القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وأما من علق قلبه بأحد من المخلوقين ، يرجوه ويخافه ؛ فهذا من أبعد الناس عن الشفاعة . فشفاعة المخلوق عند المخلوق تكون بإعانة الشافع للمشفوع له ، بغير إذن المشفوع عنده ، بل يشفع إما لحاجة المشفوع عنده إليه ، وإما لخوفه منه ، فيحتاج أن يقبل شفاعته . والله تعالى غني عن العالمين ، وهو وحده سبحانه يدبر العالمين كلهم ، فما من شفيع إلا من بعد إذنه ، فهو الذي يأذن للشفيع في الشفاعة ، وهو يقبل شفاعته ، كما يلهم الداعي الدعاء ، ثم يجيب دعاءه ، فالأمر كله له . فإذا كان العبد يرجو شفيعا من المخلوقين ، فقد لا يختار ذلك الشفيع أن يشفع له ، وإن اختار فقد لا يأذن الله له في الشفاعة ، ولا يقبل شفاعته . وأفضل الخلق : محمد ثم إبراهيم صلى الله عليهما وسلم. وقد امتنع النبي صلى الله عليه وسلم أن يستغفر لعمه أبي طالب ، بعد أن قال : " لأستغفرن لك ما لم أنه عنك " ، وقد صلى على المنافقين ودعا لهم ، فقيل له : { ولا تصل على أحدٍ منهم مات أبدًا ولا تقم على قبره } ، وقيل له أولا : { إن تستغفر لهم سبعين مرةً فلن يغفر الله لهم } . فقال : " لو أعلم أني لو زدت على السبعين يغفر لهم لزدت " ، فأنزل الله : { سواءٌ عليهم أأستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم } . وإبراهيم وقال تعالى : { فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوطٍ. إن إبراهيم لحليمٌ أواهٌ منيبٌ. يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذابٌ غير مردودٍ } . ولما استغفر إبراهيم عليه السلام لأبيه، بعد وعده بقوله: { ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب } . قال تعالى: { قد كانت لكم أسوةٌ حسنةٌ في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدًا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك } . وقال تعالى: { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدةٍ وعدها إياه فلما تبين له أنه عدوٌ لله تبرأ منه }
القارئ : " وأما من علق قلبه بأحد من المخلوقين، يرجوه ويخافه، فهذا من أبعد الناس عن الشفاعة. فشفاعة المخلوق عند المخلوق تكون بإعانة الشافع للمشفوع له بغير إذن المشفوع عنده، بل يشفع إما لحاجة المشفوع عنده إليه، وإما لخوفه منه، فيحتاج إلى أن يقبل شفاعته. والله تعالى غني عن العالمين، وهو وحده سبحانه يدبر العالمين كلهم ". الشيخ : يعني أن غير الله عز وجل قد يشفع عنده بلا إذن، فيوافق إما لحاجته إلى الشافع لكونه يخدمه أو يأتي له بأمور أو ما أشبه ذلك، وإما إيش؟ لخوفه منه إن رد شفاعته، لكن الله عز وجل لكمال سلطانه عز وجل وعظمته، لا يشفع أحد عنده إلا بإذنه، وإذا كان كما قال شيخ الإسلام، إذا كان سيد الشفعاء محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشفع إلا بإذن الله، فمن دونه من باب أولى. نعم. القارئ : " والله تعالى غني عن العالمين وهو وحده سبحانه يدبر العالمين كلهم، فما من شفيع إلا من بعد إذنه، وهو الذي يأذن للشفيع في الشفاعة، وهو يقبل شفاعته، كما يلهم الداعي الدعاء، ثم يجيب دعاءه، فالأمر كله له. فإذا كان العبد يرجو شفيعاً من المخلوقين، فقد لا يختار ذلك الشفيع أن يشفع له، وإن اختار فقد لا يأذن الله له في الشفاعة، ولا يقبل شفاعته. وأفضل الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، ثم إبراهيم صلى الله عليهما وسلم. وقد امتنع النبي صلى الله عليه وسلم " الشيخ : ليست عندي صلى الله عليه وسلم بعد محمد. القارئ : لا، عندي يا شيخ، صلى الله عليهما وسلم. الشيخ : الأولى. القارئ : الأولى عندي. الشيخ : أنا الأولى ليس عندي، ليس عندك؟ لعلها زائدة، ويتعين أن تكون زائدة إذا قلنا صلى الله عليهما وسلم. القارئ : " وأفضل الخلق محمد ثم إبراهيم صلى الله عليهما وسلم، وقد امتنع النبي صلى الله عليه وسلم أن يستغفر لعمه أبي طالب بعد أن قال : ( لأستغفرن لك ما لم أنه عنك )، وقد صلى على المنافقين ودعا لهم، فقيل له : (( ولا تصل على أحدٍ منهم مات أبدًا ولا تقم على قبره )) " الشيخ :( لأستغفرن لك ما لم أنه عنك ) يعني الإنسان يشعر بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان في قلق عند استغفاره له، يعني: ليست نفسه طيبة بأن يستغفر له، لكن كأنه يجبر نفسه على أن يستغفر له، ويتوقع أن ينهى عنه، والأمر وقع كما توقع عليه الصلاة والسلام. نعم. القارئ : " وقد صلى على المنافقين ودعا لهم فقيل له : (( ولا تصل على أحدٍ منهم مات أبدًا ولا تقم على قبره )) وقيل له أولا : (( إن تستغفر لهم سبعين مرةً فلن يغفر الله لهم )) . فقال : ( لو أعلم أني لو زدت على السبعين يغفر لهم لزدت ) فأنزل الله : (( سواءٌ عليهم أأستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم )). وإبراهيم قال الله تعالى : (( فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوطٍ. إن إبراهيم لحليمٌ أواهٌ منيبٌ. يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه )) " ساقطة عندنا إنه. الشيخ : إنه قد جاء. القارئ : إنه ساقطة. الشيخ : إي طيب، ألحقها القارئ : " (( يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذابٌ غير مردودٍ )). ولما استغفر إبراهيم عليه السلام لأبيه بعد وعده بقوله: (( ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب )) " الشيخ : عندك ربنا ولا ربي؟ عندي أنا ربي، لكن الآية ربنا. الطالب : ربنا. الشيخ : إي متعين هي في الآية ربنا، لكن أردنا التنبيه القارئ : قال تعالى: (( قد كانت لكم أسوةٌ حسنةٌ في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله )) الشيخ : بس، عندنا حفل تخريج الحفاظ. القارئ : " قال تعالى : (( قد كانت لكم أسوةٌ حسنةٌ في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدًا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك )) . وقال تعالى: (( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدةٍ وعدها إياه فلما تبين له أنه عدوٌ لله تبرأ منه )) ".
