من طلب العلم لغير الله ثم صحح النية فهل يؤجر على ما فاته.؟
السائل : في بعض الأحيان طالب العلم في بداية الطلب قد يحصل منه نية غير صحيحة ثم بعد ذلك يصحح النية . الشيخ : نعم ربّما يكون هذا ولكن لا يمْنعه، وفي معنى هذا قال بعض العلماء : طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله. السائل : هل يؤجر بعد تصحيح النية ؟ الشيخ : فيؤجر من حين ما صحح النية. السائل : قبل هذا ؟ الشيخ : ما يؤجر عسى يسلم.
السائل : هذا الحديث سبب الوسواس لكثير من الناس من ذلك أنه إذا أراد أن يقدم على شيء ما قال له الناس أنك مرائي في هذا الشيء فيتراجع عنه من ذلك ما يحدث في كثير من الصلاة في حضرة الناس الإنسان قد لا يخلو ؟ الشيخ : انتهى عرف المقصود بعض الناس يُلقي الشيطان في قلبه أنه إنما يفعل هذا رياءً، ثم يترك العمل هذا لا يجوز، هذا من تثبيط الشيطان، إذا ألقى الشيطان في قلب الإنسان أنه مراءٍ فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وليمض على سبيله، ثم بعد هذا يكون قد أغاض الشيطان، ثم لا يحدث الشيطان شيئا أما أن يبقى كل ما قالت له نفسه أو أملى عليه الشيطان أنه مراء ترك العمل فهذا ربّما يخرج من الإسلام وهو لا يدري، فالعمل للناس ريائ، وترك العمل خوفاً من الرياء شرك.
السائل : طالب العلم إذا أحس في نفسه العُجب، فهل يستمر في طلبه؟ الشيخ : نعم، إذا أُعجب الإنسان في طلبه حين الطّلب فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم، ولْيتواضع، ومن تواضع لله رفعه الله، نسأل الله أن يجعلني وإياكم من المتواضعين لله، تواضع لله ولا تشْمَخْ، وتقول : أن الله يقول : (( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )) لأن الله بدأ بالإيمان أولاً قبل إيتاء علم، فلا بد من أن يكون هناك نيّة خاصة، والله تعالى يرْفَعُك، كلَّما تواضعت لله رفعك الله عز وجل، نعم في مقام المُناظرة مع العدو، ينبغي للإنسان أن يُشعر نفسه بأنه أقوى منه، حتى يكون قويّاً على خصمه الذي يُجادل بالباطل، كالرجل الشجاع في الجهاد، إن لمْ يُشعِر بأنه قادر على خصمه ما يُقدِم على الجهاد. ففي هذه الحال ينبغي للإنسان أن يُشعر نفسه أنه قوي، وأنه قادر على إفحام خصمه حتى يُفْحِمه.
حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن حدثنا حيوة بن شريح عن أبي هانئ عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من غازية تغزو في سبيل الله فيصيبون الغنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة ويبقى لهم الثلث وإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم
حدثني محمد بن سهل التميمي حدثنا بن أبي مريم أخبرنا نافع بن يزيد حدثني أبو هانئ حدثني أبو عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من غازية أو سرية تغزو فتغنم وتسلم إلا كانوا قد تعجلوا ثلثي أجورهم وما من غازية أو سرية تخفق وتصاب إلا تم أجورهم
هل التشريك في النية يبطل العمل كطلب الغنيمة وقتال الكفار.؟
السائل : هل التشريك في النية يُبطل العمل؟ الشيخ : لا يُبطل العمل، ما لم يكن شركاً رياءً، فأما الغنيمة فإنَّ النُّفوس تطلبها، ولا يمكن لأحد أن يُخْلي قلبه منها فتبغى كثيرا، صحيح أن بعض الناس لا يهتمّون بالدنيا وإنما يهتمّ بالجهاد، لكن هذا ليس هو أكثر الناس.
