة المؤمنين قال: (( الذين يؤمنون بالغيب ))، (( ألم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ))، وإذا كان من صفة المؤمنين الإيمان بالغيب كل الغيب فأول ذلك أن الله عز وجل غاب عن حواسنا وأبصارنا لكن ما غاب عن أفكارنا وعن عقيدتنا، فما الذي ينبغي أن نعتقده في الله عزوجل ما دام أنه الركن الأول بما يدخل في الإيمان بالغيب، لا شك أننا يجب أن نؤمن بكل ما سبق ذكره من الآيات والأحاديث التي تثبت صفة العلو لله عزوجل على خلقه، فإن توهم متوهم وهمًا ما لا يليق بالله عز وجل فعليه أن يصرف هذا الوهم وأن يقف مع التزام كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يستسلم للأوهام المجردة عن الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة، وبذلك تبين أننا لم نفهم العقيدة الصحيحة من النصوص إلا أن ذلك يستلزم الاستقرار على الخلق، مع أننا ذكرنا في أثناء البيان أن الله عز وجل هو الغني عن العالمين، فهو الذي يمسك السماوات والأرض أنْ تزولا، فهو ليس بحاجة أن يتمكن منها وأن يستقر عليها، ولكن له صفة العلو، ولذلك نحن نقول: سبحان ربي الأعلى، هذه هي عقيدة الكتاب والسنة وهذه هي عقيدة السلف الصالح وهذه هي عقيدة الأئمة الأربعة كلهم دون خلاف بينهم، لذلك فلماذا يولج المسلم نفسه ويُدخلها في جحر الضب ويُعمل عقله الضيق الصغير ليصادم بذلك النصوص القاطعة الدلالة من الكتاب والسنة على أن الله عزوجل فوق المخلوقات كلها، كيف نفسر ذاك الحديث الواضح الجميل : ( الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) ؟!
فبارك الله فيك لا يجوز للمسلم أن يُسلم قيادة فكره وعقله وعقيدته للأوهام، لأن العلماء يقولون بهذه المناسبة: " كل ما خطر في بالك فالله بخلاف ذلك "، أما ما جاء في الكتاب والسنة فيجب الإيمان به كما قال الله عز وجل: (( فلا وربك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجًا مما قضيتَ ويُسلّموا تسليمًا )).
الآن خلينا ننتقل قليلًا إلى بعض الأمور التي جاءت بها النصوص.
9 - كيف نجيب عن إشكالة من يقول: إن علو الله على عرشه يلزم منه أن الله محدود لأن العرش مخلوق ولابد له من حد ؟ أستمع حفظ
ما هو موقف المسلم تجاه النصوص التي لا يدركها بعقله ؟
الشيخ : هذا لا ينكره العقل وإن كان نراه شيئًا عظيمًا وعظيمًا جدًا، فإذا جاء النص بشيء لا يحيله العقل أي: لا يجعله مستحيلًا لكنه خلاف المعهود فماذا يكون موقف المسلم ؟!
من ذلك مثلًا انفلاق البحر بضربة موسى له بالعصا، وانكشف قاع البحر فصار كالأرض المعبدة ومشى فيه جيش بني إسرائيل، جيش موسى عليه السلام حتى وصلوا سالمين إلى الشط، ثم ما كاد جيش فرعون يُصبح في وسط البحر إلا يلتئم كما كان، ما هو موقف المسلم تجاه هذه الأخبار التي هي فوق مدارك العقول ؟
الله على كل شيء قدير، فإن ربنا عز وجل حينما يخبرنا بأمور غيبية فيجب الإيمان بها والتسليم لها ولا يجوز أن نُعمل نحن عقولنا تجاهها، لأن عقولنا ككل قوانا المادية لها طاقة محدودة، أنا أرى من هنا مثلًا إلى قريب من الجبل لكن ما وراء ذلك لا أراه، تلك الطاقة التي مكننا الله عز وجل منها، وهكذا العقل فله قدرة محدودة جدًّا بالنسبة للأمور التي أخبر الله عز وجل بها إذن: (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجًا مما قضيتَ ويسلّموا تسليمًا )).
