القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وهذان الأصلان هما تحقيق الشهادتين اللتين هما رأس الإسلام : شهادة أن لا إله إلا الله ، وشهادة أن محمدا رسول الله . فإن الشهادة لله بأنه لا إله إلا هو ، تتضمن إخلاص الإلهية له ، فلا يجوز أن يتأله القلب غيره ، لا بحب ولا خوف ولا رجاء ، ولا إجلال ولا إكرام ، ولا رغبة ولا رهبة ؛ بل لا بد أن يكون الدين كله لله ، كما قال تعالى : { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنةٌ ويكون الدين كله لله } . فإذا كان بعض الدين لله ، وبعضه لغير الله : كان في ذلك من الشرك بحسب ذلك . وكمال الدين كما جاء في الحديث الذي رواه الترمذي وغيره : " من أحب لله وأبغض لله ، وأعطى لله ومنع لله ؛ فقد استكمل الإيمان " . فالمؤمنون يحبون لله ، والمشركون يحبون مع الله ، كما قال تعالى : { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادًا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبًا لله } . والشهادة بأن محمدا رسول الله ، تتضمن : تصديقه في كل ما أخبر ، وطاعته في كل ما أمر . فما أثبته وجب إثباته ، وما نفاه وجب نفيه ، كما يجب على الخلق أن يثبتوا لله ما أثبته من الأسماء والصفات ، وينفوا عنه ما نفاه عنه من مماثلة المخلوقات ، فيخلصوا من التعطيل والتمثيل ، ويكونوا في إثبات بلا تشبيه ، وتنزيه بلا تعطيل . وعليهم أن يفعلوا ما أمر به وأن ينتهوا عما نهى عنه ، ويحللوا ما حلله ، ويحرموا ما حرمه ؛ فلا حرام إلا ما حرمه الله ورسوله ، ولا دين إلا ما شرعه الله ورسوله . ولهذا ذم الله المشركين في سورة الأنعام والأعراف وغيرهما ، لكونهم حرموا ما لم يحرمه الله ، ولكونهم شرعوا دينا لم يأذن به الله ، كما في قوله تعالى : { وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبًا } إلى آخر السورة . وما ذكره في صدر سورة الأعراف ، وكذلك قوله تعالى { أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله } . وقد قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : { إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا } فأخبره أنه أرسله داعيا إليه بإذنه ، فمن دعا إلى غير الله فقد أشرك ، ومن دعا إليه بغير إذنه فقد ابتدع ، والشرك بدعة ، والمبتدع يؤول إلى الشرك ، ولم يوجد مبتدع إلا وفيه نوع من الشرك ، كما قال تعالى : { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهًا واحدًا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون } ، وكان من إشراكهم بهم : أنهم أحلوا لهم الحرام فأطاعوهم ، وحرموا عليهم الحلال فأطاعوهم .
القارئ : " وهذان الأصلان هما تحقيق الشهادتين اللتين هما رأس الإسلام ". الشيخ : هل لنا أن نجرم أن ما يعمله أهل البدع مما ليس مشروعاً غير مقبول؟ الطالب : نعم. الشيخ : نعم، لنا أن نجزم، حتى بالتعيين، حتى لو رأينا شخصاً يقوم بالبدع بعينه نقول عملك هذا غير مقبول. طيب، فإذا قدرنا أن هذا جاهل، والجاهل لا يأثم، فهل نقول إن عمله غير مقبول؟ نعم، نقول عمله غير مقبول، وإن كان قد يؤجر على حسن نيته وعلى تعبه، لكن لا يقبل على أنه عمل صالح. نعم. القارئ : " وهذان الأصلان هما تحقيق الشهادتين اللتين هما رأس الإسلام : شهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة أن محمدا رسول الله ". الشيخ : ما عندي وشهادة، الثاني ما عندي. القارئ : فيه ساقطة في ط: وأن محمداً. الشيخ : عندك؟ الطالب : ثابتة. الشيخ : ثابتة، نعم. القارئ : " فإن الشهادة لله بأنه لا إله إلا هو تتضمن إخلاص الإلهية له، فلا يجوز أن يتأله القلب غيره، ولا بحب " الشيخ : لا، " لا بحب " بدون واو القارئ : " فلا يجوز أن يتأله القلب غيره لا بحب ولا خوف ولا رجاء، ولا إجلال ولا إكرام، ولا رغبة ولا رهبة، بل لا بد أن يكون الدين كله لله، كما قال تعالى : (( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنةٌ ويكون الدين كله لله )) " الشيخ : قوله رحمه الله : " ولا إكرام ولا إجلال " وما أشبه ذلك، مراده إكرام العبادة، أما إكرام العادة فلا بأس، فالإنسان مأمور به في بعض الأحيان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكم جاره فليكرم ضيفه ). نعم. القارئ : يقول في المطبوعة: ولا إكبار، بدل ولا إكرام. الشيخ : ولا إيش ؟ القارئ : ولا إكبار. الشيخ : إكبار، لا الظاهر أن إكرام أصح القارئ : " فإذا كان بعض الدين لله وبعضه لغير الله : كان في ذلك من الشرك بحسب ذلك. وكمال الدين كما جاء في الحديث الذي رواه الترمذي وغيره : ( من أحب لله وأبغض لله، وأعطى لله ومنع لله، فقد استكمل الإيمان ). فالمؤمنون يحبون لله، والمشركون يحبون مع الله، كما قال تعالى : (( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادًا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبًا لله )). والشهادة بأن محمداً رسول الله، تتضمن : تصديقه في كل ما أخبر، وطاعته في كل ما أمر. فما أثبته وجب إثباته، وما نفاه وجب نفيه، كما يجب على الخلق أن يثبتوا لله ما أثبته من الأسماء والصفات، وينفوا عنه ما نفاه عنه من مماثلة المخلوقات، فيخلصون من التعطيل والتمثيل، ويكونون في إثبات بلا تشبيه، وتنزيه بلا تعطيل. وعليهم أن يفعلوا ما أمر به وأن ينتهوا عما نهى عنه، ويحللوا ما حلله، ويحرموا ما حرمه، فلا حرام إلا ما حرمه الله ورسوله، ولا دين إلا ما شرعه الله ورسوله، ولهذا ذم الله المشركين في سورة الأنعام والأعراف وغيرهما، لكونهم حرموا ما لم يحرمه الله، ولكونهم شرعوا دينا لم يأذن به الله، كما في قوله تعالى : (( وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبًا )) إلى آخر السورة. وما ذكره في صدر سورة الأعراف، وكذلك قوله تعالى (( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )) وقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : (( إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا )) فأخبره أنه أرسله داعياً إليه بإذنه، فمن دعا إلى غير الله فقد أشرك، ومن دعا إليه بغير إذنه فقد ابتدع، والشرك بدعة، والمبتدع يؤول إلى الشرك، ولم يوجد مبتدع إلا وفيه نوع من الشرك، كما قال تعالى : (( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم )) ". الشيخ : ما نوع هذا الشرك الذي يكون في المبتدع؟ نوعان : نوع يتعلق بالأولوهية ونوع يتعلق بالربوبية. أما الذي يتعلق بالربوبية فلأنه شرع فجعل نفسه حاكماً مشرعاً، لأنه لا يفعل هذه البدعة إلا وهو يعتقد أنها قربة، وأما ما يتعلق بالألوهية فلأنه اتبع هواه وخالف مولاه، وهذا يتعلق بالعبادة والألوهية. نعم. القارئ : " ولم يوجد مبتدع إلا وفيه نوع من الشرك كما قال تعالى : (( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهًا واحدًا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون )) وكان من إشراكهم بهم أنهم أحلوا لهم الحرام فأطاعوهم، وحرموا عليهم الحلال فأطاعوهم ".
