تحت باب صفة الصلاة .
تتمة شرح حديث : ( عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : التفت إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( إذا صلى أحدكم فليقل : التحيات لله ، والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه ، فيدعو ) . متفق عليه ، وللفظ للبخاري . وللنسائي : كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهد . ولأحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه التشهد ، وأمره أن يعلمه الناس . ولمسلم عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد : التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله ، إلى آخره .
والنبي: يقال النبيء ويقال النبي وهو الأكثر ، أما على الوجه الأول: النبيء فهو فعيل بمعنى فاعل وبمعنى مفعول، لأن كلمة فعيل تأتي بالمعنيين جميعًا، إذا جعلناه بمعنى فاعل صار معناه المنبئ عن الله عز وجل، وإذا جعلناه بمعنى مفعول صار معناه المنبَؤ من الله، وكلا المعنيين صحيح، ما دام اللفظ يحتمل هذا وهذا وهو صادق بالمعنيين فليكن بالمعنيين، فأنت تقول: النبيء يعني الذي أنبأه الله والذي ينبئ عباد الله بما أوحى الله إليه.
قال الله عز وجل: (( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم )) .
أما إذا كانت بدون همز النبي فقيل: إنها بمعنى المهموز، ولكنها حذفت الهمزة تخفيفا.
وقيل: إنها بمعنى الرفيع الشأن الرفيع المنزلة، وأنه مشتق من النبوة لا من النبأ، ألا يمكن أن نقول في النبي بدون همز إنه صالح للمعنيين جميعا؟
بلى، يصح، فنقول: هو رفيع المنزلة وهو منبأ من الله وهو منبئ لعباد الله ، صلى الله عليه وسلم .
طيب إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوصف بأنه نبي ويوصف بأنه رسول كما قال تعالى: (( محمد رسول الله ))، وقال: (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك )).
( السلام ) ما معناه؟
معناه الدعاء له بالسلامة ، بالسلامة من كل مؤذٍ .
طيب إذا قال قائل: أليس النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سالما من كل مؤذٍ ؟
فالجواب : بلى لكن قد يأتيه الأذى ، ولهذا كان دعاء الرسل يوم القيامة عند الصراط اللهم سلّم، فهو معرض هذه واحدة.
ثانيًا: السلامة من الأذى أو العدوان عليه لئلا يعتدي أحد على قبره، وقد وقع هذا حاول أناس من الملاحدة أن يتوصلوا إلى جسد النبي صلى الله عليه وسلم ليأخذوه، ذكروا أن بعض الخلفاء رأى في المنام وهو في بلد الخلافة رأى في المنام أن شخصين يحفران خندقا يتوصلان به إلى الجسد الشريف، تكرر عليه الأمر، تكررت الرؤية عليه، ففزع من هذا فزعا عظيماً، وارتحل بنفسه من بلد الخلافة إلى المدينة، ثم قال: ادعوا لي كل من كان في المسجد، أو كل من كان في المدينة، فدعاهم، دُعوا الناس إليه فنظر في وجوههم ما وجد الرجلين اللذين رآهما في المنام، أو وصفا له في المنام.
فقال: ادعوا أهل المدينة قالوا: مافي أحد إلا رجلان غريبان في المسجد، فقال: عليّ بهما، فلما جاءا وجد الوصف الذي رأى في المنام ينطبق عليهما، فأمسك بهما وحقق معهما وإذا هما يحفران خندقا من محل بعيد في الليل ويسكنان في النهار في المسجد ، ثم أمر بأن تحفر الأرض التي حول القبر إلى الجبل الحصى ، وتصب رصاصًا لا ترى لأحد وهذا من حماية الله تعالى للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
طيب ( السلام عليك أيها النبي ) قلنا: من الأذى، هل يمكن أن يكون هناك أذى معنوي؟
الجواب: نعم العدوان على شريعته لا شك أنه من الأذى، فحينئذ يكون السلام عليك أيها النبي : تسأل الله تعالى أن يسلم هذه الشريعة أن يسلم هذه الشريعة، التي هي شريعة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم من كل ما يؤذيها أو يوهنها ، ولهذا قال بعض أهل العلم في قوله تعالى : (( إن شانئك هو الأبتر )) :
قالوا : وكذلك شانئ سنته هو الأبتر، فصارت سلامة عامة في كل شيء.
( ورحمة الله ) الرحمة صفة وجودية، والسلام صفة عدمية، فندعو له أولا بانتفاء الأذى عنه ثم بحصول الرحمة له، فيكون إيجابا بعد إعدام .
ورحمة الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثابتة، ولكننا نقول هذا تأكيدا كما أمرنا الله أن نصلي عليه مع أنه قال: (( إن الله وملائكته يصلون على النبي )) لكن هذا من باب التأكيد من وجه.
ومن باب مصلحتنا نحن من وجه آخر، لأننا إذا صلينا عليه امتثالا لأمر الله أثبنا على هذا، وقضينا بعض حقوقه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وحصلنا على خير كثير، الصلاة عليه إذا صلينا عليه واحدة صلى الله علينا بها عشرا صلوات الله وسلامه عليه.
( ورحمة الله وبركاته ) البركات : زيادة الخيرات وثبوت الخيرات، لأنه مأخوذ من البِركة وهي مجمع الماء وعادة يكون كثيرا ثابتا.
( السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ) : بدأ بالرسول عليه الصلاة والسلام قبل النفس، لأن حق الرسول علينا أعظم من حقوقنا على أنفسنا، ولهذا الترتيب في التشهد ترتيب عجيب: أولًا: حق الله عز وجل، ثم حق الرسول عليه الصلاة والسلام: ( التحيات لله والصلوات والطيبات ) هذه لله، ( السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ) هذه للرسول، ( السلام علينا ) لأنفسنا، ( السلام على عباد الله الصالحين ) هذا عام، ( السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ) وبدأنا بأنفسنا لأن ذلك هو الأولى ابدأ بنفسك.
( وعلى عباد الله الصالحين ) وهذه العبودية الشرعية وتشمل كل عبد صالح سواء من هذه الأمة أو من الأمم السابقة أو من الملائكة أو من الجن ، كل عبد صالح يدخل في هذا العموم ، ( وعلى عباد الله الصالحين ) ، فهذه الجملة من أجمع الجمل.
( أشهد أن لا إله إلا الله ) : أشهد إقرارا باللسان واعتقادا بالجنان ، فلا يكفي النطق باللسان ، ولا الإقرار بالجنان ، لابد من الأمرين .
إذن أشهد يعني : أعترف بلساني وأعتقد بقلبي.
