تتمة شرح حديث ابن عمر رضي الله عنهما : ( ويقول والذي نفسي بيده ما تواد اثنان فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما ... ) حفظ
الشيخ : ويقول أي وكان يقول أيضا ( والذي نفسي بيده ) هذا حلف وقسم من النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالله الذي نفس محمد بيده
نحن هنا يجب أن نأخذ حكما شرعيا من هذا الحديث وأمثاله عشرات بل مئات ماهو هذا الحكم يتورع منه كثير من الناس يدعى إلى أن يحلف بالله عز وجل في قضية ما وهو يتظاهر بأنه صادق فيما يقول فحينما يدعى إلى الحلف يقول أنا بحلف والله كذا وكذا لو مالي وبيتي وكذا كله بده يروح ما بحلف بالله ليه يا أخي ليش ما بتحلف بالله من الجهل الذي أصاب المسلمين إنه الحلف بالله ماهو مشروع بينما ها هنا الرسول ما أحد حلفه في مئات الأحاديث ( والذي نفس محمد بيده لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ) إلى آخره كثير من الأحاديث وهذا منها هذا معناه أن الحلف بالله لتأكيد أمر ما هذه عبادة وسنة مستحبة لأنه غرض المتكلم الحالف هو تركيز هذا الكلام في قلوب المخاطبين وتأكيده في نفوسهم ولذلك يتقدمه من النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذا اليمين فلا يتورعن أحد عن الحلف بالله صادقا لأن الحلف بالله صادقا هو ذكر لله عز وجل وهو تعظيم لله عز وجل أيضا يغفل عنه جهلة الناس كما إنه العكس العكس أي الحلف بغير الله عز وجل هو تعظيم لغير الله عز وجل من أجل ذلك جاء الإسلام لينهى عن الحلف بغير الله لماذا؟ لأن كل من يحلف بشيء فهو في قرارة قلبه لا يحلف به إلا وله هذا المحلوف به في نفسه منزلة وعظمة وقداسة واحترام
ولا شك أن أعظم شيء في قلب المؤمن إنما هو الله تبارك وتعالى فكما أن النبي عليه السلام يقول ( من حلف بغير الله فقد أشرك ) فأنا أقول اقتباسا ولا حرج من حلف بالله وحده فقد وحد لذلك مافي حرج من أن يحلف الإنسان بالله عز وجل صادقا وهذا هو قدوتنا نبينا عليه الصلاة والسلام يحلف بالله في مئات الأحاديث وهذا منها.
يقول عليه السلام يؤكد ما يقول ( والذي نفس محمد بيده ما تواد اثنان فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما ) لا شك أن هذا التوادد المذكور في هذا الحديث والذي يخبر فيه الرسول صلوات الله وسلامه عليه صادقا أن هذا التوادد والتحابب إذا ما انفرط عقده يكون بسبب أن أحد المتواددين المتحابين قد أتى ذنبا هذا التوادد وهذا التحابب إنما هو تحابب في الله والحب في الله هذا الذي عزّ عزّ وجوده في هذا الزمان كما عز التمسك بالإسلام بصورة عامة فالحب في الله عز وجل قد كان مضى عندنا فصل في هذا الكتاب يذكر فيه الرسول عليه السلام أنواعا من الأحاديث والمواعظ والترغيب على التحابب في الله عز وجل بعضها أحاديث قدسية كما في بعضها مثلا ( حقت محبتي للمتحابين فيّ )
فهذا التحابب في الله عز وجل إذا انفرط وزال من بين اثنين فهذا يكون بسبب أن أحدهما يكون قد ارتكب معصية استحق هذه العقوبة عدلا من الله عز وجل عليه فلم يبق عنده أخٌ محب له ينصحه نحن نتوهم أن الحب في الله عز وجل هو أشبه ما يكون بالحب الشعري العذري الذي يمكن أو يحسن قرنه مع العنقاء الذي له اسم وليس له حقيقة.