تفسير قوله تعالى:" ألم يعلم بأن الله يرى " حفظ
(( ألم يعلم بأن الله يرى )) يعني يرى المنهي وهو الساجد محمداً صلى الله عليه وعلى آله وسلم الآمر بالتقوى ويرى هذا العبد الطاغية الذي ينهى عبداً إذا صلى (( ألم يعلم بأن الله يرى )) يرى سبحانه وتعالى علماً ورؤية، فهو سبحانه وتعالى يرى كل شيء مهما خفي ودق، ويعلم كل شيء مهما بعد، ومهما كثر أو قل، فيعلم الآمر والناهي ويعلم المصلي والساجد، ويعلم من طغى، ومن خضع لله عز وجل، وسيجازي كل إنسان بعمله، والمقصود من هذا تهديد هذا الذي ينهى عبداً إذا صلى، وبيان أن الله تعالى يعلم بحاله، وحال من ينهاه، وسيجازي كلاًّ منهما بما يستحق. قال الله تبارك وتعالى: (( أرأيت الذي ينهى. عبداً إذا صلى. أرأيت إن كان على الهدى. أو أمر بالتقوى. أرأيت إن كذب وتولى. ألم يعلم بأن الله يرى )): كل هذا للتهديد، تهديد هذا الرجل الذي كان ينهى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن الصلاة، حتى أنه توعده وقال لأطأن عنقه إذا سجد، ولكن أبى الله تعالى ذلك، فقد همّ به ولكنه نكص على عقبيه، ورأى أهوالاً عظيمة حالت بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، يقول: (( ألم يعلم بأن الله يرى )): يحتمل أن يكون ما رئي بالعين، ويحتمل أن تكون من قوة العلم، وكل هذه المعاني صحيحة، فالله عز وجل يرى بعلمه ويرى ببصره جل وعلا، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، والمراد من هذه الجملة التهديد، يعني ألم يعلم هذا الرجل أن الله تعالى يراه ويعلمه، وهو سبحانه وتعالى محيط بعمله، فيجازيه عليه إما في الدنيا، وإما في الدنيا والآخرة.