( أن لا إله إلا الله ) أي: لا إله حق، وليس معناه نفي الألوهية، نعم وليس معناه نفي الألوهية فيمن سوى الله، يوجد من يسمى إلها ولكنه باطل، فيتعين أن يكون المعنى لا إله حق، فالخبر إذن محذوف، وتقديره حق.
وقد زعم بعض المعربين أن تقدير الخبر موجود أي: لا إله موجود، وهذا غلط عظيم، لأنك لو قلت: لا إله موجود إلا الله فالواقع يكذّب هذا.
ثانيًا: إذا قلت لا إله موجود إلا الله صارت الأصنام آلهة، وإلها، فهذا التقدير خطأ عظيم، والذي قدره من النحاة غفلوا عن مستلزماته، فيجب أن نقدره بكلمة حق لدلالة القرآن على هذا، (( ذلك بأن الله هو الحق )) ، وعلى هذا يكون قوله : ( إلا الله ) ليس خبر لا، بل هو بدل من خبرها المحذوف .
طيب ( أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد ) : في عندي نسختي: لا شريك له وهي غير صحيحة .
( أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ) : أن محمد ، أشهد أن محمدا أشهد بإيش؟
بلساني معتقدا بجناني بأن محمدا رسول الله، ذُكر باسمه فقط دون اسم أبيه وذلك للعلم به .
واسم الأب أو الجد أو القبيلة إنما هو من أجل إيش التعيين، ومحمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم متعين، انتبه لهذا، وعليه إذا تعيّن اسم الإنسان باسم أبيه فقط يكفي أو لا يكفي؟
يكفي، فإذا لم يكف الجد إذا لم يكف القبيلة .
الطالب : ...
الشيخ : لا ما يشترط، البدل لا يشترط، التطابق لهذا في النعت يشترط، نعم يا سليم؟
الطالب : عفا الله عنك يا شيخ ذكر الأفضل للرسول صلى الله عليه وسلم ... يا شيخ .
الشيخ : إيه نعم.
الطالب : أغنى عنه ذكر الرب سبحانه وتعالى.
الشيخ : ذكر إيش؟
الطالب : ذكر الله سبحانه وتعالى .
الشيخ : نعم.
الطالب : لأنه أكبر من ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن ذكر أبوه؟
الشيخ : وشلون ؟
الطالب : أشهد أن محمدا رسول الله ؟
الشيخ : لا عبده ورسوله .
الطالب : عبده ورسوله.
الشيخ : إيه من هو محمد أي محمد؟
الطالب : محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : لا رسول خبر ماهي.
الطالب : ابن عبدالله لكن يا شيخ أغنى عنه هذا؟
الشيخ : على كل حال ما ذكرناه هو الصواب ، نعم عبدالحميد؟
الطالب : شيخ أحسن الله إليك في بعض الروايات عن عبدالله بن مسعود وعائشة أنهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
الشيخ : سيأتي ذكر هذه في الفوائد.
2 - تتمة شرح حديث : ( عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : التفت إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( إذا صلى أحدكم فليقل : التحيات لله ، والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه ، فيدعو ) . متفق عليه ، وللفظ للبخاري . وللنسائي : كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهد . ولأحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه التشهد ، وأمره أن يعلمه الناس . ولمسلم عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد : التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله ، إلى آخره . أستمع حفظ
ذكرنا في الحديث عند قوله ( الطيبات ) الأفعال و الأسماء والصفات وأفعال العباد ؟
الشيخ : الأوصاف!
السائل : نعم .
الشيخ : والأفعال؟
السائل : والأفعال.
الشيخ : وأفعال العباد.
السائل : وأفعال العباد يعني؟
الشيخ : نعم .
السائل : المراد بالأفعال؟
الشيخ : أفعال الله عز وجل ، والصفات أوصاف الله
السائل : الأفعلا أفعال الله ، والأوصاف أوصاف الله .
الشيخ : أفعال الله وأفعال العباد هذه الثالثة.
السائل : هذا هو اللي قلنا وعبرنا عنه بالأعمال
الشيخ : إيه أعمال العباد ، نعم فيصل ؟
السائل : شيخنا حفظك الله في الحديث جاء إفراد النبي صلى الله عليه بعد لفظ الجلالة التحيات السلام على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم هل يدخل في قوله: وعلى عباد الله الصالحين أيضا يعود ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم؟
الشيخ : إيه نعم داخل في العموم .
السائل : يدخل في العموم؟
الشيخ : نعم.
السائل : والصلاة على إبراهيم وعلى آل إبراهيم هل يدخل النبي ؟
الشيخ : ما وصلناها .
قلنا في لفظ الصلوات في التشهد المراد به الصلوات المعروفة فلماذا لا نقول إنها تشمل الدعوات والصلوات المعروفة ؟
الشيخ : نعم.
السائل : لماذا لم نقل أنها تشمل الدعاء الدعوات والصلوات المعروفة ؟
الشيخ : إيش؟
السائل : تشمل الدعوات والصلوات المعروفة؟
الشيخ : لأن المقام يمنع المعنى اللغوي ، وليس كل ما احتمله اللفظ يكون مقبولا لأن السياق يعيّن، نعم ؟
السائل : شيخ ذكرنا في الشرح بأن !
الشيخ : ارفع إيدك نعم؟
السائل : لو كان السلام المعروف على رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبطل الصلاة فما وجه ذلك ؟
الشيخ : لأنه خطاب آدمي ، نعم ؟
السائل : قوله: السلام عليك في الإفراد .
الشيخ : نعم .
السائل : هل يلزم منه أن السنة!
الشيخ : السلام؟
السائل : السلام عليك أيها النبي !
الشيخ : إيه .
السائل : الضمير للإفراد .
الشيخ : هاه؟
السائل : الضمير !
الشيخ : نعم.
السائل : جاء بالإفراد .
الشيخ : نعم.
السائل : هل يفهم منه أن المسلَّم عليه إذا كان واحدا ؟
الشيخ : هذا في الفوائد .
4 - قلنا في لفظ الصلوات في التشهد المراد به الصلوات المعروفة فلماذا لا نقول إنها تشمل الدعوات والصلوات المعروفة ؟ أستمع حفظ
ذكرنا أن قول ( وحده لا شريك له ) في التشهد غير وارد ؟
السائل : ذكرنا أن قوله : ( وحده لا شريك له ) يعني غير صحيح ، وجه ذلك؟
الشيخ : ما ورد في الحديث، أصله ما ثبت في الحديث، يعني الصحيحين لم يأتي بهما، لم تأت هذه اللفظة فيهما .