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وقد قال تعالى : { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون }
القارئ : " وقد قال تعالى : (( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون )) ". الشيخ :(( حتى يعطوا الجزية ))، الجزية ما يؤخذ جزاءً عليهم، لأن أهل الذمة يكونون تحت سيطرة المسلمين وتحت رعايتهم وتحت حمايتهم ، فتضرب عليهم جزية يقدرها الإمام حسب ما يراه. وقوله: (( حتى يعطوا الجزية عن يد )) أي: أن الواحد منهم يأتي بها هو بيده يسلمها، لا يرسل بها خادمه ولا صديقه، لا بد ولو كان أكبر ما يكون من النصارى أو اليهود أو أهل الذمة، لا بد أن يأتي هو بها يسلمها عن يد، حتى ولو وقف في السيرا كما يقولون، لو كان قبله عشرين رجلاً كلهم دونه في المرتبة والمنزلة فإنه يبقى حتى يصل إليه الدور. وأيضاً (( وهم صاغرون )) أي غير مستكبرين، فلا يأتي على سيارة فخمة ولا يأتي بصورة تنم عن استكبار، بل يكون صاغراً ذليلاً. وقال بعض العلماء معنى ذلك (( عن يد وهم صاغرون )) أنه يجبر على تسليمها بيده، ثم يأخذها الوالي من يده بعنف وشدة حتى يكاد يمزع يده، ليكون صاغراً بذلك. لكن الظاهر أن هذا القول ضعيف، ولا ينبغي أن المسلمين يستعملون هذا العنف، لكنه قول قيل به. تأمل حال المسلمين اليوم تجد أنهم يمدون يد المصافحة والمصالحة بدون حاجة بدون ضررورة، أما مع الضرورة فلا بأس أن نصالحهم كما صالح النبي صلى الله عليه وسلم أهل مكة، وغير أهل مكة أيضاً، حتى صالح اليهود وجعل بينه وبينهم عهداً، فلا يقال إن الرسول صالح أهل مكة من أجل تعظيم مكة، لا من أجل أنه لا يريد أن يقاتلهم سواء كان لتعظيم مكة أو لغير ذلك من الأسباب، ولكن ينتقض يعني لو أراد إنسان أن يعترض ويقول: مصالحة الرسول عليه الصلاة والسلام ليس مصالحة لوضع الحرب مع الكفار ولكن لتعظيم مكة. قلنا: إذا لم تقبل هذا فماذا تقول في مصالحة اليهود في المدينة؟ فقد صالحهم عليه الصلاة والسلام، وعقد منهم عقداً مطلقاً ما قيد بشيء، وبقوا في المدينة. فعلى كل حال الذي نرى أن معنى الآية الكريمة (( عن يد )) أي: يسلمها بيده، لا يرسل بها خادمه ولا جاره ولا صديقه، (( وهم صاغرون )) يعني لا يأتي بهيئة استكبار واستعلاء، بل يكون كغيره من الناس، نسأل الله أن يعيد للمسلمين مجدهم. نعم. الطالب : آمين. القارئ : أكمل سطر واحد. الشيخ : هاه؟ القارئ : السطر المتعلق بالآية. الشيخ : سطر. القارئ : أقرأ؟ الشيخ : الي عندي آخر الآية (( عن يد وهم صاغرون )) بس القارئ : " فقرن بعدم إيمانهم بالله واليوم الآخر " الشيخ : نعم كمل اقرأ.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " فقرن بعدم إيمانهم بالله واليوم الآخر : أنهم لا يحرمون ما حرمه الله ورسوله ، ولا يدينون دين الحق . والمؤمنون صدقوا الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيما أخبر به عن الله ، وعن اليوم الآخر ، فآمنوا بالله واليوم الآخر ، وأطاعوه فيما أمر ونهى ، وحلل وحرم ، فحرموا ما حرم الله ورسوله ، ودانوا دين الحق ، فإن الله بعث الرسول يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ، ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ، فأمرهم بكل معروف ، ونهاهم عن كل منكر ، وأحل لهم كل طيب ، وحرم عليهم كل خبيث .