أنا أعتقد أن مثل هذا السؤال الذي أخذ منا هذا الوقت الواسع لبيان موقف الإسلام لعقيدة علو الله عز وجل على عرشه إنما هو نابع من الاعتماد على العقل الصغير، لو جمعنا عقول البشر كلها، كان ممكن أن نجمعها لكانت هي ذرة بالنسبة لما يعلمه الله تبارك وتعالى.
ما في فائدة يا سيدي: " هل يستقيم الظلّ والعود أعوجُ ؟ ".
من ذلك مثلًا انفلاق البحر بضربة موسى له بالعصا، وانكشف قاع البحر فصار كالأرض المعبدة ومشى فيه جيش بني إسرائيل، جيش موسى عليه السلام حتى وصلوا سالمين إلى الشط، ثم ما كاد جيش فرعون يُصبح في وسط البحر إلا يلتئم كما كان، ما هو موقف المسلم تجاه هذه الأخبار التي هي فوق مدارك العقول ؟
الله على كل شيء قدير، فإن ربنا عز وجل حينما يخبرنا بأمور غيبية فيجب الإيمان بها والتسليم لها ولا يجوز أن نُعمل نحن عقولنا تجاهها، لأن عقولنا ككل قوانا المادية لها طاقة محدودة، أنا أرى من هنا مثلًا إلى قريب من الجبل لكن ما وراء ذلك لا أراه، تلك الطاقة التي مكننا الله عز وجل منها، وهكذا العقل فله قدرة محدودة جدًّا بالنسبة للأمور التي أخبر الله عز وجل بها إذن: (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجًا مما قضيتَ ويسلّموا تسليمًا )).
أنا أعتقد أن مثل هذا السؤال الذي أخذ منا هذا الوقت الواسع لبيان موقف الإسلام لعقيدة علو الله عز وجل على عرشه إنما هو نابع من الاعتماد على العقل الصغير، لو جمعنا عقول البشر كلها، كان ممكن أن نجمعها لكانت هي ذرة بالنسبة لما يعلمه الله تبارك وتعالى.
ما في فائدة يا سيدي: " هل يستقيم الظلّ والعود أعوجُ ؟ ".
هل صفة النفس صفة لله عزوجل بالذات أم هي الذات ؟
الشيخ : أهلًا وسهلًا تفضل، ها أسمع.
السائل : الآيات التي وردت وأثبتت صفة النفس لله عزوجل في كثير من الأحاديث النبوية، سؤالي: هل النفس من صفات الذات وزائدة عن الذات أم هي الذات ؟
الشيخ : المرأة التي علمك بها.
السائل : أي نعم.
الشيخ : ما صنعوا بها شيئًا.
السائل : ما صنعوا بها شيئًا، إن شاء الله بكرة نكلمهم.
الشيخ : جزاك الله خير.
السائل : النفس التي وردت في الآيات والأحاديث.
الشيخ : نعم.
السائل : هل هي صفة لله عزوجل بالذات أم هي الذات ؟
ومنشأ السؤال أن شيخ الإسلام رحمه الله تعالى يُخطّئ من يقول: إن النفس صفة للذات ورهنها الذات حملًا على المتعارف باللغة، رأيت زيدًا نفسه وما شابه، فما أدري هل توافقون شيخ الإسلام في هذا الكلام أم تخالفون ؟
الشيخ : أنا ليس عندي رأي واضح في هذه المسألة، لكن في اعتقادي أن كلمة النفس تُفسّر حسب النص الذي ورد فيه، فمثلًا أنت تستحضر نصًا من تلك النصوص ؟
السائل : ذكر الشيخ جملة نصوص من بينها الآتي: (( تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك ))، (( يُحذركم اللهُ نفسَه ))، (( كتب ربكم على نفسه الرحمة ))، والأحاديث الواردة.
