تحت باب صفة الصلاة .
تتمة شرح حديث : ( ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعاً أو ساجداً ، فأما الركوع فعظموا فيه الرب ، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء ، فقمن أن يستجاب لكم ) . رواه مسلم .
والنهي: طلب الكف على وجه الاستعلاء، بصيغة مخصوصة، وهي: المضارع المقرون بلا الناهية، فهذا هو النهي .
هذا صيغته: " طلب الكف على وجه الاستعلاء بصيغة معروفة هي: المضارع المقرون بلا الناهية " .
فإذا قلت: لا تفعل كذا، هذا النهي، وإذا قلت: اترك كذا فهذا ليس بنهي مع أنه طلب كف، لكنه ليس بالصيغة المعروفة: التي هي المضارع المقرون بلا الناهية.
وإذا قال زميلك: لا تفعل كذا فإنه ليس بنهي اصطلاحا لماذا؟
لأن زميلك إذا قال لا تفعل ليس على وجه الاستعلاء.
وإذا قال الغلام لسيده: لا تكلفني يا سيدي فهذا إيش ؟
ليس بنهي لأنه ليس على وجه الاستعلاء وإنما هو على وجه الرجاء .
فالمهم اضبط القيود حتى تعرف، النهي: طلب الكف على وجه الاستعلاء بصيغة مخصوصة هي لا الناهية، هذا معناه في اللغة وفي عرف العلماء .
لكن قد يرد شيء يدل على النهي بدون أن يكون بهذه الصيغة، مثل نصوص الوعيد، نصوص الوعيد تتضمن النهي بلا شك وزيادة، ولكنها ليست بالصيغة المعروفة.
الجملة التي معنا : ( نهيت ) ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم الصيغة التي جاءت من الله عز وجل موجهة للرسول ، فلا نستطيع أن نقول : هو بالصيغة المعروفة بأن قال الله : لا تقرأ القرآن يا محمد راكعًا ولا ساجدًا ، أو أنها بصيغة الوعيد على من قرأ فمع هذا الاحتمال ننظر للراجح ، فما هو الأصل الذي يرجح أحد الاحتمالين ؟
أنه نعم أنه بالصيغة المعروفة لا تقرأ القرآن .
قوله ( أن أقرأ القرآن راكعا ) حالا من فاعل أقرأ أو ساجدا أو للتنويع.
ثم لما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا كان من عادته أنه إذا نهى عن شيء ذكر ما يحل محله عليه الصلاة والسلام: قال: ( فأما الركوع فعظموا فيه الرب ) لأن الركوع أصلا للتعظيم ، فالانحناء للغير يعني التعظيم له ، فكان من المناسب أن يكون ذكره هو ذكر التعظيم : عظموا فيه الرب ، والأمر بالتعظيم هنا مجمل لكن بينته السنة ، حيث كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول إذا ركع : سبحان ربي العظيم ، فلما نزلت الآية (( فسبح باسم ربك العظيم )) قال ( اجعلوها في ركوعكم ).
وقوله ( الرب ) أل هنا للعهد الذهني أو الذكري أو الحضوري ؟
الطالب : الأول .
الشيخ : نعم، الأول الذهني، لأنه معلوم بالذهن وليست للعهد الذكري ولا للعهد الحضوري، لأنها أما للعهد الذكري فلأنه لأنه لم يسبق لها ذكر، وأما الحضوري فلأنها لم تأت على الوجه المعروف في أل الحضورية.
وقوله ( عظموا فيه الرب ) .
( وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء ) لكن مع التسبيح الواجب وهو سبحان ربي الأعلى لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد يقول: سبحان ربي الأعلى ولما نزلت (( سبح اسم ربك الأعلى )) قال: ( اجعلوها في سجودكم ) سبحان ربي الأعلى .
وإنما كان ذكر السجود بهذه الصيغة سبحان ربي الأعلى، لأن وضع الإنسان جبهته وهي أعلى مافي جسمه تدل على النزول، فكان المناسب أن يُنزه اللهُ عز وجل عما كان عليه العبد الآن ويكون هذا من باب ذكر الشيء بمقابله، فأنت لما نزلت جبهتك أثنيت على الله عز وجل بأنه الأعلى الذي لا يليق به أن يكون نازلا.
نعم.
( فقمن أن يستجاب لكم ): قَمِن: لها معنى حقيق أو حري، المعنى: أنكم إذا دعوتم الله حال السجود فهذا أقرب إلى الإجابة، ( حري أن يستجاب لكم ) لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبر : ( أن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ) سبحان الله أقرب ما يكون وهو ساجد ، مع أننا لو نظرنا إلى الأمر الحسي لكان السجود أبعد ، لأن الإنسان كله يكون في الأرض ، لكنه لما كان نزولا لله عز وجل كان ذلك أقرب إلى الله ، أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد.
2 - تتمة شرح حديث : ( ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعاً أو ساجداً ، فأما الركوع فعظموا فيه الرب ، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء ، فقمن أن يستجاب لكم ) . رواه مسلم . أستمع حفظ
فوائد حديث : ( ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعاً أو ساجداً ... ) .
منها : أن الشيء المهم ينبغي أن يستعمل الإنسان فيه ما يدل على الانتباه لقوله ( ألا ) ، كل شيء تريد أن تنبه عليه وتعتني به فأتي بأداة التنبيه ، وانظر إلى قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( ألا وإن لكل لملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ) اللهم أصلح قلوبنا، ( وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) ، كيف كرر هذه الأداة التي هي للتنبيه والاستفتاح لأهمية الموضوع .
ومن فوائد هذا الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم عبد يوجه إليه الأمر والنهي لقوله: ( ألا وإني نهيت ) .
ومن فوائده: أن الأحكام الثابتة للرسول صلى الله عليه وسلم هي لأمته، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يخبرنا أنه نهي إلا من أجل أن نتأسى به، واعلم أن الخطاب الموجه للرسول صلى الله عليه وسلم على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: ما دل الدليل على أنه خاص به فهو خاص به.
والثاني: ما دل الدليل على أنه للأمة فقط فهو للأمة.
والثالث: ما لم يدل عليه دليل لا هذا ولا هذا فهو له وللأمة، لأن الله تعالى قال: (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا )).
فهنا لما نُهي الرسول عليه الصلاة والسلام هل نقول: إن النهي خاص به أو عام؟
عام لأنه إذا لم يوجد دليل على الخصوصية وجب أن يكون عامًا، أي إنسان يقول لك هذا موجه للرسول فقل: نعم لكنه إذا وجه إلى الرسول فهو موجه لنا لأننا مأمورين باتباعه .
ومن فوائد هذا الحديث: عظمة القرآن العظيم، وجهه أنه نهي الإنسان المصلي الذي يناجي الله أن يقرأ القرآن في حال الركوع والسجود، لأن حال الركوع والسجود فيها نوع من التطامل والتواضع من الإنسان فلا يليق بالقرآن أن يكون التالي على هذه الحال، أرأيت الآن لو أنك تحدثني وأنت راكع أو تحدثني وأنت ساجد أو تحدثني وأنت قائم أيهما أبلغ في التعظيم ؟
الطالب : قائم.
الشيخ : قائم بلا شك، لو حدثتني وأنت راكع قلت: هذا الرجل ما بالى بي ولا أهتم بي، أو واحد يبي يحكي كلام لشخص يقول: أيها الناس احضروا فإني سأحدثكم عن كلام فلان، حضر الناس وركع وقام يحدثهم وش يصير هذا؟ يعني غير لائق، أو كذلك سجد، لهذا قال أهلم العلم : لما كان القرآن الكريم عظيم المنزلة كان حقه أن يكون حال ارتفاع الإنسان يعني وهو قائم .
طيب من فوائد هذا الحديث: أن الإنسان لو قرأ القرآن وهو راكع أو ساجد بطلت صلاته، لأنه أتى بقول منهي عنه بخصوص الصلاة، يعني ما هو من النهي بخصوص الصلاة فكان مبطلا لها، فلو أن الإنسان ركع وبدأ يتلو قول الله تعالى: (( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب )) فصلاته باطلة ، لأنه أتى بقول منهي عنه ، فتبطل صلاته كما لو تكلم في الصلاة بكلام الآدميين المنهي عنه ، وإلى هذا ذهب ابن حزم رحمه الله والظاهر أن الظاهرية مثله ، وقالوا : هذا منهي عنه بخصوص، والإنسان إذا قرأ القرآن في حال الركوع ماذا يوصف؟
بأنه عاصي عاصي لله، معصية خاصة بالصلاة فتبطلها، لكن أكثر أهل العلم يقولون: إن الصلاة صحيحة، ويجيبون عن هذا بأن النهي ليس لذات القرآن ولكن لمحل القرآن، وإلا فإن القرآن مشروع في الصلاة، فهو من جنس الأذكار المشروعة فيها، فالنهي ليس لذات القرآن، بل لكونه في هذا المحل، وانفكوا بذلك عن القول بإبطال الصلاة .
