القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " فالمؤمن يؤمن بالله، وما له من الأسماء الحسنى، ويدعوه بها، ويجتنب الإلحاد في أسمائه وآياته، قال تعالى { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه }، وقال تعالى { إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا } .
فإن قال قائل: هل الشيء النامي إذا يبس وبطل نموه هل ينقطع عن التسبيح ؟
فالجواب: لا، ولذلك يضعف قول من قال إن الرسول صلى الله عليه وسلم لما غرز جريدتين على القبرين قال: ( لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا ) قالوا لأنهما قبل اليبس يسبحان وبعد اليبس لا، فيقال: هذا غير صحيح.
ومن أجل هذا التعليل العليل استحب بعضهم أن الناس يأخذون إلى القبور يجلسون عندها ويسبحون، قالوا : لأنه إذا كان تسبيح الجماد يخفف عن الميت فتسبيح الحي الإنسان من باب أولى، ولكن يقال: هذا غلط، الرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( لعله يخفف ) ولم يجزم، ثم إنه قال: ( يخفف عنهما ما لم ييبسا ) ولم يذكر العلة، فيكون الرسول قيد زمن التخفيف بيبس هذين الجريدين. نعم.
الطالب : يقول انتهى الوقت.
الشيخ : السؤال جاء وقته.
القارئ : " (( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه ))، وقال تعالى (( إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا )) وهو يدعو الله وحده ويعبده وحده، لا يشرك بعبادة ربه أحداً " .
الشيخ : يقول رحمه الله : المؤمن يؤمن بالله تعالى وبما له من الأسماء، وكذلك بما له من الصفات، ولا يخطر بباله أن هذا الموصوف وهذا المسمى الذي تعددت أسماؤه وصفاته هو بنفسه متعدد أبداً، وأولئك القوم يقولون : إذا أثبت له اسماً أو أثبت له صفة لزم من ذلك التعدد، خصوصاً إذا أثبت صفة قديمة، قديمة يعني لم يزال متصفاً بها، لأن أخص وصف الإله عندهم هو القدم فمتى أثبت شيئاً قديماً فقد أثبت إلهاً آخر.
انتبهوا، يعني مثلاً : أولئك القوم المعطلة يقول: إذا أثبت لله سمعاً قديماً وبصراً قديماً وعلماً قديماً وقدرة قديمة، فقد أثبت آلهة متعددة، لأن أخص وصف الإله هو القدم.
وهذا لا شك أنه غلط عظيم، أخص وصف الله عز وجل ما لا يسمى به غيره ولا يتصف به غيره، مثل: الرحمن، رب العالمين، وما أشبه ذلك.
المؤمن يؤمن بالله، ويؤمن بكل ما له من الأسماء، وبكل ما له من الصفات، ولا يرى أنه يعبد غير الله، ولا يرى أن هذا تعدد، بل المعبود واحد في أسمائه، المعبود واحد في صفاته تبارك وتعالى.
ولهذا يقول : " ويجتنب الإلحاد في أسمائه وآياته " أفادنا المؤلف رحمه الله أن الإلحاد يكون في أسماء الله وفي آياته، وله دليل في هذا، قال الله تعالى : (( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه))، وقال تعالى : (( إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا )) فجعل الله تعالى الإلحاد في الأسماء والإلحاد في الآيات.
الإلحاد في الأسماء له أنواع، أعظمها أن ينكر أسماء الله، ويقول: إن الله لا يصح أن نسميه باسم، مثل: غلاة الجهمية والمعتزلة الذين أنكروا أن يكون لله اسم.
الثاني عكس هذا: أن يثبت لله أسماءً لكن يقول إنها تدل على صفات مشابهة لصفات المخلوقين، وهذا أيضاً ضال، ويعتبر هذا إلحاداً، ووجه كونه إلحاداً: أن الإلحاد هو الميل، ومنه قولهم: اللحد في القبر، لأنه مائل إلى جانب منه، أين الجانب؟ القبلي أو خلف القبلي؟
الطالب : القبلي.
الشيخ : القبلي، طيب.