السائل : بعض الناس يقول للمؤذنين أو الأئمة أنا أجي مكانك وأعطيك على هذا فلوس قد يكون يريد أن يكون إماما ليخشع ... . الشيخ : يشتريها يعني هو لا بد أن يكون هناك إدارة للمساجد، وشؤون المساجد فتُراجع في هذا، إذا كان هذا الذي طلب الإمامة خيرٌ من الأول في قراءته، وعلمه، ودعوته إلى الله فليكن، وإلا فلا، لأن مقام الإمامة ليس سلعة تُباع وتُشترى.
إذا علم المعلم من التلميذ سوء نيته في التعلم فهل يطرده.؟
السائل : إذا علم المعلّم من تمليذه أن نيته فاسدة، فهل له أنْ يطرده؟ الشيخ : كيف يعلم المعلم أن نية الطالب فاسدة؟! أنا أرى أنه يُبقيه ولو كان يعلم أنه إنما جاء من أجل المكافأة، فلعل الله عز وجل أن ينفع به ويُصحح نيته، نعم لو أنه يعني شمّ رائحة هذا الطالب أنه صاحب مشاغبات، أو أنه ربّما يُفسد الطلاب، ويفتح عليهم باب الجدل، فهنا له أن يطرده من الحلقة، كما جرى ذلك للسلف.
حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن علقمة بن وقاص عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنية وإنما لإمرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هجر إليه
القارئ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: ( إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَإِنَّمَا لِامْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ ). الشيخ : هذا الحديث أصلٌ عظيمٌ في الإسلام، قال أهل العلم : وإذا ضممت هذا الحديث إلى قوله صلى الله عليه وسلم فيما روته عائشة : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ ) فقد انتظمْت الشّرع كلّه، لأن حديث عمر ميزان للأعمال الباطنة، وهي أعمال القلوب، وحديث عائشة ميزانٌ للأعمال الظاهرة، إذ كل عمل لا بد فيه من نيّة خالصةٍ ومتابعة، فحديث عمر في النية، وحديث عائشة في المتابعة، وهذا صحيح. هذا الحديث الذي هو حديث عمر، يكون في جميع الأعمال، وجميع الأخلاق، فإن الإنسان قد يصل بنيته الصالحة إلى ما لم يصل إليه كثيرٌ من الناس، حتّى إن الموفق هو الذي يجعل عاداته عبادات، فيكلّم الناس وينبسط إليهم يرجو بذلك ثواب الله، يأكل الطعام ينوي بذلك امتثالاً لأمره تعالى : (( كلوا واشربوا ))، ينوي بذلك التّبسّط بنعمة الله، واستشعاره بكرم الله عز وجل عليه، وتيسيره له، فإنَّ هذا الطعام الذي يكون بين يديك، أتدري كم يداً عملته؟ منذ حُرثَت الأرض، ثمّ زُرِعَت، ثم أسْقِيَت، ثمّ حُصِدَت، ثمّ نُقِّيَت، ثمّ جُنِب، ثمَّ طُحِن، ثمَّ عُجِن، ثمَّ طُبٍخ، يعني أشياء كثيرة، فتنوي بذلك وتستشعر أن هذا من فضل الله عليك، وليس بحولك ولا قوّتك. كذلك تنوي بهذا الأكل والشرب : إحياء البدن، وحفظ النفس، وأنت مأمور بحفْظ النَّفس، ومنهيٌّ عن إضاعته، تنوي أيضاً التقوي على التقويَ على طاعة الله، لأن الإنسان إذا لمْ يأكل ويشرب سيَضْعُف بلا شك. فالمهم : أن من الناس من يوفَّق فتكون عاداته عبادات، ومن الناس من يغْفَل حتى تكون عباداته عادات، يقوم من نومه ويتوضَّأ ويُصلّي الفجر على العادة، ينسى أن ينوي بقلبه ويستشعر بقلبه أنه يؤدي عبادة من عبادات الله عز وجل، فالمهم أن هذا الحديث حديثٌ عظيم، حتى أنه يدخل في المُعاملات، إذا اشترى الإنسانُ سلاحاً ليُقاتل به المسلم، صار الشراء حراماً، وصار من يعلم أن نيّته هذه مُشاركٌ له في الإثم، في الطلاق، رجلٌ قال لزوجته أنتِ طالق، وأراد بقوله أنتِ طالق : طالق من وثاق، يعني غير مقيَّدة، لا يقع الطّلاق. المهم : أن هذا الحديث من أعمّ الأحاديث. بقي أن يُقال : هل الجملة الأولى هي الثانية أم غيرها؟ ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) هل هذه الثانية هي الأولى أم تختلف؟ الصواب أنها تختلف فقوله : ( إنما الأعمال بالنيات ) هذا أصل العمل، وقوله : ( وإنما لكل امرئ ما نوى ) هذا ثمرة العمل، وذلك أنه ما من عاملٍ يعمل عملاً وهو مُختارٌ عاقلٌ إلا كان ذلك بنيّة، إنما الأعمال بالنيات أي ليس هناك عمل إلا بنية، ثم لكلّ امرئ ما نوى وهذه ثمرة العمل، وإنما قلنا أن كل إنسان عاقل مختار لا يمكن أن يعمل العمل إلا بنية، لأن هذا هو الواقع، قال بعض أهل العلم : لو كلَفنا الله عملاً بدون نيّة لكان من التّكليف بما لا يُطاق، وجاء رجل إلى ابن عقيل رحمه الله وهو من أكابر علماء الحنابلة فقال له : يا سيدي أو شيخ إنني أذهب إلى دِجلة وعليّ جنابة فأنْغمِس للاغتسال ثمّ أخرج وأكون ما نويت، فقال له الشيخ : أرى ألا تصلّي، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (رُفعَ القلم عن ثلاثة : عن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتّى يُفيق، وعن الصغير حتى يبلغ )، وأنت لست صغيراً، ولست نائماً، أنت مجنون، والمجنون ليس عليه صلاة، وهذه حقيقة، ولذلك نحن نرْثي لأولئك الموسْوَسْين، عافانا الله وإياهم، أنَّ الإنسان يتوضّأ وضوءً كاملاً ثم يخرج ويقول : ما توضأت! نسأل الله أن يُعافيهم بما ابتلاهم به، ولا يبتلينا بهم، فيجب على الإنسان أن يبتعد عن هذه الوساوس، وهذه الشكوك. وقوله : ( وإنما لكل امرئ ما نوى ) هذه أيضاً ثمرة النية، إن نوى خيراً فله، وإن نوى شرّاً فعليه. ثم ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً بالهجرة، يخرج رجلان مهاجرَيْن، أحدهما يريد الدنيا، والثاني يريد الآخرة، العمل في ظاهره واحد، ولكن يختلف اختلافاً عظيماً في النّية، (فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ) فقد حصل مراده ، ( فهجرته إلى الله ورسوله ) وهنا أظهر، ولم يقُل : فله ما نوى، لبيان شرف هذه النّيّة، التي يُراد بها الهجرة إلى الله ورسوله. والثاني : ( وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ ) : ولم يقل: فَهِجْرَتُهُ إِلَى لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا تحقيراً لهذا المراد. الغريب أن هذا الحديث يُعتبر من الغرائب، لأنه ما رواه إلا عمر وما رواه عن عمر رضي الله عنه إلا علقمة ، ولا عن علقمة إلا محمد بن إبراهيم، ثم انتشر كثيراً من بعد يحيى، وهذا يدلّ على أن الغريب قد يكون من أصحّ الأحاديث، وإن كان الأكثر في الغرائب أنها ضعيفة، لكن قد تكون من أصح الأحاديث، لأن هذا الحديث هو غريبٌ في لفظه، لكن له شواهد من القرآن والسنة في أن النية عليها مدار العمل والثواب.