طيب من فوائد هذا الحديث: أن الإنسان لو دعا في سجوده بآية من كتاب الله مثل أن يقول: (( ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين )) فإن ذلك جائز ، لأنه لم يقرأ القرآن لكن دعا بالقرآن ، أفهمتم ؟
بخلاف ما لو قال : (( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم )) : فهنا ينهى عنه .
ولذلك لو أن الجنب دعا بالآية : (( ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين )) لكان هذا جائز لأنه دعا بالقرآن، والحديث الذي معنا: ( أن أقرأ القرآن ): بأن يتلوه يريد قراءته، وعليه فإذا دعا بما يوافق القرآن فلا حرج عليه في ذلك ولا إثم عليه .
من فوائد الحديث: حسن تعليم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وحكمته في تعليمه، وهو أنه لما ذكر ما يُنهى عنه عوّض عنه ما يحل ويؤمر به، كيف؟ لما قال: ( نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا ) أتى بعوض وهو أن الركوع يعظم فيه الرب، وأن السجود يكثر فيه من الدعاء، وهذه الطريقة هي طريقة القرآن الكريم، قال الله عز وجل: (( يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا )) بعدها: (( وقولوا انظرنا )) فنهى عن كلمة وأتى بعوضها.
كذلك السنة قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا تقولوا ما شاء الله وشئت ولكن ما شاء الله وحده ).
ولما أتي إليه بتمر جيد تمر جيد قال: ( من أين هذا ، قالوا: يا رسول الله نأخذ الصاع من هذا بالصاعين والصاعين بالثلاثة، قال: أوه عين الربا ) ، وأرشد عليه الصلاة والسلام في هذه المسألة أرشد إلى أن يباع التمر الرديء وتؤخذ القيمة ويشترى بالدراهم تمرًا جيدًا ، فلما نهى عن هذه المعاملة أتى بمعاملة بدلها، وهكذا ينبغي لكم إذا نهيتم الناس عن شيء والناس قد ابتلوا به أن تذكروا عِوضه، اذكروا العوض المباح لئلا توقعوهم في حرج أو لا يمتثلوا ما نهيتم عنه، ثم إذا فعلتم هذا فإنما سرتم على ما سار عليه القرآن وسار عليه النبي صلى الله عليه وسلم.
أما بعض الناس مثلا يأتي ويعظ الناس ويقول: هذا حرام هذا حرام والناس محتاجون إليه إذا لم يجدوا بدله ويسكت ليس بصواب، بل يقول: هذا حرام ولكن هذا حلال لأجل أن يكون للناس متسع .
من فوائد هذا الحديث: أن الركوع محل التعظيم : ( عظّموا فيه الرب ) طيب الواجب سبحان ربي العظيم كما جاءت به السنة لكن لو قال: ( سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان ) يجوز أو لا يجوز؟
الطالب : يجوز.
الشيخ : يجوز، يجوز لأن هذا من تعظيم الرب والنبي صلى الله عليه وسلم أطلق لكنه بيّن أنه يقول سبحان ربي العظيم وإذا أتى بما يدل على تعظيم الله غير هذا فهو جائز لا شك داخل في العموم.
ومن فوائد هذا الحديث: إثبات اسم الرب لله عز وجل، الرب في القرآن الكريم لم يأت إلا مضافاً (( الحمدلله رب العالمين )) (( رب السماوات والأرض )) وما أشبه ذلك .
لكن السنة جاءت به معرّفا بأل في هذا الحديث وهو كما رأيتم في الصحيحين، وكذلك في الحديث الذي في السنن: ( السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ) ، فالرب عند الإطلاق هو الله سبحانه وتعالى ، وعلى هذا فيجوز أن نضيفه إلى الأسماء الحسنى ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم سمى الله به .
ومن فوائد هذا الحديث: أنه ينبغي الاجتهاد في الدعاء حال السجود، اجتهد في الدعاء، يعني بالغ فيه وابذل الجهد، الجهد القلبي والنطقي، بمعنى أن تدعو الله بإخلاص وصدق وافتقار إلى الله عز وجل، ما تدعو على أن هذا شيء معتاد لك كما يوجد منا في كثير من الأحيان يدعو الإنسان على شيء معتاد، لا، ادعو الله بإلحاح وصدق وإخلاص نسأل الله أن يعيننا وإياكم على هذا لأن هذا أرجى للإجابة.
ومن فوائد الحديث: أن للإنسان أن يدعو بما شاء، وجه ذلك أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يقيّد، ما قال: في الدعاء للآخرة، أو في الدعاء ولا تدع للدنيا، فادع بما شئت.
أما الدعاء للآخرة فواضح، الدعاء للدنيا يجوز أو لا يجوز ؟
الطالب : يجوز.
الشيخ : الدنيا يا جماعة؟
الطالب : نعم.
الشيخ : يجوز تقول: اللهم ارزقني بيتا ملكا واسعا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : يجوز؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب يجوز يا محمود أن تقول: اللهم ارزقني سيارة فخمة محمود نعم ؟
الطالب : يجوز.
الشيخ : يجوز، طيب يجوز أن تقول الله ارزقني لباسا جديدا؟
يجوز، أي شيء تدعو به جائز إلا أن تدعو بإثم أو قطيعة رحم.
وأما قول بعض العلماء: لا يجوز الدعاء بشيء من أمور الدنيا ، فهذا ضعيف إلى من أذهب إذا احتجت شيئا في دنياي أدعو غير الله ؟!
ثم إني دعوت بالصلاة التي هي أقرب للإجابة فأدعو الله بما شئت من أمور الدين والدنيا .
طيب إنسان عليه درس صعب فجعل في سجوده اللهم سهّل عليّ مادة الإنجليزي نعم، جائز ولا ماهو بجائز ؟
جائز ، كل دعاء ما لم يكن إثما أو قطيعة رحم ادع الله به ، وجه ذلك يا جماعة أن نفس الدعاء عبادة ، أنا ما خرجت بدعاء عن عبادة الله عز وجل ، نفس الدعاء عبادة حتى وإن سألت شيئا من أمور الدنيا فهي عبادة ، فكيف يبطل الصلاة بذلك ؟!
فالقول بأنه لا يجوز الدعاء بشيء من أمور الدنيا وأن الإنسان لو دعا بشيء من أمور الدنيا بطلت صلاته قول ضعيف، لاسيما وأن لدينا عموماً ، لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم التشهد قال: ( ثم ليتخير من الدعاء ما شاء ).
ومن فوائد هذا الحديث: أن بعض الأحوال تكون أقرب إلى الإجابة من بعض فهنا الدعاء في السجود أقرب إلى الإجابة من الدعاء في الركوع، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نصّ عليه، وقال: إنه أحرى، فالإنسان له أحوال تكون الإجابة أقرب، كذلك الأزمان في أزمان تكون الإجابة فيها أقرب، كثلث الليل الآخر، وبين الأذان والإقامة وما أشبه ذلك.
كذلك الأمكنة يكون بعض الأمكنة أقرب إلى إجابة الدعاء كالكعبة المشرفة وما أشبه ذلك، طيب المضطر يجاب من أين الأنواع ؟
الطالب : الأحوال.
الشيخ : الأحوال نعم من الأحوال.
إذا قال قائل: أليس قد ثبت في الصحيحين وغيرهما : ( أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما أنزلت سورة النصر (( إذا جاء نصر الله والفتح )) إلى آخره كان يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ) ؟
فالجواب: بلى، لكن هذا لا ينافي قوله : ( عظموا فيه الرب ) لأنك إذا قلت هذا مرة في الركوع وأكثر الأذكار تعظيم الرب لم يخرج عن الحديث ، وعليه فيكون قول الإنسان : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي في الركوع لا يتعارض مع هذا الحديث ، نعم يا سليم ؟
الطالب : بالنسبة لشرف السجود للمؤمن يا شيخ.
الشيخ : نعم.
الطالب : أكبر ...
الشيخ : صحيح .
الطالب : لأنه لا يوجد فرق بين المؤمن والكافر مثل السجود يا شيخ.
الشيخ : صحيح.
الطالب : لأن السجود ما يتنازل له الكافر والمؤمن ...
الشيخ : نعم صحيح صدقت، ولهذا أبى إبليس أن يسجد لآدم.