السائل : توهم؟
الشيخ : لا ما توهم ، النسبة غلط، إيه نعم.
هل يجوز السلام على النبي مباشرة في غير الصلاة ؟
السائل : جزاك الله خير يا شيخ هل يجوز السلام على النبي مباشرة في غير الصلاة؟
الشيخ : إيه نعم الظاهر أنه يجوز ، لأنه إذا جاز في الصلاة فغيره من باب أولى.
في التشهد ( ... السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ... ) هل قوله ( علينا ) يشمل عباد الله الصالحين ... ؟
السائل : أحسن الله إليك!
الشيخ : ها؟
السائل : حديث في التشهد: ( السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ) هل هذا علينا جمع علينا؟
الشيخ : ماهو بجمع؟
السائل : وعلى عباد الله الصالحين جمع.
الشيخ : هاه !
السائل : فإذا صار: السلام علينا جمع وعلى عباد الله الصالحين كذا؟
الشيخ : إيه تمشي، وش المعنى؟
أن يبدأ الإنسان بنفسه ومن معه .
السائل : أليس السلام علينا هذا يشمل عباد الله الصالحين ؟
الشيخ : لا، ما يشمل، عباد الله الصالحين أعم .
السائل : علينا هذه مطلق ؟
الشيخ : لا لا سيأتينا إن شاء الله معناها في الفوائد.
7 - في التشهد ( ... السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ... ) هل قوله ( علينا ) يشمل عباد الله الصالحين ... ؟ أستمع حفظ
بعض الناس في التشهد يقول ( التحيات لله والزاكيات ... ) هل هذا صحيح ؟
السائل : لا .
الشيخ : يالله اسأل.
السائل : في التحيات لله!
الشيخ : إيش؟
السائل : في بعض الناس يقول: التحيات لله والزاكيات!
الشيخ : إيش ها؟
السائل : التحيات لله والزاكيات؟
الشيخ : الزاكيات التحيات الله الزاكيات فيها لفظ بهذا لكن ماهو بحديث ابن مسعود، ليس حديث ابن مسعود .
وش تقرر بالكم عليه فيها أل ولا لا ؟
السائل : ما فيها .
الشيخ : ما فيها أل ليش ؟
السائل : ... يقول ضمير نحو فاعل .
الشيخ : الواو من الفعل، ولا يمكن يكون الواو ضميرا إلا في الأفعال الخمسة الأفعال الخمسة : يفعلون وتفعلون ويفعلان وتفعلان وتفعلين ، وأما نفعل لا، هذه الفائدة.
الفائدة الأولى ما أشار إليه الأخ محمد: أنا إذا أردنا أن نعرب: ندعو نقول: الفاعل ضمير مستتر تقديره نحن، إذن الواو أصلية ، نعم ؟
السائل : ...
الشيخ : إيه لا واضحة ذي .
السائل : يا شيخ!
الشيخ : نعم؟
السائل : الله يحفظك كلمة زائدة عندي فيها إشكال!
الشيخ : وهي ؟
السائل : وهي كلمة منسوبو.
الشيخ : منسوب ؟
السائل : منسوبو.
الشيخ : منسوبو ؟
السائل : يعني البعض يقول: يسر منسوبو أو يسر منسوبي أيهما الصحيح؟
الشيخ : يسر منسوبي هذا الصحيح، لأن فاعل السرور ليس المنسوبين، مفعول به، ولهذا تقول: يسر منسوبي كذا وكذا أن يزورهم فلان، أما يسر لا يعني منسوبو.
الإمام الراتب الذي وجد أحد المصلين يصلي بالناس فهل له الحق أن يرجعه إلى الصف ويقيمه فيه فهل إذا دخل الإمام في الركعة الثانية له ذلك وماذا يفعل المأمومون إذا قام الإمام للرابعة في حقه ؟
السائل : وجدَ.
الشيخ : إذا وجد إمام مسجد رجلا يؤم المصلين على !
السائل : يعني قررنا في درس العصر .
الشيخ : لا لا تقول قررنا ولا ما قررنا السؤال ماهو؟
السائل : السؤال: الإمام الذي وجد!
الشيخ : الإمام الراتب؟
السائل : الإمام الراتب.
الشيخ : نعم.
السائل : بعض المصلين حق له أن يرجعه إلى الصف ويقيمه في الصف إذا لم تكن فتنة؟
الشيخ : إيه نعم .
السائل : إذا كان قد صلى بالناس ركعة أو ركعتين ؟
الشيخ : لا يفعل.
السائل : كيف يكون العمل؟
الشيخ : يدخل هذا في أول صلاته الإمام الراتب وإذا قام لبقية الصلاة فالمأمومون يجلسون لا يقومون معه وينتظرونه ويسلم بهم.
9 - الإمام الراتب الذي وجد أحد المصلين يصلي بالناس فهل له الحق أن يرجعه إلى الصف ويقيمه فيه فهل إذا دخل الإمام في الركعة الثانية له ذلك وماذا يفعل المأمومون إذا قام الإمام للرابعة في حقه ؟ أستمع حفظ
تتمة شرح حديث : ( عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : التفت إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( إذا صلى أحدكم فليقل : التحيات لله ، والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه ، فيدعو ) . متفق عليه ، وللفظ للبخاري . وللنسائي : كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهد . ولأحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه التشهد ، وأمره أن يعلمه الناس . ولمسلم عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد : التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله ، إلى آخره .
الظاهر إن الكلمات سبق شرحها لكن بقي رواية النسائي .
الطالب : بقي في الشرح : ( أن محمدًا رسول الله ) .
الشيخ : الشرح طيب على بركة الله:
( أن محمدًا عبده ورسوله ): هذه الشهادة واجبة، أشهد أن محمدًا عبده أي: المتعبد له المتذلل له، وهو أشد الناس عبادة، حتى كان يقوم في الليل صلوات الله وسلامه عليه حتى تتورم قدماه ويقول: ( أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا ).
ورسوله أي: مرسله إلى الناس جميعا، بل إلى الإنس والجن، كما قال الله تعالى: (( وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا )).
قال: ( ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه ): ثم ليتخير : اللام هذه للإباحة ، ويتخير: بمعنى يختار أي: يرى ماهو خير.
وأعجبه إليه: يعني أسره إلى نفسه فيدعو به.
رواية النسائي: ( كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهد ) : وماذا يقولون؟ ليت أن المؤلف -رحمه الله- أتى بها : كانوا يقولون قبل أن يفرض عليهم التشهد : ( السلام على الله من عباده السلام على جبريل السلام على ميكائيل ) وما أشبه ذلك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا تقولوا السلام على الله فإن الله هو السلام ) ، لأنك لو قلت السلام على الله لأوهم هذا أن الرب عز وجل يمكن أن يلحقه نقص وضرر فتدعو له بالسلامة مع أنه عز وجل هو السلام السالم من كل نقص.
