يقول السائل : إن عند والده بعض الأغنام وقد كانت وقف وماتت الأغنام ويوجد عنده قطعة أرض وقف وقد مات والدي وأنا صاحب وظيفة وقد قسمت هذه الأرض وقامت فيها الأشجار ولم أجد أحداً يحي هذه الأرض لكي تستثمر ثمرتها هذا أرجو إفادتي ماذا أفعل علماً أنني قد وضعت فلوس لمن يحرثها ولكن للأسف لم أجد أحداً يقوم بزراعتها نرجوا التفصيل في ذلك وفقكم الله ؟
الشيخ : الحمد لله، أما بالنسبة للوقف التي تلفت فإنه لا يلزمه شيء بدَلها إلا إذا كان تلفها بسبب تفريط منه أو تعَدّ فإنه يجب عليه ضمانها وذلك لأن الوقف إذا كان عيْنا فتلفت بطل لفوات المحل وأما بالنسبة للأرض التي لم يجد لها زارعا على الرغم من أنه وضع دراهم لمن يزرعها فلم يجد فإنها تعتبر من الأوقاف التي تعطّلت منافعها ومثل هذا يجب أن يُنظر فيه إلى الأصلح من استبداله بوقف ءاخر أو ضرب حكورة عليه تبقى تُستغل والمرجع في ذلك إلى المحكمة الشرعية.
السائل : نعم، أحسنتم.
هذه رسالة وردت من المرسل محمد جميل حسين مصطفى من الجمهورية العراقية محافظة نينوى، ... ، هذه فيها عدة أسئلة والسؤال الأول.
1 - يقول السائل : إن عند والده بعض الأغنام وقد كانت وقف وماتت الأغنام ويوجد عنده قطعة أرض وقف وقد مات والدي وأنا صاحب وظيفة وقد قسمت هذه الأرض وقامت فيها الأشجار ولم أجد أحداً يحي هذه الأرض لكي تستثمر ثمرتها هذا أرجو إفادتي ماذا أفعل علماً أنني قد وضعت فلوس لمن يحرثها ولكن للأسف لم أجد أحداً يقوم بزراعتها نرجوا التفصيل في ذلك وفقكم الله ؟ أستمع حفظ
يقول السائل : إن من أحد شروط الدعاء هو التكرير ثلاثاً يقول وقد قرأ الخطيب في يوم الجمعة وذكر الدعاء مرة واحدة بعد الخطبة في مسجد هل يجوز هذا أرجو توضيح ذلك ؟
الشيخ : ليس الأمر كما فهم هذا الأخ لأنه من شروط الدعاء أن يكرّر ثلاثا بل هذا من الآداب التي ليست بشرط ويجوز للإنسان أن يدعو الله تعالى مرة واحدة أي ألا يكرر الجملة التي دعا بها وإنما تكرارها من باب الأدب لا من باب الشروط لكن من المهم أن يُعلم أنه من شروط الدعاء أن يكون الإنسان مؤمنا بمن دعا وأنه قادر على إجابة دعوته وكذلك من الآداب المهمة جدا اجتناب الحرام في الأكل والشرب والملبس فإن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الرجل يُطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب وكل هذه الأمور من أسباب إجابة الدعاء، يقول عليه الصلاة والسلام ( ومطعمه حرام وملبسه حرام وغُذِّيَ بالحرام فأنى يُستجاب لذلك ) .
السائل : نعم.
الشيخ : فاستبعد النبي صلى الله عليه وسلم إجابة الدعاء لهذا الرجل الذي وجدت منه أسباب إجابة الدعاء، استبعد النبي صلى الله عليه وسلم إجابة دعوته لوجود هذا المانع القوي وهو كونه يتغذّى بالحرام ويلبسه. على كل حال فعل الخطيب وهو أنه دعا مرة واحدة في أثناء الخطبة لا بأس به.
السائل : نعم، أحسنتم.
أيضا يقول محمد جميل حسين مصطفى من الجمهورية العراقية.