الواجب من التسبيح في الركوع والسجود هل هو بهذه الصيغة ( سبحان ربي العظيم ) و( سبحان ربي العظيم ) ؟
السائل : يا شيخ الواجب من التسبيح في الركوع والسجود هل يكون بغير هذه الصيغة: سبحان ربي الأعلى سبحان ربي العظيم ؟
الشيخ : أما عند فقهائنا رحمهم الله فلابد أن يكون بهذه الصيغة : سبحان ربي العظيم سبحان ربي الأعلى ، حتى رب اغفر لي بين السجدتين قالوا لابد أن تقول: رب اغفر لي، ولو قلت: اللهم اغفر لي لم يصح والذي يظهر أن المحافظة على ما جاء به النص لا شك أنها أولى، أولى بلا شك، لكن لو أن عظّم الإنسان بغير الوارد ولا ينقص عن المعنى الذي ورد فلا بأس.
4 - الواجب من التسبيح في الركوع والسجود هل هو بهذه الصيغة ( سبحان ربي العظيم ) و( سبحان ربي العظيم ) ؟ أستمع حفظ
الجنب إذا أراد أن ينام هل هل أن يقرأ آيات التعوذ ؟
السائل : شيخ أحسن الله إليك الجنب إذا أراد أن ينام هل له أن يقرأ آيات التعوذ ؟
الشيخ : لا، الجنب بارك الله فيك لا يقرأ القرآن.
السائل : حتى في التعوذ؟
الشيخ : ماهي مشكلة يروح للحمام ويتروش.
السائل : من نهى عن شيء يأتي بالبديل، طيب شخص أخذ صلاة الفاتح من المبتدعين .
الشيخ : إيش؟
السائل : يعني إنسان داعي .
الشيخ : نعم .
السائل : فأخذ من الصوفية صلاة الفاتح من التيجانيين، وأعطاهم بديل لكن يرفض ما يأخذه من العقيدة ؟
الشيخ : (( إنك لا تهدي ))؟
السائل : من أحببت.
الشيخ : (( من أحببت )) .
السائل : طيب نعطيهم عبادات يا شيخ غير العقيدة؟
الشيخ : كل بدعة ضلالة سواء بدعة قولية أو فعلية أو قلبية كل بدعة ضلالة.
بعض الناس يعلمون العبادات ويتركون العقيدة وما يقبلونها ؟
الشيخ : تكلمنا على هذا وقلنا: إن الداعي في بلد أكثر أهله مبتدعة لا يبدأ بالإنكار عليهم، يبدأ بالشيء المتفق عليه الذي لا يعارض فيه، حتى يألفوه وحتى يعرفوا أنه رجل علم، وبعدين يتكلم، لأنك لو تجيء للمبتلي بصلاة الفاتح تقول هذه الصلاة بدعة لا فتح الله عليكم ولا فتح على من ابتدعه يرمونك بالحجارة هذا معروف .
قلنا بجواز الدعاء أمر الدنيا المجرد لكن ورد أن أم حبيبة قالت بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم اللهم أمتعني بزوجي رسول الله وبأبي أبي سفيان فلم يقرها النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ؟
الشيخ : نعم.
السائل : المجرد.
الشيخ : نعم.
السائل : فماذا عن حديث أم حبيبة لما قالت : ( اللهم أمتعني بزوجي رسول الله وبأبي أبي سفيان )
الشيخ : نعم .
السائل : ( وبأخي معاوية ) ثم عارض النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا لا ينبغي ؟
الشيخ : لكن هل هذا في الصلاة ؟
السائل : لا خارج الصلاة .
الشيخ : خارج الصلاة ، وهذه قضية عين ربما إن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه لاحظ شيئًا آخر ما نعرفه ، وكلامنا نحن على الدعاء في الصلاة .
7 - قلنا بجواز الدعاء أمر الدنيا المجرد لكن ورد أن أم حبيبة قالت بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم اللهم أمتعني بزوجي رسول الله وبأبي أبي سفيان فلم يقرها النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ؟ أستمع حفظ
هل الأفضل الاقتصار على نفس التسبيح وقول سبحان ربي الأعلى أم يدعو معه ؟
السائل : أحسن الله إليك، يا شيخ هل الأفضل الاقتصار على نفس التسبيح سبحان ربي العظيم سبحان ربي الأعلى أم بالإتيان بالدعاء معها؟
الشيخ : لا، الأفضل أن تأتي بكل ما ورد، ثم بعد ذلك تأتي بما تريد.
هل يؤخذ من هذا الحديث أن الإنسان لا ينبغي له قراءة القرآن وهو نائم لأن فيه إهانة ؟
السائل : شيخ حفظك الله هل يؤخذ من هذا الحديث أن نهي الإنسان عن قراءة القرآن وهو نائم أن فيه إهانة؟
الشيخ : وهو نائم؟
السائل : نعم.
الشيخ : يعني نائم ولا مضطجع؟
السائل : مضطجع أو نائم.
الشيخ : لا وهو نائم ما يمكن يقرأ .
السائل : مضطجع نعم مضطجع.
الشيخ : مضطجع، ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن وهو متكئ في حجر عائشة ) ، متكئ والاتكاء لو قلنا بالإهانة أعظم من كونه مضطجع ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا أُلفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري فيقول لا ندري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه ) ، لأن هذا الاتكاء يعني يدل على شيء من العلو والاستكبار ، المهم أنا ما رأينا أن أحدا يقول إنه يكره أن يقرأ الإنسان وهو مضطجع ما رأينا أحدا.
هل إذا ذكرنا النبي صلى الله عليه وسلم نصلي عليه ؟
السائل : أحسن الله إليك يا شيخ إذا ذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة.
الشيخ : وشلون؟
السائل : إذا ذكر يعني اسم النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة.
الشيخ : اسم النبي صلى الله عليه وسلم .
السائل : إيه.
الشيخ : سسلم؟!؟!
السائل : صلى الله عليه وسلم ذكر في الصلاة هل يصلى عليه في الصلاة ؟
الشيخ : نعم لا بأس، لكن عوّد لسانك : صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى تسلم من هذا الإدغام المخل ، نعم ، كنا مثلك نقولها صلى الله عليه وسلم لكن الحمدلله انتبهنا أو نُبّهنا إلى أن نقول: صلى الله عليه وعلى آله لأن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( قولوا اللهم صل على محمد وعلى آله محمد ) ، واخترنا أن نعيد حرف الجر: وعلى آله حتى نخرج من مشابهة الرافضة، الرافضة يقولون : صلى الله عليه وآله وحتى يكون هو الأصل مطابقا للفظ النبوي: اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد، انتهى .
مناقشة ما سبق .
الطالب : فيه قولان .
الشيخ : هاه؟
الطالب : القول الأول: أنها تبطل لأن النهي بخصوص الصلاة . والقول الثاني: أنها لا تبطل لأن النهي لا عن القرآن ذاته.
الشيخ : إيه نعم صحيح، وعلى كل حال لو دعا برواية القرآن فما الحكم ؟
الطالب : جائز .
الشيخ : هذا جائز، ولهذا قال العلماء: يحرم على الجنب أن يقرأ آية من القرآن، فلو قرأها دعاء لا تلاوة فلا بأس، وهذا واضح، ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) نأخذ درس جديد.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده : ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفرلي ) . متفق عليه .
( كان يقول في ركوعه وسجوده ) : أي إذا ركع وإذا سجد ، بالإضافة إلى التسبيح الأصل وهو سبحان ربي العظيم في الركوع وسبحان ربي الأعلى في السجود .
( يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ) : سبحانك أي تنزيها لك عن كل ما لا يليق بعظمته وسلطانه جل وعلا ، فينزه عن كل نقص القدرة لله عز وجل بلا عجز ، والقوة بلا ضعف ، والسمع بلا صمم ، والبصر بلا عمى وهكذا .
فالتسبيح يعني التنزيه عن كل ما لا يليق بالله عز وجل ، قالوا إنه مأخوذ من قولهم : سبح الرجل في الماء إذا نزل فيه وأبعد .
وقوله: ( اللهم ) يعني يا الله هذا أصلها، حذفت الياء تبركا بالبداءة باسم الله عز وجل، وعوّض عنها الميم حتى لا تنقص الجملة، وصارت الميم في الآخر لأنها تدل على الضم والجمع، فكأن القائل: اللهم كأنه يقول: إنه جمع قلبه ولسانه على دعاء الله عز وجل.
( وبحمدك ) الواو حرف عطف، والباء للمصاحبة ، يعني وذلك التسبيح مقرون بالحمد ، والحمد يكون على كمال الصفات ، فإذا جمعنا بين التنزيه وكمال الصفات كمل الموصوف ، لأنه لا يكمل الشيء إلا بانتفاء وإثبات ، انتفاء العيوب وإثبات الكمالات ، فلهذا إذا جمع بين التسبيح والحمد فقد جمع بين نفي كل ما لا يليق بالله عن الله ، وبين إثبات صفات الكمال لله عز وجل.
( اللهم اغفر لي ) أي: يا الله اغفر لي.
والمغفرة هي: ستر الذنب والتجاوز عنه، لأنها مأخوذة من المغفر وهو ما يوضع على الرأس مما يسمى بالبيضة والخوذة، ليتقى به سهام العدو.