( ولكن قولوا السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإنكم إذا قلتم ذلك سلمتم على كل عبد صالح في السماء والأرض )، سواء كان من الملائكة، أو من بني آدم السابقين، أو من الجن، كل عبد صالح في السماء والأرض فإنه تشمله هذه الكلمة: عباد الله الصالحين.
ووجه ذلك في اللغة: أنها جمع مضاف، والجمع المضاف يكون للعموم، بل المفرد المضاف يكون للعموم، قال: " ولأحمد : ( أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم علمه التشهد وأمره أن يعلمه الناس ) " :
علمه أي علم ابن مسعود التشهد ، وأمره أن يعلمه الناس حتى لا يظن الظان أن ذلك خاص به.
10 - تتمة شرح حديث : ( عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : التفت إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( إذا صلى أحدكم فليقل : التحيات لله ، والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه ، فيدعو ) . متفق عليه ، وللفظ للبخاري . وللنسائي : كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهد . ولأحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه التشهد ، وأمره أن يعلمه الناس . ولمسلم عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد : التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله ، إلى آخره . أستمع حفظ
فوائد حديث : ( عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : التفت إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( إذا صلى أحدكم فليقل : التحيات لله ، والصلوات والطيبات ... ) .
منها مشروعية هذا الدعاء، وأنه فرض، والفرض هو الشيء اللازم الذي لا انفكاك عنه .
ولكن هل هو ركن في الصلاة أو ليس بركن ؟
دلت السنة على أنه ليس بركن في التشهد الأول ، ووجه ذلك أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما قام عنه ساهيًا جبره بسجود السهو، ولو كان ركنا لأتى به.
أما في الأخير وهو الذي يعقبه السلام سواء كانت الصلاة ثنائية أو ثلاثية أو رباعية فإنه ركن لا تصح الصلاة إلا به .
ومن فوائد هذا الحديث: حِرص النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على حفظ السنة والعناية بها، يؤخذ هذا من اللفظ الذي حذفه المؤلف وهو قوله: أعني ابن مسعود : ( علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد كفي بين كفيه كما يعلمنا السور من القرآن ) : لأن هذا القبض يوجب انتباه المخاطب وأن يعتني بما يقال له.
فإن قال قائل: هل يمكن أن ينبه المخاطب بقبض يد واحدة ؟
فالجواب: نعم يمكن، يمكن أن ينبه بقبض يد واحدة .
طيب فإن قال قائل: وهل يسن في السلام أن يقبض الإنسان بيديه كلتيهما، يعني في المصافحة، أو تكفي يد واحدة ؟
فالجواب: أننا لا نعلم أن السنة جاءت إلا بالمصافحة بيد واحدة، وهي اليمنى، لكن جرت العادة عند الناس أنهم أحياناً يقبضون على الكف فيكون بين الكفين، أو يمسكون الذراع ذراع اليد إشارة إلى إكرام هذا المسلِّم، فإذا كان الإنسان يفعلها أحيانا دون أن يتخذها سنة فأرجو ألا يكون فيه بأس إن شاء الله .
ومن فوائد هذا الحديث: إثبات التعظيم لله عز وجل بالقلب واللسان والجوارح لقوله: ( التحيات لله ).
ومن فوائده: أن الله جل وعلا مستحق لهذه التعظيمات، ( التحيات لله ). ومنها: العناية بالصلاة حيث خصها بالذكر في قوله: ( والصلوات ).
ومن فوائد هذا الحديث: أن الله عز وجل هو المتسحق للطيبات، لا في أفعاله وأوصافه ولا في أفعال خلقه، فهو طيب وأوصافه طيبة، وأفعاله طيبة، ولا يقبل إلا الطيب.
ومن فوائد هذا الحديث: مشروعية السلام على النبي صلى الله عليه وسلم المقرون بأل لقوله: ( السلام عليكم )، وقد ورد بالتنكير، لكن الذي في الصحيحين هو المعرّف السلام.
وعلى رواية التنكير يكون التنكير للتعظيم أي: سلام عظيم عليك أيها النبي. فإن قال قائل: هل هذا السلام الذي يقوله المصلي هل هو سلام المتلاقيين أو هو مجرد دعاء لغائب؟
فالجواب: الثاني، ولهذا لا يجهر الصحابة بهذا السلام حتى يسمعه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولا يردّه أيضًا، وهم أيضا لا يشعرون بهذا، فهو دعاء لغائب.
فإن قال قائل: إذا كان دعاء لغائب فلماذا لم يرد بصيغة السلام على النبي كما وردت التحيات بصيغة الغائب: ( التحيات الله ) حتى يتناسق الكلام؟ فالجواب: أن الإنسان لما عظّم الرب عز وجل ومن تعظيمه تعظيم رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم استحضر الإنسان بقلبه كأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمامه فقال: ( السلام عليك ) هذا من وجه.
من وجه آخر أن الالتفات عن مساق الكلام يوجب الانتباه، انظر إلى الفاتحة (( الحمدلله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين )) كلها بصيغة الغائب ثم قال: (( إياك نعبد )) لم يقل: إياه نعبد ،كأن الإنسان لما أثنى على الله في هذه الأوصاف العظيمة كأنه استحضر ذلك بقلبه، وكأن الإنسان يخاطب الله عز وجل.
ومن فوائد هذا الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم يجوز عليه الأذية أن يؤذى، وأن يُضَر لقوله: ( السلام عليك أيها النبي )، وأما السلام على الله فعرفتم أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك وقال: ( إن الله هو السلام ) ولا يمكن أن يلحقه نقص .
ومن فوائد الحديث: ثبوت نبوة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لقوله: ( السلام عليك أيها النبي ).
ورد في صحيح البخاري عن عبدالله بن مسعود من طريق آخر قال: ( كنا نقول والنبي صلى الله عليه وسلم حي: السلام عليك، فلما مات صرنا نقول السلام على النبي ) : وعندي أن هذا اجتهاد من عنده رضي الله عنه ولكنه ليس بصواب لوجهين أو أكثر:
الوجه الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم علّم عبدالله بن مسعود هذا الحديث ولم يقيد لم يقل: ما دمت في حياته بل أمره أن يعلمه الناس بهذه الصيغة .