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " والله سبحانه له حقوق لا يشركه فيها غيره ، وللرسل حقوق لا يشركهم فيها غيرهم ، وللمؤمنين بعضهم على بعض حقوق مشتركة ؛ ففي الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال لي : " يا معاذ ، أتدري ما حق الله على عباده . ؟ " . قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : " حقه عليهم : أن يعبدوه لا يشركوا به شيئا . يا معاذ ، أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك ؟ " . قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : " حقهم عليه أن لا يعذبهم " . فالله تعالى مستحق أن نعبده لا نشرك به شيئا ، وهذا هو أصل التوحيد الذي بعثت به الرسل ، وأنزلت به الكتب ، قال الله تعالى { واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهةً يعبدون } وقال تعالى : { وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون } ، وقال تعالى : { ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولًا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت } . ويدخل في ذلك أن لا نخاف إلا إياه ، ولا نتقي إلا إياه ، كما قال تعالى : { ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون } . فجعل الطاعة لله وللرسول ، وجعل الخشية والتقوى لله وحده . وكذلك قال تعالى : { ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون } . فجعل الإيتاء لله وللرسول . كما قال تعالى : { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } ، فالحلال ما حلله الرسول ، والحرام : ما حرمه الرسول ، والدين : ما شرعه الرسول . وجعل التحسب بالله وحده ، فقال تعالى : { وقالوا حسبنا الله } ، ولم يقل ورسوله . كما قال تعالى : { الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانًا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل } . وقال تعالى : { يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين } ، أي حسبك وحسب من اتبعك : الله ، فهو وحده كافيكم ، ومن ظن أن معناها : حسبك الله والمؤمنون ، فقد غلط غلطا عظيما من وجوه كثيرة مبسوطة في غير هذا الموضع . ثم قال : { وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله } ، فجعل الفضل لله ، وذكر الرسول في الإيتاء ، لأنه لا يباح إلا ما أباحه الرسول ، فليس لأحد أن يأخذ ما تيسر له إن لم يكن مباحا في الشريعة . ثم قال : { إنا إلى الله راغبون } ، فجعل الرغبة إلى الله وحده ، دون ما سواه ؛ كما قال : { فإذا فرغت فانصب. وإلى ربك فارغب } ، فأمر بالرغبة إليه .
القارئ : " والله سبحانه له حقوق لا يشركه فيها غيره، وللرسل حقوق ". الشيخ : الحمد لله. الطالب : يرحمك الله. الشيخ : يهديكم الله ويصلح بالكم. القارئ : " وللرسل حقوق لا يشركهم فيها غيرهم، وللمؤمنين بعضهم على بعض حقوق مشتركة، ففي الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : ( كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال لي : يا معاذ، أتدري ما حق الله على عباده ؟ قلت : الله ورسوله أعلم، قال: حقه عليهم أن يعبدوه لا يشركوا به شيئاً. يا معاذ، أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك ؟ قلت : الله ورسوله أعلم، قال : حقهم عليه أن لا يعذبهم ). فالله تعالى مستحق أن نعبده لا نشرك به شيئاً، وهذا أصل التوحيد الذي بعثت به الرسل، وأنزلت به الكتب، قال الله تعالى: (( واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهةً يعبدون ))، وقال تعالى : (( وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ))، وقال تعالى : (( ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولًا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )). ويدخل في ذلك أن لا نخاف إلا إياه، ولا نتقي إلا إياه، كما قال تعالى : (( ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون )). فجعل الطاعة لله وللرسول، وجعل الخشية والتقوى لله وحده. وكذلك قال تعالى : (( ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون )). فجعل الإيتاء لله والرسول. كما قال تعالى: (( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ))، فالحلال ما حلله الرسول، والحرام : ما حرمه الرسول، والدين : ما شرعه الرسول. وجعل التحسب بالله وحده ، فقال تعالى : (( وقالوا حسبنا الله )) ولم يقل ورسوله. كما قال تعالى : (( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانًا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل )). وقال تعالى : (( يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ))، أي: حسبك وحسب من اتبعك : الله، فهو وحده كافيكم، ومن ظن أن معناها : حسبك الله والمؤمنون، فقد غلط غلطاً عظيماً من وجوه كثيرة مبسوطة في غير هذا الموضع ". الشيخ : أشار إليها ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد، بطلان هذا التأويل (( يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين )) لأن من هنا معطوفة على إيش؟ على الكاف، وليست معطوفة على حسب، نعم، وليست معطوفة على من في قوله ومن اتبعك ، (( يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك )) ليست معطوفة على الله بل هي معطوفة على الكاف في حسبك، هذا متعين، ولا يمكن أن يكون المتبعون للرسول عليه الصلاة والسلام حسباً للرسول عليه الصلاة والسلام، لأن هذا يتضمن أن يكونوا أعلى من الرسول عليه الصلاة والسلام، أما قوله : (( هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين )) فواضح أن الله نصره بنصره الذي لا قدرة لأحد فيه كما نصره في الأحزاب وفي بدر ونصره أيضاً بالمؤمنين، كما نصره في حنين حينما تولى أكثر الصحابة ثم دعاهم فعادوا وصارت النتيجة والحمد لله أن الله نصره. الخلاصة الآن : نصر الله إياه بالمؤمنين جائز، وكون المؤمنين حسباً للرسول غير جائز. نعم. القارئ : " ثم قال : (( وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله )) فجعل الفضل لله، وذكر الرسول في الإيتاء، لأنه لا يُباح إلا ما أباحه الرسول، فليس لأحد أن يأخذ ما تيسر له إن لم يكن مباحا في الشريعة. ثم قال : (( إنا إلى الله راغبون ))، فجعل الرغبة إلى الله وحده دون ما سواه، كما قال : (( فإذا فرغت فانصب. وإلى ربك فارغب )) فأمر بالرغبة إليه " الشيخ : إذا قال قائل إن الله قال : (( قالوا سيؤتينا الله من فضله ورسوله )) يعني: يؤتينا من فضله، فهذا نوع من التشريك . قلنا لا : ليس نوع من التشريك، لأن إتيان الرسول لهم بأمر من ؟ بأمر الله عز وجل، فهو كقوله : (( من يطع الرسول فقد أطاع الله )) وإنما نص الله تعالى على إتيان الرسول إياهم لئلا يقول قائل هذا من اجتهاد الرسول عليه الصلاة والسلام فلنا أن ننازع أو نعارض فبين الله أن إتيان رسوله كإتيانه تماماً. ولكن نحن نعلم أن إتيان الرسول إنما يكون بأمر الله عز وجل، انتبهوا لهذا يعني هذه النقط التي أشار إليها الشيخ رحمه الله ما تكاد تأتي لكل أحد فيجب أن ينتبه الإنسان لها.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " ولم يأمر الله قط مخلوقا أن يسأل مخلوقا ، وإن كان قد أباح في موضع من المواضع ذلك ، لكنه لم يأمر به ، بل الأفضل للعبد أن لا يسأل قط إلا الله . كما ثبت في الصحيح في صفة الذين يدخلون الجنة بغير حساب : " هم الذين لا يسترقون ، ولا يكتوون ، ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون " فجعل من صفاتهم أنهم لا يسترقون : أي لا يطلبون من غيرهم أن يرقيهم ، ولم يقل : لا يرقون . وإن كان ذلك قد روي في بعض طرق مسلم فهو غلط ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم رقى نفسه وغيره ، لكنه لم يسترق ، فالمسترقي طالب للدعاء من غيره ؛ بخلاف الراقي غيره ، فإنه داع له .
القارئ : " فأمر بالرغبة إليه، ولم يأمر الله قط مخلوقا أن يسأل مخلوقا، وإن كان قد أباح في موضع من المواضع ذلك، لكنه لم يأمر به، بل الأفضل للعبد أن لا يسأل قط إلا الله. كما ثبت في الصحيح في صفة الذين يدخلون الجنة بغير حساب: ( هم الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون ) فجعل من صفاتهم أنهم لا يسترقون، أي: لا يطلبون من غيرهم أن يرقيهم، ولم يقل : لا يرقون. وإن كان ذلك قد روي في بعض طرق مسلم فهو غلط، فإن النبي صلى الله عليه وسلم رقى نفسه وغيره ". الشيخ : اصبر، وإن كان ذلك قد روي، وش بعدها؟ القارئ : في بعض طرق مسلم. الشيخ : طرق مسلم. القارئ : فهو غلط. الشيخ : نعم. القارئ : " فإن النبي صلى الله عليه وسلم رقى نفسه وغيره، لكنه لم يسترق، فالمسترقي طالب للدعاء من غيره ".
تنبيه على شذوذ رواية مسلم :" لا يرقون ولا يسترقون "
الشيخ : هنا فهمنا أن في بعض روايات مسلم أنه قال ( لا يسترقون ولا يرقون ) وهذه الكلمة غلط، لأن رقياهم لغيرهم إحسان، والله تعالى يحب المحسنين، والنبي صلى الله عليه وسلم يرقي غيره ويقول في رقية المريض : ( اللهم رب الناس أذهب الباس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما ). وبهذا نعرف أنه يوجد في الصحيحين ما يكون غلطاً، لكن الأصل فيها أنه إيش؟ أنه صحيح، لا شك في هذا، على أن الغلط لا يوجد في جميع الطرق، يعني لو تأملت ما يحصل فيه الغلط وجدته لا يأتي بجميع الطرق، ولكن رواة الحديث لشدة أمانتهم وتحرزهم ينقلون ما يسمعون. نعم. القارئ : " فالمسترقي طالب للدعاء من غيره بخلاف الراقي غيره " الشيخ : انتهى الوقت.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " فإن النبي صلى الله عليه وسلم رقى نفسه وغيره ، لكنه لم يسترق ، فالمسترقي طالب للدعاء من غيره ؛ بخلاف الراقي غيره ، فإنه داع له . وقد قال صلى الله عليه وسلم لابن عباس : " إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله " فهو الذي يتوكل عليه ، ويستعان به ، ويستغاث به ويخاف ويرجى ، ويعبد وتنيب القلوب إليه ، لا حول ولا قوة إلا به ، ولا ملجأ منه إلا إليه ، والقرآن كله يحقق هذا الأصل . والرسول صلى الله عليه وسلم يطاع ويحب ويرضى ، ويسلم إليه حكمه ، ويعزر ، ويوقر ، ويتبع ، ويؤمن به وبما جاء به ، قال تعالى : { من يطع الرسول فقد أطاع الله } . وقال تعالى : { وما أرسلنا من رسولٍ إلا ليطاع بإذن الله } . وقال تعالى : { والله ورسوله أحق أن يرضوه } . وقال تعالى : { قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم } إلى قوله : { أحب إليكم من الله ورسوله وجهادٍ في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره } . وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم قال : " ثلاث من كن فيه وجد حلاة الإيمان : من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله ، ومن كان يكره أن يرجع في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار " .
القارئ : في كتابه الاقتضاء: " وقد قال صلى الله عليه وسلم لابن عباس: ( إذا سألت فاسأل الله ) " الشيخ : لا، " فإن النبي صلى الله عليه وسلم رقى نفسه "، قبلها بسطر. القارئ : إي نعم، يعني نقرأ من أول الكلام؟ الشيخ : هو يريد أن يبين غلط الرواية التي في مسلم، وهو قوله: (ولا يرقون )، يعني: هذه الرواية غلط ما صحت، قال: " فإن النبي " القارئ : قال : " فإن النبي صلى الله عليه وسلم رقى نفسه وغيره، لكنه لم يسترق، فالمسترقي طالب للدعاء من غيره، بخلاف الراقي غيره فإنه داع له. وقد قال صلى الله عليه وسلم لابن عباس : ( إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله ) فهو الذي يتوكل عليه، ويستعان به، ويستغاث به ويخاف ويرجى، ويعبد وتنيب القلوب إليه، لا حول ولا قوة إلا به، ولا ملجأ منه إلا إليه، والقرآن كله يحقق هذا الأصل. والرسول صلى الله عليه وسلم يطاع ويحب ويرضى، ويسلم إليه حكمه ويعزر، ويوقر، ويُتبع، ويؤمن به وبما جاء به، قال تعالى: ((من يطع الرسول فقد أطاع الله )). وقال تعالى : (( وما أرسلنا من رسولٍ إلا ليطاع بإذن الله )) . وقال تعالى : (( والله ورسوله أحق أن يرضوه )) . وقال تعالى : (( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم )) إلى قوله : (( أحب إليكم من الله ورسوله وجهادٍ في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره )). وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم قال : ( ثلاث من كن فيه وجد حلاة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله، ومن يكره أن يرجع ) ". الشيخ : ومن كان يكره. القارئ : ( ومن كان يكره أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار ). وقال : ( والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ). الشيخ : قوله عليه الصلاة والسلام : ( ومن كان يكره ) هذا واضح فيمن أسلم بعد الكفر، لكن من كان مسلماً أصلاً، الظاهر أنه يصدق عليه إذا كان يكره أن يكون كافراً، نعم، كما يكره أن يقذف في النار، فإنه يجد بذلك حلاوة الإيمان، ولا مانع من أن يقال لمن لم يدخل في الشيء أنه لم يعد إليه أو عاد إليه كما في قصة شعيب، قال لقومه : (( وما كان لنا أن نعود فيها )) وش أول الآية ؟ الطالب : قال ... الشيخ : نعم، (( قد افترينا على الله كذباً إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا )). فالمهم فالظاهر أن الرجل المسلم أصلاً إذا كره أن يكون كافراً كما يكره أن يقذف في النار فإنه سيجد حلاوة الإيمان، اللهم ذوقنا إياها.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وقال : " والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين " . وقال له عمر : يا رسول الله ، لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي ، قال : " لا يا عمر ، حتى أكون أحب إليك من نفسك " . قال : فلأنت أحب إلي من نفسي ، قال " الآن يا عمر " . وقال تعالى : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم }
القارئ : " وقال : ( والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ). ( وقال له عمر : يا رسول الله، لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، قال : لا يا عمر ، حتى أكون أحب إليك من نفسك. قال : فلأنت أحبَّ ). الشيخ : أحبُّ. القارئ : ( قال : فلأنت أحبُّ إلي من نفسي، قال الآن يا عمر ). وقال تعالى ". الشيخ : يعني الآن تم إيمانك، فقوله : ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون أحب )، هذا نفي لكمال الإيمان، لا لأصل الإيمان، ما دام يوجد في قلبه محبة للرسول عليه الصلاة والسلام وإن لم تصل إلى هذا الحد فهو مؤمن، لكن لا يكمل إيمانه حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين حتى من نفسه، لأن نفس الإنسان داخلة في قوله : ( والناس أجمعين ). نعم. من علامة محبة الرسول عليه الصلاة والسلام أن تقدم قوله على هواك، لكنك إذا قدمت قوله على هواك، دل ذلك على أنك تحبه أكثر من نفسك، وكذلك أن تشعر بنفسك أنه لو قدم الرسول عليه الصلاة والسلام وحاشاه من ذلك لو قدم للقتل فديته بنفسك، هذا من علامة أنك تحبه أكثر من محبة نفسك. القارئ : " وقال تعالى : (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم )) " الشيخ : هذه الآية تسمى آية المحنة يعني: الاختبار، لأنه ادعى قوم أنهم يحبون الرسول عليه الصلاة والسلام، فقال الله للرسول صلى الله عليه وسلم : (( قل إن كنتم تحبون الله )) نعم، ادعى قوم أنهم يحبون الله فقال الله له : (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني )) هذه من علامة محبة الإنسان لربه أن يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم، وكل من كان للرسول أتبع كان لله أحب، لكن انظر الثمرة، ما قال: إن كنتم تحبون الله فاتبعوني تصدقوا في ذلك، قال : (( يحببكم الله )) هذه الثمرة العظيمة التي ينشدها كل إنسان. دعوى أنك تحب الله، أو حقيقة أنك تحب الله ليس ككون الله إيش؟ يحبك، ولهذا قال: (( اتبعوني يحببكم الله )). فإذا كنت تنشد محبة الله وتحبها فعليك باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم. نعم. هل يمكن أن نأخذ من هذه الآية أن دعوى أصحاب البدع محبة الرسول يكذبها فعلهم؟ نعم؟ الطالب : يمكن. الشيخ : نعم، لأننا نقول لو كنتم تحبون الرسول حقاً ايش؟ لاتبعتموه، لو كنتم تحبون الله حقاً لاتبعتم رسوله، لو كنتم تتخذونه سيداً لم تتقدموا بين يديه، وكيف يكون سيداً وأنت تخالفه؟ أين السيادة؟ ولهذا ما أيسر كسر عود هؤلاء الذين يقولون أنتم لا تقيمون المولد للرسول عليه الصلاة والسلام ولا تأتون بالسجع الطويل العريض في الصلاة عليه ومدحه، أنتم لا تحبونه، نقول : سبحان الله! أينا أحق بالمحبة الذي يتبع سنته ولا يتعداها، أو الذي يأتي بما حذر منه من البدع ؟ الطالب : الأول. الشيخ : لا شك أنه الأول، وكسر عود هؤلاء لا يحتاج إلى معول قوي، سهل جداً. نعم.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وقال تعالى : { إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا. لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه } ، أي : الرسول خاصة { وتسبحوه بكرةً وأصيلًا } ، أي : تسبحوا الله تعالى . فالإيمان بالله والرسول ، والتعزير والتوقير للرسول ، والتسبيح لله وحده . وهذا الأصل مبسوط في غير هذا الموضع .
وقد بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم بتحقيق التوحيد وتجريده ، ونفي الشرك بكل وجه ، حتى في الألفاظ ، كقوله صلى الله عليه وسلم : " لا يقولن أحدكم : ما شاء الله وشاء محمد ، بل : ما شاء الله ثم شاء محمد " ، وقال له رجل : ما شاء الله وشئت ، فقال : " أجعلتني لله ندا ؟ بل : ما شاء الله وحده ".
القارئ : " وقال تعالى : (( إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا. لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه )) أي : الرسول خاصة، (( وتسبحوه بكرةً وأصيلًا )) أي : تسبحوا الله تعالى. فالإيمان بالله والرسول، والتعزير والتوقير للرسول، والتسبيح لله وحده. وهذا الأصل مبسوط في غير هذا الموضع. وقد بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم بتحقيق التوحيد وتجريده، ونفي الشرك بكل وجه، حتى في الألفاظ، كقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يقولن أحدكم: ما شاء الله وشاء محمد، بل : ما شاء الله ثم شاء محمد ).
ينبغي للداعية أنه إذا بين للناس ما نهى الله عنه يبين لهم ما أباح الله لهم، وبيان فائدة ذلك .
الشيخ : في هذا الحديث دليل على ما نكرره دائماً من أن الإنسان إذا ذكر شيئاً ممنوعاً للناس فليذكر إيش؟ فليذكر المأذون فيه، حتى لا يسد الباب أمام ا لناس، ولهذه القاعدة نظائر، منها: قوله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا )) فلما نهاهم عن راعنا أتى لهم بالبدل. ولما قال الرسول صلى الله عليه وسلم للذي جاء بالتمر الطيب يأخذ الصاع بالصاعين والصاعين بالثلاثة، قال: ( لا تفعل، ولكن بع الرديء بالدراهم ثم اشتر بالدراهم طيباً ) فلما نهاه فتح له الباب المأذون فيه. وهكذا ينبغي للإنسان معلم الناس أو آمرهم بالمعروف وناهيهم عن المنكر إذا بين لهم الباب المغلق فليبين الباب المفتوح، ولذلك فائدتان: الفائدة الأولى : أن يعلم هذا الرجل وغيره أن الشريعة والحمد لله لم تسد الأبواب، لم تغلق باباً إلا وفتحت أبواباً. ثانياً : أن يسهل عليه الانتقال مما هو عليه، لأنه لم يحجر ويغلق الباب دونه، بل فتح له، فيسهل عليه الانتقال وترك ما كان عليه. نعم. القارئ : " ( وقال له رجل : ما شاء الله وشئت، فقال : " أجعلتني لله ندا ؟ بل : ما شاء الله وحده) ".
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " والعبادات التي شرعها الله كلها تتضمن إخلاص الدين كله لله ، تحقيقا لقوله تعالى : { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة } ، فالصلاة لله وحده ، والصدقة لله وحده ، والصيام لله وحده ، والحج لله وحده ، وإلى بيت الله وحده ؛ فالمقصود من الحج : عبادة الله وحده في البقاع التي أمر الله بعبادته فيها ، ولهذا كان الحج شعار الحنيفية ، حتى قال طائفة من السلف : " حنفاء لله ، أي حجاجا " ، فإن اليهود والنصارى لا يحجون البيت . قال طائفة من السلف : لما أنزل الله تعالى : { ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه } . قالت اليهود والنصارى: نحن مسلمون، فأنزل الله تعالى : { ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلًا } . فقالوا : لا نحج ؟ فقال تعالى { ومن كفر فإن الله غنيٌ عن العالمين } ، وقوله تعالى : { ومن يبتغ غير الإسلام دينًا } عام في الأولين والآخرين ، فإن دين الإسلام هو دين الله الذي عليه أنبياؤه ، وعباده المؤمنون ، كما ذكر الله ذلك في كتابه من أول رسول بعثه إلى أهل الأرض : نوح ، وإبراهيم ، وإسرائيل ، وموسى ، وسليمان ، وغيرهم من الأنبياء والمؤمنين . قال الله تعالى في حق نوح : { واتل عليهم نبأ نوحٍ إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمةً ثم اقضوا إلي ولا تنظرون. فإن توليتم فما سألتكم من أجرٍ إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين }.