القارئ : " فقرن بعدم إيمانهم بالله واليوم الآخر: أنهم لا يحرمون ما حرم الله ورسوله، ولا يدينون دين الحق. والمؤمنون صدقوا الرسول فيما أخبر به عن الله وعن اليوم الآخر، فآمنوا بالله واليوم الآخر، وأطاعوه فيما أمر ونهى، وحلل وحرم، فحرموا ما حرم الله ورسوله، ودانوا دين الحق، فإن الله بعث الرسول يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث، فأمرهم بكل معروف، ونهاهم عن كل منكر، وأحل لهم كل طيب، وحرم عليهم كل خبيث " الشيخ : الظاهر أن معنى الآية الكريمة (( يحرم عليهم الخبائث )) أي أن كل ما حرم عليهم فهو خبيث، وليس المعنى أنه كل خبيث فهو حرام، لأن النبي صلى الله عليه وسلم وصف البصل والثوم بأنهما شجرتان خبيثتان ومع ذلك لم يحرمهما. ثم الخبث تختلف فيه الطبائع، بعض الناس يستخبث الطيب، وبعض الناس يستطيب الخبيث. بعض الناس يستخبث الجراد مع أنه أكل الجراد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، غزا مع الرسول عليه الصلاة والسلام سبع غزوات يأكلون الجراد، وبعض الناس ما يأكله يقول هذا من الحشرات ويستخبثه وإذا أكله تقيأ حتى تكاد تخرج أمعاؤه، أليس كذلك ؟ هذا صحيح واقع. وبعض الناس لا يستخبث شيئاً، حتى قيل عن بعض العرب إنه يأكلون كل شيء، حتى صوارير يأكلونها إلا أم حبين، أم حبين يقولون الخنفساء، والباقي هات كله، كل شيء عندهم طيب. لذلك كان معنى الآية عندي والله أعلم بما أراد بكلامه سبحانه وتعالى أن كل ما حرمه عليهم فهو خبيث. إي نعم.
ما تعليقكم على من يقول أن من أطاع أي مشرع في أي جزئية فقد أشرك ؟
السائل : بارك الله فيكم، بينا في مواضع عدة وفي شروحات كثيرة تفسير شيخ الإسلام رحمه الله لهذه الآية الكريمة (( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله )) على التفصيل إن كان الاتباع عقدياً أو كان لمعصية، ولكن في بعض الكتب نجد تعميمات، مثل قول أحدهم أو بعضهم يقول: من أطاع المشرع ولو في جزئية واحدة فقد أشرك؟ الشيخ : فقد أشرك؟ السائل : نعم، بارك الله فيكم توجيهكم؟ جزاكم الله خير. الشيخ : بس الآن ما هو ممكن، الآن الساعة، لكن شف الدرس القادم. وهذه مسألة دخلها الهوى كثيراً، حتى إن بعض الناس إذا فصل أحدهم في هذا المقام، قالوا: هذا مرجئ، وبعض الناس إذا كفر في موضع التكفير، قالوا: هذا خارجي، ولا ندري كيف نسلم من هؤلاء، إن ملنا يميناً قام علينا أهل اليسار، وإن ملنا يساراً قام علينا أهل ا ليمين، مع أن الطريق واضح والحمد لله والأمر واضح، والدين الإسلامي كله جاء لتثبيت المصالح وتقريبها، ودرء المفاسد واجتنابها.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " ولفظ الإسلام يتضمن الاستسلام والانقياد ، ويتضمن الإخلاص ، من قوله تعالى : { ضرب الله مثلًا رجلًا فيه شركاء متشاكسون ورجلًا سلمًا لرجلٍ } . فلا بد في الإسلام من الاستسلام لله وحده ، وترك الاستسلام لما سواه ، وهذا حقيقة قولنا : " لا إله إلا الله " فمن استسلم لله ولغيره فهو مشرك ، والله لا يغفر أن يشرك به ، ومن لم يستسلم له فهو مستكبر عن عبادته ، وقد قال تعالى : { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } . وثبت عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيح أنه قال : " لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر ، ولا يدخل النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان " . فقيل له : يا رسول الله ، الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ، ونعله حسنا ، أفمن الكبر ذاك ؟ فقال : " لا ، إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر : بطر الحق ، وغمط الناس " . بطر الحق : جحده ودفعه ، وغمط الناس : ازدراؤهم واحتقارهم .
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آره وصحابته أجمعين قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه الاقتضاء : " ولفظ الإسلام يتضمن الاستسلام والانقياد، ويتضمن الإخلاص، من قوله تعالى " كذا يا شيخ؟ الشيخ : نعم. القارئ : " (( ضرب الله مثلًا رجلًا فيه شركاء متشاكسون ورجلًا سلمًا لرجلٍ )). فلا بد في الإسلام من الاستسلام لله وحده، وترك الاستسلام لما سواه، وهذا حقيقة قولنا: لا إله إلا الله، فمن استسلم لله ولغيره فهو مشرك، والله لا يغفر أن يشرك به، ومن لم يستسلم له فهو مستكبر عن عبادته، وقد قال تعالى : ((وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين )). وثبت عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيح أنه قال : ( لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر، ولا يدخل النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان. فقيل له : يا رسول الله، الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً، ونعله حسنا، أفمن الكبر ذاك ؟ فقال: لا، إن الله جميل يحب الجمال، الكبر : بطر الحق، وغمط الناس ). بطر الحق : جحده ودفعه، وغمط الناس : ازدراؤهم واحتقارهم، فاليهود موصوفون بالكبر ". الشيخ : قوله عليه الصلاة والسلام : ( لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة ) حبة إيش؟ الطالب : مثقال ذرة. الشيخ :( مثقال ذرة من كبر ) المراد لا يدخلها دخولاً مطلقاً، لأن الدخول نوعان: دخول مطلق لا يسبق بعذاب، ودخول مقيد مسبوق بعقوبة. فالمراد ( بمن في قلبه مثقال ذرة من كبر ) المراد بدخوله ايش؟ الدخول المطلق الذي لم يسبق بعذاب، ثم مع ذلك ما سبق بعذاب قد يعفو الله عنه ويتجاوز، لقوله : (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )). وكذلك قوله : ( ولا يدخل النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان ) المراد لا يدخلها الدخول إيش؟ المطلق، لأنه قد يكون في قلبه مثقال ذرات من إيمان، لكن يدخل النار يعذب بذنوبه، فالمراد بالنفي هنا النفي الكامل يعني النفي المطلق. فإذا قال قائل: ما الدليل على دعواكم هذه ؟ قلنا: الدليل الشريعة الإسلامية، لأن نصوص الكتاب والسنة مشكاة واحدة، يقيد بعضها بعضاً، ويخصص بعضها بعضاً، ويبين بعضها بعضاً، فلا تأخذ الشريعة من نص واحد بل من نصوص متعددة. وقوله عليه الصلاة والسلام : ( إن الله جميل يحب الجمال ) هل المراد بالجمال جمال الشخص أو المراد به التجمل؟ الثاني هو المراد، وذلك أن الأول الذي هو جمال الشخص ليس للإنسان فيه حيلة، هو خلق الله عز وجل، فالقبح والجمال كلاهما خلق الله سبحانه وتعالى، والذي تتعلق به المحبة ما كان للإنسان فيه أثر وهو التجمل، ودليل ذلك أن الصحابة ( قالوا يا رسول الله الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً ) وهذا جمال ولا تجمل ؟ الطالب : تجمل. الشيخ : كيف؟ الطالب : تجمل. الشيخ : تجمل، ( فقال إن الله جميل يحب الجمال ) أي: الجمال الحاصل بالتجمل، لا جمال الصورة التي خلقها الله، لأن هذا لا اختيار للإنسان فيه. نعم.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " فاليهود موصوفون بالكبر ، والنصارى موصوفون بالشرك ، قال تعالى في نعت اليهود : { أفكلما جاءكم رسولٌ بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقًا كذبتم وفريقًا تقتلون } . وقال في نعت النصارى : { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهًا واحدًا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون } . ولهذا قال الله تعالى في سياق خطاب النصارى : { قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمةٍ سواءٍ بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئًا ولا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون } . وقال تعالى في سياق تقريره للإسلام، وخطابه لأهل الكتاب : { قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحدٍ منهم ونحن له مسلمون } إلى قوله : { أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودًا أو نصارى قل أأنتم أعلم أم الله ومن أظلم ممن كتم شهادةً عنده من الله وما الله بغافلٍ عما تعملون } . ولما كان أصل الدين الذي هو دين الإسلام واحدا ، وإنما تنوعت الشرائع ؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : " إنا معاشر الأنبياء ديننا واحد " ، " الأنبياء إخوة لعلات " ، " وأنا أولى الناس بابن مريم ، فإنه ليس بيني وبينه نبي " . فدينهم واحد ، وهو عبادة الله وحده لا شريك له ، وهو يعبد في كل وقت بما أمر به في ذلك الوقت ، وذلك هو دين الإسلام في ذلك الوقت .
القارئ : " فاليهود موصوفون بالكبر، والنصارى موصوفون بالشرك، قال تعالى في نعت اليهود : (( أفكلما جاءكم رسولٌ بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقًا كذبتم وفريقًا تقتلون )). وقال في نعت النصارى : (( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهًا واحدًا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون )). ولهذا قال الله تعالى في سياق خطاب النصارى: (( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمةٍ سواءٍ بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئًا ولا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون )). وقال تعالى في سياق تقريره للإسلام وخطابه لأهل الكتاب: (( قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحدٍ منهم ونحن له مسلمون )) إلى قوله : (( أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودًا أو نصارى قل أأنتم أعلم أم الله ومن أظلم ممن كتم شهادةً عنده من الله وما الله بغافلٍ عما تعملون )). ولما كان أصل الدين الذي هو دين الإسلام واحدا، وإنما تنوعت الشرائع، قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ( إنا معاشر الأنبياء ديننا واحد، الأنبياء إخوة لعلات، وأنا أولى الناس بابن مريم، فإنه ليس بيني وبينه نبي ). فدينهم واحد، وهو عبادة الله وحده لا شريك له، وهو يعبد في كل وقت بما أمر به ". الشيخ : قوله صلى الله عليه وسلم: ( أنا أولى الناس بابن مريم )، هل معناه أولاهم به من حيث التصديق والإيمان به كقوله صلى الله عليه وسلم لليهود ( نحن أولى بموسى منكم ) كذلك أولى من الولا يعني هو الذي يليه، فليس بين عيسى ابن مريم ومحمد صلى الله عليه وسلم نبي، ولهذا ما يوجد في كتب التاريخ من أن بعض العرب نبئوا كذب بلا شك، مثل خالد بن سنان يقال إنه كان نبياً، ورجل آخر يقال إنه كان نبياً، وهو من العرب، فهذا كذب بلا شك، أولاً لأن الله قال عن إبراهيم وإسماعيل : (( ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك )) وبإجماع المفسرين أن المراد به من ؟ محمد صلى الله عليه وسلم. والثاني: أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( ليس بيني وبين عيسى ابن مريم نبي )، ولهذا جاءت رسالة النبي صلى الله عليه وسلم والناس أحوج إليها من الطعام والشراب والهواء، على حين فترة من الرسل، الناس لا يعرفون رباً ولا يعبدون إلهاً فهم في أشد ما يكون حاجة إلى الرسالات. نعم. القارئ : " فدينهم واحد، وهو عبادة الله وحده لا شريك له، وهو يعبد في كل وقت بما أمر به في ذلك الوقت، وذلك هو دين الإسلام في ذلك الوقت ".
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وتنوع الشرائع في الناسخ والمنسوخ من المشروع ، كتنوع الشريعة الواحدة ، فكما أن دين الإسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم ، هو دين واحد ، مع أنه قد كان في وقت يجب استقبال بيت المقدس في الصلاة ، كما أمر المسلمون بذلك بعد الهجرة ببضعة عشر شهرا ، وبعد ذلك يجب استقبال الكعبة ، ويحرم استقبال الصخرة ، فالدين واحد وإن تنوعت القبلة في وقتين من أوقاته ، فهكذا شرع الله تعالى لبني إسرائيل السبت ، ثم نسخ ذلك وشرع الجمعة ، فكان الاجتماع يوم السبت واجبا إذ ذاك ، ثم صار الواجب هو الاجتماع يوم الجمعة ، وحرم الاجتماع يوم السبت . فمن خرج عن شريعة موسى قبل النسخ ، لم يكن مسلما . ومن لم يدخل في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم بعد النسخ لم يكن مسلما . ولم يشرع الله لنبي من الأنبياء أن يعبد غير الله البتة ، قال تعالى : { شرع لكم من الدين ما وصى به نوحًا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه } . فأمر الرسل أن يقيموا الدين ولا يتفرقوا فيه .