ثانيًا: أن الذين يسلمون على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة ليسوا يسلمون عليه كتسليم المقابل لمقابله ، حتى نقول إن المقابلة فاتت بموته، لكن يقول ذلك على وجه الدعاء لا على وجه المخاطبة .
ثالثًا: أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه علّم الناس التشهد وهو خليفة على منبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بلفظ : ( السلام عليك أيها النبي ) ، وهذا بمشهد الصحابة ، وبعد موت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ولم ينكر عليه أحد ، وهو بلا شك أعلم من عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ، وأفقه ، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن يكن فيكم محدَّثون فعمر ) ، فالصواب المتعين والذي جرى عليه الناس كلهم فيما نعلم كل الفقهاء على : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.
ومن فوائد هذا الحديث: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مفتقر إلى رحمة الله ولهذا شرع لنا أن ندعو له بذلك، وكذلك مفتقر إلى أن يبارك الله له في عمله ولهذا أمرنا أن ندعو له بذلك.
فإن قال قائل: الرحمة والبركة ثابتة للرسول عليه الصلاة والسلام فكيف ندعو له بهما؟
فالجواب أن نقول: الصلاة ثابتة للرسول عليه الصلاة والسلام وقد أخبر الله بها أنه يصلي على رسوله قبل أن يأمرنا بذلك، فقال عز وجل: (( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ))، إذن فصلاتنا عليه ودعاؤنا له بالرحمة والسلام والبركة ليس لأنه محتاج، إذ أن هذا ثابت له، لكن من باب التوكيد من وجه، من باب كتابة الأجر لنا من وجه آخر، ثالثًا: ولربما يكون من أسباب صلاة الله عليه ورحمة الله له وبركاته من أسبابها دعاؤنا .
ومن فوائد هذا الحديث: إثبات الرحمة لله، واعلم أن الرحمة تطلق على معنيين: المعنى الأول: أن تكون صفة لله عز وجل ، وهذا كثير وهو الأصل كما قال عز وجل: (( وربك الغفور ذو الرحمة )) .
الثاني: أن تطلق على آثار رحمة الله ، لا على الرحمة بل على آثارها ، مثل قول الله تبارك وتعالى: (( وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته ))، المراد: آثار الرحمة وذلك بنبات الأرض ونحوها .
ومنه قوله تعالى في الحديث القدسي في الجنة: ( أنت رحمتي أرحم بك من أشاء ) هذه رحمة مخلوقة ، من آثار رحمة الله عز وجل.
بالمناسبة (( وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته )) ما المراد برحمته ؟
الطالب : المطر .
الشيخ : المطر وما ترتب عليه من النبات، في سنة من السنوات أتانا المطر، وتدارك علينا ليلا ونهارا، وتهدمت كثير من البيوت هنا ، حتى كان المطر في المساجد ينزل من السطح إلى الطابق الأرضي إلى القبو ، وتضرر الناس ، ورفع الله عنهم الضرر وأصحت، فقال بعض العوام: (( وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته )) : رحمة الله هي الشمس ، ليش ؟
لأنه حصل فيها رفع الأذى والضرر ، نعم .
طيب المهم فهمنا الآن أن الرحمة نوعان، أو أنها تطلق على معنيين.
من فوائد هذا الحديث: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مفتقر إلى بركة الله عز وجل، هذا وهو النبي، فكيف بنا نحن؟
نحن أشد فقرًا إلى بركة الله عز وجل من النبي صلى الله عليه وسلم، بركة في العمل، بركة في العلم، بركة في الجاه، بركة الأموال بركة الأولاد كل هذا نحتاج إليه، أحيانا يضيع الوقت على الإنسان يوم كامل إذا وقف وفكر ما فيه شيء أو أكثر، فانتبه لهذا انتبه لهذا ، إذا عرفت أنك لا تنتج أو لا تعمل كثير فاحذر احذر احذر لأن الله قال: (( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا )) ضائع .
من فوائد هذا الحديث : الرد على الذين يتعلقون بالرسول عليه الصلاة والسلام ، يطلبون منه كشف الضر وجلب النفع ، وجه ذلك أن نقول:
إن النبي صلى الله عليه وسلم عبد ومحتاج إلى الرحمة وإلى البركة.
منها: المنحة من الله عز وجل أن يبارك للإنسان في عمله وعمره وجميع أحواله. ومنها: ما سبق في آداب الأكل والشرب من صحيح مسلم مثل: لعق الصحفة لعق الأصابع، الاجتماع على الطعام، ألا يأكل من أعلاه.
ومنها: أن الإنسان إذا بورك له في شيء فليلزمه، لا يبقى كل ساعة له رأي، فمثلا: إذا شرع يحفظ عمدة الأحكام فليستمر، لا يقول إذا أخذ ما أخذ: أبي أعدل إلى كتاب آخر.
ومن ذلك أيضًا: إذا أراد الإنسان أن يراجع مسألة وتتبع الفهرس يطلب مكان هذه المسألة، بعض الناس وهو يتتبع الفهرس إذا رأى عنوانا يعجبه أخذه، ثم ترك الذي من أجله كان يطالع الفهرس، وهذا غلط، هذا يضيع عليه الوقت، ما دمت إنما تريد مسألة معينة لا تعدل إلى غيرها، إذا كنت إذا أعجبك بحث في هذا الفهرس ضع عليه علامة، وإذا خلصت من مسألتك ارجع إليه، هذا إذا أردت البركة في العلم وفي الوقت.
وأما إذا كنت كل ما صار أمام عينك عنوانا أعجبك تترك المسألة التي من أجلها تراجع هذا الفهرس يضيع عليك الوقت، فهذا من البركة .
المهم أسباب البركة كثيرة، ودعاء الإنسان بالبركة، دعاءه ربه عز وجل بالبركة ليس معناه أن يمسك عن فعل الأسباب ، انتبه لهذا ، يعني إذا دعوت الله بشيء فلابد أن تفعل الأسباب، وإلا كان تركك الأسباب طعنا في حكمة الله عز وجل، إنسان، يقول: اللهم ارزقني ذرية صالحة، يالله تزوج يا رجل قال: أبي أدعي الله إنه يرزقني ذرية صالحة من أين تجيه الذرية؟ من أين تأتي؟
من الزواج، ما يجي ولد من السطح، لابد أن تتزوج .
إذا قال اللهم ارزقني رزقا واسعا وجلس نايم على فراشه وقال: الله يرزق الحيات بجحورها ، نعم نقول : غلط هذا ، الله عز وجل قال: (( هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه ))، وقال عز وجل: (( فإذا قضيتم الصلاة )) يعني الجمعة (( فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا ))، فإذا كنت تريد البركة أو أي شيء تريده افعل الأسباب وإلا كنت طاعنا في حكمة الله عز وجل من حيث لا تشعر.
( السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ) نقول في السلام علينا كما قلنا في السلام على الرسول عليه الصلاة والسلام: أن الله يسلمنا من كل الآفات العقلية والفكرية والجهل وغير ذلك.
وفي هذا الترتيب مناسبة عظيمة: أول مافي هذا التشهد هو الثناء على الله عز وجل الذي حقه أحق الحقوق، ثم بعد ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، لأن حقه أعظم من حقوق الأنفس والأولاد والأباء، ثم حق الإنسان: ( السلام علينا ) تبدأ بنفسك ، ( وعلى عباد الله الصالحين ) الرابع : حق العموم ، وأظننا نسينا أن نقول: ( علينا ) على من ؟
قيل على الأمة الإسلامية لأنها كواحد ، وقيل علينا يعني من حولنا ، إذا كان يصلي في بيته فالمراد نفسه وأهل بيته ، إذا كان في جماعة فالمراد إيش؟
هو والجماعة .
من فوائد هذا الحديث: أن الإنسان إذا دعا فليبدأ بنفسه، الدليل يا جمعة ؟
الطالب : أنا؟
الشيخ : إيه وش الدليل من الحديث ؟ إيه وش الدليل على أن الإنسان إذا أراد يدعو فليبدأ بنفسه ؟
الطالب : السلام علينا!
الشيخ : فبدأ بنفسه تمام .
من فوائد هذا الحديث : فضيلة الصلاح، اللهم اجعلنا من الصالحين، فضيلة الصلاح كل صالح يدعو له المسلمون في كل صلاة، وهو لا يدري، فإذا أوصاك واحد في الدعاء مثلا تقول: أنا أدعو لك، أدعو لك بكل صلاة إن كنت صالحاً ، لأن الحديث : ( وعلى عباد الله الصالحين ).
من فوائد الحديث: أن من عباد الله من ليس بصالح لأنه قيّد : عباد الله الصالحين.
فمن هو من عباد الله من ليس بصالح ؟
هو من كان عبدا لله بالعبوية الكونية القدرية لا الشرعية ، كل الخلق عبيد لله عز وجل قال الله تعالى : (( إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا )) ، لكن العبد الصالح هو الذي أريد بهذا الحديث .
من فوائد هذا الحديث: أن اللفظ العام يشمل جميع أفراده، اللفظ العام يشمل جميع الأفراد، دليل ذلك: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( إذا فعلتم ذلك فقد سلَّمتم على كل عبد صالح في السماء والأرض )، مع أن الإنسان حينما يدعو بهذا قد لا يستحضر العموم، لكن نقول: اللفظ موضوع للعموم، فنأخذ من ذلك أن العموم يشمل جميع الأفراد، طيب ولهذا قال الفقهاء: لو قال الإنسان بيوتي وقف يثبت الوقف لكل البيوت؟
نعم، لأن لفظه عام يشمل جميع الأفراد، ولكن اللفظ العام يجوز للمتكلم به أن يريد بعض الأفراد، يجوز أن يريد بعض الأفراد مثل قول الله تعالى: (( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم )) من القائل ؟
واحد، فالمراد بالناس هنا الجنس لا العموم.
(( إن الناس قد جمعوا لكم )) من الناس؟
أبو سفيان ومن معه، فهنا أراد الله عز وجل بهذا العموم شيئاً خاصاً وهذا ما يعبر عنه أهل أصول الفقه: بالعام الذي أريد به الخاص، أفهمتم ؟ واضح ؟
الطالب : واضح.
الشيخ : طيب إذا قال الإنسان: بيوتي وقف ثم قال: أردت من بيوتي ثلاثة وهن ثلاثون بيتا يقبل أو لا يقبل ؟
الطالب : يقبل.
الشيخ : يقبل، لأنه يجوز أن يريد المتكلم باللفظ العام بعض أفراده ويسمى العام الذي أريد به الخصوص .
طيب قال نسائي طوالق وعنده أربع يطلقن ؟
الطالب : نعم.
الشيخ : يطلقن؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب إذا قال أردت إلا فلانة؟
الطالب : يقبل .
الشيخ : يقبل صحيح لأنه أراد بهذا العام الخصوص فيصح ، لكن لو قال: نسائي الأربع طوالق ثم قال: أردت إلا فلانة يقبل ولا لا؟
لا يقبل لأنه نص على العدد فلا يقبل.
الشاهد أن الأصل في العام أنه يشمل جميع الأفراد، ولذلك لو جادلك أحد في لفظ عام وقال: يخرج منه كذا وكذا فلك أن تطالبه بالدليل لأن الحجة معك، فقلت: طيب ما الدليل على أن هذا الفرد خرج من العموم والإنسان عنده دليل من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إذا فعلتم ذلك فقد سلمتم على كل عبد صالح في السماء والأرض ) .
طيب إذا دلت القرينة على أن المراد المخصوص، يعني مثلا قال: أكرم الطلبة، الطلبة فيهم ناس مهملين لا يحضرون، وفيهم ناس يحضرون بالأبدان ولا يحضرون بالقلوب، والرجل قال لخادمه: أكرم الطلبة، هل يكرم كل الطلبة؟
إن نظرنا للفظ نعم قلنا إنه يكرمهم كلهم، يكرمهم كلهم، لكن إذا نظرنا للمعنى وأنه إنما أراد إكرام من هو مجتهد نحمل اللفظ على الخاص بالقرينة. ومن فوائد هذا الحديث: الإقرار لله عز وجل بالتوحيد، الإقرار باللسان المطابق للقلب أشهد أن لا إله إلا الله .
ومنها أن التعبير بأشهد يدل على كمال اليقين لأن الأصل في الشهادة ما شوهد، فإذا كمل اليقين عبّر عنه بالشهادة .
ومن فوائد الحديث: أنه لا إله حق إلا الله عز وجل، وجميع الآلهة باطلة، قال الله عز وجل: (( إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان )) : أسماء فقط.
اللات لما قالت قريش إنه إله هل صار إلها؟
أبدا ولا العزى ولا هبل ولا غيره ، كل ما سوى الله ممن يتعبد له فهو باطل. ومن فوائد هذا الحديث: علو قدر النبي صلى الله عليه وسلم وعظيم حقه لقوله : ( وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ) ، ووجه ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر هذه الشهادة بعد شهادة ألا إله إلا الله ، فدل هذا على أن حق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعد حق الله ، ولا يشاركه المخلوق في هذا الحق.
