يقول السائل : في مدينة عمران باليمن امرأة تدعى السندية لها عشرون عاما ً تسلب أموال الناس ويقصدها الكثير من الجهال يسألونها عن المغتربين ما بهم ومتي يأتون ويقصدها المرضي للشفاء وإذا حضروا عندها جاءت بغطاء ووضعته على نفسها ثم تقول بصوت متغير فلان يأتي بعد كذا يوم أو شهر أو لا يأتي والمريض فلان يشفي وهذا حرز له أو لا يفيد معه الحرز وتخبر النساء عن ما يكنه لهن الأزواج حتى أن زوجتي ذهبت لها وقالت لها إن زوجك يفكر في الزواج فأرسلت لي زوجتي تطلب ورقة طلاقها فأرسلتها لها وفيها الخلوع بالثلاث هل هذا الطلاق صحيح أم باطل علماً أن له ستة شهور ولا أعلم ما السبب ؟ وهذه المرأة تدعي أن معها أشراف يخبرونها ، وكثير ما تقول للرجال إن لزوجاتكم رجال غيركم لتوقع بين الزوجات وأزواجهن فهل في الجن أشراف يعلمون الغيب أفيدونا بدقة عن هذا الموضوع ؟ حفظ
السائل : يقول المرسل محمد بن علي الجبلي في مدينة عمران باليمن امرأة تدّعى أو تدعى السندية لها عشرون عاما تسلب أموال الناس ويقصدها الكثير من الجهال يسألونها عن المغتربين ما بهم ومتي يأتون ويقصدها المرضي للشفاء وإذا حضروا عندها جاءت بغطاء ووضعته على نفسها ثم تقول بصوت متغير فلان يأتي بعد كذا يوم أو شهر أو لا يأتي والمريض فلان يُشفي وهذا حرز له وفلان لا يفيد معه الحرز وتُخبر النساء عما يُكنّه لهن الأزواج حتى إن زوجتي ذهبت لها وقالت لها زوجك يفكر في الزواج فأرسلت لي زوجتي تطلب ورقة طلاقها فأرسلتها لها وفيها الخلوع بالثلاث، هل هذا الطلاق صحيح أم باطل علماً أن له ستة شهور ولا أعلم ما السبب؟ وهذه المرأة تدعي أن معها أشراف يخبرونها، وكثير ما تقول للرجال إن لزوجاتكم رجال غيركم لتوقع بين الزوجات وأزواجهن فهل في الجن أشراف يعلمون الغيب؟ أفيدونا بدقة عن هذا الموضوع؟
الشيخ : الحمد لله، هذه المرأة من الكهان لأنها تدعي أنها تعلم عن المستقبل وكل من يدعي أنه يعلم المستقبل فإنه كاهن كاذب لا يجوز الإتيان إليه ولا يجوز تصديقه بل إن تصديقه تكذيب للقرأن فإن الله تعالى يقول (( قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله )) والغيب ما غاب عن الإنسان من الأمور المستقبلة فلا يعلمه إلا الله عز وجل وهذه المرأة التي تدعيه هي أيضا مكذبة للقرأن فيجب على ولاة الأمور أن يمنعوا مثل هذه الأمور في بلادهم حتى لا يوقعوا الناس فيما يخالفوا عقيدتهم وفيما يكذّب كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
السائل : اللهم صلي وسلم.
الشيخ : أما ما تدعيه هذه المرأة من علم الغيب فإنه لا يجوز تصديقه أبدا وإذا قدِّر أن ما تخبر به يقع منه شيء فإنما ذلك عن مصادفة أو عن أمر استُمع من السماء وتظيف هي إليه عدة كذبات لتموّه على باطلها.
السائل : نعم.
الشيخ : وأما بالنسبة لما تدعيه من مكالمة الأشراف من الجن لها فهذا أيضا دعوى كاذبة لأن الكاهن بجميع ما يقول وجميع ما يذكر من مؤثرات لكهانته يجب تكذيبه.
السائل : نعم.