2 - يقول السائل : إن من أحد شروط الدعاء هو التكرير ثلاثاً يقول وقد قرأ الخطيب في يوم الجمعة وذكر الدعاء مرة واحدة بعد الخطبة في مسجد هل يجوز هذا أرجو توضيح ذلك ؟ أستمع حفظ
يقول السائل : إن الله سبحانه وتعالى يخاطب المؤمنين بتجنب اتخاذ القبور مساجد فنرى بعض المساجد مبنية فوق قبور الأنبياء والمشايخ السابقين في الإسلام فهل يجوز هذا ؟
الشيخ : الذي يُفهم من صيغة السؤال أن النهي عن اتخاذ القبور مساجد جاء في القرأن لأنه قال إن الله يخاطب المؤمنين بتجنبه فظاهر سؤاله أن ذلك في القرأن والأمر ليس كما ظن.
السائل : نعم.
الشيخ : إن كان قد ظنه فهذا ليس في القرأن لكن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المتخذين القبور مساجد فجاء ذلك في السنّة.
السائل : نعم.
الشيخ : ولا شك أن اتخاذ القبور مساجد أنها من كبائر الذنوب ولكن إذا وجِد قبر في مسجد فإن كان المسجد مبنيا على القبر وجب هدمه وإزالته وإن كان القبر موضوعا في المسجد بعد بنائه وجب إخراجه من المسجد.
السائل : نعم.
الشيخ : فإذًا الحكم للأول منهما، إن كان الأول هو المسجد فإنه يزال القبر وإن كان الأول القبر فإنه يهدم المسجد.
السائل : نعم.
الشيخ : ولا يجوز بناء المساجد على القبور ولا يجوز دفن الموتى في المساجد ولا يرد على هذا ما استشكله كثير من الناس بالنسبة لقبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبري صاحبيه الموجودين في المسجد النبوي وذلك لأن المسجد لم يبنى عليهما فالمسجد كان مستقلا وهذه كانت حجرة لعائشة رضي الله عنها دفِن فيها النبي صلى الله عليه وسلم حيث قبض واختار أبو بكر أن يدفن معه وكذلك عمر رضي الله عنه وقصة عمر في مراجعة عائشة في ذلك مشهورة.
السائل : نعم.
الشيخ : أقول لا يرد على ذلك لأن هذه الحجرة كانت متميزة منفصلة عن المسجد ولم يُقبر النبي صلى الله عليه وسلم ولا صاحباه في المسجد ولم يبنى عليهما أيضا لكن في زمن الوليد وفوق تسعين من الهجرة احتاج المسجد إلى زيادة فرأى الولاة في ذلك الوقت أن يضاف إليه حجز زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ومن جملتها حجرة عائشة إلا أن الحجرة بقيت منفصلة متميزة عن المسجد ببنايتها.
السائل : نعم.
الشيخ : على أن من الناس في ذلك الوقت من كره هذا الأمر ونازع فيه ولم يوافق عليه وقد ذكر أهل العلم أن أكثر الصحابة رضي الله عنهم لم يكونوا موجودين في ذلك الوقت في المدينة وأن الموجود من الصحابة في ذلك الوقت كانوا نازحين في البلاد الإسلامية التي فُتِحت وعلى هذا فالمسألة يعني إدخال الحجرة في المسجد ليس موضع اتفاق من الناس في ذلك الوقت.
السائل : نعم.
الشيخ : نعم، إلا أنها بقيت ولم تُغيّر لأن تغييرها صعب فلذلك أبقوها على ما هي لكنها ولله الحمد متميزة عن المسجد منفصلة عنه لم توضع القبور في المسجد ولا المسجد بني عليها.
السائل : نعم، أحسنت.
أيضا محمد جميل حسين مصطفى من الجمهورية العراقية.
3 - يقول السائل : إن الله سبحانه وتعالى يخاطب المؤمنين بتجنب اتخاذ القبور مساجد فنرى بعض المساجد مبنية فوق قبور الأنبياء والمشايخ السابقين في الإسلام فهل يجوز هذا ؟ أستمع حفظ
يسأل عن الصلاة عن الأنبياء يقول هل يجوز الصلاة على الأنبياء الآخرين غير محمد صلى الله عليه وسلم ؟
الشيخ : الجواب نعم يجوز، تجوز الصلاة على الأنبياء السابقين عليهم الصلاة والسلام بل تجوز الصلاة أيضا على غير الأنبياء من المؤمنين إن كانت تبعا فبالنص والإجماع كما في قوله صلى الله عليه وسلم حين سئل كيف نصلي عليه قال ( قولوا اللهم صل على محمد وعلى أل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى أل إبراهيم إنك حميد مجيد ) .
السائل : نعم.