فإن قال قائل: ألم يقل الله تعالى: (( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا )) ؟
فالجواب: بلى، لكن عبادة الله لا تتحقق حتى يشهد الإنسان أن محمدًا رسول الله ويتبع شريعته، ولهذا لا يشكل عليك أن الله لم يذكر حق الرسول عليه الصلاة والسلام في هذه الآية لأننا نقول: إيش يا جماعة؟
عبادة الله لا تتحقق إلا باتباع الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ولا يتبع إلا بعد الشهادة له بالرسالة واضح ؟
الطالب : واضح .
الشيخ : طيب ومنها أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عبد لا يعبد هو عبد فلا يستحق أن يعبد، لأنه لو استحق أن يعبد لكان ربا، ولكنه عبد. ومنها: إثبات الرسالة للنبي صلى الله عليه وسلم لقوله : ورسوله ، وبإثبات العبودية والرسالة فيهما فائدة : الرد على الغالين والمفرّطين في حق الرسول عليه الصلاة والسلام، وجه ذلك أن الغالين قالوا: إن الرسول صلى الله عليه وسلم له تأثير في المخلوقات، وله حق في الربوبية، وهذا يكذبه قوله: ( عبده ) .
والثاني المفرّطون قالوا: إنه ليس برسول أو إنه رسول إلى العرب خاصة، وفي الجمع بين العبودية والرسالة رد على الطائفتين جميعا.
ومن فوائد هذا الحديث: رفع الإشكال الذي أورده بعض العلماء في قوله: ( السلام عليك أيها النبي ) ولم يقل: أيها الرسول، لأن الحديث جمع بين الوصفين: النبوة في أول الحديث، والرسالة في آخر الحديث، فصار ذكر الرسالة بعد ذكر النبوة تصريح بالمضمون، ولو ذكر في الأول الرسول لكان إثبات النبوة بطريق اللزوم، ليس بالتصريح.
وهنا نذكر حديث البراء بن عازب الذي علمه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إياه يقوله عند النوم وفيه: ( آمنت بنبيك الذي أرسلت ) ، فلما أعادها البراء على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( آمنت برسولك الذي أرسلت، قال: لا، بنبيك الذي أرسلت ) :
فمن العلماء من قال: إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رد عليه حفاظا على الألفاظ النبوية في الأذكار، فلا تغير، ولو إلى معنى يتضمن المغير.
ومنهم من قال: ليس هذا المراد، المراد أنه لو قال: برسولك الذي أرسلت لم يتعين أنه النبي لأن الله أرسل جبريل كما قال عز وجل: (( إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين )) وجبريل ليس بنبي ، فإذا قال: رسولك الذي أرسلت لم يتعين أن يكون المراد به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فإذا قال: بنبيك الذي أرسلت، تعيّن أن يكون المراد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
أيضا وجه ثالث: لو قال: برسولك الذي أرسلت صار دلالة ذلك على النبوة من باب اللزوم، فإذا قال: بنبيك الذي أرسلت صار من باب التصريح، يعني ليست ضمنا .
ومن فوائد هذا الحديث أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا تدخل في هذا التشهد، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يأمر بها بل قال: ( ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه ) واضح؟
الطالب : واضح .
الشيخ : طيب ومنها جواز الدعاء بكل ما يريده الإنسان، بكل ما يريده الإنسان وهو يصلي جواز الدعاء في الصلاة بكل ما يريده الإنسان، لأنه قال: ( ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه ) واضح ؟
الطالب : واضح.
الشيخ : طيب لو دعا بشيء من أمور الدنيا؟
نعم، جاز، خلافا لبعض العلماء الذي يقول: إذا دعا في الصلاة بشيء من أمور الدنيا بطلت صلاته هذا خلاف الحديث، الحديث: ( ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه ).
طيب يجوز أن يدعو الله عز وجل بأن ينجح في الاختبار ؟
الطالب : نعم.
الشيخ : يجوز ؟
الطالب : نعم يجوز.
الشيخ : يجوز طيب.
وإذا أعجبه شيء محرم ودعا به يجوز أو لا يجوز؟
الطالب : لا يجوز.
الشيخ : لا يجوز حتى لو أعجبه لأن هذا من الاعتداء في الدعاء والله تعالى يقول: (( ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين )) .
طيب ومن فوائد هذا الحديث: أن للإنسان أن يفكّر في الصلاة بما يرى أن يفعل يعني مثل يفكر يطول أو لا يطول يدعو بكذا أو لا يدعو بكذا ما يضر لأن هذا حديث النفس ولا يؤثر، لأنه لا يمكن أن يتخير الأعجب إلا بعد أن يفكّر في نفسه واضح ؟
الطالب : واضح.
الشيخ : طيب إذا قال قائل: تفكيره هذا هل يعد نقصا في الصلاة؟
فالجواب: لا لأن هذا مما يتعلق بالصلاة كتفكيره في معنى سبحان ربي العظيم أو سبحان ربي الأعلى أو ما أشبه هذا .
ومن فوائد هذا الحديث برواياته: أن التشهد فرض، التشهد فرض لقوله في رواية النسائي: ( قبل أن يفرض علينا التشهد ).
ولكن هل هو فرض لازم وهو ركن أو فرض يجبر بغيره ؟
فيه تفصيل : أما التشهد الأول فقد دلت السنة على أنه يجبر بغيره وذلك بسجود السهو .
وأما التشهد الأخير فهو فرض لابد منه ، إذ لم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقوع حادثة تدل على أنه يجبر بغيره .
ومن فوائد الحديث: أنه ينبغي للعالم أن يقول لمن يفهم: علّم الناس، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمرَ ابن مسعود أن يعلمه الناس .
ومنها: جواز التوكيل في إبلاغ العلم، وهذا له شواهد، فالذين يبعثهم الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى الناس هم ؟
الطالب : وكلاء .
الشيخ : نعم وكلاء له ، ونواب عنه ، ولكن لاحظ بشرط: أن يكون هذا الوكيل أو هذا الذي قام بتعليم الغير فاهماً عارفاً نعم ، أما الإنسان الذي لا يتصور الشيء أو لا يفهمه لا ما يجوز أن يتحدث.