القارئ : " وتنوع الشرائع في الناسخ والمنسوخ من المشروع، كتنوع الشريعة الواحدة ". الشيخ : إيش إيش إيش؟ القارئ : " وتنوع الشرائع في الناسخ والمنسوخ من المشروع " الشيخ : كذا عندك يا سامح؟ أنا عندي: في الفروع، أشار إليها؟ القارئ : نعم، في الفروع في ط. الشيخ : نعم. القارئ : " كتنوع الشريعة الواحدة فكما أن دين الإسلام الذي بعث الله به " الشيخ : يعني كما، دين الإسلام فيه ناسخ ومنسوخ، كذلك الأديان في الجملة فيها ناسخ ومنسوخ. نعم. القارئ : " كتنوع الشريعة الواحدة " الشيخ : فكما أن. القارئ : نعم. الشيخ :" فكما أن دين الإسلام ". القارئ : نعم، سم؟ الشيخ :" فكما أن دين الإسلام " القارئ : " فكما أن دين الإسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم هو دين واحد، مع أنه قد كان في وقت يجب استقبال بيت المقدس في الصلاة، كما أُمر المسلمون بذلك بعد الهجرة ببضعة عشر شهراً، وبعد ذلك يجب استقبال الكعبة، ويحرم استقبال الصخرة، فالدين واحد وإن تنوعت القبلة في وقتين من أوقاته، فهكذا شرع الله تعالى " الشيخ : وكما حرم زيارة القبور، يعني الشيخ ذكر الواجب، المحرم كما حرم زيارة القبور ثم صارت مشروعة. نعم. القارئ : " فهكذا شرع الله لبني إسرائيل السبت، ثم نسخ ذلك وشرع الجمعة، فكان اجتماع يوم السبت واجبا إذ ذاك، ثم صار الواجب هو الاجتماع يوم الجمعة، وحرم الاجتماع يوم السبت. فمن خرج عن شريعة موسى قبل النسخ لم يكن مسلماً، ومن لم يدخل في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم بعد النسخ لم يكن مسلماً. ولم يشرع الله لنبي من الأنبياء أن يعبد غير الله البتة، قال تعالى : (( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحًا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه )) فأُمر الرسل أن يقيموا الدين ولا يتفرقوا فيه " الإخوان يقولون انتهى الوقت. الشيخ : وقفنا على إيش؟ القارئ : " ولم يشرع " الشيخ : قال الله تعالى: (( شرع لكم من الدين )) القارئ : وين يا شيخ ؟ الشيخ : وقفنا على قوله : (( شرع لكم من الدين )).
هل تحريم الله عزوجل الجنة على الكافر شرعي أم كوني ؟
السائل : شيخ بارك الله فيك، من جهة أن الله عز وجل هو الذي شرع أن الكافر لا يدخل الجنة ألا يكون التحريم شرعي، يتنازعه الطرفان شرعي وقدري؟ الشيخ : لا لا، الشرعي ما يتعلق بالمكلف. السائل : طيب، تحريمه يا شيخ دخول أرض بني إسرائيل؟ الشيخ : حرام عليهم. السائل : تحريماً شرعياً هنا ؟ الشيخ : وقد يقال إنه قدري، هو إلى القدري أقرب بعد، لأنهم تاهوا.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " فمن خرج عن شريعة موسى قبل النسخ ، لم يكن مسلما . ومن لم يدخل في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم بعد النسخ لم يكن مسلما . ولم يشرع الله لنبي من الأنبياء أن يعبد غير الله البتة ، قال تعالى : { شرع لكم من الدين ما وصى به نوحًا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه } . فأمر الرسل أن يقيموا الدين ولا يتفرقوا فيه . وقال تعالى : { يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحًا إني بما تعملون عليمٌ. وإن هذه أمتكم أمةً واحدةً وأنا ربكم فاتقون } . وقال تعالى : { فأقم وجهك للدين حنيفًا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون. منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين }{ من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا كل حزبٍ بما لديهم فرحون } . فأهل الإشراك متفرقون ، وأهل الإخلاص متفقون ، وقد قال تعالى : { ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم } ، فأهل الرحمة متفقون مجتمعون ، والمشركون فرقوا دينهم وكانوا شيعا . ولهذا تجد ما أحدث من الشرك والبدع ، يفترق أهله ؛ فكان لكل قوم من مشركي العرب طاغوت ، يتخذونه ندا من دون الله ، فيقربون له ويستشفعون به ويشركون به . وهؤلاء ينفرون عن طاغوت هؤلاء ، وهؤلاء وهؤلاء ينفرون عن طاغوت هؤلاء ، بل قد يكون لأهل هذا الطاغوت شريعة ليست للآخرين ، كما كان أهل المدينة الذين يهلون لمناة الثالثة الأخرى ، ويتحرجون من الطواف بين الصفا والمروة ، حتى أنزل الله تعالى : { إن الصفا والمروة من شعائر الله } الآية .
وهكذا تجد من يتخذ شيئا من نحو الشرك ، كالذين يتخذون القبور وآثار الأنبياء والصالحين مساجد ، تجد كل قوم يقصدون بالدعاء والاستعانة والتوجه من لا تعظمه الطائفة الأخرى .
بخلاف أهل التوحيد ، فإنهم يعبدون الله لا يشركون به ، في بيوته التي قد أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، مع أنه قد جعلت لهم الأرض مسجدا وطهورا . وإن حصل بينهم تنازع في شيء مما يسوغ فيه الاجتهاد ، لم يوجب ذلك تفرقا ولا اختلافا ، بل هم يعلمون أن المصيب منهم له أجران ، وأن المجتهد المخطئ له أجر على اجتهاده ، وخطؤه مغفور له .
والله هو معبودهم إياه يعبدون وعليه يتوكلون ، وله يخشون ويرجون ، وبه يستعينون ويستغيثون ، وله يدعون ويسألون ، فإن خرجوا إلى الصلاة في المساجد ، كانوا مبتغين فضلا منه ورضوانا ، كما قال تعالى في نعتهم : { تراهم ركعًا سجدًا يبتغون فضلًا من الله ورضوانًا } .
