تفسير قوله تعالى:" لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين " حفظ
ثم قال تعالى: (( لترون الجحيم. ثم لترونها عين اليقين )): (( لترون )) هذه الجملة مستقلة ليست جواب ( لو ) ولهذا يجب على القارئ أن يقف عند قوله: (( كلا لو تعلمون علم اليقين )) ونحن نسمع كثيراً من الأئمة الذين عندهم علم يَصِلُون فيقولون (( كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم )) وهذا الوصل إما غفلة منهم ونسيان، وإما أنهم لم يتأملوا الآية حق التأمل، وإلا لو تأملوها حق التأمل لوجدوا أن الوصل يفسد المعنى لأنه إذا قال (( كلا لو تعلمون علم اليقين . لترون الجحيم )) صار رؤية الجحيم مشروطة بماذا؟ بعلمهم، وهذا ليس بصحيح، لذلك يجب التنبه والتنبيه لهذا إذا سمعتم أحد يقرأ (( كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم )) نبهوه وقولوا له: يا أخي هذا الوصل يوهم فساد المعنى، فلا تصل وقف، أولاً: لأنها رأس آية، والمشروع أن يقف الإنسان عند رأس كل آية، وثانياً: أن الوصل يفسد المعنى (( كلا لو تعلمون علم اليقين . لترون الجحيم )) إذاً (( لترون الجحيم )) جملة مستأنفة لا صلة لها بما قبلها، وهي جملة قسمية، فيما قسم مقدر والتقدير: والله لترون الجحيم، ولهذا يقول المعربون في إعرابها: إن اللام موطئة للقسم، وجملة (( ترون )) هي جواب القسم، والقسم محذوف والتقدير " والله لترون الجحيم "، و(( الجحيم )) اسم من أسماء النار.(( ثم لترونها عين اليقين )) تأكيد لرؤيتها، ومتى ترى؟ تُرى يوم القيامة، يؤتى بها تُجر بسبعين ألف زمام، كل زمام يجره سبعون ألف ملك، فما ظنك بهذه النار ـ والعياذ بالله ـ إنها نار كبيرة عظيمة لأن فيها سبعين ألف زمام، كل زمام يجره سبعون ألف ملك، والملائكة عظام شداد فهي نار عظيمة ـ أعاذنا الله وإياكم منها-.