حدثنا محمد بن رمح بن المهاجر أخبرنا الليث ح وحدثنا أبو الربيع العتكي حدثنا حماد بن زيد ح وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب يعني الثقفي ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا أبو خالد الأحمر سليمان بن حيان ح وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا حفص يعني بن غياث ويزيد بن هارون ح وحدثنا محمد بن العلاء الهمداني حدثنا بن المبارك ح وحدثنا بن أبي عمر حدثنا سفيان كلهم عن يحيى بن سعيد بإسناد مالك ومعنى حديثه وفي حديث سفيان سمعت عمر بن الخطاب على المنبر يخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم
القارئ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحِ بْنِ الْمُهَاجِرِ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، ح وحَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الْعَتَكِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ ابْنُ زَيْدٍ، ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ يَعْنِي الثَّقَفِيَّ، ح وحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ، ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا حَفْصٌ يَعْنِي ابْنَ غِيَاثٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، ح وحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، كُلُّهُمْ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، بِإِسْنَادِ مَالِكٍ وَمَعْنَى حَدِيثِهِ، وَفِي حَدِيثِ سُفْيَانَ : ( سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَلَى الْمِنْبَرِ يُخْبِرُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم )َ. الشيخ : وهذا من العجائب، أن عمر يُعلنه على المنبر، ولم ينقله عنه إلا واحد، هذا من الغرائب، لكن لا تستغرب، فإنّ بعض الناس قد يحضر ولكنه لا يحدّث بالشيء، ويتولّى التّحديث به آخر.
بعض أهل العلم يصرح عن نفسه أنه لو أراد الدنيا ليهل الله له الطرق ألا يعد رياء.؟
السائل : أحيانا يرد عن بعض أهل العلم والفضل بعض العبارات لو سمعت من غيرهم قلنا صريحة في الرياء يعني بعضهم يخبر عن نفسه لو أراد الدنيا لسلك بعض الطرق للوصول إلى المناصب ولكنه كذا ؟ الشيخ : والله ما ينبغي أن يقول هذا : لو أردت الدنيا لفعلت كذا، لأن في هذا أولاً إعجاب بالنفس، لأن العمل انتهى ليس فيه رياء الآن لكن فيه فيه إعجاب بالنفس ، فلا ينبغي للإنسان أن يتكلم بما فيه إعجاب بالنفس. السائل : بالنسبة يا شيخ للموقف لما يرد. الشيخ : يقال هذا من اجتهاداته التي أخطأ فيها والله يعفو عن المجتهد إذا أخطأ.
ما حكم من يضعف حديث إنما الأعمال بالنيات بحجة أنه حديث أحاد.؟
السائل : بالنسبة لحديث عمر رضي الله عنه حديث عظيم إلا أن بعض أهل العلم ضعف هذا الحديث وقال أنه من أخبار الآحاد كيف يرد عليهم ؟ الشيخ : أخبار الآحاد إذا تلقّتها الأمة بالقبول صارت أشد من المتواتر، وهذا متّفقٌ على صحته، كل علماء الحديث يخرّجون له، تلقّي الأمة له بالقبول يجعله صحيحاً، الأمة تُجْمع على شيء باطل؟ فينبغي لهذا أن يُضرَبَ على وجهه، ويُقال : إذا تلقّت الأمة الحديث بالقبول حتى وإنْ لم يكن سنده متصلاً فإنه مقبول، حديث عمرو بن حزم المشهور في الدّيّات والزكاة ، وأشياء كثيرة هو مُرْسَل، ومع ذلك الأمة تلقّته بالقبول وبنَت عليه الأحكام العظيمة.
حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من طلب الشهادة صادقا أعطيها ولو لم تصبه
القارئ : حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ طَلَبَ الشَّهَادَةَ صَادِقًا، أُعْطِيَهَا، وَلَوْ لَمْ تُصِبْهُ ). الشيخ : لكن ما هي الشهادة المطلوبة؟ ليس مجرّد أن يُقتل الإنسان، الشهادة المطلوبة، هي التي قُتل فيها من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، لا من قاتَل ليُقتل، انتبهوا لهذا الفرق العظيم، من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو شهيد، ومن قاتَل ليُقتل فهذا نشك في كونه شهيد، لأنه ما قاتل لتكون كلمة الله هي العليا.
حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى واللفظ لحرملة قال أخبرنا وقال حرملة حدثنا عبد الله بن وهب حدثني أبو شريح أن سهل بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف حدثه عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه ولم يذكر في حديثه بصدق
القارئ : حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ، وَحَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، وَاللَّفْظُ لِحَرْمَلَةَ، قَالَ أَبُو الطَّاهِرِ : أَخْبَرَنَا، وقَالَ حَرْمَلَةُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي أَبُو شُرَيْحٍ، أَنَّ سَهْلَ بْنَ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ سَأَلَ اللهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ، بَلَّغَهُ اللهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ، وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ )، وَلَمْ يَذْكُرْ أَبُو الطَّاهِرِ فِي حَدِيثِهِ : ( بِصِدْقٍ ). الشيخ : هذا داخل فيما سبق في النية ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى )، وهذا سأل الله عز وجل أن يمنَّ عليه بالشهادة لكن بصدْق، فإن الله يُبَلِّغه منازل الشُّهداء.
السائل : ما المراد بقوله صلى الله عليه وسلم : ( فعرَّفه نِعَمه ) ؟ الشيخ : يعني ذكر له نعمه الدّنيوية عليه، حتّى يُقرّ ويعترف أنه لم يأته شيء فيه قصور، حتى يذهب ويُرائي الناس. السائل : ... . الشيخ : ليس بصحيح فقوله : ( فعرفه فعرفها ) يدل على أنه شيء سابق.
حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي أخبرنا عبد الله بن المبارك عن وهيب المكي عن عمر بن محمد بن المنكدر عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه مات على شعبة من نفاق قال بن سهم قال عبد الله بن المبارك فنرى أن ذلك كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
القارئ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْمٍ الْأَنْطَاكِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ وُهَيْبٍ الْمَكِّيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ، وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ نَفْسَهُ، مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ )، قَالَ ابْنُ سَهْمٍ : قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ: فَنُرَى أَنَّ ذَلِكَ كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. الشيخ : هذا الحديث يدل على أنه يجب على الإنسان أن يكون مسْتعدّاً لنُصرة دين الله، فإما أنْ يُباشر ذلك بنفسه، وإما أن يُحدّث نفسه بأنه متى حصل جهادٌ في سبيل الله جاهد، وإلا مات على شعبة من النفاق، ولم يقل : مات منافقاً، بل قال : على شعبة ومعلومٌ أن الشّعبة لا تُخرج الإنسان من دين الإسلام. وقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ : فَنُرَى أَنَّ ذَلِكَ كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فحمل الحديث رحمه الله على حال من الأحوال، وهي شدّة حاجة الناس في ذلك الوقت إلى الغزو، فلما انتشر الإسلام وقوي، فإن هذا الوعيد على ما اختاره عبد الله ابن المبارك لا يتّفق، ولكن يُقال : الحديث عام، ولا دليل على التخصيص، ولكن كل مؤمن حقيق الإيمان لا يُمكن إلا أنْ يغزو أو يُحَدّث نفسه بالغزو، إذا وُجد مقتضي لذلك.
حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فقال إن بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم حبسهم المرض
وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو معاوية ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو سعيد وعثمان قالا حدثنا وكيع ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس كلهم عن الأعمش بهذا الإسناد غير أن في حديث وكيع إلا شركوكم في الأجر
القارئ : وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ح وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، قَالَا : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، ح وحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، كُلُّهُمْ عَنِ الْأَعْمَشِ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ، غَيْرَ أَنَّ فِي حَدِيثِ وَكِيعٍ : ( إِلَّا شَرِكُوكُمْ فِي الْأَجْرِ ). الشيخ : هذا أيضاً يدل على أن الإنسان يبلغ بنيّته مبلغ العمل، إذا تخلّف عن الجهاد لعذر، مرض أو غيره كما قال المبوّب، فإنه يُكتب له أجر الغازي في سبيل الله، ولكن إذا كان له عُذر يمنعه من الجهاد ببدنه فهناك غزوٌ آخر بالمال، والمعاونة داخل البلد مثلاً، فإذا فعل ما يقدر عليه فإنه يُكتب له أجر العامل كاملاً، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إلا كانوا معكم )، والمعية تقتضي المصاحبة والمقارنة.
حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فأطعمته ثم جلست تفلي رأسه فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك قالت فقلت ما يضحكك يا رسول الله قال ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة يشك أيهما قال قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها ثم وضع رأسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك قالت فقلت ما يضحكك يا رسول الله قال ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله كما قال في الأولى قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال أنت من الأولين فركبت أم حرام بنت ملحان البحر في زمن معاوية فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت
الشيخ : في هذا دليل على فضيلة الغزو في البحر، وهذا واضح في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وما قاربه، وذلك لشدّة خطورة ركوب البحر، إذ أنْ السفن كانت تسير على الهواء، بالشراع، والأمواج تؤثر عليها كثيراً، والرياح العاصفة كذلك. ففيها خطورة عظيمة، فلذلك كانت أفضل من الغزو في البر، لأن الغزو في البر يستطيع الإنسان أن يكرْ، ويَكر، ويتصرّف، لكن المُشْكل البحر، فهل هذا ينطبق في وقتنا الحاضر؟ أو نقول : إن البحر في الوقت الحاضر أمان؟ الجواب : أنه ينْطبق، لأنا لو كُنّا نأمن من الرياح وعواصفها، والأمواج وارتفاعاتها، لكن هناك شيء آخر، وهي الغوّاصات التي إذا ضربت السفينة هَلَكت هي ومن معها، ثم هل يُقال : إن غزو الجو أفضل من غزو البر، لأنه أخطر، كالسُّفن في الماء؟ الجواب : الظاهر نعم، وإن كان الإنسان قد يتوقف في مسألة الثواب ثواب الأعمال، لأن الثواب ليس فيه قياس، لكن إذا علمنا أن السّبب واحد، وهو خطورة القتال قلنا الغزو في الجو أفضل من الغزو في البر، لأن الجو خطِر جدّاً، لو يُخطئ قائد الطائرة بأقل خطأ هلك. وعلى كل حال نتخذ من هذا قاعدة : كلما كان الغزو أخطر، كان فضله أعظم، جزاءً وفاقاً، لأن الله تبارك وتعالى حَكَمٌ عدل. وفي هذا الحديث : جواز مشاركة النساء في الغزو، لأن أم مِلْحان لمّا طلبت من النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعلها منهم، لم يقل لها النبي صلى الله عليه وسلم إنك لست منهم، بل دعا لها، وهذا إذا اضطرّ إليها لا شكّ في الجواز، وقد كانت النساء تخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم يُداوين الجرحى، ويسقين العطشى، أما القتال فليس عليهنّ قتال، ولهذا لما قالت عائشة : ( يا رسول الله هل على النساء جهاد؟ قال : نعم، عليهنّ جهاد لا قتال فيه، الحجّ والعمرة ). فإن قال قائل : كيف جاز للنبي صلى الله عليه وسلم أن يخلوا بهذه المرأة، وأنْ تفْلِيَ رأسه؟ وفلْيَ الرأس معناه : تتبع القمل، وإتلاف القمل، كان في الأول كثيراً جدًا لكثرة الأمراض في الناس، لكن الآن قلّ والحمد لله، على كل حال السؤال : كيف جاز للنبي صلى الله عليه وسلم أن يخلو بتلك المرأة وأن تفلي رأسه؟ الجواب : جاز ذلك لأن المنع من خلوة الرجل بالمرأة علّته مفقودة تماماً في حق الرسول صلى الله عليه وسلم، ولهذا يجوز له أن يخلو بالمرأة، ويجوز أن تكشف وجهها أمامه، ولا حرج في هذا، ويجوز أن يتزوجها بالهبة. فله خصاص تتعلّق بالنساء، لأننا نعلم كمال عفّته صلى الله عليه وسلم وطهارته، ومعلوم أن القصّة هذه فيها خلوة، وفيها مُباشرة في فلي الرأس. وفي هذا الحديث من الفوائد : أنه ينبغي للإنسان أن يُزيل عنه الأذى، وكذلك أسباب الأذى، يزيل هذا وهذا، أما الأذى: فإزالة القمل، وأما أسبابه : فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرجّل رأسه، وينظفه، ويدهنه، ويُلاحظه. وجاء في الحديث : ( من كان له شعرٌ فليُكرمه )، يعني : بالتنظيف، والترجيل، وما أشبه ذلك، والدين الإسلامي دين نظافة، ولا ينبغي للإنسان أن يتقصّد فيه الشّعَث، والغَبَر، لكن لو أنه حصل ذلك بغير قصد فإن هذا لا بأس به، كما قال عليه الصلاة والسلام :( رُبَّ أشعثَ أغْبَر مدْفوعٍ بالأبواب لو أقسم على الله لأبرّه ) وقال عليه الصلاة والسلام : ( تعِسَ عبد الدّينار، تعِس عبد الدّرهم، تعِسَ عبد الخميصة، - يعني ثياب الزينة -، تعس عبد الخَميْلة - الفُرُش الزينة-، تعِس وانتكس، وإذا شيكَ فلا انتَقَش، إن أعْطي رضي، وإن لم يُعط سخِط ، طوبى لعبدٍ آخذٍ بعِنان فرسه ي سبيل الله، إنْ كان في السّاقة كان في السّاقة )، وذكر شيئاً آخر، أشعثَ رأسه، مُغْبَرَّةٍ قدماه، لأن هذا ضرورة، أما أن يتقصّد الإنسان يذهب يمرغ رأسه في التراب ويقول : أنا أشعث أغبر، لو أقسمت على الله لأبرّني! هذا غير صحيح شوف المرأة هذه ترجمتها عندك. القارئ : قال النووي : " أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّهَا كَانَتْ مَحْرَمًا لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واختلفوا في كيفية ذلك فقال بن عَبْدِ الْبَرِّ وَغَيْرُهُ كَانَتْ إِحْدَى خَالَاتِهِ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَقَالَ آخَرُونَ بَلْ كَانَتْ خَالَةً لِأَبِيه ِأو لجده لأن عبد المطلب كانت أمه من بني النجار ". الشيخ : إذن الإشكال الذي ذكرنا يزول، لكن له عليه الصلاة والسلام مواقف أخرى يخْلو فيها بالنساء، ولكنه كما قلنا : العلة في المنع من الخلوة هو خوف الفتنة، والفاحشة، فهي داخلة في قوله تعالى : (( ولا تقربوا الزنا )) ، وبالنسبة للرسول صلى الله عليه وسلم هذا مفقودٌ غاية الفَقد.
النبي صلى الله عليه وسلم من شدة ورعه أنه لما بايع النساء لم يصافحهن فكيف خلا بأم حرام .؟
السائل : النبي صلى الله عليه وسلم ما يُصافح النساء في البيعة فكيف خلا بأم حرام؟ الشيخ : نعم، يخلو بالمرأة ولا يُصافح، لا تلازم. السائل : المصافحة أهون من الخلوة. الشيخ : مو على كل حال تعرف أن ... لا لا بس النبي عليه الصلاة والسلام كونه لمْ يُصافح، إمّا سدّاً للباب، ولئلا تتجرأ النساء على مصافحة الرجال أما الخلوة فهي دون ذلك.
إذا احتاج النساء في التعليم إلى كشف وجوههن أمام المعلم فهل يباح ذلك.؟
السائل : إذا احتيج في تعليم النساء إلى كشف وجوههن أمام المُعلّم، فهل يُباح ذلك؟ الشيخ : أين الحاجة اذكرلي صورة حتى نشوف. أين الحرج ؟ السائل : الحرج أحيانا يكن هؤلاء النسوة بعيدات جدا عن تعليم الدين ويرين هذا من المشقة العظيمة فربما ينصرفن. الشيخ : لا لا ينصرفن، يبقين كاشفات الوجوه، ويجعلن ستارة بينه وبينهن.