الشيخ : وأل النبي صلى الله عليه وسلم هم في هذه الجملة هم المتبعون لشريعته من قرابته وغيرهم، هذا هو القول الراجح وإن كان أول وأولى من يدخل في هذه أي في أل محمد هم المؤمنون من قرابة النبي صلى الله عليه وسلم لكن مع ذلك هي شاملة لكل من تبعه وءامن به لأنهم من أله وشيعته.
السائل : نعم نعم.
الشيخ : فالصلاة على غير الأنبياء تبعا جائزة بالنص والإجماع لكن الصلاة على غير الأنبياء استقلالا لا تبعا، هذه موضع خلاف بين أهل العلم هل تجوز أو لا والصحيح جوازها أنه يجوز أن تقول لشخص مؤمن صلى الله عليك وقد قال الله تبارك وتعالى للنبي صلى الله عليه وسلم (( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم )) فكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على من أتى إليه بزكاته وقال ( اللهم صل على أل أبي أوفى ) حينما جاؤوا إليه بصدقاتهم.
السائل : نعم.
الشيخ : نعم، إلا إذا اتخذت شعارا لشخص معيّن كلما ذكر قيل صلى الله عليه فهذا لا يجوز في غير الأنبياء.
السائل : نعم.
الشيخ : مثل لو كنا كلما ذكرنا أبا بكر قلنا صلى الله عليه أو كلما ذكرنا عمر قلنا صلى الله عليه أو كلما ذكرنا عثمان قلنا صلى الله عليه أو كلما ذكرنا عليا قلنا صلى الله عليه فهذا لا يجوز.
السائل : نعم.
الشيخ : أي لا يجوز اتخاذ الصلاة على غير الأنبياء شعارا لشخص معيّن، نعم.
السائل : إذًا نقول لمحمد جميل حسين مصطفى من الجمهورية العراقية أننا قد سمعنا من فضيلتكم أن الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى جميع المرسلين وتجوز أيضا لبعض المؤمنين الذين يُعرف حقيقة إيمانهم إن شاء الله تعالى، أحسنت جزاك الله خيرا.
هذه رسالة من حسين عبد الله أو ..
الشيخ : على كل حال التفصيل أوسع مما.
السائل : نعم لكن.
الشيخ : من الفذلكة الذي قلت.
السائل : نعم نعم، لكني أنا أقول له إنه يعني عن استفساره أنه يجوز الصلاة على.
الشيخ : استفساره كما سمع في جوابنا.
السائل : كما سمع في جوابكم.
الشيخ : نعم.
السائل : بارك الله فيكم.
هذه رسالة من المرسل المستمع حسين عبد الرحمان عبد الله من أبها من سراة عبيدة.
4 - يسأل عن الصلاة عن الأنبياء يقول هل يجوز الصلاة على الأنبياء الآخرين غير محمد صلى الله عليه وسلم ؟ أستمع حفظ
يقول السائل : إن لدي جدة جاوز عمرها مائة وأربعين عاما ولا تزال على قيد الحياة وتسير على مسافات قصيرة ولكنها تجهل بعض واجبات الصلاة وكلما حاولت أن أعلمها التشهد والفاتحة وبعض سور القرآن القصيرة وما تقول في صلاتها ولم يعد بوسعها أن تفهم جيداً وذلك لأنها تنسى بعد يومين ما أقوله لها فهل يلحقني منها ذنباً حيث أنني متعلم أفيدونا وفقكم الله ؟
الشيخ : لا يلحقك منها ذنب إذا قمت بواجب التعليم عليك فإذا علمتها ونسيت فإنه ليس عليك منها ذنب لكن أعد التعليم عليها مرة بعد أخرى وهي والدتك أو جدتك ينبغي أن تحرص عليها حرصا بالغا لا سيما وهي بلغت من الكبر عتيا فتحتاج إلى متابعة وإلى تعليم حتى لا تنسى وما ليس في وسعك من تعليمها فإن الله تعالى لا يكلفك به لقوله تعالى (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) .
السائل : هذه رسالة من محمد عزاز السلمي يقول إمام المسجد الجامع.