القارئ : " والعبادات التي شرعها الله كلها تتضمن إخلاص الدين كله لله، تحقيقا لقوله تعالى : (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة )) فالصلاة لله وحده، والصدقة لله وحده ". الشيخ : يقول بعض المعربين في قوله : (( إلا ليعبدوا الله )) إن اللام هنا زائدة، والمعنى : وما أمروا إلا أن يعبدوا الله مخلصين ونظيرها قوله : (( يريد الله ليبين لكم )) أي: يريد أن يبين لكم، لأن أراد تتعدى بنفسها، وفائدة الإتيان باللام: الإشارة إلى الإخلاص وتوحيد القصد. نعم. القارئ : " فالصلاة لله وحده، والصدقة لله وحده، والصيام لله وحده، والحج لله وحده " الشيخ : أعد أعد، إلا ليعبدوا الله، وما أمروا. القارئ : " (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة )) فالصلاة لله وحده، والصدقة لله وحده، والصيام لله وحده، والحج لله وحده وإلى بيت الله وحده، فالمقصود من الحج : عبادة الله وحده في البقاع التي أمر بعبادته فيها، ولهذا كان الحج شعار الحنيفية، حتى قال طائفة من السلف : حنفاء لله، أي: حجاجا، فإن اليهود والنصارى لا يحجون البيت. قال طائفة من السلف : لما أنزل الله تعالى : ((ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه )) قالت اليهود والنصارى: نحن مسلمون، فأنزل الله تعالى : (( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلًا )). فقالوا : لا نحج، فقال تعالى (( ومن كفر فإن الله غنيٌ عن العالمين )). قوله تعالى ". الشيخ : وقوله. القارئ : بالواو؟ الشيخ : نعم. القارئ : " وقوله تعالى : (( ومن يبتغ غير الإسلام دينًا )) عام في الأولين والآخرين، فإن دين الإسلام هو دين الله الذي عليه أنبياؤه وعباده المؤمنون، كما ذكر الله ذلك في كتابه من أول رسول بعثه إلى أهل الأرض نوح وإبراهيم وإسرائيل وموسى وسليمان وغيرهم من الأنبياء والمؤمنين. قال الله تعالى في حق نوح : (( واتل عليهم نبأ نوحٍ إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمةً ثم اقضوا إلي ولا تنظرون. فإن توليتم فما سألتكم من أجرٍ إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين )) ". الشيخ : التوكل العظيم للرسل لا يدانيه شيء : (( إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله )) أي: عظم عليكم هذا وشق عليكم فأنا معتمد على الله غاية الاعتماد ولا أبالي بكم، (( فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم )) أي: اعزموا أمركم وأتوا بعزم ونشاط وإقبال واجمعوا شركاءكم أيضاً معكم ممن تعبدونهم ود وسوع ويغوث ويعوق ونسر، ومع ذلك لا تأتون إلا على بصيرة كيف تقضون علي، لا تأتون هكذا جزافاً، ولهذا قال: (( ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون )) سبحان الله! هذه القوة العظيمة، مع أنه بقي فيهم كم ؟ ألف سنة إلا خمسين عاماً، كلما دعاهم ازدادوا عتواً ونفوراً، كما قال عنه سبحانه وتعالى : (( وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم )) حتى لا يسمعوا (( واستغشوا ثيابهم )) تغطوا حتى لا ينظروا ((وأصروا )) على ما هم عليه (( واستكبروا استكباراً ))، ومع ذلك صبر صبراً عظيماً ألف سنة إلا خمسين عاماً وهو يدعوهم، فلما أيس منهم دعا الله عليهم، وقال : (( رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً )) يعني كأنه قدم الاعتذار لنفسه، لما قال : (( لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً )) قدم الاعتذار، يعني: ما دعوت إلا لأنهم لو بقوا ايش ؟ لأضلوا العباد، ولم يلدوا إلا فاجراً كفاراً، نعم. الشاهد من هذا قوله : (( وأمرت أن أكون من المسلمين )) وأن الإسلام دين الله في أي مكان وأي زمان، ما دام دين الله باقياً فهو الإسلام. نعم.
السائل : شيخ بارك الله فيكم، ذكرنا في درس مضى أنه لا يجوز أن يفدى غير النبي صلى الله عليه وسلم بالنفس والوالدين، وعندي إشكال يا شيخ مرده إلا أمرين : أن النبي صلى الله عليه وسلم فدى سعد بوالديه، فقال : ارم فداك أبي وأمي، والثاني .. الشيخ : أبوه وأمه ما هما؟ السائل : كافران. الشيخ : انتهى. السائل : طيب، والإشكال الثاني. الشيخ : نعم
هل يجوز لطالب العلم أن يفدي بنفسه العالم الرباني ؟
السائل : الأمر الثاني يا شيخ : أنه يا شيخ أحياناً الإنسان يكون في نفسه يعني لا يقدم مصلحة للمسلمين لا تقارن بمصلحة الذي مثلاً الذي يفديه، فإذا فداه قد قدم خدمة. الشيخ : كيف يعني ؟ السائل : يعني مثلاً كأن يقدم الرجل ليقتل، وهو ذو صلاح وتقوى وعلم، عالم، عالم زمانه، أفلا يجوز لمن كان طويلب علم أن يفديه؟ الشيخ : لا. السائل : والمصلحة تتحقق. الشيخ : لا، ما يجوز.