الشيخ : والجن لا يعلمون الغيب بنص القرأن، يقول الله عز وجل (( فلما قضينا عليه الموت )) يعني سليمان صلى الله عليه وسلم.
السائل : نعم نعم.
الشيخ : (( ما دلّهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته )) يعني عصاه (( فلما خر تبيّنت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين )) فلا أحد يعلم الغيب لا من الجن ولا من الملائكة ولا من الإنس (( قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله )) وقال سبحانه وتعالى (( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا )) وأما بالنسبة لقوله إنه خالع زوجته ثلاثا فهذه مسألة طلاق ثلاث وإذا كان يريد الرجوع إلى زوجته فإنه موضع خلاف بين أهل العلم هل له أن يراجعها إذا لم يسبق له طلقتان على هذه المرأة أو ليس له أن يراجعها.
السائل : نعم.
الشيخ : والراجح أنه يجوز له أن يراجعها إذا لم يسبق له طلقتان على هذه الطلقة.
السائل : نعم.
الشيخ : فإن في صحيح مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال " كان الطلاق الثلاث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد أبي بكر وسنتين من خلافة عمر " قال " كان الطلاق الثلاث واحدة فلما تتايع الناس في هذا قال عمر رضي الله عنه أرى الناس قد تعجّلوا في أمر كانت لهم فيه أناة فلو أمضيناه عليهم " وهذا نص صريح بأن إمضاء الثلاث على البينونة أمر اجتهادي من أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه.
السائل : رضي الله عنه.
الشيخ : وكما أن هذا مقتضى النص فهو أيضا مقتضى النظر فإن الطلاق الثلاث أمره إلى الشرع لا إلى الإنسان والإنسان لو قال أستغفر الله ثلاثا سبحان الله ثلاثا، لو قال دبر الصلاة سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر ثم قال بعدها ثلاثة وثلاثين ما كتب له ثلاثة وثلاثون.
السائل : نعم.
الشيخ : فإذا كان هذا لا يحصل في الأمور المرغوبة المحبوبة إلى الله عز وجل وهو الإثابة على ذكره وطاعته فكيف يكون في الأمور التي غاية ما هي أنها من الأمور المباحة كالطلاق فإنه لا ينبغي يعني فإن النظر والقياس الصحيح يقتضي أن طلاق الثلاث واحدة.
السائل : نعم.
الشيخ : فيكون مؤيّدا بالنص وبالنظر، كما أن الله سبحانه وتعالى قال لنبيّه (( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقونهن لعدتهن )) .
السائل : نعم.
الشيخ : والطلاق للعدة لا يكون إلا والمرأة عند زوجها أي غير مطلقة لأنها إذا طلّقت بعد أن طلِّقت في نفس العدة لم تكن مطلقة للعدة ولهذا يقول العلماء رحمهم الله لو أن الرجل طلق امرأته اليوم وبعد أن حاضت مرتين أردفها بطلقة ثانية فإنها لا تستأنف العدة بهذه الطلقة الثانية، دل ذلك على أنها طلقة لغير العدة وإذا كانت طلقة لغير العدة صارت غير مأمور بها لأن الله يقول (( طلقوهن لعدتهن )) .
السائل : نعم.
الشيخ : وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) وقد ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إلى أن الطلاق الثلاث ولو بكلمات متفرقة لا يقع إلا واحدة فقط إلا إذا تخلّله رجعة أو عقد نكاح جديد.
السائل : نعم، والأخ محمد بن علي الجبلي من اليمن وهو مقيم في السعودية كأنه متأسف على هذا الطلاق الذي وقع منه وهو كتب أنها الخلو بالثلاث فهذا على ما تفضلتم به قد يُعد طلقة واحدة.
الشيخ : نعم نعم.
السائل : أحسنتم.
الشيخ : ... .
السائل : هذا سؤال من المرسل عبد الكريم س.ع. من قبيلة شمر كما يرجو أن يقرأ هذا الإسم بهذه الطريقة.