وكذلك إذا سافروا إلى أحد المساجد الثلاثة ، لا سيما المسجد الحرام ، الذي أمروا بالحج إليه ، قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلًا من ربهم ورضوانًا } ، فهم يؤمون بيته ويبتغون فضلا من ربهم ورضوانا ، لا يرغبون إلى غيره ، ولا يرجون سواه ، ولا يخافون إلا إياه .
القارئ : وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد: فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في اقتضاء الصراط المستقيم : " فمن خرج عن شريعة موسى قبل النسخ، لم يكن مسلما. ومن لم يدخل في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم بعد النسخ لم يكن مسلما. ولم يشرع الله لنبي من الأنبياء أن يَعبد غير الله البتة " الشيخ : الظاهر أن يُعبَد. القارئ : " ولم يشرع الله لنبي من الأنبياء أن يُعبد غير الله البتة قال تعالى : (( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحًا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه )). فأمر الرسل أن يقيموا الدين ولا يتفرقوا فيه. وقال تعالى : (( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحًا إني بما تعملون عليمٌ. وإن هذه أمتكم أمةً واحدةً وأنا ربكم فاتقون )). وقال تعالى : (( فأقم وجهك للدين حنيفًا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون. منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين * من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا كل حزبٍ بما لديهم فرحون )) فأهل الإشراك متفرقون، وأهل الإخلاص متفقون، وقد قال تعالى : (( ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ))، فأهل الرحمة متفقون مجتمعون، والمشركون فرقوا دينهم وكانوا شيعاً، ولهذا تجد ما أُحدث من الشرك والبدع يفترق أهله فكان لكل قوم من مشركي العرب طاغوت، يتخذونه نداً من دون الله، فيقربون له ويستشفعون به ويشركون به، وهؤلاء ينفرون عن طاغوت هؤلاء، وهؤلاء وهؤلاء ينفرون عن طاغوت هؤلاء، بل قد يكون لأهل هذا الطاغوت شريعة ليست للآخرين، كما كان أهل المدينة الذين يهلون لمناة الثالثة الأخرى، ويتحرجون من الطواف بين الصفا والمروة، حتى أنزل الله تعالى : (( إن الصفا والمروة من شعائر الله )). وهكذا تجد من يتخذ شيئا من نحو الشرك، كالذين يتخذون القبور وآثار الأنبياء والصالحين مساجد، تجد كل قوم يقصدون بالدعاء والاستعانة والتوجه من لا تعظمه الطائفة الأخرى. بخلاف أهل التوحيد، فإنهم يعبدون الله لا يشركون به، في بيوته التي قد أذن الله أن ترفع ويُذكر فيها اسمه، مع أنه قد جُعلت لهم الأرض مسجداً وطهوراً. وإن حصل بينهم تنازع في شيء مما يسوغ فيه الاجتهاد، لم يوجب ذلك تفرقاً ولا اختلافاً، بل هم يعلمون أن المصيب منهم له أجران، وأن المجتهد المخطئ له أجر على اجتهاده، وخطؤه مغفور له. والله هو معبودهم، إياه يعبدون وعليه يتوكلون، وله يخشون ويرجون، وبه يستعينون ويستغيثون، وله يدعون ويسألون، فإن خرجوا إلى الصلاة في المساجد، كانوا مبتغين فضلا منه ورضوانا، كما قال تعالى في نعتهم : (( تراهم ركعًا سجدًا يبتغون فضلًا من الله ورضوانًا )). وكذلك إذا سافروا إلى أحد المساجد الثلاثة، لاسيما المسجد الحرام، الذي أمروا بالحج إليه، قال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلًا من ربهم ورضوانًا )) فهم يؤمون بيته ويبتغون فضلا من ربهم ورضوانا، لا يرغبون إلى غيره ولا يرجون سواه، ولا يخافون إلا إياه ".
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وقد زين الشيطان لكثير من الناس سوء عملهم ، واستزلهم عن إخلاص الدين لله إلى أنواع من الشرك ، فيقصدون بالسفر والزيارة : الرجاء لغير الله ، والرغبة إليه ويشدون الرحال : إما إلى قبر نبي أو صاحب أو صالح ، أو من يظن أنه نبي ، أو صاحب أو صالح ، داعين له راغبين إليه .
ومنهم : من يظن أن المقصود من الحج هو هذا ، فلا يستشعر إلا قصد المخلوق المقبور ، ومنه من يرى أن ذلك أنفع له من حج البيت .
ومن شيوخهم : من يحج ، فإذا دخل المدينة ، رجع وظن أن هذا أبلغ .
ومن جهالهم : من يتوهم أن زيارة القبور واجبة ، ومنهم من يسأل المقبور الميت ، كما يسأل الحي الذي لا يموت! يقول يا سيدي فلان ، اغفر لي وارحمني وتب علي . أو يقول : اقض عني الدين ، وانصرني على فلان ، وأنا في حسبك أو جوارك .