الشيخ : الظاهر هنا أن النفس بمعنى الذات.
السائل : وكذلك في سائر الأحاديث.
الشيخ : ما أستطيع أن أُطلق ذلك.
السائل : شيخ الإسلام يأتي بالنصوص ويُعدد ويُكثر من النصوص ويُخطئ من يقول إنها صفة زائدة عن الذات، هذا هو الشأن.
الشيخ : نعم.
السائل : معي جملة، مثلًا الحافظ عبد الغني المقدسي في عقيدته يذكر الصفات صفة صفة ويذكر النفس .
الشيخ : صفة من الصفات !
السائل : كذلك عثمان بن سعيد الدارمي وكذلك ابن خُزيمة وجماعة.
الشيخ : أنا كما قلتُ لك في أول الجواب: ليس عندي دراسة جامعة في الموضوع، لكن يقال: نفسر اللفظة حسب موضعها، ففيما ذكرتَ من بعض النصوص يبدو أن المقصود بالنفس هو الذات والله أعلم.
السائل : جزاكم الله خير.
الشيخ : في عندك شي غيره ؟
السائل : لا.
السائل : الآيات التي وردت وأثبتت صفة النفس لله عزوجل في كثير من الأحاديث النبوية، سؤالي: هل النفس من صفات الذات وزائدة عن الذات أم هي الذات ؟
الشيخ : المرأة التي علمك بها.
السائل : أي نعم.
الشيخ : ما صنعوا بها شيئًا.
السائل : ما صنعوا بها شيئًا، إن شاء الله بكرة نكلمهم.
الشيخ : جزاك الله خير.
السائل : النفس التي وردت في الآيات والأحاديث.
الشيخ : نعم.
السائل : هل هي صفة لله عزوجل بالذات أم هي الذات ؟
ومنشأ السؤال أن شيخ الإسلام رحمه الله تعالى يُخطّئ من يقول: إن النفس صفة للذات ورهنها الذات حملًا على المتعارف باللغة، رأيت زيدًا نفسه وما شابه، فما أدري هل توافقون شيخ الإسلام في هذا الكلام أم تخالفون ؟
الشيخ : أنا ليس عندي رأي واضح في هذه المسألة، لكن في اعتقادي أن كلمة النفس تُفسّر حسب النص الذي ورد فيه، فمثلًا أنت تستحضر نصًا من تلك النصوص ؟
السائل : ذكر الشيخ جملة نصوص من بينها الآتي: (( تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك ))، (( يُحذركم اللهُ نفسَه ))، (( كتب ربكم على نفسه الرحمة ))، والأحاديث الواردة.
الشيخ : الظاهر هنا أن النفس بمعنى الذات.
السائل : وكذلك في سائر الأحاديث.
الشيخ : ما أستطيع أن أُطلق ذلك.
السائل : شيخ الإسلام يأتي بالنصوص ويُعدد ويُكثر من النصوص ويُخطئ من يقول إنها صفة زائدة عن الذات، هذا هو الشأن.
الشيخ : نعم.
السائل : معي جملة، مثلًا الحافظ عبد الغني المقدسي في عقيدته يذكر الصفات صفة صفة ويذكر النفس .
الشيخ : صفة من الصفات !
السائل : كذلك عثمان بن سعيد الدارمي وكذلك ابن خُزيمة وجماعة.
الشيخ : أنا كما قلتُ لك في أول الجواب: ليس عندي دراسة جامعة في الموضوع، لكن يقال: نفسر اللفظة حسب موضعها، ففيما ذكرتَ من بعض النصوص يبدو أن المقصود بالنفس هو الذات والله أعلم.
السائل : جزاكم الله خير.
الشيخ : في عندك شي غيره ؟
السائل : لا.
توضيح الشيخ حول مسألة هل الله في مكان، وما المقصود بالمكان العدمي.
الشيخ : تفضّل.