القسم الثالث : أن يسمي الله تعالى بما لم يسم به نفسه يعني يحدث لله اسماً من عنده، فإن هذا إلحاد، لأن الواجب على الإنسان أن يلزم الأدب مع الله عز وجل وأن لا يثبت لله اسماً لم يسم به نفسه، فإذا سمى الله باسم لم يسم به نفسه مال عن الحق. أرأيت لو أن أحداً أحدث لك اسماً غير اسمك المعروف أترى أنه جنى عليك؟ نعم لا شك. إذن إذا أثبت الإنسان لله اسماً لم يسم به نفسه فقد ألحد في أسمائه وتجرأ على الله، مثل الفلاسفة يقولون: من أسماء الله العلة الفاعلة، يعني يقولون: الخالق علة والمخلوق معلول، وبعضهم يطلق عليه : علة العلل، لأنهم يرون أن هناك علل أخرى تحدث أو يحدث بها شيء من المخلوقات، فيقولون علة العلل هو الله، هل يسمى الله نفسه بالعلة ؟ أبداً ما سمى ولا سماه الرسول.
النصارى يسمونه الأب وبعضهم يقول الآب بالمد، هذا أيضاً لم يسم الله به نفسه، نعتبر هذا إيش؟ إلحاداً.
القسم الرابع أو النوع الرابع: أن يشتق من أسمائه أسماءً لأصنامه، الكافر يشتق من أسماء الله أسماءً للأصنام التي يعبدها من دون الله، من ذلك تسميتهم العزى من العزيز، والات بالتخفيف من الله، هذا من الإلحاد في أسمائه لأنه اشتق من أسمائه أسماءً لما ينافي توحيده عز وجل، فيكون في هذا عدوان على الأسماء، والعدوان على الأسماء إلحاد فيها.
إذن الإلحاد في أسماء الله يتضمن كم الأخ أنت؟
الطالب : أربعة أنواع.
الشيخ : أربعة أنواع، هات الأول منها؟
الطالب : إنكار أسماء الله سبحانه وتعالى.
الشيخ : إنكار أسماء الله، لأن الواجب الإيمان بها.
طيب، لو آمن بالاسم لكن أنكر الصفة أيكون ملحداً ؟ نعم، يكون ملحداً لأن الاسم متضمن للصفة. ولا بد.
والثاني فهيد؟ الثاني من الإلحاد في أسماء الله؟
الطالب : ...
الشيخ : انتهينا منها الاسم والصفة.
الطالب : عكس هذا.
الشيخ : عكس هذا، أن يثبت لله أسماءً ويجعلها؟
الطالب : ...
الشيخ : لا لا، ما هو عكس الي قلته.
الطالب : ...
الشيخ : خطأ
الطالب : ...
الشيخ : يعني يثبت الاسم ويقول إنه دال على التمثيل؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب صحيح، أن يثبت الاسم ويجعله دالاً على التمثيل، وأسماء الله تعالى لا يمكن أن تدل على التمثيل بخلقه أبداً، لأنها أسماء مضافة إلى من؟ إلى الله فيجب أن تكون لائقة به، لا يمكن للصفات التي تتضمنها الأسماء أن تماثل صفات المخلوقين. الثالث ؟
الطالب : ...
الشيخ : يعني أن يسمي الله بما لم يسم به نفسه، طيب مثل؟
الطالب : قول الفلاسفة العلة الفاعلة أو علة العلل ...
الشيخ : بارك الله فيك جيد، أسامة الرابع؟
الطالب : ...
الشيخ : ذهب عنك، لا حول ولا قوة إلا بالله، نعم، إي نعم.
الطالب : أن يشتق من أسماء الله الحسنى أسماء للأصنام التي يعبدونها.
الشيخ : تمام، أن يشتق من أسماء الله الحسنى أسماء للأصنام لأن اشتقاقه أسماء للأصنام من أسماء الله ينافي توحيد الله، طيب.
الإلحاد في الآيات أيضاً توعد الله سبحانه وتعالى، توعد الله تعالى من ألحد في أسمائه فقال : (( وذروا الذين يلحدون في أسمائه )) اتركوه، لمن؟
الطالب : لله.