فهو جامع بين الستر والوقاية ، ولهذا لا تتم المغفرة إلا بذلك ، فلو أن الإنسان فضح بذنبه في الدنيا ولم يعاقب عليه في الآخرة فإنه لا يقال: غفر له، لأنه عوقب، وإذا ستر عليه في الدنيا ولكن عوقب عليه في الآخرة فإنه لا يقال: إنه غفر له لأنه عوقب عليه، فالمغفرة تتضمن هذين الشيئين:
هما قولوا الستر والوقاية.
هذا الحديث له سبب وهو أن الله أنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم : (( إذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا * فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا )) قالت عائشة : ( لم يكن يدع الدعاء بهذا حين أنزلت عليه هذه السورة ) .
وهي أعني السورة إيذان بقرب أجل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما فهم ذلك عبدالله بن عباس رضي الله عنهما ووافقه على هذا عمر.
12 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده : ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفرلي ) . متفق عليه . أستمع حفظ
فوائد حديث : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده ... ) .
منها استحباب هذا الدعاء في الركوع والسجود.
فإن قال قائل: أما السجود فواضح لأن السجود محل دعاء، لكن الركوع أليس النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( الركوع عظموا فيه الرب والسجود أكثروا فيه من الدعاء ) ؟
فالجواب: بلى ولكن دعاء الله لا ينافي تعظيمه، ويكون هذا الذكر أو هذا الدعاء مستثنى، فيقال: ادعوا بهذا في الركوع كما فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويكون هذا مستثنى من قوله : ( عظّموا فيه الرب والسجود ادعوا فيه ) .
ومن فوائد هذا الحديث: كمال الله عز وجل في صفاته لكونه تنزّه عن كل نقص، واتصف بكل كمال، فمن أين يؤخذ هذان من قوله : ( سبحانك اللهم )، هذا التنزه عن كل نقص.
والثاني ثبوت صفات الكمال من قوله: ( وبحمدك ) .
ومن فوائد هذا الحديث: طلب النبي صلى الله عليه وسلم من ربه أن يغفر له كما أمره الله (( واستغفره )) .
وفي هذا إشكال وهو: أن الله تبارك وتعالى أنزل على نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (( إنا فتحنا لك فتحا مبينا * ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك )) :
والفتح قد حصل، فيكون المعلول حاصلا وهو المغفرة ، فكيف يدعو بالمغفرة ؟
فالجواب: أن هذا من باب كمال التذلل من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لله عز وجل، وأن هذا من باب التأكيد لما ثبت، والتوكيد لما ثبت أمر معلوم في اللغة العربية .
فإن قال قائل: لعل هذا من باب تعليم الأمة وليس مقصودا لذاته فالجواب هذا جواب سخيف إذ كيف يشرع النبي صلى الله عليه وسلم شيئا في صلاته من أجل التعليم مع أنه يمكن أن يعلم الناس بالقول، ويقول: استغفروا الله كما أمرهم بهذا صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهذا الجواب أعني: أن المقصود بذلك التعليم دون التعبد به جواب كما قلت لكم سخيف، وقد أجاب به من قال: إن الإنسان بعد الصلاة لا يجهر بالذكر، وقال: إن جهر النبي صلى الله عليه وسلم بالذكر بعد الصلاة من أجل تعليم الناس، هذا خطأ، ومغالطة، إذ أن النبي صلى الله عليه وعلى آله سلم يمكنه أن يعلم الناس بالقول دون أن يشرع شيئا في العبادة .
من فوائد هذا الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قد يقع منه ما يحتاج إلى المغفرة، لقوله: ( اللهم غفر لي ).
فهل يعني ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم تجوز عليه الذنوب ؟
الطالب : نعم.
الشيخ : الجواب : نعم لكن هناك ذنوبا لا يمكن أن تقع من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، هو كل ما ينافي كمال المروءة أو كمال الرسالة ، هذا ممنوع مطلقاً ، فالرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام يُمنعون مما يخل بالمروءة والآداب مثل الزنا اللواط السرقة وما أشبه هذا ، هذا هم معصومون منه ، معصومون أيضا مما يخل بالرسالة كالكذب والخيانة ، الكذب ينافي الرسالة لأن الكاذب ليس أهلا للصدق .
الخيانة أيضا تنافي الرسالة إذ أن الخائن لا يمكن أن يوثق بقوله ، أما الذنوب الأخرى التي تقع عن اجتهاد فهذه تقع ، وقد قال الله لنبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (( عفا الله عنك لما أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين )) .
فقال: (( عفا الله عنك )) قدم العفو قبل ذكر الذنب.
وقال الله عز وجل: (( يا أيها النبي لما تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم )) فبين الله أن هذا ذنب لكنه غفر، بقوله: (( والله غفور رحيم )).
ومن ذلك أن الله تعالى قال: (( استغفر لذنبك وللؤمنين والمؤمنات )) فصرّح أن له ذنبا وكذلك للمؤمنين والمؤمنات.
وأما قول من يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: ( اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله علانيته وسره ) فالمراد ذنب أمته ، فنقول: هذا من باب تحريف الكلم عن مواضعه، ونقول: أأنتم أعلم برسول الله من رسول الله ؟
سيقولون: لا، لسنا أعلم، إذن كيف ينسب إلى نفسه ذنبا وهو لا يفعل الذنب ؟!
وهذا لا شك أنه لو كان لكان جناية على نفسه عليه الصلاة والسلام، إذ ينسب هذا الذنب وهي لم تذنب.
فإذا تقرر هذا فاعلم أن الرسل معصومون من الاستمرار في الذنب بمعنى أنه لابد أن يتوبوا إلى الله إما بانتباه من أنفسهم وإما بتنبيه من الله وبهذا يحصل الفرق بينهم وبين سائر المؤمنين ، فالمؤمن غير معصوم من الاستمرار في المعصية ، لكن الرسل معصومون ، وبهذا يحصل الفرق بين الذنوب التي تقع من المؤمنين ومن النبيين.
ثم اعلم أيضًا أن الإنسان قد يكون الذنب له بمنزلة صقل الثوب وغسله حيث يخشى من الله عز وجل ويرى الذنب أمام عينه ويجد نفسه مستحيياً من الله تبارك وتعالى فينيب إليه ويزداد رغبة في الوصول إلى مرضاته بخلاف الإنسان الذي لم يشعر بالتقصير يمشي على ماهو عليه، ولهذا لما أكل آدم عليه السلام من الشجرة وأخرجه الله من الجنة قال الله تعالى فيه: (( وعصى آدم ربه )) إيش؟
(( فغوى * ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى )) فكان الاجتباء بعد المغفرة، جرّب هذا تجد إذا أذنبت ذنبا وجدت نفسك منكسرة منهزمة أمام الله عز وجل، فتكثر من العمل الصالح وتزداد رغبة فيما عند الله، فيكون هذا الذنب سببا لصقل القلب وتطهيره، ويكون الإنسان بعد التوبة خيرًا منه قبل التوبة.
هل من شرط التوبة عدم الرجوع للذنب ؟
الطالب : يجد في نفسه انكسار وذل بعد فعل المعصية.
الشيخ : نعم ؟
السائل : ولكن بعد فترة ويتوب ويندم عليها وبعد فترة تراوده نفسه على فعل هذه المعصية.
الشيخ : نعم.
السائل : فهل هذا تكون توبته صحيحة ؟
الشيخ : صحيحة، لأن التوبة شرطها أن يعزم على ألا يعود، وليس شرطها ألا يعود، الإنسان بشر، وقصة الرجل الذي حدث عنه النبي عليه الصلاة والسلام أنه فعل ذنبا فاستغفر إلى الله وتاب، ثم عاد إلى الذنب ثانية وثالثة فقال الله عز وجل: ( علم عبدي أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي فليعمل ما شاء ) وهذا ليس لكل أحد ولكن الإنسان يرجوه، نعم؟
السائل : شيخ بارك الله فيكم لم يتبين لي حتى الآن معنى كون الحمدلله يعني وصف المحمود بالكمال، ما لها نظير يا شيخ في اللغة ؟
الشيخ : كيف في القرآن الكريم: ( (( الحمدلله رب العالمين )) قال الله حمدني عبدي فإذا قال (( الرحمن الرحيم )) قال أثنى عليّ عبدي ).
السائل : لكن قال: حمدني كيف يكون معناها وصف المحمود بالكمال؟
الشيخ : إيه نعم نعم حمدني يعني أنه وصفني بالكمال، فحمدني عليه، فهمت يتضمن هذا، هي ليس كما لو قلت: فلان رجل عالم جواد شجاع ليست كهذه بالمعنى، لكنها تتضمن هذا، وإذا قلت فلان محمود السيرة فهذا لا شك أنه وصف كمال، بالكمال لو ما ذكرت كمال .
