شرح قول الناظم: تحل أمور أحكم الشرع عقدها....وتقصد ما قد حله الشرع تبــــرم وتفهم من قول الرسول خلاف ما....أراد لأن القلب منك مــــــــعجم ( الرد على من قال إن النصوص في العقيدة تفيد الظن ) حفظ
الشيخ : قال " تَحُلُّ أمورا ... " الدرس
" تَحُلُّ أمورا أحكمَ الشرعُ عَقْدَها *** وتعقد وتقصِدُ ما قــــــــــد حَلَّهُ الشرْعُ تُبْرِمُ
وتَفهمُ من قولِ الرسولِ خلافَ ما *** أرادَ لأن القـــــــــــــــــــــــــلبَ منك مُعَجَّمُ "
.
يقول إن هذا من صفات الإنسان أن الأمور التي أحكمهـا الشرع وعــقدها يحلها. والحل هنا ضد العقد فيفعل ما نهى الله عنه ، ويقصد ما قد حلّه الشرع يبرمه ويمنعه ،كأنما يقول هذا حلال لما حرم الله وهذا حرام لما أحل الله عز وجل ـ فلا يتبـع الشـرع .
قال : " و تَفهمُ من قولِ الرسولِ خلافَ ما *** أرادَ لأن القــــلبَ منك مُعَجَّمُ ".
إذا قال النبي عليه الصلاة والسلام قولا فإنك تفهم منه خلاف ما أراد. وأهل الباطل بالنـسبة لأقوال الرسول عليه الصلاة والسلام يسعون أولا إلى إبطـالها والـشك في ثبـوتها. فيقولون مـثلا هذه أخبار آحـاد لا تفيد القطع فلا يجوز أن نبني العقيدة عــليها وردوا بناء على هذه القاعدة الفاسدة الدامرة الخاربة ردوا أشياء كثيرة من أحاديث الصفات الذاتية والفعلية بناء على إيش؟ على أنها أخـبار آحـــاد لا تفـيد القطـع. والعقيدة لابد فيها من القطع، والظن كأنما نسوا قول الله عز وجل : (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْئَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ )) هذا مقام الرسالة ، مقام الرسالة عقيدة وإلا غير عقيدة ؟ عقيدة. ومع ذلك قال : (( اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )). ومن المعلوم أن خـبر غـيرك لا يفـيد القطـع عـندك إنما يفيد الظن وغلبة الظن. طيب.
إذن هذا أول هذا أول مِعول يهدمون به النصوص. فإذا عجزوا، اذا عجزوا عنها، وكانت النصوص متواترة عمدوا إلى أمر آخر وهو التعطـيل عن طريق التحريف ، التحـريف أصـوب من قولنا التأويل. هم يقولون تأويل ونحـن نقول تحريف ، لكـنهم يقولون تأويلا ليخف الأمر. إذ لو قالوا إنه تحـريف لـنفر الناس منه وما قبلوا منهم صرفا ولا عدلا. لكن يقـولون تأويل من باب التلطـيف. ونحن نقول ليس هذا بتأويل ، لأن التأويل هو : أن يُفسر كلام الله ورسوله بما أراد الله ورسوله. هذا التأويل الحقيقي الصحيح. أما أن يحرف فهـذا تحريف، فهم يفهمون من قول الرسول خلاف ما أراد الرسول عليه الصلاة والسلام. لماذا ؟ لأن القـلب - والعـياذ بالله - مُـعجم قد أُعـجِم عـليه فلا يفـهم. ولهــذا يجب على الإنسان أن يكـون دائمـاً يسأل الله تعـالى أن يفتح عـليه وأن يـصرّف قـلبه إلى طاعـته.