الشيخ : لله عز وجل، ولهذا قال : (( سيجزون ما كانوا يعملون )) يجزيهم الله عز وجل في الدنيا والآخرة، وإن فاتهم الجزاء في الدنيا لم يفتهم في الآخرة.
1 - القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " فالمؤمن يؤمن بالله، وما له من الأسماء الحسنى، ويدعوه بها، ويجتنب الإلحاد في أسمائه وآياته، قال تعالى { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه }، وقال تعالى { إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا } . أستمع حفظ
بيان الإلحاد في الآيات الكونية والشرعية .
الطالب : بلى.
الشيخ : طيب، فمن الآيات الكونية ما يتحدث الله به عن الكون، مثل قوله تعالى : (( ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر )) (( ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون )) كثير في القرآن.
هذا آيات كونية، وإنما كانت آيات لأنه لا يمكن لأحد من البشر أن يأتي بمثلها، لأن الآية هي العلامة المعيِّنة لما دلت عليه، لأنه لو كان أحد يمكن يأتي بمثل هذا ما صارت آية لله، الآية لله لا يمكن للبشر أن يأتوا بمثلها، هذه آيات كونية.
الآيات الشرعية ما جاءت به الرسل، كالقرآن والتورات والإنجيل، قال الله تعالى : (( واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها )) وقال تعالى : (( تلك آيات الكتاب الحكيم )) وقال تعالى : (( كتاب أحكمت آياته )) هذه يا محمود آيات إيش؟
الطالب : آيات شرعية.
الشيخ : آيات شرعية، ما جاءت به الرسل.
فبماذا يكون الإلحاد في الآيات الكونية؟ يكون الإلحاد في الآيات الكونية بنسبتها إلى غير الله، باعتقاد أن لله تعالى شريكاً فيها، باعتقاد أن له معيناً فيها، وإلى هذا أشار الله بقوله : (( قل ادع الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير )) أي معين، فنفى الملك المستقل، والملك المشترك، والإعانة، فمن قال إن لله تعالى معيناً في المخلوقات فهو ملحد ولا غير ملحد؟
الطالب : ملحد.
الشيخ : ملحد في آياته، ومن قال: إن في المخلوقات ما ينفرد به غير الخالق فهو أيضاً ملحد، ومن قال: إن المخلوقات لله فيها شريك فهو ملحد.
الإلحاد في الآيات الشرعية يكون بتكذيبها، أو تحريفها، أو مخالفتها، ثلاثة أشياء.
الإلحاد في الآيات الشرعية بتكذيبها، إذا قال: هذا ليس كتاب الله.
أو بإيش؟ بتحريفها، لفظاً أو معنىً، فإذا قال : استوى على العرش يعني استولى عليها هذا ملحد في إيش؟ في آيات الله الشرعية، لأنه حرفها.
الثالث : مخالفتها بعدم امتثال الأمر أو بارتكاب النهي، هذا إلحاد.
وإن كان الإلحاد في الآيات الشرعية عرفاً يكون بالخروج من الإسلام لكنه شرعاً لا، كل من خالف النصوص بترك الأوامر أو اجتناب النواهي فهو إيش؟ فهو ملحد مائل عن الحق، الحق أن تمتثل أوامر الله وأن تجتنب يا فراس، طيب.
كل من عصى الله في أمره أو ارتكب ما نهى عنه فهو ملحد بإيش؟ بالآيات الشرعية، طيب.
قال الله عز وجل : (( إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا )) والله وعيد شديد، (( لا يخفون علينا )) يعني وسوف نحاسبهم، بدليل قوله : (( أفمن يلقى في الناس خير أمن يأتي آمناً يوم القيامة )) كل الناس يقولون الثاني (( من يأتي آمناً يوم القيامة )) يعني وكأن الله يقول: هؤلاء سوف يلقون في النار، نسأل الله السلامة.
بيان أن أسماء الله كلها حسنى، وليس من أسماء الله الدهر .