السائل : العلو لو فسرنا شيخنا حول لفظه المكان العدمي.
الشيخ : الكون محدودٌ لأنه مخلوق، والله عز وجل ليس محدودًا، كثير من الناس حينما يسمعون تلك النصوص القاطعة الدلالة في أن الله عز وجل له صفة العلو المطلق يتوهمون أن الإيمان بهذا العلو هو إيمان بأن الله في مكان، وقد شرحتُ آنفًا أن المكان شيء وجودي خلقيّ فالله عز وجل بهذا المعنى ليس في مكان، فهم حينما يسمعون إثبات العلو لله عز وجل يستلزمون إثبات المكان ونحن ننفي هذه الصفة عن الله، ويشتركون معنا في النفي لكن ينفصلون عنا أنهم ينفون ما نثبته بناءً على تلك الأدلة القاطعة التي أجمعت على إثبات العلو لله عز وجل، فأنا أذكر أنني دخلت مرةً في نقاش مع أحد المشايخ الأزهريين في قصة لا حاجة بي الآن أن أذكر تفاصيلها، إنما كان النقاش حول النقطة التالية:
سمع مثل المحاضرة السابقة التي مؤداها أن الله عز وجل فوق المخلوقات كلها فنسبنا إلى التجسيم، فلإبطال هذه الشبهة سألته ما يأتي:
قلتُ له: المكان شيء وجوديٌّ أم عدميّ؟ قال: لا، وجوديّ، قلتُ: كان بعد أن كان عدمًا؟ قال: نعم، قلنا له: فنحن الآن في مكان في الأرض؟ قال: نعم، قلت: وماذا فوقنا؟ قال: السماء، قلتُ: مكان؟ قال: نعم، قلت: وماذا فوق السماء؟ قال: السماء الثانية وو إلى السابعة، قلت: كل هذا مكان؟ قال: نعم، قلت: وماذا فوق السماء السابعة؟ قال: العرش، قلت: مكان؟ قال: نعم، أي: مخلوق، قلنا: حسنًا، وماذا فوق العرش؟ ففوجئت بجواب غريب قال: الملائكة الكروبيون، قلت: أين هؤلاء الملائكة الكروبيون؟ وهل عندك حديث فضلًا عن آية أن فوق العرش ملائكة وباسم الكروبيون؟! قال: والله هكذا تلقينا بالأزهر الشريف، قلت: عجبًا! نحن نعلم من علماء الأزهر أنهم يقررون أن الحديث الصحيح لا يجوز الأخذ به في العقيدة إلا أن يكون صحيحًا متواترًا، قطعيّ الثبوت وقطعيّ الدِلالة، فكيف آمنتَ بأن فوق العرش الذي هو أعظم المخلوقات ملائكة، وليس فقط هكذا ملائكة بل وباسم كروبيون؟ إذن على منهجكم لا يمكن إثبات هذه العقيدة أي فوق العرش ملائكة هم الكروبيون إلا إذا كان هناك نص من الكتاب أو السنة المقطوع بثبوتها فكيف ولا حديث صحيح هنا ؟!
ثم قلت له لنصل إلى النتيجة: هب أن فوق العرش ملائكة كروبيون فماذا فوق العرش ؟ قال: لا شيء، قلت: لا مكان؟ قال: لا مكان، إذن قلت له: كيف تنسبنا إذا أثبتنا ما أثبت الله عز وجل لنفسه صفة العلو أننا جعلناه في مكان هاأنت قلت الآن: إن فوق العرش أو فوق ملائكتك الكروبيين لا مكان، إذن الله ليس في مكان، لهذا بارك الله فيك دائمًا العقل الصحيح الرجيح يمشي مع النقل الصحيح، وهذه هي العقيدة التي عليها علماء المسلمين من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين، كلهم اتفقوا على أن الله فوق العرش:
" وربّ العرش فوق العرش لكن *** بلا وصف التّمكّن واتّصالِ ".
