تفسير قوله تعالى:" إلا حميماً وغساقاً " حفظ
ثم قال تعالى )) إلا حميماً وغساقاً (( وهذا الاستثناء منقطع عند النحويين لأن المستثنى ليس من جنس المستثنى منه، والمعنى ليس لهم إلا هذا الحميم وهو الماء الحار المنتهي في الحرارة، كما ذكرناه سابقاً من أنهم )) يغاثون بماء كالمهل يشوي الوجوه (( ، (( وسقوا ماء حميماً فقطع أمعاءهم )). (( وغسّاقاً )) قال المفسرون: إن الغسّاق هو شراب منتن الرائحة شديد البرودة، فيجمع لهم ـ والعياذ بالله ـ بين الماء الحار الشديد الحرارة، والماء البارد الشديد البرودة ليذوقوا العذاب من الناحيتين: من ناحية الحرارة، ومن ناحية البرودة، بل إن بعض أهل التفسير قالوا: إن المراد بالغسّاق صديد أهل النار، وما يخرج من أجوافهم من النتن والعرق وغير ذلك، وعلى كل حال فالآية الكريمة تدل على أنهم لا يذوقون إلا هذا الشراب الذي يقطع أمعاءهم من حرارته، ويفطّر أكبادهم من برودته، نسأل الله العافية، وإذا اجتمعت هذه الأنواع من العذاب كان ذلك زيادة في إضعاف العذاب عليهم.