وبهذا القاعدة التي دل عليها اللفظ يتبين أن من جعل من أسماء الله الدهر فقد أخطأ خطأً بيناً، فإن من العلماء من قال: إن من أسماء الله الدهر، لحديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( قال الله تعالى : يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر ) فقال: إن الله قال: وأنا الدهر، فالدهر إذن من أسماء الله. فيقال: غلط، الحديث معناه وأنا مدبر الدهر، مصرف الدهر، بدليل قوله : ( بيدي الأمر أقلب الليل والنهار ) والذين يسبون الدهر هل هم يسبون الله أو يسبون الزمن ؟
الطالب : الزمن
الشيخ : لا شك أهم يسبون الزمن لا يسبون الله، يقول: هذا زمن الدهر، هذا زمن شر، هذا زمن كذا هذا زمن كذا، وهم لا يقصدون الخبر، لو قصدوا الخبر ليس فيه شيء، لو أراد الإنسان يقول والله هذا اليوم مثلاً عصيب، هذا اليوم شر، يريد الإخبار لا يريد الإنشاء والذم فلا بأس، قال لوط عليه الصلاة والسلام: (( هذا يوم عصيب )).
المهم أن الدهر ليس من أسماء الله، ولا يوجد في أسماء الله إلا ما يدل معنى كامل هو أكمل المعاني، لقوله تعالى : (( ولله الأسماء الحسنى )).
تقسيم الدعاء إلى دعاء عبادة ودعاء مسألة، وكيف يكون الدعاء بأسماء الله .
الدعاء دعاء مسألة ودعاء عبادة.
أما دعاء المسألة فأن يقول الإنسان : يا رب اغفر لي، هذا سؤال، وأما دعاء العبادة فأن يقوم يصلي أو يتصدق أو يصوم، هذا دعاء عبادة، فما وجه تسمية العبادة دعاءً ؟
وجه ذلك أن العابد إنما يريد من الله نوالاً، فهو داع بلسان الحال، لو سألت أي إنسان يعبد الله، لماذا ؟ قال: أرجو ثواب الله وأخاف عقاب الله، وعليه فتكون العبادة دعاءً بلسان الحال، إذن (( فادعوه بها )) دعاء مسألة ودعاء عبادة.
دعاء المسألة أن تقدم الاسم الكريم أمام مطلوبك، أو تختم مطلوبك به، فتعليم النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يدعو في صلاته فيقول: ( فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ) هذا دعا الله تعالى بأسمائه بعد المطلوب ولا قبل؟ بعد المطلوب. قبل المطلوب أن تقول: اللهم يا غفور يا رحيم اغفر لي وارحمني، هذا دعاء بالاسم قبل المطلوب.
أما دعاء العبادة فأن تتعبد لله بمقتضى هذه الأسماء الكريمة، إذا علمت أنه رحيم تتعرض لرحمته، إذا علمت أنه غفور تتعرض إيش؟ أجيبوا يا جماعة، لمغفرته، عكس ما يفهمه العوام، العوام إذا علموا أن الله غفور عصوا الله، نسأل الله العافية، تعرضوا لمعصيته، وإذا قلت ليش تعصي؟ قال: الله غفور رحيم، طيب افعل أسباب المغفرة.
فإذن نقول: دعاء العبادة أن تتعبد لله بمقتضاها، فإذا علمت أنه غفور فاستجلب المغفرة بفعل الأسباب، إذا علمت أن الله رحيم كذلك.
إذا أذنب الإنسان وقال إن الله غفور رحيم، نقول طيب استجلب المغفرة بماذا؟ بالتوبة إلى الله عز وجل.
إذا علمت أن من أسمائه السميع، كيف تتعبد الله بهذا الاسم؟ أن تراقب الله فلا تقول قولاً يغضب الله عز وجل، لأنك إن فعلت فسوف يسمعك سبحانه وتعالى وهلم جرا.
فصار الدعاء دعاء الله بها ينقسم إلى دعاء مسألة ودعاء عبادة. طيب.
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وهو يدعو الله وحده، ويعبده وحده ، لا يشرك بعبادة ربه أحدا، ويجتنب طريق المشركين الذين قال الله تعالى فيهم { قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلًا. أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورًا } .
الشيخ : في الدرس الماضي بينا أن أسماء الله كلها حسنى، وبينا أن دعاء الله بها يشمل دعاء المسألة ودعاء العبادة، وبينا أن الإلحاد فيها كم نوعاً ؟
الطالب : أربعة.
الشيخ : أربعة أنواع، وأيضاً ذكرنا الإلحاد في الآيات الكونية والشرعية، وأن الإلحاد في الآيات الشريعة يكون بتكذيبها إيش؟ أو بتحريفها، أو مخالفتها، وأن الإلحاد في الآيات الكونية يكون بنسبتها إلى غير الله أو مشاركة الله فيها، أو معاونته فيها، وأظن هذا والحمد لله واضح. طيب.
الإلحاد بجميع أنواعه حرام، وقد توعد الله عليه، توعد الملحدين في آياته فقال : (( إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا )) وكذلك في الأسماء قال : (( وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون )) نعم.
القارئ : " (( أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورًا )) "
الشيخ : (( أولئك الذين يدعون يبتغون )) يبتغون محلها من الإعراب ؟
الطالب : خبر.
الشيخ : خبر إيش؟
الطالب : أولئك.
الشيخ : نعم خبر أولئك، يعني أولئك الذين يدعونهم هؤلاء هم يسألون الله عز وجل يطلبون الوسيلة أيهم أقرب، فكأنه قال: أنتم أيها الداعون ابتغوا إلى الله الوسيلة. أي نعم.
القارئ : " (( ويرجون رحمته ويخافون عذابه ، إن عذاب ربك كان محذوراً ))، وقال تعالى : (( قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرةٍ في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شركٍ وما له منهم من ظهيرٍ. ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له )) "
الشيخ : ما هي عندكم (( قل ادع الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم )) ما هي عندكم ذي؟
القارئ : إلا يا شيخ.
الطالب : لا يملكون.
الشيخ : (( قل ادع الذين زعمتم من دونه فلا يملكون )) ما هي بعندكم ؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا، موجودة.
القارئ : عندي
الطالب : ...
الشيخ : طيب اسمعها (( قل ادع الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا )) يعني: لو دعوتموهم لا يمكن أن يرفعوا الضر ويكشفوه، ولا أن يحولوه، ولا أن يحولوه إلى غيركم، ولا أن يحولوه فيكم من جهة إلى جهة، فالمريض مثلاً مريض في عضده، لو دعا هذه الأصنام، هل يمكن أن تحول المرض من العضد ومن البدن كله؟ لا، وهذا هو كشف الضر، هل يمكن أن تحول المرض من العضد إلى الأصبع؟ لا، إذن هؤلاء لا يملكون كشف الضر بالكلية ولا تحويله إلى مكان آخر، بل ولا تحويله إلى خفة في مرض أو شفاء.
والخلاصة أن هؤلاء الذين يدعون من دون الله لا يمكون شيئاً أبداً. نعم.
القارئ : ولا تنفع الشفاعة عنده
الشيخ : أولئك الذين
القارئ : (( أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورًا )).
5 - القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وهو يدعو الله وحده، ويعبده وحده ، لا يشرك بعبادة ربه أحدا، ويجتنب طريق المشركين الذين قال الله تعالى فيهم { قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلًا. أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورًا } . أستمع حفظ
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وقال تعالى { قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرةٍ في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شركٍ وما له منهم من ظهيرٍ. ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير } . وهذه جمل لها تفاصيل، ونكت تشير إلى خطب جليل .