السائل : العلو لو فسرنا شيخنا حول لفظه المكان العدمي.
الشيخ : الكون محدودٌ لأنه مخلوق، والله عز وجل ليس محدودًا، كثير من الناس حينما يسمعون تلك النصوص القاطعة الدلالة في أن الله عز وجل له صفة العلو المطلق يتوهمون أن الإيمان بهذا العلو هو إيمان بأن الله في مكان، وقد شرحتُ آنفًا أن المكان شيء وجودي خلقيّ فالله عز وجل بهذا المعنى ليس في مكان، فهم حينما يسمعون إثبات العلو لله عز وجل يستلزمون إثبات المكان ونحن ننفي هذه الصفة عن الله، ويشتركون معنا في النفي لكن ينفصلون عنا أنهم ينفون ما نثبته بناءً على تلك الأدلة القاطعة التي أجمعت على إثبات العلو لله عز وجل، فأنا أذكر أنني دخلت مرةً في نقاش مع أحد المشايخ الأزهريين في قصة لا حاجة بي الآن أن أذكر تفاصيلها، إنما كان النقاش حول النقطة التالية:
سمع مثل المحاضرة السابقة التي مؤداها أن الله عز وجل فوق المخلوقات كلها فنسبنا إلى التجسيم، فلإبطال هذه الشبهة سألته ما يأتي:
قلتُ له: المكان شيء وجوديٌّ أم عدميّ؟ قال: لا، وجوديّ، قلتُ: كان بعد أن كان عدمًا؟ قال: نعم، قلنا له: فنحن الآن في مكان في الأرض؟ قال: نعم، قلت: وماذا فوقنا؟ قال: السماء، قلتُ: مكان؟ قال: نعم، قلت: وماذا فوق السماء؟ قال: السماء الثانية وو إلى السابعة، قلت: كل هذا مكان؟ قال: نعم، قلت: وماذا فوق السماء السابعة؟ قال: العرش، قلت: مكان؟ قال: نعم، أي: مخلوق، قلنا: حسنًا، وماذا فوق العرش؟ ففوجئت بجواب غريب قال: الملائكة الكروبيون، قلت: أين هؤلاء الملائكة الكروبيون؟ وهل عندك حديث فضلًا عن آية أن فوق العرش ملائكة وباسم الكروبيون؟! قال: والله هكذا تلقينا بالأزهر الشريف، قلت: عجبًا! نحن نعلم من علماء الأزهر أنهم يقررون أن الحديث الصحيح لا يجوز الأخذ به في العقيدة إلا أن يكون صحيحًا متواترًا، قطعيّ الثبوت وقطعيّ الدِلالة، فكيف آمنتَ بأن فوق العرش الذي هو أعظم المخلوقات ملائكة، وليس فقط هكذا ملائكة بل وباسم كروبيون؟ إذن على منهجكم لا يمكن إثبات هذه العقيدة أي فوق العرش ملائكة هم الكروبيون إلا إذا كان هناك نص من الكتاب أو السنة المقطوع بثبوتها فكيف ولا حديث صحيح هنا ؟!
ثم قلت له لنصل إلى النتيجة: هب أن فوق العرش ملائكة كروبيون فماذا فوق العرش ؟ قال: لا شيء، قلت: لا مكان؟ قال: لا مكان، إذن قلت له: كيف تنسبنا إذا أثبتنا ما أثبت الله عز وجل لنفسه صفة العلو أننا جعلناه في مكان هاأنت قلت الآن: إن فوق العرش أو فوق ملائكتك الكروبيين لا مكان، إذن الله ليس في مكان، لهذا بارك الله فيك دائمًا العقل الصحيح الرجيح يمشي مع النقل الصحيح، وهذه هي العقيدة التي عليها علماء المسلمين من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين، كلهم اتفقوا على أن الله فوق العرش:
" وربّ العرش فوق العرش لكن *** بلا وصف التّمكّن واتّصالِ ".
اضيفت في - 2021-08-29