هل تقديم محبة النبي صلى الله عليه وسلم على النفس والأهل والولد هو من كمال الإيمان الواجب أو كمال الإيمان المستحب ؟
السائل : شيخ أحسن الله إليكم، بالنسبة لتقديم محبة النبي عليه الصلاة والسلام على الشيخ : إيش؟ السائل : تقديم محبة النبي عليه الصلاة والسلام الشيخ : أعد أعد، قبل المحبة وش الي قبلها؟ السائل : بالنسبة لتقديم محبة النبي. الشيخ : دليل ؟ السائل : لا مو دليل، تقديم محبة النبي. الشيخ : تقديم. السائل : إي نعم. الشيخ : نعم. السائل : تقديم محبة النبي صلى الله عليه وسلم على محبة النفس هل هو من كمال الإيمان الواجب أو من كماله المستحب ؟ الشيخ : الرسول لما قال لعمر : ( حتى أكون أحب إليك من نفسك ) الظاهر أنه من الواجب، لكنه ليس يخرج الإنسان به لو لم يفعل يكون كافراً، لا. نعم.
السائل : أحسن الله إليكم ... يدعون أن ... الرسول صلى الله عليه وسلم، وهؤلاء يعني معهم دعواهم أن هذا يقال في ... الصلوات. الشيخ : إي بعض الدعوات يعني، صلاة الفاتح؟ السائل : ... الشيخ : صلاة الفاتح أظن؟ السائل : يقولون أفضل من القرآن بستة آلاف مرة. الشيخ : قاتلهم الله. السائل : يقولون الإنسان ما يقرأها إلا ... الشيخ : أيها؟ السائل : ... الشيخ : يعني أشد من القرآن السائل : إي نعم، والقرآن يقرأه ... الشيخ : والله مشكلة. السائل : ولا يقرأ ... هؤلاء ما حكمهم ؟ الشيخ : نعم؟ السائل : هؤلاء ما حكمهم الذي يفضل يعني على القرآن شيء ؟ الشيخ : الذي يفضل على القرآن أنا عندي لا يتوقف الإنسان في كفره. السائل : إذا كان جاهلاً مقلداً؟ الشيخ : لا، الجاهل المقلد يعني عوام المبتدعة الذين تصل بدعتهم إلى الكفر الإنسان يتوقف في تكفيرهم، لأنهم عوام ونشؤوا على هذا ولم يأتهم أحد ببرهان بين، وكما تعلم أن كل أناس يقدسون علماءهم ولا يقبلون قول أحد غيرهم. ووجه عدم الإقدام على تكفيرهم أو على الحكم بإسلامهم أنهم إذا سمعوا شيئاً ينافي ما هم عليه يجب عليهم أن يبحثوا، يعني فهم معذورون وغير معذورين، فلا يمكن أن نرفع عنهم اللوم، ولا يمكن أن نوقع عليهم اللوم، الإنسان يتوقف فيهم. السائل : إذا بُلغوا؟ الشيخ : إذا بُلغوا قد لا يثقون بمن بلغهم، يعني لكن عليهم في هذه الحال أن يبحثوا. نعم.
ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين " . وقال له عمر : يا رسول الله ، لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي ، قال : " لا يا عمر ، حتى أكون أحب إليك من نفسك " . قال : فلأنت أحب إلي من نفسي ، قال " الآن يا عمر " ؟
السائل : شيخ إذا قال قائل أن المحبة أمر نفسي لا يتحكم فيه، فكيف صدر من عمر هذه المقولة هل هو انقياد لأمر الرسول ؟ الشيخ : كيف ؟ السائل : هل هو انقياد لأمر الرسول؟ الشيخ : لا، الظاهر لعله بالأول متردد رضي الله عنه هل يقدمه على نفسه أو لا ؟ لأنه يخشى أن يقدمه على نفسه فيكون معارضاً لقوله: ابدأ بنفسك، والنفس حقها أعظم من الآخرين، فلما قال: ( من نفسك ) اطمأن فقال: حتى من نفسي، فالظاهر أن عمر رضي الله عنه أنه لم يقل من نفسي تورعاً وخوفاً من أن يكون تقديم أحد على نفسه إثماً. السائل : والاحتمال الثاني ما يمكن ؟ الشيخ : الي هو؟ السائل : أن زيادة المحبة للرسول حيث أنها غلبة على النفس إنما هو بهذا الإرشاد . الشيخ : إي، يعني بعيد أن الإنسان ينتقل من وصف محبة دون إلى أعلى بمجرد كلمة تقال، لكن كأنه والله أعلم أنه بالأول ... أن يقول أنك أحب إلي من نفسي، فلما رأى أن الأمر لا بأس به أخبر بما في نفسه. وصحيح أن المحبة مشكلة، ولهذا لا يجب العدل بين الزوجات في المحبة، لكن لا شك أن من أحسن إليك ولو كان من أبعد الناس عنك سوف إيش؟ سوف تحبه، أنت إذا ذكرت نعمة الله عليك بالصحة والعقل والعلم والعبادة وغير ذلك، ألا يوجب هذا أن تحب الله عز وجل ؟ نعم يوجب.