الشيخ : إلى خطب جليل يعني عظيم، قال الله تعالى : (( قل ادع الذين زعمتم من دون الله )) وهذا تحدي لهؤلاء الذين يشركون بالله، اللات والعزى وهبل وغيرها، يقول : ادعوهم، لا يملكون مثقال ذرة في السماوات والأرض، مثقال ذرة وهي صغار النمل، وليست كما قال الذريون الآن يقولون إن الذرة هي الجزء الذي لا يتجزأ، فإن شيخ الإسلام رحمه الله أنكر هذا، وقال ليس هناك جزء لا يتجزأ أبداً مهما كان لا بد أن يتجزأ، وأيضاً القرآن نزل بلغة العرب وما يفهمه العرب، فما الذي يفهمه العرب حين نزول القرآن من الذرة ؟ صغار النمل، فهي يضرب بها المثل في القلة، فهؤلاء لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض، وصدق الله عز وجل، كلها جماد أو أموات أو أحياء لا يملكون، (( وما لهم فيهما من شرك )) وما لهم من ؟ الضمير يعود على من ؟ على المعبودات ((فيهما )) أي في السماوات والأرض (( من شرك )) يعني مشاركة وتعلمون أن شرك هنا مبتدأ مؤخر مؤكدة بمن الدالة على التوكيد، (( من شرك وما له منهم )) أي من هذه المعبودات (( من ظهير )) أي معين، إذن انتفت كل الأسباب الثلاثة، لا ملك استقلالي، ولا ملك مشاركة، ولا معاونة، واضح ؟ والفرق بين هذه الثلاثة واضح.
بقي شيء واضح يمكن أن يتعلق به هؤلاء المشركون، وهي الشفاعة. الشفاعة يقول : (( ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له )) وهذا كقوله تعالى : (( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )) وهل يمكن أن يأذن لهذه الأصنام أن تشفع لعابديها ؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا يمكن، لأن الله لا يرضاها ولا يرضى عن عابديها، فقطع الله تبارك وتعالى جميع الأسباب والوسائل التي يتعلق بها هؤلاء المشركون.
وقوله : (( حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم )) هذه الجملة للملائكة، يعني الملائكة وهي أشرف وأعظم من معبوداتهم تصاب بالفزع إذا أوحى الله عز وجل الوحي، إذا أوحى الله الوحي ارتجفت السماوات، سبحان الله! على عظمها وصعقت الملائكة من شدة ما تسمع، ثم إذا أفاقوا وفزع عن قلوبهم أي أزيل عنها الفزع (( قالوا )) أي: قال بعضهم لبعض (( ماذا قال ربكم )) لأنهم يعرفون أن الله قال حيث أصيبوا بالفزع (( ماذا قال ربكم قالوا )) أي قال بعضهم لبعض (( قالوا الحق )) أي: قال الحق، فقوله سبحانه وتعالى حق، كله حق، ليس فيه كذب في خبر، ولا ظلم وجور في حكم كما قال الله تعالى : (( وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً )) أي: صدقاً في الأخبار وعدلاً في الأحكام، وهذا هو الحق.
ضد الحق الباطل فالكذب في الخبر إيش؟ باطل، والجور في الحكم باطل، وقول الله تعالى كله حق، (( وهو العلي الكبير )) العلي بذاته وصفاته سبحانه وتعالى، فهو العلي بذاته فوق كل شيء، وهو العلي في صفاته فوق كل شيء في صفاته عز وجل، في سمعه وبصره وقهره وسلطانه وغير ذلك من صفاته.
والكبير أي ذو الكبرياء والعظمة، قال الله تعالى : (( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه )). نعم.
6 - القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وقال تعالى { قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرةٍ في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شركٍ وما له منهم من ظهيرٍ. ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير } . وهذه جمل لها تفاصيل، ونكت تشير إلى خطب جليل . أستمع حفظ
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " فليجتهد المؤمن في تحقيق العلم والإيمان، وليتخذ الله هاديا ونصيرا، وحاكما ووليا، فإنه نعم المولى ونعم النصير، وكفى بربك هاديا ونصيرا. وإن أحب دعا بالدعاء الذي رواه مسلم وأبو داود وغيرهما، عن عائشة -رضي الله عنها- " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام يصلي من الليل يقول: " اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم " وذلك أن الله تعالى يقول: { كان الناس أمةً واحدةً } ، أي: فاختلفوا، كما في سورة يونس ، وقد قيل: إنها كذلك في حرف عبد الله : { فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيًا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيم "
الشيخ : لا، " فليجتهد المؤمن في تحقيق العلم والإيمان " المؤمن مؤمن وعنده علم، لكن ليجتهد في تحقيق العلم وتحقيق الإيمان، ويمحصه من شوائب الهوى في العلم وشوائب الشك في الإيمان، فإن كثيراً من الناس عنده علم، لكن له هوى يعصف به حتى يحرف النصوص عن مواضعها بلي أعناقها إلى ما يهوى، وكل أهل البدع من هذا النوع، خالفوا الهدى إلى الهوى والعياذ بالله، لكن مقل ومستكثر.
