قال الله تعالى : << المال و البنون زينة الحياة الدنيا و الباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا و خير أملا >> حفظ
ثم قال عز وجل مقارنا لما يبقى وما لا يبقى قال : (( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا )) المال من أي نوع سواء كان من العروض أو النقود أو الآدميين أو البهائم ، (( وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا )) ولا تنفع الإنسان في الآخرة إلا ما قدم منها وذكر البنين دون البنات لأنه جرت العادة أنهم لا يفتخرون إلا بالبنين ، والبنات في الجاهلية مهنات قد أهن بأعظم المهونة كما قال الله عز وجل : (( وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا )) أي صار وجهه مسوداً وقلبه ممتلئ غيظاً (( وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ )) يعني يختفي منهم (( مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ )) ثم يقدر في نفسه (( أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ )) بقي قسم ثالث : أن يمسكه على عز وهذا عندهم غير ممكن ليس فيه إلا أحد أمرين : إما أن يمسكه على هون وذل ، أو يدسه في التراب يئده قال الله عز وجل : (( أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ))[النحل:59] . (( زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا )) الإنسان يتجمل بها ، يتجمل عنده أولاد ، قدر نفسك أنك صاحب قرى يعني أنك مضياف وعندك الشباب خمسة، عشرة يستقبلون الضيوف تجد أن هذا في غاية ما يكون من السرور والراحة هذه زينة ، أليس كذلك ؟ كذلك قدر نفسك أنك تسير على فرس وحولك هؤلاء الشباب يحوطونك من اليمين والشمال ، ومن الخلف والأمام ستجد شيئاً عظيماً من الزينة ، ولكن هناك شيء خير من ذلك قال : (( وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا )) (( الباقيات الصالحات )) هي الأعمال الصالحة من أقوال وأفعال ومنها : سبحان الله ، والحمد لله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ومنها الصدقات ، وغير ذلك هذه هي الباقيات الصالحات (( خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا )) ولاشك أن الأمر كما قال ربنا عز وجل (( خير ثواباً )) أي أجراً ومثوبة (( وخير أملاً )) أي مؤملاً يؤمله الإنسان لأن هذه الباقيات الصالحات كما وصف الله باقيات أما الدنيا فهي إيش ؟ فانية وزائلة .