السائل : شواهد من اللغة العربية؟
الشيخ : هي شاهدة لنفسها مثل المحبة ما لها معنى غير المحبة والكراهة ما لها معنى غير الكراهة .
ما حكم قول " إن الله وبخ نبيه على كذا " ؟
السائل : ما رأيك يا شيخ في تعبير أن الله تعالى وبّخ نبيه بكذا مثلا؟
الشيخ : لا هذا سوء أدب، الذي يقول: إن الله وبخ نبيه على كذا، هذا سوء أدب لا شك.
لكن لك أن تقول: إن الله عاتبه لا بأس، عاتبه على كذا وكذا أما وبّخ كلمة قاسية ما تليق في هذا الموضع .
في الركوع ذكر " سبحانك الله وبحمدك اللهم اغفرلي " فهل يفهم منه جواز الدعاء في الركوع ؟
الشيخ : هاه ؟
السائل : في الركوع سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي هذا الدعاء قلنا مستثنى .
الشيخ : نعم.
السائل : هل يعني يستدل بمثل هذا الحديث يا شيخ أنه يجوز الدعاء بالركوع تبعا؟
الشيخ : لا شك أن ما أرشد إليه الرسول صلى الله عليه وسلم هو خير، أكثر من تعظيم الله في الركوع، وأكثر من الدعاء في السجود.
16 - في الركوع ذكر " سبحانك الله وبحمدك اللهم اغفرلي " فهل يفهم منه جواز الدعاء في الركوع ؟ أستمع حفظ
نسمع بعضهم يدعو في السجود " بسبحان ربي الأعلى وبحمده " ؟
الشيخ : الأفضل الاقتصار على ما ورد ، فإن ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال هذا فهو مشروع لا شك.
مناقشة يسيرة .
حديث عائشة الذي مر علينا هل يعارض قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أما الركوع فعظموا فيه الرب ) ؟
الطالب : لا .
الشيخ : لا يعارضه يعني هذا ؟
الطالب : مستثنى لأن الدعاء قليل.
الشيخ : نعم .
الطالب : ولأنه أي الدعاء تعظيم لله عز وجل.
الشيخ : أحسنت ، هذا يقول: مستثنى لأن الدعاء قليل ولأنه أي الدعاء تعظيم لله عز وجل بلا شك.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم ، ثم يكبر حين يركع ثم يقول : ( سمع الله لمن حمده ) حين يرفع صلبه من الركوع ، ثم يقول وهو قائم : ( ربنا ولك الحمد ) ، ثم يكبر حين يهوي ساجدا ، ثم يكبر حين يرفع رأسه ، ثم يكبر حين يسجد ، ثم يكبر حين يرفع ، ثم يفعل ذلك في الصلاة كلها ، ويكبر حين يقوم من اثنتين بعد الجلوس . متفق عليه .
هذا الحديث في بيان التكبيرات، تكبيرات الانتقال، وكذلك تكبيرة الإحرام، يقول أبو هريرة رضي الله عنه: ( كان النبي صلى الله عليه سلم إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم ) : وهذه تكبيرة الإحرام ، وسبق أن لها شروطا منها: أن تقع بهذا اللفظ فلو قال الله أعظم أو أجل أو أعز أو أكرم لم يصح، لم تنعقد الصلاة، فيقول الله أكبر.
قال: ( ثم يكبر حين يركع ) : قوله: حين يركع يعني إذا أهوى إلى الركوع، يعني هذا التكبير تكبير انتقال، فيكون حالة الانتقال ثم يكبر حين يركع.
ثم يقول: ( سمع الله لمن حمده ) حين يرفع صلبه من الركوع يقول إذا رفع في حال النهوض: سمع الله لمن حمده.
ومعنى سمع الله لمن حمده أي: استجاب لمن حمده واستجابة الحمد هي الإثابة عليه، لأنه ليس دعاء ولكن متضمن للدعاء لأن كل من أثنى على الله عز وجل ماذا يريد من الله ؟
يريد الثواب والأجر، فالثناء على الله متضمن للدعاء.
يقول: ( ثم يقول وهو قائم: ربنا لك الحمد ) أو ( ولك الحمد ) ؟
الطالب : ولك الحمد.
الشيخ : بالواو يقول: وهو قائم يعني بعد أن يستتم قائما يقول: ربنا ولك الحمد .
وربنا منادى منصوب بياء النداء لأنه مضاف والتقدير يا ربنا .
وقوله ( ولك الحمد ) معطوف على جملة محذوفة بعد النداء ، يعني يا ربنا أثبنا ولك الحمد ، أو يا ربنا اسمع لنا ولك الحمد ، فالواو حينئذ معطوفة على جملة محذوفة .
وسبق معنى الحمد .
( ثم يكبر حين يُهوي ساجدًا ) ويجوز يَهوي ساجدا من أهوى أو من هوى وهذا أيضًا تكبيرة انتقال ما بين القيام والسجود .
وقوله: ساجداً : حال من فاعل يهوي.
( ثم يكبر حين يرفع رأسه ) من أين؟
من السجود .
( ثم يكبر حين يسجد ثم يكبر حين يرفع ثم يفعل ذلك في الصلاة كلها، ويكبر حين يقوم من الثنتين بعد الجلوس ) : نعد التكبيرات إن شاء الله بعد ،هذه التكبيرات كما تعلمون متفق على أن تكبيرة الإحرام ركن لابد منها، ولكن هل يشترط أن تكون بلفظ التكبير أو تكون بلفظ التكبير وما كان في معناه؟
على خلاف والقول الراجح أنه لابد أن تكون بلفظ التكبير الله أكبر.
لو مد الهمزة في الله لم تصح، لأنها تقلب الجملة الخبرية جملة إنشائية.
ولو مدّ الباء في قوله: أكبر لم تصح التكبيرة، لأنها تنقل المعنى إلى معنى آخر، فأكبار عندهم في اللغة: جمع كَبَر كأسباب جمع سبب، والكَبر يا عبدالرحمن بن جمعة ماهو؟
ما تدري؟ّ ذكرناه، الكبر هو الطبل أتعرف الطبل؟
طيب فالمعنى يفسد بهذا بلا شك .
هل يشترط أن تكون بالهمزة أو يجوز أن تكون بالواو؟
اللغة العربية تجيز أن تكون الهمزة واوا إذا ضُم ما قبلها وعليه كثير من المؤذنين تجده إذا كبّر يقول: الله وكبر والحمدلله أن فيه لغة.
كما أننا نحمد الله أن في إنّ وأخواتها لغة بنصب الجزئين، وعليه يتخرج صحة قول بعض المؤذنين أشهد أن محمدا رسولَ الله، لو سألت المؤذن ماذا تريد بهذه الجملة ؟
قال: أنا أريد أنّ محمدا رسولَ الله، فهو قد اعترف الآن بأن الرسول خبر لكنه نصبها وهي لغة والحمدلله، وعليها قول الشاعر : " إن حراسنا أُسدًا " بالنصب .
أما على اللغة المشهورة فإنه إذا قال أشهد أن محمدا رسول الله فالجملة لم تتم لأن رسول تكون صفة تحتاج إلى خبر.
وبقية التكبيرات غير تكبيرة الإحرام اختلف فيها العلماء رحمهم الله :
منهم من قال: إنها سنة تصح الصلاة بدونها ولو تركها عمدًا.
ومنهم من قال: إنها واجبة ولكنهم اتفقوا على أنها ليست من الأركان، من قال إنها واجبة يعني أنه لو تعمد تركها بطلت الصلاة وإن تركها سهوا جبرت بسجود السهو، هذا القول هو الراجح، أنها واجبة.
دليل الوجوب أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يواظب عليها، لم يتركها قط، وقد قال: ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) .
والشيء الذي واظب عليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال: ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) لا يمكن أن نقول إنه سنة وأن الإنسان مخير بين فعله وتركه هذا من جهة الأثر.
من جهة النظر أن هذه الانتقالات لابد لها من فاصل يميّز بعضها عن بعض وذلك لإيش يا آدم ؟
طيب من جهة النظر لابد أن تتمايز هذه الأركان بعضها عن بعض وذلك بالتكبير.
19 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم ، ثم يكبر حين يركع ثم يقول : ( سمع الله لمن حمده ) حين يرفع صلبه من الركوع ، ثم يقول وهو قائم : ( ربنا ولك الحمد ) ، ثم يكبر حين يهوي ساجدا ، ثم يكبر حين يرفع رأسه ، ثم يكبر حين يسجد ، ثم يكبر حين يرفع ، ثم يفعل ذلك في الصلاة كلها ، ويكبر حين يقوم من اثنتين بعد الجلوس . متفق عليه . أستمع حفظ
فوائد حديث : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم ... ) .