كذلك أيضاً يوجد بعض الناس في المسائل الفقهية العملية ينحى ناحية معينة يتعصب لإمامه يتعصب لشيخه على غير هدى، هذا أيضاً من الأمور المذمومة.
الواجب التعصب للحق وليس التعصب للحق تعصباً بالمعنى المفهوم ولكنه نصر للحق.
كذلك المؤمن يجب أن يحقق إيمانه وأن يكون دائماً يراقب قلبه، حقق الله لي ولكم الإيمان.
الطالب : آمين.
الشيخ : يجب أن يكون دائماً يراقب قلبه، ماذا حصل، قد يكون هوى جارف أو حب دنيا أو حب رئاسة أو حب جاه أو ما أشبه ذلك، فليكن الإنسان دائماً يلاحظ قلبه. نعم.
القارئ : " وإن أحب دعا بالدعاء الذي رواه مسلم وأبو داود وغيرهما، عن عائشة -رضي الله عنها- ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام يصلي من الليل يقول : اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ) ".
الشيخ : عندي أنا جبرائيل، أشار إلى نسخة ؟
القارئ : لا يا شيخ.
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟ فيها ألف ؟
الطالب : ...
الشيخ : ما فيها ألف، هي على كل حال فيها عدة لغات نعم.
القارئ : " ( فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ) وذلك أن الله يقول "
الشيخ : كان النبي صلى الله عليه وسلم يستفتح قيام الله بهذا ( اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل ) فيستحضر عظمة هؤلاء الملائكة التي باستحضارها يعظم ربهم عز وجل، رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل.
يعرف عظمة جبرائيل بما حدث به النبي صلى الله عليه وسلم عنه أنه رآه وله ستمئة جناح قد سد الأفق، فإذا ذكر هؤلاء الثلاثة وعظمة من عرف عظمته منهم ترقى بذلك إلى إيش؟ إلى عظمة خالقهم عز وجل.
ثم إن هؤلاء الثلاثة اختارهم النبي صلى الله عليه وسلم، لأن جبرائيل فيه حياة القلوب، يعني: يأتي بما فيه حياة القلوب، وهو الوحي لأنه موكل به، ميكائيل موكل بما فيه حياة الأرض والنبات وهو القطر، إسرافيل موكل بما فيه حياة الأبدان الحياة الأبدية وهو الصور، لأنه إذا نفخ في الصور النفخة الثانية قام الناس ينظرون.
وإنما اختار عليه الصلاة والسلام هؤلاء الثلاثة في قيام الليل يفتتح قيام الليل، لأن قيام الليل هو أول عمل يبدؤه الإنسان في يومه، فناسب أن يفتتحه بربوبية الله عز وجل لهؤلاء الملائكة الكرام، لأن فيهم الحياة.
وقوله ( عالم الغيب والشهادة ) المراد الغيب المطلق، وذلك لأن الغيب نوعان : غيب نسبي، وغيب مطلق، فالغيب النسبي ما كان غيباً بالنسبة لشخص معين، والمطلق ما كان غيباً على جميع الخلق، والغيب الذي اختص الله به ما هو ؟
الطالب : الثاني.
الشيخ : النسبي ولا؟
الطالب : المطلق
الشيخ : المطلق، ولذلك مثلاً الذين في الشارع الآن هم بالسنبة لنا غيب، وبالنسبة لمن في الشارع شهادة غير غيب، لكن المستقبل غيب مطلق لا يعلمه إلا الله عز وجل، ولهذا قال الله تعالى : (( قل لا يعلم من في السموات والأض الغيب إلى الله )) ولهذا كان من أتى الكهان فصدقهم في المستقبل فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك من صدق أقوال المنجمين الذين يقولون: إنك ولدت في النوء الفلاني فأنت مشؤوم أو مسعود أو ما أشبه ذلك، الذي يصدقهم في هذا قد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ) هل المراد في الدنيا أو في الآخرة ؟
الطالب : كلاهما.