الشيخ : الكلام الآن في مسألة الإسلام، الإسلام كل دين قائم فهو إسلام في أي أمة وفي أي مكان وفي أي زمان، فقوم نوح الذين أسلموا معه وما آمن معه إلا قليل ماذا نقول عنهم ؟ الطالب : مسلمون. الشيخ : ودينهم؟ الطالب : الإسلام. الشيخ : الإسلام، ومن بعدهم كذلك، فالإسلام هو عبارة عن كل دين قائم، في أي مكان وفي أي زمان. إذا نسخ الدين صار الناسخ هو الإسلام، والمنسوخ لا يرضاه الله عز وجل، لقوله : (( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه )). نعم.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وقال تعالى في إبراهيم وإسرائيل: { ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين. إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين }. وقال تعالى عن يوسف: { رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلمًا وألحقني بالصالحين } . وقال تعالى عن موسى وقومه : { وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين } . وقال في أنبياء بني إسرائيل: { إنا أنزلنا التوراة فيها هدًى ونورٌ يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله } . وقال تعالى عن بلقيس: { رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين } . وقال تعالى عن أمة عيسى: { وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون }. وقال تعالى: { ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين }. وقال تعالى: { ومن أحسن دينًا ممن أسلم وجهه لله وهو محسنٌ واتبع ملة إبراهيم حنيفًا واتخذ الله إبراهيم خليلًا }. وقال تعالى: { وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودًا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين. بلى من أسلم وجهه لله وهو محسنٌ فله أجره عند ربه ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون }.
القارئ : " وقال تعالى في إبراهيم وإسرائيل: ((ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين. إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين )). الشيخ : وكونه صلى الله عليه وسلم في الآخرة من الصالحين لا ينافي أن يكون مصطفى حتى في الآخرة، كما قال تعالى : (( وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار )) لكنه سبحانه وتعالى أراد أن يبين أن أبراهيم عليه الصلاة والسلام استحق الوصفين الاصطفاء والصلاح، ولهذا كانت الأنبياء إذا ردوا على الرسول عليه الصلاة والسلام السلام في ليلة المعراج، يقولون : ( مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح ) وأبواه إبراهيم وآدم قالا : ( مرحباً بالابن الصالح ). نعم. القارئ : "(( ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون )). الشيخ : إشكال هنا يعقوب بالفتح ولا بالضم ؟ الطالب : بالضم. الشيخ : كيف تكون بالضم والي قبلها مفعول به ، معطوف على إيش ؟ الطالب : إبراهيم. الشيخ : إي، على إبراهيم، يعني ووصى بها يعقوب أيضاً. القارئ : " وقال تعالى عن يوسف: (( رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلمًا وألحقني بالصالحين )). وقال تعالى في موسى وقومه : (( وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين )). وقال في أنبياء بني إسرائيل: (( إنا أنزلنا التوراة فيها هدًى ونورٌ يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله )). وقال تعالى عن بلقيس: (( رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين )) وقال تعالى عن أمة عيسى: ((وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون )). وقال تعالى: (( ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين )). وقال تعالى: (( ومن أحسن دينًا ممن أسلم وجهه لله وهو محسنٌ واتبع ملة إبراهيم حنيفًا واتخذ الله إبراهيم خليلًا )). وقال تعالى: (( وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودًا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين. بلى من أسلم وجهه لله وهو محسنٌ فله أجره عند ربه ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون )) ". الشيخ : تأتي بلى في كتاب الله عز وجل كثيراً دون أن يكون هناك استفهام تكون جواباً له، وحيئذٍ نقول هي مضمنة معنى بل، فقوله (( بلى من أسلم )) بمعنى بل من أسلم، وتأتي كثيراً في كلام ابن القيم رحمه الله ولا سيما في النونية فتكون مضمنة معنى ايش؟ معنى بل الدالة على الضراب وإبطال ما سبق، نعم.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وقد فسر إسلام الوجه لله بما يتضمن: إخلاص قصده لله ، وهو محسن بالعمل الصالح المأمور به ، وهذان الأصلان جماع الدين : أن لا نعبد إلا الله ، وأن نعبده بما شرع ، لا نعبده بالبدع . وقال تعالى: { فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملًا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا } . وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول في دعائه: " اللهم اجعل عملي كله صالحا ، واجعله لوجهك خالصا ، ولا تجعل لأحد فيه شيئا " . وقال الفضيل بن عياض في قوله تعالى : { ليبلوكم أيكم أحسن عملًا } . قال : " أخلصه وأصوبه " . قالوا : يا أبا علي ، ما أخلصه وأصوبه ؟ قال : " إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل ، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل ، حتى يكون خالصا صوابا ، والخالص : أن يكون لله ، والصواب : أن يكون على السنة " .
القارئ : " وقد فسر إسلام الوجه لله بما يتضمن قصد إخلاصه لله، وهو محسن بالعمل الصالح المأمور به، وهذان الأصلان جماع الدين : أن لا نعبد إلا الله، وأن نعبده بما شرع، لا نعبده بالبدع. وقال تعالى: (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملًا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا )). وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول في دعائه: ( اللهم اجعل عملي كله صالحا، واجعله لوجهك خالصاً، ولا تجعل لأحد فيه شيئا ). وقال الفضيل بن عياض في قوله تعالى : (( ليبلوكم أيكم أحسن عملًا )). قال : أخلصه وأصوبه. قالوا : يا أبا علي، ما أخلصه وأصوبه؟ قال : إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل، حتى يكون خالصاً صواباً، والخالص : أن يكون لله، والصواب : أن يكون على السنة. وهذان الأصلان هما تحقيق الشهادتين اللتين هما رأس الإسلام ". الشيخ : هل لنا أن نجرم أن ما يعمله أهل البدع مما ليس مشروعاً غير مقبول ؟ الطالب : نعم. الشيخ : نعم، لنا أن نجزم، حتى بالتعيين، حتى لو رأينا شخصاً يقوم بالبدع بعينه نقول عملك هذا غير مقبول. طيب، فإذا قدرنا أن هذا جاهل.