ولكن نعلم أن هذا أمر لو أخذنا به لشققنا على كثير من الأئمة فضلا عن المأمومين، ولهذا كان القول الراجح في هذه المسألة أنه لو شرع فيه قبل أن يتحرك إلى الركن الثاني ولكنه أكمله في حال الهوي فلا بأس، وكذلك لو أكمله بعد أن وصل إلى الركن الثاني فلا بأس، طيب لو كبر التكبير كله قبل أن يهوي فهنا نقول: لا يجزئ، لأنه أتى بذكر مشروع في غير محله، وترك ذكرا واجبا في محله .
كذلك أيضا لو لم يكبر إلا إذا وصل إلى الركن الثاني، فإن ذلك لا يجزئ لماذا؟ لأنه ترك ذكرا واجبا في محله، وأتى بذكر في غير محله، والعجب أن بعض المجتهدين من الأئمة عن غير علم في حال السجود يقول: لا أكبر حتى أصل إلى الأرض، لماذا يا شاطر؟
قال: لئلا يسبقني الناس في السجود، لو كبرت من حين أهوي لوصل الناس إلى السجود قبلي، وهذا لا يجوز، لأن الواجب أن يقوم الإنسان بما عليه ومن خالف فعلى نفسه، أما أن أغيّر الشريعة أو أغيّر ما شرع من أجل ألا يغير ما شرع هذا المأموم فهذا لا يجوز، واضح يا جماعة؟
الطالب : واضح.
الشيخ : طيب إذن القول الراجح أن تكبيرات الانتقال واجبة وأنه لا حرج أن يبدأ بها قبل أن يتحرك أو ينهيها بعد أن يصل إلى الركن الثاني.
من فوائد هذا الحديث: أن ظاهره أن التكبيرات سواء، يعني تكبيرة الهوي إلى السجود كتكبيرة القيام للجلوس ولا فرق، لأن أبا هريرة لم يقل: وكان يطيل التكبيرة في المكان الفلاني أو يقصرها في المكان الفلاني انتبه لهذا، وهذا هو الأصل لأنه لو كان هنا تغيير لنقل وذكر ، فلما لم ينقل ويذكر علم أنه لا تغيير ، وأن التكبيرات على حد سواء ، وهذا هو الراجح وهو الذي أظنه سنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
وكنا قبل حسب ما يعمله مشائخنا -رحمهم الله- نفرّق بين التكبيرات تكبيرة الجلوس بين السجدتين وتكبيرة الجلوس للتشهد الأول وللتشهد الأخير، حتى صلى معنا بعض طلبة الحديث وقال لي: ما دليلك على هذا التفريق؟
قلت: ما عندي إلا عمل المشائخ، قال: عمل المشائخ ماهو حجة، عمل المشائخ يحتج له ولا يحتج به، وظاهر السنة أولى بالاتباع، فقلت: جزاك الله خيرا هذا إن شاء الله هو الحق، وبدأنا والحمدلله على هذا، أول ما بدأت يعني على هذا التكبير الذي لا يتميز بعضه عن بعض بدأ الناس سبحان الله سبحان الله ليش؟
لأننا عودناهم على التفريق، لكن في النهاية حصل الخير، وعرفوا، وفيه من الفوائد مع موافقة ظاهر السنة فيه من الفوائد: أن المأمومين كل واحد منهم يشد حيله وينتبه لئلا يقوم في محل جلوس أو يجلس في محل قيام، لأنه يضبط نفسه، أما لو كان على حسب التعيين لكان آلة ميكانيكية، نعم إذا جاء التكبير الذي يمد قام، وإذا جاء الذي يخفض جلس ، فكان في هذا فائدة للمأمومين ، ثم فيه فائدة ثالثة : أنه إذا كان بعض المأمومين ليس يشاهد في مكان آخر ، مثلا: هنا في محل النساء وكان الإمام يميز بين التكبيرات ثم قال: الله أكبر وجلس في الثالثة وسبّحوا به سيقوم بلا تكبير أليس كذلك؟
الطالب : بلى.
الشيخ : يقوم بلا تكبير، الذين في المكان الثاني سوف يبقون جالسين، لأن هذا تكبير جلوس، ولا يعلمون أنه تغيرت الحال فيبقون جالسين، أما إذا كان التكبير لا تمييز فيه فإنه لا تمييز بين التكبير للجلوس والقيام، فإذا نبهه الذين في مكانهم وقام فإذا الذين لا يشاهدونه قد قاموا بناء على أن هذه الركعة الثالثة مثلا، فما أبرك اتباع السنة، يحصل فيه فوائد كثيرة .
بعض الأئمة يفرّق جدًّا جدًّا في هذا التمييز ، حتى رأيت من يفرّق بين الجلوس للتشهد الأول والجلوس للتشهد الثاني ، وصليت وراء الإمام : الجلوس للتشهد الأول يمده الله أكبر مد عادي مثل بقية الأئمة ، التشهد الأخير يقول: الله أكبر ، نعم يعني أن هذا قطع هذا التشهد الأخير، فتعجبنا.
الآن في أئمة جهال يصلي في الطرقات يقول: الله أك ثم يخفي آخر التكبير إخفاء عظيما ، هم يغلب على ظني أنه ليس عندهم مستوى من الشرع وهو كذلك، لكن مستندهم أنهم يسمعون أئمة الحرم إذا كبروا صار آخر التكبير خفيا لأنهم يبعدون عن اللاقطة، فظن بعض هؤلاء أن هذا هو السنة، ولذلك يجب على الإمام أن يتعلم.
قال بعض الناس: إن هذا التكبير مده أو خفضه يعني شيء طبيعي حسب الطبيعة ، لكن هذا غير صحيح ، لأنه لو كان حسب الطبيعة لم يكن فرق بين الجلوس للتشهد والجلوس لما بين السجدتين لأنه كل رفع من سجود إلى قعود بل هو شيء متعمد ليس على حسب الطبيعة يتعمدون المد وغيره ، ولم أر في كتب الفقهاء السابقين التفريق أو التمييز بين التكبيرات إلا في التكبيرة من القيام إلى السجود أو من السجود إلى القيام وذلك لطول المسافة ، فيطيلون التكبير ، لكن السنة أحق أن تتبع ألا نفرّق بين هذا وهذا .
من فوائد هذا الحديث: أن الإمام يقول: سمع الله لمن حمده وبعد أن يستتم قائما يقول: ربنا ولك الحمد، وهل المأموم مثله ؟ وهل المنفرد مثله؟
الجواب : أما المنفرد فنعم مثله، يقول: سمع الله لمن حمده حين الرفع، ويقول بعد تمام القيام: ربنا ولك الحمد.
المأموم قال بعض أهل العلم: إنه يقول: سمع الله لمن حمده ويقول: ربنا ولك الحمد كالإمام ، ولكن القول الراجح في هذه المسألة أن المأموم إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده، يقول: ربنا ولك الحمد، لأن هذا هو الصريح في الحديث حينما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إنما جعل الإمام ليؤتم به ) إلى أن قال: ( وإذا قال سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا ولك الحمد ) مع أنه قال: ( إذا كبر فكبروا ) ففرّق بين التكبير وبين التسميع، التكبير قال: ( إذا كبّر فكبروا ) التسميع ما قال: إذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا سمع الله لمن حمده، بل قال: ( إذا قال: سمع الله لمن حمد فقولوا: ربنا ولك الحمد )، وعلى هذا فالمأموم يقول ربنا ولك الحمد حين نهوضه من الركوع .
وفي قوله: ( ربنا ولك لحمد ) روايات، بل سنن، سنن متنوعة :
الأولى: ربنا ولك لحمد كما في هذا الحديث.
والثانية: ربنا لك الحمد بحذف الواو.
والثالثة: اللهم ربنا ولك الحمد بالجمع بين اللهم والواو .
والرابعة: اللهم ربنا لك الحمد، كل هذه ثابتة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فهل الأولى أن نحافظ على واحدة من هذه الصيغ والاستمرار فيه أو الأولى أن يقال هذا مرة وهذا مرة ؟
الطالب : الثاني.
الشيخ : اصبروا يا جماعة باقي، أو الأولى أن يؤخذ بالأكثر منها وهو اللهم ربنا ولك الحمد لأن فيه زيادة ؟
الطالب : الثاني.
الشيخ : الصواب الثاني دون الثالث ودون الأول، بمعنى أنك تأخذ بهذا تارة وبهذا تارة، هذا واضح فيما إذا كان الإنسان يصلي لنفسه، وفيما إذا كان مأموما أن ينوع، لكن إذا كان إماما فهل ينوع أو لا ينوع ؟
ننظر كما قلنا لكم سابقًا، المسألة تربية وتعظيم للدين: إذا كان الجماعة طلبة علم فالأولى أن الإمام أن ينوع، لأن الآن ليس مشكلا عليهم لكن إذا كانوا عواما؟ عواما ولا عوام ؟
الطالب : عوام.