وقد ينذرون أولادهم للمقبور ، ويسيبون له السوائب ، من البقر وغيرها ، كما كان المشركون يسيبون السوائب لطواغيتهم ، قال تعالى : { ما جعل الله من بحيرةٍ ولا سائبةٍ ولا وصيلةٍ ولا حامٍ } ، وقال تعالى : { وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبًا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون } . ومن السدنة : من يضل الجهال ، فيقول : أنا أذكر حاجتك لصاحب الضريح ، وهو يذكرها للنبي صلى الله عليه وسلم ، والنبي يذكرها لله . ومنهم : من يعلق على القبر المكذوب أو غير المكذوب ، من الستور والثياب ، ويضع عنده من مصوغ الذهب والفضة ، ما قد أجمع المسلمون على أنه ليس من دين الإسلام . هذا والمسجد الجامع معطل خراب صورة ومعنى ! وما أكثر من يرى من هؤلاء : أن صلاته عند هذا القبر المضاف إلى بعض المعظمين - مع أنه كذب في نفس الأمر - أعظم من صلاته في المساجد بيوت الله ، فيزدحمون للصلاة في مواضع الإشراك المبتدعة ، التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذها مساجد ، وإن كانت على قبور الأنبياء ، ويهجرون الصلاة في البيوت التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، التي قال الله فيها : { إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين } . ومن أكابرهم : من يقول : " الكعبة في الصلاة قبلة العامة، والصلاة إلى قبر الشيخ فلان -مع استدبار الكعبة- قبلة الخاصة " ! وهذا وأمثاله من الكفر الصريح باتفاق علماء المسلمين، وهذه المسائل التي تحتمل من البسط وذكر أقوال العلماء فيها ودلائلها أكثر مما كتبنا في هذا المختصر. وقد كتبنا في ذلك في غير هذا الموضع، ما لا يتسع له هذا الموضع، وإنما نبهنا هنا على رؤوس المسائل، وجنس الدلائل، والتنبيه على مقاصد الشريعة ، وما فيها من إخلاص الدين لله، وعبادته وحده لا شريك له، وما سدته من الذريعة إلى الشرك، دقه وجله، فإن هذا هو أصل الدين، وحقيقة دين المرسلين وتوحيد رب العالمين . وقد غلط في مسمى التوحيد طوائف من أهل النظر والكلام، ومن أهل الإرادة والعبادة، حتى قلبوا حقيقته : فطائفة: ظنت أن التوحيد هو نفي الصفات، بل نفي الأسماء الحسنى أيضا، وسموا أنفسهم: أهل التوحيد وأثبتوا ذاتا مجردة عن الصفات، ووجودا مطلقا بشرط الإطلاق . وقد علم بصريح المعقول المطابق لصحيح المنقول: أن ذلك لا يكون إلا في الأذهان، لا في الأعيان . وزعموا أن إثبات الصفات يستلزم ما سموه (تركيبا) وظنوا أن العقل ينفيه، كما قد كشفنا أسرارهم وبينا فرط جهلهم، وما أضلهم من الألفاظ المجملة المشتركة في غير هذا الموضع
القارئ : " وقد زين الشيطان لكثير من الناس سوء عمله ، واستزلهم " الشيخ : أنا عندي شركهم، " لكثير من الناس شركهم "، سوء عملهم ؟ القارئ : عندي نسخة، شركهم. الشيخ : نسخة، طيب. القارئ : " وقد زين الشيطان لكثير من الناس سوء عملهم، واستزلهم عن إخلاص الدين لله إلى أنواع من الشرك، فيقصدون بالسفر والزيارة : الرجاء لغير الله، والرغبة إليه ويشدون الرحال، إما إلى قبر نبي أو صاحب أو صالح، أو من يُظن أنه نبي، أو صاحب أو صالح، داعين له راغبين إليه. ومنهم: من يظن أن المقصود من الحج هو هذا، فلا يستشعر إلا قصد المخلوق المقبور. ومنهم: من يرى أن ذلك أنفع له من حج البيت. ومن شيوخهم : من يحج، فإذا دخل المدينة رجع وظن أن هذا أبلغ. ومن جهالهم : من يتوهم أن زيارة القبر واجبة، ومنهم من يسأل المقبور الميت، كما يسأل الحي الذي لا يموت! يقول: يا سيدي فلان، اغفر لي وارحمني وتب علي. أو يقول : اقض عني الدين، وانصرني على فلان، وأنا في حسبك أو جوارك. وقد ينذرون أولادهم للمقبور، ويسيبون له السوائب من البقر وغيرها، كما كان المشركون يسيبون السوائب لطواغيتهم، قال تعالى : (( ما جعل الله من بحيرةٍ ولا سائبةٍ ولا وصيلةٍ ولا حامٍ ))، وقال تعالى : (( وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبًا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون )). ومن السدنة من يضل الجهال، فيقول: أنا أذكر حاجتك لصاحب الضريح، وهو يذكرها للنبي، والنبي يذكرها لله ". الشيخ : ويأخذ دراهم، السادن هذا إذا قال له هذا الكلام للجاهل أخذ دراهم كثيرة. الله أكبر. القارئ : " ومنهم : من يُعلق على القبر المكذوب أو غير المكذوب، من الستور والثياب، ويضع عنده من مصوغ الذهب والفضة ما قد أجمع المسلمون على أنه ليس من دين الإسلام. هذا والمسجد الجامع معطل خراب صورة ومعنى! وما أكثرَ من يُرى من هؤلاء: أن صلاته عند " الشيخ : من يَرى القارئ : " وما أكثر من يَرى من هؤلاء أن صلاته عند هذا القبر المضاف إلى بعض المعظمين - مع أنه كذب في نفس الأمر - أعظمُ من صلاته في المساجد بيوت الله، فيزدحمون للصلاة في مواضع الإشراك المبتدعة التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذها مساجد، وإن كانت على قبور الأنبياء، ويهجرون الصلاة في البيوت التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، التي قال الله فيها : (( إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين )). ومن أكابرهم من يقول: الكعبة في الصلاة قبلة العامة، والصلاة إلى قبر الشيخ فلان -مع استدبار الكعبة- قبلة الخاصة! وهذا وأمثاله من الكفر الصريح باتفاق علماء المسلمين. وهذه المسائل تحتمل من البسط وذكر أقوال العلماء فيها ودلائلها أكثرَ مما كتبنا في هذا المختصر. وقد كتبنا في ذلك في غير هذا الموضع ما لا يتسع له هذا الموضع، وإنما نبهنا هنا على رؤوس المسائل، وجنس الدلائل، والتنبيه على مقاصد الشريعة، وما فيها من إخلاص الدين لله، وعبادته وحده لا شريك له، وما سدته الذريعة إلى الشرك، دقه وجله، فإن هذا هو أصل الدين، وحقيقة دين المرسلين وتوحيد رب العالمين. وقد غلط في مسمى التوحيد طوائفٌ من أهل النظر والكلام " الشيخ : طوائفُ القارئ : " وقد غلط في مسمى التوحيد طوائفُ من أهل النظر والكلام ومن أهل الإرادة والعبادة، حتى قلبوا حقيقته، فطائفة ظنت أن التوحيد هو نفي الصفات، بل نفي الأسماء الحسنى أيضا، وسموا أنفسهم: أهل التوحيد، وأثبتوا ذاتاً مجردة عن الصفات، أو وجودا مطلقا بشرط الإطلاق. وقد علم بصريح المعقول المطابق لصحيح المنقول أن ذلك لا يكون إلا في الأذهان، لا في الأعيان. وزعموا أن إثبات الصفات يستلزم ما سموه تركيباً، وظنوا أن العقل ينفيه، كما قد كشفنا أسرارهم وبينا فرط جهلهم، وما أضلهم من الألفاظ المجملة المشتركة في غير هذا الموضع ". الشيخ : رحمه الله، لكن ترى هذا ما هو عندي لكن. الطالب : الآن وقت السؤال. الشيخ : الآن؟ طيب. في أسئلة. نعم.