5 - يقول السائل : إن لدي جدة جاوز عمرها مائة وأربعين عاما ولا تزال على قيد الحياة وتسير على مسافات قصيرة ولكنها تجهل بعض واجبات الصلاة وكلما حاولت أن أعلمها التشهد والفاتحة وبعض سور القرآن القصيرة وما تقول في صلاتها ولم يعد بوسعها أن تفهم جيداً وذلك لأنها تنسى بعد يومين ما أقوله لها فهل يلحقني منها ذنباً حيث أنني متعلم أفيدونا وفقكم الله ؟ أستمع حفظ
يسأل هذا السؤال وهو رجل مرض وقد بحث عن علاج لمرضه قبل كثرة الطب في مملكتنا الحبيبة وقد قيل له تشرب حليب امرأة مرضعة وقد شرب من حليبها شربةً واحدة وقد شفاه الله سبحانه وتعالى فهل هي أم له أم لا أفيدونا جزاكم الله خيراً ؟
الشيخ : الحقيقة أني أشك في كون لبن المرأة سببا للشفاء وأظن أن الشفاء حصل عنده لا به يعني أنه كان مما أراد الله سبحانه وتعالى وقدره أن يكون الشفاء في هذا الظرف أو في هذا الوقت الذي كان وقت شربه لهذا اللبن.
السائل : نعم.
الشيخ : إذ أننا لا نعلم أن لبن المرأة يكون سببا للشفاء ولكن كما أسلفنا في حلقة ماضية شعور الإنسان بالشيء، المريض، له تأثير بالغ بالنسبة للمرض، على كل حال ما نظن أن لبن النساء سبب للشفاء.
السائل : نعم.
الشيخ : وأما بالنسبة لما سأل عنه هل تكون أما له فلا تكون أما له لأن من شروط الرضاع أن يكون خمس رضعات فأكثر فإن كان دون ذلك فإنه ليس بمحرِّم أي لا يوجب أن يكون الرضيع محرما للمرأة التي رضع منها ولا تكون هي محرّمة عليه.
السائل : نعم.
الشيخ : كما أن من الشروط أيضا عند جمهور أهل العلم أن يكون الرضاع في زمنه أي في الزمن الذي يتغذى فيه الطفل بالرضاع.
السائل : نعم.
الشيخ : أما إذا تجاوز ذلك الزمن بأن فُطِم ولم يكن مرتكزا في رضاعه على اللبن فإن تأثير اللبن في حقه غير واقع.
السائل : نعم.
الشيخ : لا يؤثر.
السائل : نعم.
الشيخ : نعم.
السائل : نعم.
الشيخ : وقد ذهب بعض العلماء إلى أن رضاع الكبير محرِّم لعموم قوله تعالى (( وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم )) ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لامرأة أبي حذيفة بالنسبة لمولى أبي حذيفة سالم قال ( أرضعيه تحرمي عليه ) وكان كبيرا يخدمهم.
السائل : نعم نعم.
الشيخ : فاستدل بعض العلماء بهذا على أن رضاع الكبير مؤثر ومحرّم لكن الجمهور على خلاف ذلك وأنه لا يؤثر ولا يحرّم واختار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله التفصيل وقال إذا دعت الحاجة إلى رضاع الكبير وأرضع ثبت التحريم وإلا إذا لم يكن ثمة حاجة لم يثبت لكن الراجح ما ذهب إليه الجمهور ويدل على ذلك إن النبي صلى الله عليه وسلم لما نهى عن الخلوة بالنساء قالوا يا رسول الله أرأيت الحمو قال ( الحمو الموت ) محذرا من خلوة قريب الزوج بزوجته.
السائل : نعم.
الشيخ : ولو كان الرضاع موجبا للتحليل أي لتحليل الخلوة لبيّن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لدعاء الحاجة إلى بيانه.
السائل : نعم.
الشيخ : لقال مثلا إذا كان للزوج أخ وطبعا هو معه في السكن فهو محتاج إلى أن يخلو بزوجته فلو كان ثمة علاج لهذه الحالة الواقعية التي يحتاج الناس إليها لقال الرسول عليه الصلاة والسلام ترضعه وينتهي.
السائل : نعم.
الشيخ : تنتهي المشكلة فلما لم يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك مع دعاء الحاجة إليه في هذا الأمر العظيم دل هذا على أنه لا أثر لرضاع الكبير وهذا هو الراجح.
السائل : نعم.
الشيخ : وأنه ينبغي تجنب إرضاع الكبير مهما كانت الظروف حتى لا نقع في مشاكل.
السائل : أحسنتم.
أيها الإخوة إلى هنا نأتي على نهاية هذا اللقاء.