يقول السائل : أكثر الناس بدؤوا يطولون شعورهم حتى لا يعرف الرجل من المرأة والبنت من الولد وبدأت المرأة في بعض الأحيان تقص رأسها وإذا قيل الشعر الطويل حرام للرجال يقولون أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان لا يقص شعره حتى يعمل منه جديلة فهل هذا صحيح وهل تطويل الشعر حرام وهل قص الشعر للمرأة حرام أفيدونا وفقكم الله ؟ حفظ
السائل : يقول في هذه الأسئلة أكثر الناس بدؤوا يطوّلون شعورهم حتى لا تُعرف المرأة من الرجل والبنت من الولد وبدأت المرأة في بعض الأحيان تقص رأسها وإذا قيل الشعر الطويل حرام للرجال يقولون أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان لا يقص شعره حتى يعمل منه جديلة فهل هذا صحيح وهل تطويل الشعر حرام وقص المرأة لرأسها حرام أفيدونا وفقكم الله؟
الشيخ : هذا السؤال يتضمن مسألتين، الأولى بالنسبة لتطويل الرجال لشعورهم والثانية بالنسبة لتقصير المرأة من رأسها.
السائل : نعم.
الشيخ : أما الأول فالأصل أن إطالة شعر الرأس لا بأس به فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم له شعر يضرب أحيانا إلى منكبيه فهو على الأصل لا بأس به لكن مع ذلك هو خاضع للعادات والعرف فإذا جرى العرف واستقرت العادة بأنه لا يستعمل هذا الشيء إلا طائفة معينة نازلة في عادات الناس ومروءاتهم.
السائل : نعم.
الشيخ : فلا ينبغي لذوي المروءة أن يستعملوه أي أن يستعملوا إطالة الشعر حيث إنه لدى الناس وعاداتهم وأعرافهم لا يكونوا إلا من ذوي المنزلة السالفة.
السائل : نعم.
الشيخ : فالمسألة إذًا بالنسبة لتطويل الرجل رأسه من باب الأشياء المباحة التي تخضع لأعراف الناس وعاداتهم فإذا جرى بها العرف وصارت للناس كلهم شريفهم ووضيعهم فلا بأس بها أما إذا كانت لا تستعمل إلا عند أهل الضعة فلا ينبغي لذوي الشرف والجاه أن يستعملوه.
السائل : نعم.
الشيخ : ولا يرد على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أشرف الناس وأعظمهم جاها كان يتخذ الشعر لأن الذي نرى في هذه المسألة أن اتخاذ الشعر ليس من باب السنّة والتعبد وإنما هو من باب اتباع العرف والعادة.
السائل : نعم.
الشيخ : هذا بالنسبة للمسألة الأولى في السؤال أما بالنسبة للمسألة الثانية وهي تقصير شعر المرأة فإن ذلك لا يجوز إذا كان على وجه يشبه رؤوس الرجال أو على وجه يشبه رؤوس الكافرات أو البغايا أو ما أشبه ذلك ممن لا يجوز التشبّه به وأما إذا كان على خلاف ذلك فإن للعلماء في ذلك ثلاثة أقوال فمنهم من يرى تحريم قص المرأة من شعر رأسها مطلقا في غير حج أو عمرة ومنهم من يرى الكراهة وهو المشهور من مذهب الإمام أحمد بن حنبل.
السائل : نعم.
الشيخ : ومنهم من يرى الإباحة بشرط ألا يؤدي ذلك إلى تشبّهٍ فيمن سبق الإشارة إليه.
السائل : نعم.
الشيخ : نعم.
السائل : أحسنتم، أيها الإخوة إلى هنا نأتي على نهاية هذا اللقاء من برنامج نور على الدرب الذي استعرضنا فيه عدة أسئلة واستفسارات وردتنا من الأخت التي رمزت إلى نفسها بالبنت الحزينة من الرويس وعبد الله بن محمد الحقيبي من القويعية ومرشد فارع يحيى من جمهورية اليمن العربية ومقيم في البطحاء وأخيرا من فارس أحمد عامل في بلجيكا ومن يحيى محمد عطية من الجمهورية العراقية ناحية القيارة، عرضنا هذه الأسئلة والاستفسارات على فضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين الأستاذ بكلية الشريعة واللغة العربية بالقصيم وإمام وخطيب الجامع الكبير بمدينة عنيزة شكرا لفضيلة الشيخ وشكرا لمتابعتكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.