الشيخ : في الدنيا والآخرة، فهو يحكم بين عباده في الدنيا كما قال عز وجل: (( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله )) وقال تعالى : (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً )). كذلك الحكم النهائي يوم القيامة بين العباد حتى إنه عز وجل يحكم للشاة الجماء من الشاة ذات القرون، وهن بهائم، لكنه يحكم بينهما ليتبين ويظهر للعالم في ذلك اليوم المشهود كمال عدل الله عز وجل.
قال : ( اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ) يسأل الرسول عليه الصلاة والسلام يسأل الله أن يهديه لما اختلف فيه من الحق، وهل نحن نسأل هذا؟ نعم؟
الطالب : قليل.
الشيخ : قليل، لكن نقول إذا كان محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل ربه لما اختلف فيه من الحق، فنحن يجب علينا أن نسأل الله ذلك، وأن لا نعتز بأنفسنا وأن لا نغتر بعلومنا، علينا أن نسأل الله دائماً أن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه.
وقوله : ( بإذنك ) هل هو عائد على قوله : ( لما اختلف فيه ) أو على عائد على قوله ( اهدني ) أو على الأمرين جميعاً؟
الطالب : عليهما.
الشيخ : عليهما جميعاً، لأن الاختلاف بإذن الله، والهداية بإذن الله، ( إنك نهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ) وهو دين الله عز وجل. نعم.
القارئ : " وذلك أن الله تعالى يقول: (( كان الناس أمةً واحدةً )) أي: فاختلفوا، كما في سورة يونس "
الشيخ : نعم، في سورة يونس (( وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا )) وكذلك أيضاً في سورة البقرة أشار الله إلى الاختلاف في قوله : (( كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس )) في إيش ؟
الطالب : (( فيما اختلفوا فيه ))
الشيخ : (( فيما اختلفوا فيه )) إذن كانوا أمة واحدة فاختلفوا فأرسل الله الرسل تحكم بينهم. نعم.
القارئ : " وقد قيل: إنها كذلك في حرف عبد الله : فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيًا بينهم "
الشيخ : قوله " في حرف عبد الله " يعني في قراءة عبد الله بن مسعود، الذي في قراءته : كان الناس أمة واحدة فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين. نعم.
القارئ : (( وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ))
الشيخ : طيب (( ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه )) قوله : ليحكم الضمير يعود على من؟ هل هو على الكتاب؟ ولا على الله ؟ الجواب: على الله عز وجل، لكن بواسطة الكتاب. نعم.
القارئ : (( وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيًا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيم )).
الشيخ : كمِّل.
الطالب : انتهى الكتاب.
الشيخ : نعم.
الطالب : انتهى الكتاب
الشيخ : ايش؟
الطالب : انتهى الكتاب.
الشيخ : انقضى الكتاب، هذا آخر شيء؟
الطالب : عندكم شيء يا شيخ؟
الشيخ : أنا عندي بس ملخبط شوي، يقول : " ختم اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم "، يعني معناه أنه انتهى.
7 - القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " فليجتهد المؤمن في تحقيق العلم والإيمان، وليتخذ الله هاديا ونصيرا، وحاكما ووليا، فإنه نعم المولى ونعم النصير، وكفى بربك هاديا ونصيرا. وإن أحب دعا بالدعاء الذي رواه مسلم وأبو داود وغيرهما، عن عائشة -رضي الله عنها- " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام يصلي من الليل يقول: " اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم " وذلك أن الله تعالى يقول: { كان الناس أمةً واحدةً } ، أي: فاختلفوا، كما في سورة يونس ، وقد قيل: إنها كذلك في حرف عبد الله : { فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيًا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيم " أستمع حفظ
نهاية الكتاب ودعاء الشيخ للمصنف
ونسأل الله أن يوفقنا للخير.
هذا في كلام المؤلف " والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم " براعة اختتام، وأنه ختم هذا الكتاب المسمى: اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم، رحمه الله وعفا عنه، وجمعنا وإياه في جناة النعيم، إنه على كل شيء قدير.