الشيخ : لا بدون تنوين على وزن فواعل، طيب إذا كانوا عوام هل من المستحسن أن الإمام يقول: اللهم ربنا ولك الحمد اليوم، وربنا لك الحمد غدا؟ نعم هذا يشكل عليهم، على أنه سيخالف السنة من وجه آخر وهو أن يجهر بربنا ولك الحمد وهو غير محل جهر، الإمام لا يجهر بربنا ولك الحمد لأنه يسمع ويشهد بالتسميع ويكفي.
هذه مسائل يا أخوان يجب أن يراعى فيها أحوال الناس أحوال العوام.
القراءات الواردة في القرآن الكريم لا شك أنها سنة وأن الإنسان ينبغي أن يقرأ بهذا وبهذا حفاظا على ما ورد في القرآن ولأجل أن يعرف أن بعض القراءات تفسّر بعضا، لكن هل يقرأ بهذه القراءات المخالفة لما بين أيدي العوام عند العوام ؟
لا، لا يقرأ، لأن العوام كما قيل: هوام ما يفقهون الشيء، ثم في ظني أن القرآن سينقص قدره في نفوسهم إذا كان هذا يقرأ كذا وهذا يقرأ كذا ، حتى إني سمعت بعض العوام يسخر بقراءة الإمالة في (( طه )) ، (( والشمس وضحاها )) وما أشبه ذلك يسخر بها يقول: وش هذا ؟
تعرفون الإمالة ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : طيب هذا كيف أقرأ بالإمالة بين العوام الذين تؤدي القراءة بالإمالة إلى أن يستهجنوا القرآن ويسخروا به ؟! دع القرآن معظما في قلوب الناس لا تقرأ عليهم غير ما يفهمون ، ولهذا جاء في حديث علي: " حدثوا الناس بما يعرفون أتريدون أن يكذب الله ورسوله؟! " .
عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنكر على من قرأ آية من الفرقان على خلاف ما قرأها عمر أنكرها، يعني كذّب بها لكن قبل أن تثبت عنده عن النبي صلى الله عليه وسلم .
فالعامي إذا أتيت إليه بقراءة خارجة عما يعرف ثم ينكرها ويكذب بها، ويسخر بالذي قرأها أيضا لأنه لا يعرف، فلاحظوا هذه المسألة في توجيهاتكم للناس وفي معاملاتكم للناس ، لاحظوا هذه المسألة دعوا الدين محترمًا بين العوام حتى يبقى مؤثرًا في نفوسهم .
أنا أذكر التهجد في رمضان ثلاثة وعشرين ركعة، التراويح عند الناس معظمة عظيم جدا بدأ الناس يخاصمونه حتى أوصلوها إلى إحدى عشر أو ثلاثة عشر خفت عند الناس، لكن الحمدلله الآن لما كان أكثر الأئمة يقتصرون على إحدى عشر أو ثلاثة عشر يعني بقي التعظيم، فالأصل أن العوام يبقون على ما هم عليه ما دام لا يخالف الشرع.
طيب في هذا الحديث من الفوائد: التكبير إذا سجد وإذا رفع من السجود في جميع الركعات، التكبير في جميع الركعات، كم يكون فيه من تكبيرة إذا استثنينا تكبيرة الإحرام ؟
الطالب : من أي صلاة ؟
الشيخ : نأخذها من الرباعية كم من تكبيرة عشرين ؟
الركوع من سمع الله تسميع السجود الرفع منه السجود الثاني القيام هذه خمسة في الركعة الواحدة، ها؟ والثانية خمسة عشرين حسب الركعات .
الطالب : واحد وعشرين .
الشيخ : نعم والله إن كنا نبي نختلف في ركوع صلواتنا مشكلة.
هاه الركعة الأولى فيها: للركوع وللسجود وللرفع منه وللسجود الثاني وللقيام للثانية هذه خمسة ، الثانية: للركوع للسجود للرفع منه للسجود للرفع نعم للجلوس، التشهد الأول طيب، هذه خمسة، عند القيام ست وخمس وخمس إي واحد وعشرين .
الطالب : الإحرام.
الشيخ : لا دعوها هذيك ركن ولا إشكال فيها .
طيب يقول: ( ويكبّر حين يقوم من الثنتين بعد الجلوس ) حين يقوم: يعني إذا شرع في القيام الركعة الثالثة كبّر وهذه التكبيرة كغيرها أي: أنها من واجبات الصلاة، والواجبات عند أهل الفقه -رحمهم الله- يقولون: من تعمّد تركها بطلت صلاته، ومن سها فيها جبرت بسجود السهو قبل السلام أو بعده؟ قبل السلام لأنها عن نقص.
20 - فوائد حديث : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم ... ) . أستمع حفظ
بعض الجهال من المؤذنين يقول أشهد أنّ لا إله إلا الله وهذا يغير المعنى ؟
الشيخ : أنّ؟
السائل : نعم، هل هذا يغير المعنى يا شيخ ؟
الشيخ : هاه؟
السائل : يغير المعنى ؟
الشيخ : هو لو سألته لأجاب بالمعنى الصحيح، لكنه لغة ماهو صحيح، لأن أنّ لا يحذف اسمها ضمير شأن، الذي يحذف اسمها وتكون ضمير شأن هي المخففة، نعم ؟
إذا كان المؤذن يقول الله وأكبار فهل يجاب ؟
الشيخ : الباء؟
السائل : نعم؟
الشيخ : يمد الباء؟
السائل : إيه نعم.
الشيخ : إيه ما يصلح.
السائل : سؤالي بالنسبة لمن يجيب المؤذن فهل يجيب هذا المؤذن؟
الشيخ : سؤاله يقول: إذا كان المؤذن يقول: الله أكبار فهل يجاب، لأن أذانه تبين غير صحيح، هل يجاب أو لا يجاب؟ ماذا تقولون؟
السائل : لا يجاب.
الشيخ : لا يجاب لأنه غير صحيح، لكن يجب أن ينصح هذا المؤذن ويبين له ، نعم ؟
السائل : فهل له أن يبين مثلا ما خفي على العامة من السنن بالأدلة وبالأسلوب الطيب يعني بحيث ما ينفرون أو يستغربون ؟
الشيخ : إيه نعم.
السائل : وإلا نقول: إذا كان السالفة فيها! لأنه تعرف بعضهم يا شيخ يأتي مستنكرا ويعرض هذا الأمر على جماعته في البيت ثم يأتي مشوش، وهذا حصل معي .
الشيخ : كيف يعني؟
سؤال عن كيفية الدعوة إلى الله تعالى ؟
الشيخ : إيه أنت تلعب عليهم على حد قولهم لعبت دورا هاما في بيان السنة نعم على كل حال شف كل شيء يشوش اتركه ، ابدأ أول بالتعليم يعني مثلا لو أنك بدأت بالتعليم في الدرس أن السنة وردت بهذا وبهذا، وأن التنويع هذا فيه فوائد وتذكر الفائدة المعروفة، وبعدين تذكر، تسبحون على حسب ما علمتهم.
السائل : ... لابد الإنسان بالنتائج هذه ما يكترث بيها، يعني يأتي!
الشيخ : إذا كان إنك تخشى أن بعض العوام متعصب جدا خليه ما بلازم المسألة كلها سنة .
سؤال عن وقت تكبير الإمام في الصلاة في تكبيرات الانتقال ؟
الشيخ : لا حين يرفع رأسه من السجود.
السائل : سوف يشوش على العامة الذين خلفه ؟
الشيخ : على إيش؟
السائل : سوف يشوش على العامة الذين خلفه، يحسبونه سها لاسيما إذا كان المسجد يتجدد فيه الناس .
الشيخ : كيف سها وشلون يعني؟
السائل : يعني يحسبونه سها إذا جلس للاستراحة في وقت من صلاته يحسبونه جلس للثانية أو الرابعة؟
الشيخ : والله ظاهر السنة أن الرسول كان يكبر إذا نهض .
السائل : وهل له مندوحة في هذا ؟
الشيخ : لا ما في مانع يكبر إذا رفع من السجود والذين وراءه يشاهدونه يعرفون الأمر .
السائل : والذين يظنون به !
الشيخ : نعم؟
السائل : ما له مندوحة بأن يؤخر التكبير؟
الشيخ : إيش؟
السائل : أليس له مندوحة في أن يؤخر التكبير ؟
الشيخ : لا، السنة أولى .
المسبوق إذا دخل مع الإمام فهل يجب عليه أن يكبر تكبيرة الإحرام وهو قائم ؟
الشيخ : المسبوق؟
السائل : إيه .
الشيخ : هو لابد أن يكبر تكبيرة الإحرام قائما منتصبا .