السائل : ما معنى قول الشيخ رحمه الله : " ينذرون أولادهم "؟ الشيخ : تفسيره مثل قول : (( إني نذرت لك ما في بطني محرراً )) ينذرونه له لخدمة هذا المقبور، يكون سادناً له.
السائل : المعطلة والجهمية يقولون إن إثبات الصفات يلزم منه تعدد الآلهة، ما وجه ذلك ؟ الشيخ : هم يقولون الصفات قديمة، فإذا أثبت سمعاً قديماً وبصراً قديماً وعلماً قديماً، أثبت عدة قدماء، وأخص وصف الإله عندهم هو القدم، فكل قديم فهو إله، فيقولون: إننا إذا أثبتنا الصفات أثبتنا تعدد القدماء وهذا شرك، وإذا كان النصارى أشركوا بإثبات ثلاثة، فهؤلاء أثبتوا مئات، من الشيطان.
هل يعذر الجاهل بقوله ياشيخ فلان اغفر لي ارحمني، وهل هناك ألفاظ لا يعذر بها في الجهل ؟
السائل : شيخ بارك الله فيكم، ما ذكره شيخ الإسلام عن هؤلاء الذين يقولون يا شيخ فلاني اغفر لي وارحمني فهذه الألفاظ ونحوها هل مما يعذر به بالجهل أو ليس كذلك؟ الشيخ : هذا ينظر إلى حال الشخص المعين، قد يعذر بالجهل وقد لا يعذر، لكن الكلام أن هذا الذي يقول هكذا مشرك لا شك به. السائل : هل هناك ألفاظ لا يمكن أن يعذر فيها بالجهل، أو هي تبع لكل شخص؟ الشيخ : إيش ؟ شلون ؟ السائل : أقول هل هناك ألفاظ لا يعذر فيها بالجهل أو كما تفضلتم. الشيخ : كل الكفر الكفر من أوله إلى آخره إذا كان الإنسان جاهلاً ولم ينبهه أحد فهو معذور به، ما دام ينتسب إلى الإسلام فهو مسلم. أما إذا كان لا ينتسب إلى الإسلام مثل اليهود والنصارى هذا شيء واضح، ولو كانوا جاهلين يعذبون.
السائل : شيخ أحسن الله إليكم، إثباتنا للاستواء. الشيخ : هاه؟ السائل : إثباتنا للاستواء بأن الله سبحانه وتعالى مستوٍ على العرش، هل نقول بأننا أثبتنا الجهة ؟ الشيخ : أثبتنا جهة، وإذا قلنا هذا؟ السائل : هم يقولون أنتم تثبتون جهة. الشيخ : وإذا أثبتنا الجهة؟ السائل : يقولون يلزم التحيز. الشيخ : نعم، الله منحاز عن المخلوقات، لم يكن فيها وليست فيه. السائل : يقولون يلزم أن هذا الجهة محيط به؟ الشيخ : لا ما يلزم، إذا قالوا يلزم قلنا ما يلزم، هو فوق كل شيء كل المخلوقات تحته ليست بشيء، أليس الرسول صلى الله عليه وسلم قال للجارية إيش؟ ( أين الله؟ ) وأين يستفهم بها عن المكان، ولهذا جاءت بقولها: ( في السماء )، وفي للظرفية أفهمت؟ اضرب بها على رقابهم إن شاء الله إذا رحت.
قول المصنف : "وما كان في أهل المدينة من اللات ..... " يقصد المدينة أم مكة ؟
السائل : شيخ بارك الله فيك، صفحة أظن 157 قول الشيخ " كما كان أهل المدينة يهلون لمناة الثالثة الآخرى " هذا لأهل مكة ولا أهل المدينة ؟ الشيخ : لا، أهل المدينة كما قال. نعم.
ما رأيكم في قول العامة محسوب عليكم وهل هو مثل قوله تعالى:" حسبنا الله " ؟
السائل : قول المؤلف ... يقولون : " وأنا في حسَبِك أو جوارك " الشيخ : في حسْبِك. السائل : هل من ذلك قول العامة : محسوبك فلان؟ الشيخ : لا لا، محسوبك يعني خادمك، أما حسبي يعني كافي، مثل قوله تعالى: (( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )). القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد : فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في اقتضاء الصراط المستقيم : " وطائفة ظنوا أن التوحيد ليس إلا الإقرارُ بتوحيد الربوبية " الشيخ : لماذا ؟ كلامك الأول أصح. القارئ : أصح؟ الشيخ : إي، ليس هو إلا الإقرار، اسمها مستثنى القارئ : طيب " وطائفة ظنوا أن التوحيد ليس إلا الإقرارَ بتوحيد الربوبية وأن الله خلق كل شيء، وهو الذي يسمونه توحيد الأفعال. ومن أهل الكلام من أطال نظره في تقرير هذا التوحيد، إما بدليل أن الاشتراك يوجب نقص القدرة وفوات الكمال، واستقلالُ كل من الفاعلين بالمفعول محال. وإما بغير ذلك من الدلائل، ويظن أنه بذلك قرر الوحدانية، وأثبت أنه لا إله إلا هو، وأن الإلهية هي: القدرة على الاختراع أو نحو ذلك، فإذا ثبت أنه لا يقدر على الاختراع إلا الله، وأنه لا شريك له في الخلق ". الشيخ : عندي فإذا أثبت.