في سنة من السنوات تكلمنا عن نصف شعبان، ليلة النصف وقلنا: إن الناس يظنون أن ليلة النصف من شعبان يكتب فيها ما يكون في السنة، وهذا ليس بصحيح، وإنما الذي يكتب فيه ما يكون في السنة هي ليلة القدر، وهي في رمضان في العشر الأواخر منه، بعض العوام خرج فقال: فلان يعني أنا يؤكد أن ليلة النصف هي ليلة المحو والكتب يكتب فيها كل شيء عكس ما أريد، حتى قالوا له الناس من الرياض: إنه لما قدم إليهم جعل يجادل أنتم أبخص من الشيخ ليلة النصف هي التي يكتب بها الأشياء، فين المفتي؟
عكس هذا فأقول: لابد لمن ينقل كلام العلماء أن يكون متقنا له عارفا بمعناه لئلا يضل، وأظن في هذا إن شاء الله كفاية ، هذه الفوائد يمكن تبلغ الثلاثين والله أعلم ، واحد وثلاثين.
الطالب : واحد واحد.
الشيخ : ما يخالف نعم ، ريّحوك يا سليمان الليلة.
11 - فوائد حديث : ( عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : التفت إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( إذا صلى أحدكم فليقل : التحيات لله ، والصلوات والطيبات ... ) . أستمع حفظ
ما هي كيفية تحريك الأصبع في التشهد ؟
الطالب : سؤال اظن قبل الدرس هذا صيغة التشهد!
الشيخ : إيش؟
السائل : صيغة كيفية التشهد.
الشيخ : نعم.
السائل : كيفية تحريك الأصبع؟
الشيخ : نعم.
السائل : لو أعدتها يا شيخ بارك الله فيك لأنه أشكل على بعض الإخوة تمثل عليه .
الشيخ : كيف؟
السائل : يعني لأن بعضهم ينزل الأصبع .
الشيخ : السبابة.
السائل : السبابة مع الوسطى ينزله إلى تحت وبعدين يشير هكذا، بعضهم يقوّس الأصبع السبابة ويحركها هكذا وبعضهم يشير إلى اتجاه القبلة إلى فوق !
الشيخ : أشياء متعددة ابن القيم رحمه الله في *زاد المعاد قال: " يرفعها منحنية بعض الشيء " .
السائل : إيه وبعدين يرفعها.
الشيخ : هذه يحتاج إلى دليل أنها تكون منحنية، ولكن نقول: الأربعة هذول إما يضم بعضها إلى بعض هكذا وبالطبع ستكون هذه مرسلة، أو إنه يحلّق الإبهام بالوسطى كذا وهي أيضا مرسلة، لكن كونه يرفع حتى تكون ليس رفعا تامًّا بل منخفضا بعض الشيء هذا يحتاج إلى دليل .
السائل : جاء في الحديث
الشيخ : لا، بس إذ جاء في الأحاديث الأخرى أنه يحركها عند الدعاء .
السائل : إيه نعم بعدين فيه تحريك.
الشيخ : إيه يعني يقولون هكذا.
السائل : بالأصبع؟
الشيخ : يكون قائما قائما كذا.
السائل : ثم التحريك بدون أن يقوّس الأصبع لأن هذا التقويس يعني يراد له دليل .
الشيخ : حتى كونه بإشارة دائما بعيدة في نظري، واللفظ يحتمل لا شك.
بعضهم يستدل بأثر ابن مسعود ( فلما مات قلنا السلام على النبي ... ) بصيغة الغائب لأن هذا فعل أكثر الصحابة بعد موته ويذكرون كذلك أنه قد جاء عن بعض الصحابة غير ابن مسعود فكيف يرد عليهم ؟
الشيخ : نعم ؟
السائل : أحسن الله إليكم شيخ إذا استدل مستدل بالأثر عن ابن مسعود : فلما مات قلنا السلام على النبي بصفة الغائب؟
الشيخ : نعم.
السائل : بأن هذا فعل أكثر الصحابة بعد وفاته ويستدل كذلك بأنه قد جاء عن بعض الصحابة غير ابن مسعود بهذا كيف يرد عليه حفظكم الله ؟
الشيخ : يرد عليه بأبسط بأيسر شيء : عمر رضي الله عنه يخطب الناس يوم الجمعة على منبر الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويقرأ التشهد: السلام عليك أيها النبي، هذا إذا أردنا أن نقابل الأثر بالأثر، ولا شك أن ما قاله عمر أمام الناس بدون نكير أنه أولى بالاتباع، هذا من جهة، من جهة أخرى بنفس الحديث: الرسول صلى الله عليه وسلم علمه ابن مسعود ولم يقيده، وتعليمه لواحد من الصحابة تعليم للأمة كلها، فلا يجوز العدول عن هذا اللفظ الذي علمه الرسول صلى الله عليه وسلم ابنَ مسعود.
الثالث: أن هذا السلام ليس سلام الملاقاة حتى نقول: لما مات انتفت الملاقاة، بدليل: أن الناس يصلون خلف الرسول عليه الصلاة والسلام صفوفا طويلة ويقرؤون السلام عليك أيها النبي جهرا أو سرا؟
سرا بلا شك لا يسمعونه ذلك، وهو أيضا لا يرد عليهم فالمسألة واضحة انتهى الوقت؟
13 - بعضهم يستدل بأثر ابن مسعود ( فلما مات قلنا السلام على النبي ... ) بصيغة الغائب لأن هذا فعل أكثر الصحابة بعد موته ويذكرون كذلك أنه قد جاء عن بعض الصحابة غير ابن مسعود فكيف يرد عليهم ؟ أستمع حفظ
ما حكم ما يسلم به بعض الناس فيقول في تحيته " خالص التحية " ؟
السائل : ما تقولون في قوله أثناء التحية ولك مني خالص التحية ؟
الشيخ : إي ، أرى أن الناس يبقون على ما يقولون، لأنك لو سألت هذا الذي قال: خالص التحية، هل تريد أن يكون له خالص التحية أعظم من التي لله ؟
لقال: لا، المراد خالص التحية من بين الناس، وكما يعني قرأت بعض العلماء أظنه ابن عقيل: أن الناس يبقون على ما هم عليه على ما يريدون، لأنه إذا كان الألفاظ الحكمية تجرى على أعرافهم فكذلك هذا.
مثلا: في عرفنا إذا قال الرجل لزوجته: ترى أنا مخليكي، هو عندنا إيش؟
طلاقا صريحا، والناس يتحدثون يقولون: فلان خلى امرأته أو يبي يخليها، أو ما أشبه ذلك، مع أنها عند الفقهاء كناية ، كناية فتأمل كيف هذا صارت صريحة لأنها في عرف الناس كذلك.
أما إذا كانت الكلمة نفسها لا تجوز مثل ما شاء الله وشئت أو حكم قال الله لك أو ما أشبهها هذه ما تجوز حتى لو اعتادها الناس، انتهى الوقت ؟
انتهى
الطالب : شيخ ماذا قررتوا؟
الشيخ : إيه بالنسبة للدرس القادم إن شاء الله.