السائل : منتصبا ولو شعرة ؟
الشيخ : إيوا لازم ولو شعرة، حتى لو قدر أنه أهوى حتى وصل إلى حد الركوع قبل إتمام التكبير ما انعقدت صلاته .
السائل : التكبير يصح أدنى قدر من التكبير يصح إذا كان إلى حالة الركوع أقرب منه إلى حال القيام فهل هذا بالضبط؟
الشيخ : لا، هذا في تكبيرة الإحرام لابد أن تكون قائما هذا هو الأصل.
السائل : يستوي تماما؟
الشيخ : متسوي تماما .
في قوله صلى الله عليه والسلام ( فإذا قال سمع الله لمن حمد فقولوا ربنا ولك الحمد ) بعضهم خرجه فقال إن الحديث لم يأت لبيان ما يقول الإمام والمؤتم وإنما جاء لبيان أن المؤتم يقول الذكر بعد ذكر الإمام ؟
الشيخ : نعم ؟
السائل : في قول النبي عليه الصلاة والسلام : ( فإذا قال سمع الله لمن حمده فقل وربنا ولك الحمد ) !
الشيخ : نعم .
السائل : بعضهم خرجه وقال: لم يأت الحديث في بيان ما يقول!
الشيخ : في بيان إيش ؟
السائل : لم يأت الحديث في بيان ما يقوله الإمام والمؤتم وإنما جاء في بيان ما يقول أن المؤتم يقول التحميد بعد سماعه.
الشيخ : ما فهمت.
السائل : يقولون بأنه لم يأت لبيان ما يقوله الإمام والمؤتم في هذا الوصف، وإنما جاء ليبين أن المأموم يقول التحميد بعد تسميع الإمام فقط.
الشيخ : إيه، هذا غلط، هذا لا يقوله إلا رجل متعصب لمذهبه، وهذا هو بلاء الناس أن الرجل إذا تمذهب بمذهب ذهب يتعسف في ليّ أعناق النصوص إلى ما يريد، هل النبي عليه الصلاة والسلام أعجمي؟
ليس بأعجمي، هل هو غاش؟
كلا والله: ( إذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد ) ، لم يقل قولوا مثله في الأذان: قال: ( قولوا مثل ما يقول المؤذن ) إلا في الدعوة إلى الصلاة والفلاح، هذا مثل تحريف المعطلة في أسماء الله وصفاته تحريف واضح .
هذا سليم قد رفع يده قبل أن ينتهي الوقت !
السائل : عفا الله عنك!
الشيخ : نمكنك يا سليم .
السائل : جزاك الله خير ...
الشيخ : طيب .
26 - في قوله صلى الله عليه والسلام ( فإذا قال سمع الله لمن حمد فقولوا ربنا ولك الحمد ) بعضهم خرجه فقال إن الحديث لم يأت لبيان ما يقول الإمام والمؤتم وإنما جاء لبيان أن المؤتم يقول الذكر بعد ذكر الإمام ؟ أستمع حفظ
سؤال عن ضابط وجوب سجود السهو على المأموم دون الإمام ؟
الشيخ : إي، السهو أن يكون على المأموم خاصة هو أن يسهو المأموم وحده ويكون مسبوقاً فيقال له: إذا قضيت ما عليك فاسجد، أما إذا لم يكن المأموم مسبوقاً فإن الإمام يتحمل عنه سجود السهو، يسقط عنه سجود السهو من أجل متابعة الإمام.
إذا سها المأموم مع الإمام فيما إذا كان قبل السلام ؟
الشيخ : إذا سجد المأموم مع الإمام فيما إذا كان قبل السلام يبي يسجد مع الإمام .
السائل : إيه نعم.
الشيخ : وهذا يكفي إذا لم يسه المأموم، فإن سها وكان مسبوقاً وجب عليه أن يسجد، وأما إذا سجد بعد السلام فقد سبق أن بينا لكم أنه لا يتابعه لتعذر المتابعة ويقوم، ثم إذا فرغ من صلاته فإن كان قد أدرك الإمام في سهوه سجد للسهو بعد السلام وإلا فلا سجود عليه .
السائل : انتهى الوقت.
الشيخ : نعم ؟
السائل : ...
الشيخ : إيش؟
السائل : أقول انتهى.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع قال : ( اللهم ربنا لك الحمد ، ملء السماوات والأرض ، وملء ما شئت من شيء بعد ، أهل الثناء والمجد ، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد ، اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد من الجد ) . رواه مسلم .
انتهينا من الكلام على حديث أبي هريرة شرحه وفوائده ، فنبدأ الآن بحديث: " أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: ( كان رسول صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع قال: اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات والأرض وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد ) " : يقول: ( كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا رفع رأسه من الركوع قال: اللهم ربنا لك الحمد )، وأما حين رفعه فيقول: سمع الله لمن حمده، ولم يشأ أبو سعيد رضي الله عنه أن يقول ذلك لأنه يريد أن يبين الذكر الذي يكون بعد القيام للركوع، وسبق الكلام على قوله : ( اللهم ربنا لك الحمد ) وبيّنا أن السنة وردت في هذا على كم؟
الطالب : أربعة مواضع.
الشيخ : أربعة أوجه .
قال: ( ملء السماوات الأرض وملء ما شئت من شيء بعد ) : ملء الشيء ما ملأه والسماوات كما نعلم سبعة واسعة عظيمة، كما قال عز وجل: (( والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون )) .
وملء الأرض : يعني الأراضين السبع كلها .
واختلف العلماء في معنى ملء :
فقيل المعنى: أنه لو كانت أجساما لملء السماوات والأرض، وهذا فيه نظر، لأنه إذا كان أجساما فسوف يحصل فرق عظيم في الكمية، أليس كذلك؟
لأن الأجسام الكبيرة يقل عددها إذا ملأت السماوات والأرض والصغيرة يكثر عددها، وهذا يختلف اختلافا كثيرا في الكمية، وإذا كنا نريد أن يكون كتلة واحدة ما احتاج أن يقول: لو كان أجساما لملء ذلك، فإذا كنا نقدر أن هذا الحمد أجسام متفرقة لزم من ذلك أن تختلف الكمية اختلافا كثيرا أرأيت حب البر تضعه في الفنجان يكون عدده كم ؟
الطالب : كثير.
الشيخ : قل خمسمئة حبة ، لكن حب الحمص يكون أقل من هذا بكثير ، وإن جعلتها كتلة واحدة لا تقل أجساما قل: كتلة كالهواء ملأت هذا.
وقيل: المعنى ملء السماوات والأرض، المعنى أن حمد الله عز وجل مالئ للسماوات والأرض لأن كل ما في السماوات والأرض فهو مخلوق لله عز وجل وقد حمد الله نفسه على خلق السماوات والأرض فقال: (( الحمدلله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور )) وعلى هذا فالمعنى ملء السماوات أن حمد الله عز وجل شامل لكل ما في السماوات والأرض، لأنه خلقه وهو سبحانه وتعالى محمود على خلقه، وهذا أقرب إلى المعنى: أنه لعظم هذا الحمد كان شاملا لكل ما في السماوات والأرض .
قال: ( وملء ما شئت من شيء بعد ) : هل الله شاء شيئا بعد هذا ؟
نعم شاء شيئا قبل السماوات والأرض ويشاء شيئا بعد السماوات والأرض، أما ما بعد السماوات والأرض فمعروف: الجنة والنار، وما قبل السماوات والأرض: نعرف بعضه ولا نعرف بعضه ، ولكن كلمة بعد ألا تعيّن أن يكون المراد ما بعد فناء السماوات والأرض؟
الجواب: البعدية تكون باعتبار الزمن، وعلى هذا تكون بعد أي: بعد فناء السماوات والأرض، وتكون بمعنى الحال، البعدية تكون بمعنى الحال أو بمعنى وراء أو بمعنى سوى فيكون: ( ما شئت من شيء بعد ) أي: بعد السماوات والأرض السابق واللاحق وهذا هو الأصح لأن هذا أعم .
( أهلَ الثناء والمجد ) بفتح اللام أو بضم اللام ؟
الطالب : بالفتح.
الشيخ : هي الآن مكتوبة عندنا بالفتح على أنه منادى والأصل: يا أهل الثناء والمجد، ويجوز الرفع من حيث الإعراب والمعنى أيضا ويكون المعنى: أنت أهل الثناء والمجد.
لكن الأول أبلغ، مناداة الله عز وجل ووصفه بهذا أبلغ، لأن النداء به يتضمن الإقرار به والنداء به والخبر فقط يتضمن إيش؟
الإقرار فقط، أهل الثناء يعني: أنك يا ربنا أهل للثناء.
29 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع قال : ( اللهم ربنا لك الحمد ، ملء السماوات والأرض ، وملء ما شئت من شيء بعد ، أهل الثناء والمجد ، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد ، اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد من الجد ) . رواه مسلم . أستمع حفظ